دارفور: حصاد الأزمة بعد عقد من الزمان

المجتمع، وأن تنتز ع منه الموارد، ولكنه يلاحظ أن هذه الدول لا تستطيع، رغم قوتها طط لها، كما أنها لا تستطيع اعادة  المادية الهائلة، أن صص الموارد بالطريقة ال أن تقديره ا  تتصورها. وسبب ذلك يعود  هيكلة المجتمع وتغييره وفقا للغاية ال بع المجتمعات "التقليدية" هي أيضا تمعات "قوية"، ليس مرن حيرث القروة العسكرية ولكن من حيث القدرة على المقاومة والبقاء ؛ سواء بالالتفراف حرول سياسات الدولة، او عن طريق عمليات الاختراق المضاد، حيرث ترتكمن مرن السيطرة على بع أجهزة الدولة، أو المواقع القيادية فيها، والعمل مرن ثم علرى تغييرها. فكما ان ا لدولة تستطيع أن ترق المجتمع وتغير مساره، فان المجتمع أيضرا ترق الدولة ويغير طبيعتها ومسارها (  يستطيع ان Migdal, 1988: 185 .) ظاهرو استقلالية الدولة السودانية يمكننا أن نلاحظ أن مفهوم "استقلالية الدولة" الذى نبهت اليه سكوتشربول ينطبق على حالة الدولة السودان ية بصورة كبيرة وفاهرة. فقد تشركلت الدولرة السودانية ووضعت نظمها وهياكلها وحددت أهدافها وغاياتها بإرادات خارجيرة، وبمن ى عن "تنظيمات المجتمع" ؛ ديثة"  بل إن الدولة السودانية "ا ؛ صورتها  سواء ديوية (  ا 4914 - 4991 صورتها البريطانية (  )، أو 4999 - 4911 ) لم تنشر إلا  أحضان حرب ضروس ضد واحدة أو أكثر من الكيانات الاجتماعية "التقليديرة". وفلت تلك الدولة تسعى بالطرق المباشرة وغير المباشرة لتغيير مسار تلك الكيانات ها. ولكن يمكننا أن نلاحظ من جانب آخر أن اه خطط الدولة وبرا ا  ودفعها " مفهوم "المجتمع القوى" الذى صاغه دال" ينطبق كذلك علرى حالرة المجمرع بصورة واضحة، رغم ما يقال عن تقليديته وتنوعره العرقري واللغروي  السودا دال ليست قدرة ماديرة ستاذ  يشير اليها نموذ ا  . إذ أن قوة المجتمع ال  والدي او عسكرية بقدر ما هي قدرة على "تغيير" الدولة من خلال مقاومة خططهرا، أو الالتف اف حولها، أو اختراق مؤسساتها وتعديل مسارها. ديثة (المشار اليها  أن الدولة السودانية ا وللتدليل على هذا يمكننا أن نشير ا كم الا من خلال تنازلات كبيرة لصراا الكيانرات  ا  آنفا) لم تستطع البقاء ديوية مثلا عملت على فرض مؤسس  الاجتماعية التقليدية. فالإدارة ا ديثرة  اتها ا

77

Made with FlippingBook Online newsletter