تلامذة التعليم الأصيل، وكانت تستهويني المشاركة في الأنشطة والمظاهرات، وكنت . " أفضّل أن أبقى وراء الستار بمدرسة المعلمين سنة " شبابو " استمر الأمر على هذه الحال حتى بعد أن التحق وهو صديق " محمــد بوتغراس " بدأ يتصل بي " ، 1969 ، ويحكــي أنه في ســنة 1964 قديم لي من رجال التعليم، لكني شــعرت أنه يريد أن تســير علاقتنا في اتجاه آخر غير الذي كانت عليه في الســابق. كان يزورني باســتمرار، ويمدني ببعض الكتب التي " العربي " لم أكن أرغب في مطالعتها، وفي المقابل، كنت أعرض عليه أن يقرأ مجلة غيــر أنه كان يجاملني ويمســك بها ويتصفحها، ثــم يعود إلى نفس الكلام الذي جاء من أجله، فهمت أنه يريد أن يغيّر اتجاهي. لم أُظهر لبوتغراس حماسًا لفكرته، غير أن إصراره كان كبيرًا، فكرّر الزيارة لبيتي مرارًا، وحدث أن اســتدعاني لبيته مرة فوجدت معه مجموعة من رجال التعليم أعرف بعضهم وأجهل البعض الآخر. بعد تقديم الشاي من بعــض الحاضرين أن يقرأ علينا فصً من " محمد بوتغراس " والحلويــات، طلب أحد الكتب، على أســاس أن يجعله كمنطلق للمناقشــة، وقتها شعرت أن الأمر ليس عاديّا، فالكلام الذي دار والأفكار التي وردت في الكتاب غريبة بالنســبة إليّ، وربما أســمعها لأول مرة...بدأ يتضح لي أن هناك توجهًا إســ ميّا، ويراد لي أن أنخرط فيه، عبد " واتضــح لــي فيما بعد أن وراء هذه الجمعية أحد مفتشــي التعليم الممتازين هو . ((( " الكريم مطيع تســتعين للتعبئة والتجنيد " حركة الشــبيبة الإســ مية " بهذا الأســلوب، كانت والســتقطاب، وذلك عبر إعادة تشكيل وصياغة تصورات ومدركات الأفراد ونظرتهم للمجتمع والدولة على حدّ سواء. لذلك تعتبر عملية النتقاء والتجنيد مكونًا رئيسًا في عملية بناء الهوية الحركية وفق المرجعية الإســ مية كما تتصورها الشــبيبة الإسلامية. فمن خلال هذه المعايير في التعبئة التي تمر عبر مراحل دقيقة، يعمل أطر الحركة على تعبئة أتباعهــم، وتعريفهم بتوجهات الحركة وأنظمتها، وغرس الأيديولوجية الصدامية في نفوسهم. وهــذه النزعة الصدامية التي يتم غرســها في وعي المجنديــن، غرضها تحقيق اللتزام التنظيمي عبر اللتزام الديني القائم على تغذية مشــاعر الإقصاء والإحســاس المصدر نفسه. (((
97
Made with FlippingBook Online newsletter