دارفور: حصاد الأزمة بعد عقد من الزمان

يقدم الكتاب رؤية لأزمة دارفور بعد عقد على تَفَجُّرِها من خلال البحث في جذورها وتحليل الواقع الذي أنتجته على الأرض، وتتبع ديناميات هذا الواقع وتداعياته. كما يقدم تقييماً لجهود السلام، وتحليلاً معمقاً للمؤثرات الداخلية والخارجية والبنيوية (خاصة بنية الدولة) في مسار الأزمة، ويستند على هذه الرؤية لاستشراف المستقبل.

تحرير عبد الوهاب الأفندي - سيدي أحمد ولد أحمد سالم

تأليف مجموعة من الباحثين

الطيب زين العابدين محمد بلقيس بدري التجاني عبد القادر حامد منزول عبد الله منزول عسل فتح الرحمن القاضي محمد الأمين خليفة أ سامية حمد نهار أليكس د لفا و حمد عمر حاوي د محجوب هارون ّ محم جيروم توبيانا خالد التيجاني النور

الطبعة الأولى 1434 - ـه

م

2013

ردمك 978-614-01-1052-6

جميع الحقوق محفوظة

الدوحة قطر -

)+

( 974

- 4930218

- 4930183

هواتف: 4930181 فاكس: 4831346

( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net

عين التينة ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 - شوران بيروت 1102-2050 لبنان - فاكس: (+961-1) 786230 الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb

- البريد الإلكتروني: asp@asp.com.lb

يمنع نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة تصـويرية أو للكترونيـة أو ميكانيكيـة بما في ذلك التسجيل الفوتوغرافي والتسجيل على أشـرطة أو أقـرا مقـروءأ أو بأيـة وسـيلة نشـر أخــــــرف بمــــــا فيهــــــا حفــــــظ المعلومــــــا ، واســــــترجاعها مــــــن دون لذن خطــــــي مــــــن الناشــــــر

إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأي

ش. م. ل

التنضيد وفرز الألوان: أبجد غرافيكس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مطابع الدار العربية للعلوم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233

تراجم المؤلفين ................................ ................................ .................. 9 ................................ ................................ ........................ 31 : مقدمة عشرة أعوام من الحيرة ................................ ................................ . 31 الفصل الأول : دارفور: عواقب التفاعل بين جذور الأزمة وتداعياتها .......................... 94 الطيب زين العابدين محمد ................................ ........... 99 الفصل الثاني : دارفور وأزمة الدولة السودانية ................................ ................ 37 التجاني عبد القادر حامد ................................ ............. 11 الفصل الثالث : الحركات المسلحة في دارفور: التركيبة والأدوار .............................. 501 محمد الأمين خليفة ................................ ................. 301 الفصل الرابع : الشباب في دارفور والدور المنتظر: من وقود الحرب إلى اع السلام ّ صن ....... 573 حمد عمر حاوي ................................ .................... 311 الفصل الخامس : اقتصاد الحرب وحروب الاقتصاد: دارفور نموذجا .......................... 511 خالد التيجاني النور ................................ ................. 311 الفصل السادس : الوضع الإنساني في دارفور ومستقبل النازحين واللاجئين ................. 584 منزول عبد الله منزول عسل ................................ ........ 389 الفصل السابع : المرأة في قلب الصراع: أضخم أعباء الحرب وأبرز المساهمات في السلام ... 357 سامية أحمد نهار ................................ ................... 331

تمهيد

7

الفصل الثامن : السلاح والسياسة في دارفور: تداعيات الأزمة على الساحة السياسية ....... 373 محمد محجوب هارون ................................ .............. 311 الفصل التاسع : اتفاقيات سلام دارفور: الجهود وتحديات التطبيق ........................... 314 بلقيس بدري ................................ ........................ 319 الفصل العاشر : مبدأ التدخل الإنساني وأزمة دارفور: دروس وعبر .......................... 387 فتح الرحمن القاضي ................................ ................ 381 الفصل الحادي عشر : الدور الإقليمي في الأزمة: ابتكارات خلاقة وصراعات معطلة .......... 704 أليكس دو فال ................................ ...................... 109 الفصل الثاني عشر : عقوبات جوفاء: المجتمع الدولي بين التخبط واللامبالاة في دارف .... ور 733 جيروم توبيانا ................................ ....................... 131

