53 |
الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي
مثـل تنظيـم القاعـدة ومـا يماثلهـا. ولا ت ـزال تصـدر مث ـل هـذه الفت ـاوى، الت ـي ت ـرى وجـوب «جه ـاد الدف ـع»، أي الدف ـاع عـن طريـة للـدول، حتـى مـن مؤسسـات دينيـة تقليديـة، مـن ُ النفـس والديـن دون اعتبـار الحـدود الق ـان الثـورات العربيـة، وليـس مـن المتوقـع أن تتوقـف، لأن َّ حـ إلـى آخـر كمـا كان الشـأن إب هـذا القـدر مـن «الجهـاد» وعلـى هـذه الصفـة، يحظـى بقـدر عـال مـن التوثيـق وعلـى صلـة مباشـرة مـع النـص، وتؤيـده السـردية الإسـ مية، فـي جملـة كبيـرة مـن الأدلـة واجتهـادات الأئمـة المتقدمـ والمعتبريـن لـدى عمـوم المسـلمين. ــل ِّ م ُ أمــا التيــارات الســلفية، فقــد يتعــدد فيهــا مركــز الشــرعية الأســاس، خاصــة إذا مــا ح ) الــذي مركــزه الســعودية 33( مصطلــح الســلفية علــى أوســع معنــاه، ولكــن التيــار الوهابــي ومـن يـدور فـي فضائـه، فـإن الفكـرة الأساسـية التـي قامـت عليهـا شـرعية وجـوده الأسـاس، )، أي تصحيــح التوحيــد 34( فهــي النقــاء الدينــي عبــر الإصــ ح بشــقيه العلمــي والعقــدي ونبـذ التمذهـب، وحتـى هـي سمحـت لـه ببنـاء شـرعية أخـرى تسـتغني عـن خلافـة الدولـة ــا حــال وجودهــا، ولكــن شــرعية وجــوده الدينيــة المعاصــرة كانــت ّ ً ) تاريخي 35( العثمانيــة بالش ـراكة م ـع الدول ـة الس ـعودية لاس ـيما بع ـد ولادة الدول ـة الحديث ـة. مـن الديـن وتصويـب َّ ـا لمـا صـح ً وهـذا القـدر المتصـل بــ “تصحيـح معتقـدات» المسـلمين وفق ـر ف ـي ِّ ل الرافع ـة الأساسـية لمجمـل هـذا التي ـار، حت ـى إن ـه اسـتطاع أن يؤث َّ فهمه ـم ل ـه، شـك ت بع ـضسمات ـه ف ـي َ ـر َ مؤسسـات وشـخصيات ديني ـة رسمي ـة ف ـي ال ـدول العربي ـة. لا، ب ـل س تيـارات إسـ مية أخـرى، فأصبحـت هنـاك أوصـاف جديـدة فـي هـذا الحقـل لهـا دلالتهـا، مثـل: «جهـادي سـلفي» و»إخوانـي سـلفي»، ومـا إلـى ذلـك. ه ـذه الس ـمات الأساس ـية تعتب ـر الأق ـوى ل ـدى عم ـوم التي ـارات الإس ـ مية، بس ـبب العلاق ـة نـه لهـا ِّ م َ ؤ ُ المباشـرة والوثيقـة بـ الأفـكار المؤسسـة لـكل تيـار منهـا، وبـ النـص الدينـي ومـا ي مـن شـرعية وإن بتفـاوت. وبالمقارنـة بينهـا والإسـ م السياسـي، فـإن أهميـة «مصطلـح الدعـوة لـدى الإخـوان المسـلمين، أنـه يعكـس حقيقـة مرنـة تشـتمل علـى مـا يقدمـه الجهاديـون مـن
Made with FlippingBook Online newsletter