المطلب الأول: دور تركيا وقطر تجاه القضايا الأمنية أو ً: الأزمة السورية
بدأت الثورة السورية مبكرًا، غير أنها لم تفلح في إسقاط النظام الذي خرجت ضده؛ ما جعلها من أكثر الثورات تكلفة بشرية ومادية، كما تعقدت فيها الحسابات المحليــة والإقليميــة والدولية، فســوريا تقع في قلب المحــور الإيراني، وبالتالي ســارعت إيران لدعم حليفتها، وفي المقابل سعت السعودية وحلفاؤها إلى إسقاط النظام في سوريا عبر تسليح المعارضة، وتقديم الأموال لها. شهد الملف السوري تنسيقًا كبيرًا بين تركيا وقطر اللتين تصرفتا ككتلة واحدة (في الكثير من الأحيان)، حيث ساهمتا بشكل مشترك في تشكيل المجلس الوطني الســوري، الجناح المدني في المعارضة الســورية، إلى جانب جناحه العســكري الجيش السوري الحر؛ لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. فقد استضافت تركيا كمجلس " المجلس الوطني السوري " مؤتمر المعارضة الســورية الذي تمخض عنه بعد إضافة شخصيات وكتل " الائتلاف الوطني الســوري " انتقالي، ثم تطور ليصبح جديدة عليه، وذلك خلال مجموعة من الاجتماعات التشاورية على مدار ثلاثة أيام . ( (( م 2012 نوفمبر/ تشرين الثاني 11-8 في الدوحة من كمــا فرضت أنقرة عقوبات على النظام الســوري، وســعت إلى عزله دوليّا، واســتصدار قرارات ضده في مجلس الأمن، وذلك بالتنســيق مع قطر وبعض دول الخليج الأخرى، وقد أقدمت تركيا على سحب سفيرها من دمشق بعد أن تم تجميد م. 2011 نوفمبر/ تشرين الثاني 13 عضويتها في جامعة الدول العربية في ، لم تنضم تركيا للتحالف الدولي بقيادة الولايات " داعش " وبعد ظهور تنظيم " إنجرليك " ، كما تأخرت بالسماح للتحالف باستخدام قاعد " داعش " المتحدة لمحاربة العسكرية، حيث رأت تركيا ضرورة العمل بصورة رئيسية لإسقاط نظام بشار الأسد، ، (تاريخ الدخول: " أهداف الائتلاف " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ((( م). 2020 يناير/كانون الثاني 15
115
Made with FlippingBook Online newsletter