أن الحركة بدأت Framing Theory " نظرية التأطير " ما يلاحَظ هنا وفق مقترب تضفي معنى إيجابيّا على المشــاركة السياســية، من منطلق ربطها بمشمولت الدين. الذي رأى في ممارسة " عبد الإله بنكيران " وهو ما أكد عليه أيضًا قائد الحركة آنذاك مقتضى من مقتضيات الدين، دون أن يكون هو الهدف ـوالأولوية، " العمل السياسي: عندنا ظن أن يكون وســيلة لممارســة الدعوة، بل فقط من أجل مشاركة المجتمع في الحياة العامة. كانت هناك فكرة تأمين الإطار لكننا تجاوزناها ولله الحمد، أي إننا إذا . ((( " شاركنا في الحياة السياسية فسيكون إطار الدعوة مؤمّنًا أكثر إن المعنى الذي أعطاه قادة الحركة لأهمية المشــاركة السياســية، أولً: كعنصر من عناصر الدين في نظرته الشــمولية للمجتمع. وثانيًا: كأداة ووســيلة لخدمة الدين في حدّ ذاته، من خلال خدمة المجتمع، قد أعطى لمفهوم المشاركة السياسية مدلول آخــر لدى أعضائها وأتباعها، عكس التصور الســابق؛ الذي كان يعتبر أن أي انخراط في الممارسة السياسية وفق القواعد المعيارية للدولة، هو جزء من الخروج عن الدين والتنكر للدعوة. وهو ما يؤدي بنا إلى القول: إن عملية التأطير الفكري التي ســهر عليها بدرجة أولى قادة الحركة، قد أســهمت في إحداث تحول جذري في ســلوكيات وممارسات أفــراد الحركــة داخل المجتمع. وهو تطور يقيس درجــة العتدال التي أضحى أفراد الحركة يتمتعون بها ســواء في قبول التعددية الفكرية، أو في قبول اقتســام المشــهد السياســي مع باقي الفرقاء السياســيين، ما داموا يدركون حق الإدراك أن المشــاركة السياسية تعني العمل وفق قوانين الدولة وثوابتها السيادية. ولخلع هذا المعنى على الممارســة السياسية بشــكل شرعي؛ استدعت الحركة الموســوم " ســعد الدين العثماني " ، من خلال كتاب القيادي بالحركة " ابن تيمية " فقه ، هذا الكتاب الذي تناول جزئية " المشاركة السياسية في فقه شيخ الإسلام ابن تيمية " بـ صغيــرة، كانت فــي فترة من الفترات تمثل معضلة كبيرة في فكر الحركة الإســ مية المغربية، أل وهي المبادرة للمشاركة في الفعل السياسي الرسمي. وهكذا استطاعت الحركة الإسلامية من خلال التأصيل لمفهوم المشاركة السياسية، أن تحــدث قطيعــة فكرية مع تجربة حركية مثقلة بجراحها التاريخية، واختيار الدكتور . 48 ، مصدر سابق،ص " حوار مع مجلة زمان " عبد الإله بنكيران، (((
166
Made with FlippingBook Online newsletter