مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

- سد النهضة وآلية الإكراه في تحدي الهيمنة المصرية 1 أ- السدود.. إطار عام

هناك أنواع مختلفة للســدود، فثمة ســدود لتخزين مياه للــري، وأخرى لتوليد الكهربــاء، وثالثــة تجمع بين الاثنين. وتبرز الحاجة الماسّــة لســدود تخزين المياه؛ لاستخدامها في عملية الزراعة المروية حتى وإن توافرت مياه الأمطار بصورة موسمية لأنها قد تكون متذبذبة، كما يســتفاد منها في تعويض النقص الشــديد للمياه، لاسيما في أوقات الجفاف. ويلاحظ أن معظم دول المنبع تعتمد على الزراعة المطرية كإثيوبيا على ســبيل % (عكس مصر التي تعتمد على الزراعة المروية 98 المثال؛ حيث تعتمد عليها بنســبة % من 30 - 20 بذات النسبة تقريبًا)، ومع ذلك فإن ناتج الزراعة المطرية لا يبلغ سوى . ((( إجمالي ناتج الزراعة المروية ومن ناحية ثانية، فإن هذه السدود مهمة لحماية الدول من الفيضان، الذي غالبًا ما يترك آثارًا كارثية على الدولة التي يقع فيها؛ فبالنسبة لنهر النيل على سبيل المثال، 20 على وجود دورة لفيضان وجفاف النهر تبلغ ((( هناك شــبه اتفاق بين الجيولوجيين سنة، منها سبع سنوات فيضان ومثلهم فيضان ضعيف جدّا، وبينهما ست سنوات فيضان متوسط؛ وهو ما يؤثر بالتالي على دول المنبع، كما يؤثّر على الكمية النهائية للنيل عند ، خسائر كبيرة في السودان 2000 و 1988 أســوان؛ فقد ترتب على فيضان النيل، عامي ؛ حيث بلغ عدد المتضررين 1984 وإثيوبيا، تمامًا كما حدث في أوقات الجفاف، عام ملايين، وتكرر الأمر تقريبًا في 7 . 8 ملايين مشرّد، وفي إثيوبيا 8 . 4 في السودان حينها ملايين في إثيوبيا). 6 . 2 ملايين مشرّد في السودان، مقابل 8 . 6 م، ( 1991 موسم جفاف أما الفائدة الثالثة للسدود فهي فائدة تنموية تتعلق بعملية توليد الطاقة الكهرومائية. ورغم أن ســدود الطاقة تحجز المياه في مرحلة الملء الأول فقط، إلا أنها قد تســبّب مشــكلة لدول المصبّ التي قد تعاني ندرة من المياه، أو إذا كان حجم خزان الســد كبيــرًا. ونظرًا لهذه الأهمية للســدود، هناك توجه فــي دول منابع النيل صوب بنائها، وزيادة مساحة الزراعة المروية. نور الدين، نادر، موارد دول حوض النيل المائية والأرضية ومستقبل التعاون والصراع في المنطقة، ((( .56 ،ص 1 )، ط 2011 (مركز الجزيرة للدراسات والدار العربية للعلوم ناشرون، الدوحة وبيروت، .63 - 52 المرجع السابق، (((

142

Made with FlippingBook Online newsletter