................................ ................................ ...................... 113 مستقبل ما بعد الأزمة ................................ ................................ ........ 113

خاتمة

8

تراجم المؤلفين

أ خالد التجاني النور  تص  لل سياسي واقتصادي  النور ناشر وكاتب و  ستاذ خالد التجا  ا الطب البيطرري  الشؤون السودانية والقرن الإفريقي. حاصل على بكالوريوس  إدارة ا   ودبلوم عا لرس إدارة ورئريس رطوم. رئيس  عمال من جامعة ا لرس إدارة العديرد مرن رير صحيفة إيلاف السودانية. ناشر مشارك وعضو  ديد من المجلات والمراكز  ا  المؤسسات الصحفية. له إصدارات ومقالات علمية البحثية . د أ بلقيس بدري ستاذة  تشغل ا د. بلقيس بدري منصب مديرة المعهد الإقليمري لدراسرات حفاد للبنرات بر م درمران. حاصرلة علرى  امعة ا ندر والتنوع والسلام ا نثروبولوجيا الاجتماعية من  ا  علم الاجتماع، وماجستير  بكالوريوس العلوم بريطانيا. رئيسة  " علم الاجتماع من جامعة "هل  رطوم، والدكتوراه  جامعة ا اث بمركز المرأة ال  ا عربية للتدريب والبحوث العمرانية بتونس عام 4991 . أستاذة حفاد للمرأة وجامعة الملك سعود. لهرا عردة كترب  رطوم وجامعة ا  امعة ا وث علمية  و . د جيروم توبيانا يشغل د. زمرات الدوليرة.  موعة ا  جيروم توبيانا منصب كبير المحللين شؤون السودان والت  وهو باحث متخصص ً البلدين مستشارا  شاد، حيث عمل  راد الإفريقري  مم المتحدة والا  ذلك ا  للعديد من المنظمات والهيئات، بما

9

عام  دارفور. و 1144  ، استقال مع اثنين من زملائه من منصبه كخبير إقليمري مرم  على تدخلات مروففي ا ً من حول السودان احتجاجا  لس ا نة خبراء  المتحدة الدراسات الإفريقية ولره  عمل اللجنة المستقلة. حاصل على دكتوراه العديد من المؤلفات حول دارفور والتشاد والسودان، من أبرزها كتابه: مردونات دارفور (بالفرنسية)، 1141 . د التجاني عبد القادر حامد يعمل د. امعة الملك زايد بر بو ف اضرا  عبد القادر حامد  التجا برر . و  رطوم كلية الآداب شعبة الفلسفة بدرجرة الشررف ا  وهو خريج جامعة ا امعة عام الفلسفة من نفس ا  حاصل على الماجستير 4991  ، وعلى الدكتوراه العلوم السياسية من جامعة لندن عام 4999 رطوم سرابقا ولره  امعة ا . استاذ العديد من المؤلفات والمقالات المنشورة . حمد عمر الحاوي امعرة جوبرا، اوي أستاذ مساعد بقسم العلوم السياسية  د. حمد عمر ا ري. يشغل كذلك منصب رئيس وحدة الترجمة  امعة وأستاذ الاقتصاد السياسي رطوم. حاصل  وث الإسلام والعالم المعاصر با  قسم البحوث بمركز  والتعريب على الدكتوراه من جامعة جوبا، وله  كرم  العديد من الدراسات حول طبيعة ا ركة الإسلامية مناهجهرا  الة السودانية)، وله دراسات عن ا  الدولة الإسلامية (ا ولاتها السياسية.  و د محمد الأمين خليفة  ، عمرل  مين خليفة كاتب ومفكر وناشط سياسي سرودا  مد ا  . د  لس الوزراء السودا لرئاسة ً السابق وزيرا العرر .  اد البرلمرا  للا ً ، ورئيسا ركان سنة  حاصل على ماجستير العلوم العسكرية كلية القادة وا 4991 ، وغرير  ، ورئيس المجلس الوط  لس قيادة ثورة الإنقاذ الوط ذلك من المؤهلات. عضو كومة السودانية وبرين  (البرلمان)، ورئيس وفد مفاوضات السلام بين ا  الانتقا

