الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

ليس أمرًا اعتباطيّا؛ فابن تيمية " ابن تيمية " لشخصية مثل شخصية " سعد الدين العثماني " يمثل الرمز الأكثر مقبوليَة في الجســم الإســ مي، سواء تعلق الأمر بالجانب السلفي منه أو الجانب الحركي. ولعل النظر في تراث الرجل، والتأســيس لفكرة المشــاركة في الأوضاع الفاسدة يشكّل مدخ " جواز تولي الوليات " السياسية من خلال مبحث أساســيّا نحو إقناع الحركة الإســ مية بشتى أطيافها، بأهمية المشاركة السياسية بالنظر . لقد استطاعت عملية التأطير وفق المعاني الجديدة ((( إلى مقاصدها وفوائدها العملية التي أضفاها خطاب القادة للعمل الدعوي، أن تعيد النظر في التوجه الراديكالي السابق الذي استقر على إحداث القطيعة مع الدولة والمجتمع، بدعوى الجاهلية والنحراف الشرعية. " المودودي " و " سيد قطب " كما أخذوه من تصورات وطروحات وهكذا بدأت عملية القتناع بأهمية المشاركة السياسية تأخذ مجراها في صفوف أعضــاء الحركة، وأضحى الملتحقون الجدد بالحركــة خلال النصف الأول من عقد التســعينات، وهي الفترة التي ســوف تشهد توسعًا جماهيريّا كبيرًا على مستوى قاعدة الحركــة، ينضمــون للحركة وهــم مقتنعون بالأدوار التي يمكــن أن تلعبها في خدمة الدعوة، من خلال مشاركتها في العمل السياسي. . مأسسة المشاركة السياسية 2 في خضم البحث عن إطار سياسي يؤطر النشاط السياسي للحركة، تنامى الوعي خلال بداية التسعينات، بضرورة إحداث مجموعة " حركة الإصلاح والتجديد " لدى أطر من التحولت في التصورات التي تتبناها تجاه العمل السياســي. لهذا، ظهرت عملية التأصيل للمشــاركة السياســية، التي أضفت أطرًا ومعنى إيجابيّا حول فعل المشــاركة السياســية من داخل المؤسســات الرســمية. وكان ذلك بحدّ ذاته طفرة في مدركات الحركة، التي ظلت تعادي الممارسة السياسية السائدة من داخل المؤسسات الرسمية. ســيتمخض عن ذلك أواســط التســعينات؛ انخراط الحركة بالموازاة مع عملية حزب الحركة الشعبية الدستورية " ، وفي " حركة التوحيد والإصلاح " الوحدة في إطار ، بعد سيرورة من النقاشات والفعل " عبد الكريم الخطيب " بقيادة الدكتور " الديمقراطية ، حركة التوحيد والإصلاح المغربية: البناء والكسب، التطلعات والتحديات محمد يتيم و(آخرون)، ((( . 77 )،ص 2012 (بيروت، مؤسسة النتشار العربي،

167

Made with FlippingBook Online newsletter