ي،

د

01

 الانتقرا  وأبوجا، رئيس المجلس الوط . نشرت له العديرد مرن المقرالات والبحروث

أديس أبابا ونيرو  كة الشعبية بري

ر  ا

إ 4991

بالسودان من 4991

والكتب . د أليكس دو فال يشغل الدكتور أليكس دوفال منصب المدير التنفيرذي للمؤسسرة الدوليرة للسلام، وأستاذ باحث بمدرسة فليتشر للقر امعرة تفرتس انون والدبلوماسرية ميركية. ويعتبر  بالولايات المتحدة ا د. الشرؤون  ربراء  دو فال أحد أبررز ا كرم وفر  الات ا  وث  السودانية وشؤون القرن الإفريقي، كما أنه له ال نرز يدز على القارة. وكان دو فال عضو  القارة الإفريقية وآثار مرض ا  اعات  فريق الا اد الإفريقي لمفاوضات أبوجا حول دارفور ( 1111 - 1111 ) وأحد كبرار اد الإفريقي رفيعة المستوى حول السودان. وكان اسم دو فال  نة الا مستشاري العالم  ً كثر نفوذا  لة "فورين بوليسي" للمثقفين العامين المائة ا على لائحة قائمة لعام 1119 . د أ منزول عسل الدكتور م نرز يشغل وفيفة أسرتاذ  ول عبد الله عسل باحث جامعي سودا رطوم. حاصل على شهادة الدكتوراه مرن  جامعة ا  نثروبولوجيا الاجتماعية  ا كاديمية برالهجرة واللجروء  جامعة بيرغن بالنرويج. تتركز دراساته واهتماماته ا ال نرز وح. له العديد من الكتب والمقالات العلمية المنشورة بالل غة العربيرة واللغرة ليزية الإ . د فتح الرحمن القاضي رال  العلوم السياسية، مستشرار  د. فتح الرحمن القاضي، دكتوراه رطروم  ا   ، مفوض سابق لمفوضية العون الإنسرا  العمل الطوعي والإنسا المواقع الإلكت  الدوريات و  بالسودان. وله العديد من المقالات المنشورة رونية على الشبكة.

00

الطيب زين العابدين محمد ركرة  ، ومن قيادات ا  ستاذ الطيب زين العابدين مفكر وأكاديمي سودا  ا من جامعة كمربرد ّ التاريخ السياسي  السودانية. حاصل على درجة الدكتوراه 4991 العرام  العلوم السياسرية  ة ّ ستاذي  درجة ا ى إ ّ وترق 4999 . عمرل رطوم، جامعة الإمام  من جامعة ا ّ كل  رطوم، ودرس  كمستشار مدير جامعة ا امعرة الإسرلامية مد بن سعود (السعودية)، جامعة بيرمنجهام (بريطانيا)، وا  ، السرودا ّ لس التعايش الردي ّ إسلام آباد. شغل منصب أمين عام  ة ّ العالمي 1112 - 1119 ة كتب علم ّ رير عد   . وشارك اث مؤتمر العلروم  ة منها أ ّ ثي  ة و ّ ي لوكية والمنهجية ّ الس ؛ السودان  الإسلام ؛  السودا ّ نائي القانون ا ؛ وثيقة السودان قوق الإنسان  ؛ .ّ ف الدي ّ الإسلام والتطر أ سامية أحمد نهار ستاذة سامية أحمد نهار تاجر موقع مدير برامج بوحدة المرأة، النروع  تشغل ا والتنمي رطوم. حاصلة على دبلروم  ة بمعهد الدراسات والبحوث الانمائية، جامعة ا مرن الغرذائى  ال النوع وا التخطيط والتنمية وماجستير التنمية الريفية عا سري. عملت مستشارا لهيئة الامم المتحدة لتنمية المرأة ومستشارا لمنظمة العمرل  ا الدولية وغيرهما من المنظمات الدولية والإقليمية. عضو اللجنة الاستشارية للجنرة ال المرأة وقضايا السلام بين السودان وجنوب السودان. المشتركة د محمد محجوب هارون يشغل د. امعرة اث السرلام  جوب هارون منصب مدير معهد أ  مد  رطوم  ا / السودان منذ سنة 1141 . حاصل دكتوراه من مدرسة لنردن للاقتصراد والعل وم السياسية - جامعة لندن / علم النفس الاجتماعي.  اضر  بريطانيا. أستاذ لس أمناء منظمة (أيد بلندن. رئيس ومؤسس  أمين عام ومؤسس المجلس السودا رير نشرة  سبوعية ورئيس  لة سنابل ا رير  النيل للتنمية المحلية). رئيس Sudan Focus الشهرية. له كتب ومقالات متعدد ة.

د أ

01

تمهيد

أواخرر العرام  زيرة للدراسات تلقيت بكثير من الترحاب دعوة مركز ا رحاب هذه المركز النشط والدائم التجديد، خاصة وأن  ثية  الماضي لقضاء فترة الدعوة اقترنت بمقترح إعداد دراسة متعمقة حول أزمة دارفور بمناسبة مرور عشرة أعوام على تفجرها. ذلك أن الاهت بعد ً كاديمي كان قد تراجع كثيرا  وا  مام الدو النجراح مرا إ ً . ويرجع هذا شريئا و  سنواتها ا  بدرت  ماس ال  فورة ا النس بري الذي حققه مسار الدوحة مع خيبة أمرل كرثيرين بسربب اسرتمرار ميع. إضرافة إ حل يرضي ا ركات، وصعوبة التوصل إ  الانقسامات وسط ا ذلك شهدت السودان ومرا  مشاغل أخرى خيرة انصراف الاهتمام إ  الفترة ا  مناطق أخرى  نوب، واشتعال الصراع حوله، بداية من التوتر بين الشمال وا أعقبرت الربيرع  اضطرابات المنطقة الر زمة الاقتصادية إضافة إ  السودان، وا العر . سباب تدعو لزيادة الا  نظرنا أن هذه ا  و زمة لا تراجعه، خاصرة  هتمام با ترداعياتها  اح مسار الدوحة يفرض التناول الشامل للأزمة، والت مل أكثر وأن إ ة والبناء  المصا إ ً اوزها كليا ل الناجع للأزمة و  يتحقق ا انبية، ح وآثارها ا  اء البلاد. لكل هذا رحبنا  السودان وكافة أ  ثم التقدم والازدهار ماس بهرذا هرود اعة ا زمة وآثارها و  الوقت المناسب لمسار ا  المقترح لإجراء تقييم ي تي لها.  بذلت  ال ، خاصة وأننا رأينرا أن ً كبيرا ً ديا  فى فإن مثل هذه المهمة تشكل  وكما لا يكون جل المساهمين فيها من داخل السودان، ويفضل أن يكونوا من ذوي الاطلاع والمعرفة  زمة. ولا جدال  تتناول واقع ا  الفصول ال  المباشرة بالقضايا، خاصة كاديمية، وقد لمع خرلال السرنوات  أن السودان يعج ب هل القدرات والمؤهلات ا ودة. ولكن هرؤلاء من ا ٍ هد علمي على مستوى عال الماضية أكاديميون تميزوا

01

تقع على عاتقهم مهام ضخمة، وتثقل كا ً ديدا  هلهم مسؤوليات جسام. وكنا قد ياديرة  الاختيرار ا  ، كما توخينرا ً صارما ً زمنيا ً فرضنا على المساهمين جدولا جم غير ممكنة، برل  اه كارثة بهذا ا ياد الكامل  أن ا ً ن ندرك تماما  النسبية. و الصرراع قرد لرق  وغير أخلاقية. ولكن المساهمات من المنخرطين مباشررة إشكالات، أقلها ضرورة تمثيل كافة وجهات النظر، وهو أمر يقرب من الاستحالة فل التشرذم الذي ضرب الساحة الدارفورية.  من أصحاب المساهمات ً كبيرا ً ن خيارنا لم يشمل عددا  ً ن إذ نعتذر سلفا  و هذا المجال، إما لتعذر الاتصال بهم أو لمشاغلهم الكثيرة، نعبر عن شكرنا  المتميزة كاديميين المتميزين من سودانيين وأجانرب الرذين أثررت  للكوكبة المتميزة من ا فرل فرروف  ن نقدر التزامهم بهذه المهمة الصعبة  هوداتهم هذه الدراسة. و ندعو الله أن تنجلري يررير  يام المضطربة ال  هذه ا  السودان المعروفة، خاصة ص بالشكر المساهم  ميع السودانيين. و ين غير السودانيين، وهما اليكس دوفرال الهوى على خبرة ودراية عميقة بش ن دارفرور.  وجيروم توبيانا، وكلاهما سودا المولرد كنردي  نضيف كذلك الشكر للأخ أحمد عيسى عوض، وهو صروما اليوناميد، وتطوع بتقديم ورقة ورقرة  ، ومن مسؤو ً الهوى أيضا  نسية، سودا ا  أليكس دوفال ورشة الدوحة نيابة عنه.  انعقردت  ورشة العمل ال  الإخوة الكرام الذين شاركوا ً نشكر أيضا أغسطس  الدوحة / آب 1142 ، وهم د. على عبد القادر من المركرز العر برري لدراسة السياسات، ود. رقية أبوشرف من جامعرة جرور تراون الدوحرة، وبروفيسور أحمد أبوشوك وبروفيسور أحمد عوض سيكينجا، من جامعة قطر، ود. ، ستاذ نرادر السريو  ستاذ أحمد كمال الدين. نشكر كذلك ا  حماد بقادي، وا الذي قدم ورقة د. فتح الرحمن القاضي نيابة عنه. ، وباقتدار  أنا مدين كذلك للأستاذ فتح الرحمن شبارقة الذي أجرى نيابة ع  همة وبراعة، معظم المقابلات المشار إليها مقدمة هذا البحث، فله الشكر. الشكر هذه المقرابلات ذات  لكل الإخوة الكرام الذين تطوعوا بوقتهم للمشاركة ً أيضا  صدقاء كثر لم تررد أارامهم  القيمة العالية. وأود كذلك أن أتوجه بالشكر زء من وقتهم الثمين، وعلى مردى جلسرات  قائمة المقابلات، ولكنهم خصو

01

متطاولة ستاذ أحمد إبرراهيم  على مدى السنوات الماضية، وأخص من بين هؤلاء ا ستاذ أحمد حسين آدم. الشركر  السيسي ود. جبريل إبراهيم وا  ا . دريج ود كذلك للأ ترجمة النصرو  ساتذة عاطف معتمد وعزت زيان على مساعدتهما من الإ ليزية. اح هذا إ  هناك كثيرون غير هؤلاء ساهموا المشروع، كل حسب جهده، .ً ونعتذر لمن أغفلنا تسميته سهوا زيررة للدراسرة  مركز ا  الشكر موصول لكل العاملين ً وليس آخرا ً أخيرا اح هذا المشروع، وعلى رأسهم إ  على ما بذلوه من جهد خارق د. صرلاح فكرار  الدين الزين، مدير المركز وصاحب المقترح والمساهم فيه بكرثير مرن ا ص بالشكر كذلك  . والمقترحات القيمة د. ، مدير البحروث عز الدين عبد المو وأحمد الدسوقي علرى  ارث عدلو  ساتذة مازن الفداوي وا  بالمركز، وكذلك ا اح هذا المشروع. ما يليه، وجهودهم المتصلة لإ  مساهماتهم، كل النص تقع على  أي تقصير  عن القول إن المسؤولية  غ عراتق فريرق التحرير دون غيره. المحرران

01

مقدمة

عشرو أعوام من الحيرو

خلال العام الذي انقضى بين طرح مقترح إعداد هذه الدراسات حول أزمرة للبحوث، زاد عدد مرن و  ول، وبين إكمال المسودة ا  دارفور خلال عقدها ا شردتهم ال نرز إقليم دارفور ب كثر من ثلاثمائة  اعات ألف شخص. وقرد كران هذه الفاجعة أنها مرت مرور غير الكرام، فلرم يكرد  كثر م ساوية  انب ا ا وساط السودانية أو على  ا  يلحظها أو يتوقف عندها سوى قلة من الناس، سواء . وقد اقتصر المعلقون من أهل الاختصا على إبداء ملاحظرات  المستوى الدو عابرة حول "الطابع القبلي" لهذه ال نرز اعات، ووصفها ب نهرا نررز اعات "غرير عام  رب  ذهان الواقع الدارفوري قبل اندلاع ا  ا مسيسة"، تعيد إ 1112 . دارفور قد دار خرلال العقرد الماضري دورة  بهذا المنطق، يكون الصراع مرد  دوث، قصيرة ا  قب السابقة نادرة ا  ا  كاملة، حيث كانت الصراعات وذات طاب سب  دود القبلية. و  ع قبلي حول المرعى والمياه أو ا الفريرق شررطة تار  الطيب عبد الرحمن ، فإن " السرودان  دارفور كانت من اهدأ المناطق ، ولم تبدأ المشاكل بدايات حقبة الثمانينات حيث شهد العام  4991 أ ول عمليرة منطقة ساقا بزالنجي  دارفور  نهب مسلح تار ( " ، 1141 ). ولكن صرراعات لنطاقهرا، كمرا ً وتوسيعا ً متزايدا ً دارفور تكاثرت بعد ذلك قبل أن تشهد تسييسا حرب "الفور والعرب" برين عرامي  حدث 4999 - 4999 ( Harir, 1994 ). ثم مر بين عامي  تطور ا 4999 (تاريخ اندلاع نرز اع قبلي خطير برين المسراليت دار مساليت) وعا  وقبائل عربية م 1112 ريرر   (تاريخ اندلاع تمررد حررك انتفاضة مسلحة ضد النظام ذات أهداف سياسرية السودان والعدالة والمساواة) إ

إلا

07

 بعراد الر  زمة الإنسانية متعددة ا  ارتكبت، وا  واضحة. وبسبب الفظائع ال تاريخ السرودان والمنطقرة.  زمة على مستوى لا سابقة له  نتجت، تم تدويل ا وبه ً دارفور أزمة سياسية ص الفرقاء فيها وحدهم، بل شر نا  زمة  ذا لم تعد ا نايات الدولية، وتعب كمة ا  من القرارات، وتتصدى له  لس ا يصدر فيه ً دوليا يش قوقية حول العالم، وتتصدر أمره الدول الكبرى، و  حوله المنظمات المدنية وا له واحدة من أكبر بعثات حفظ الس العالم.  ممية  لام ا ، وعراد  سر الاهتمام الدو  ولكن البعد السياسي ما لبث أن تراجع، كما ا : و  دارفور سيرته ا  الصراع نرز ترة،  لية  اعات قبلية ذات أسباب ودوافع لا تكاد تثير اهتمام أحد خار الإطار الضيق الذي احتواها. ولكن مع فارق مهم، وهو أن ضحايا هذه عداد المحردودة  الصراعات من القتلى والمشردين لا يقارن با كانت تميز ال  ال نرز حقبة ما قبل الثمانينات، خاصة وأن معظرم  اعات القبلية التعامرل مرع  القبائل أصبحت ميليشيات كاملة التسليح. كذلك فإن الوحشية ذلك حرق القرى والتطهير العرقي لمناطق بكامل  صوم، بما  ا ً ها، أصبحت أمررا وقت تقف فيه الدولة عاجزة عن التصردي لهرذه الظرواهر إلا عربر  ،ً معتادا تطلرق النرداءات، أو  ال  ذلك ش ن منظمات المجتمع المد  "الوساطة"، ش نها تعرض الوساطة. وقد ناهز ضحايا هذه ال  ارجية ال  طراف ا  ا نرز اعات العبثيرة عوام ا  من المشردين خلال ا تشمل فترة ما بعد اتفاق الدوحة  لثلاثة الماضية (وال عام  1144  زمة  بالمقارنة مع قمة ا ) قرابة نصف مليون، وهو رقم مهول ح عامي 1112 - 1111 . تردم منرذ  ويمكن هنا أن نعيد طرح السؤال المحوري الذي فل مثار جدل غير المسبوق وغير  زمة عن سر الاهتمام الدو  بداية ا منراطق  المعتاد ب زمرة دارفرور  ري الاهتمام بما  الهامش، لنتساءل بدورنا عن سر التراجع الكبير زمة ما تزال تراوح مكانها. ولا شك أن الإجابرة علرى هرذه  ، رغم أن ا ً حاليا اتها. زمة وتقييم معا  سئلة لها أهمية كبيرة من منظور اكتناه جوهر ا  ا بين "المؤامرة" و ار وتعقيدات الداخل  قائق: نظرة ا  ا الإعلام  وساط، خاصة  من ا ً مور، فإن كثيرا  مثل هذه ا  كما هو معهود العر بري البحث عن مؤامرات ومترممرين. ، سارعت إ  والإعلام الراي السودا

08

دور فراهر وعضد هذه التهم عند البع شبهة دور إسرائيلي خفري، إضرافة إ للمنظمات ا ح جعل "حملة إنقاذ دارفور" إحدى أ  ساهمت  ميركية ال  ليهودية ا ميركية على الإطلاق  ملات السياسية ا  ا ؛ ً كثر عمقرا  إلا أن بع الطروحات ا ، مثل طرح هيرمان وبترسرون الرذي  قدمت تفسيرات أخرى من منطلق راديكا سب المنظور الغر  يصنف المجازر وعمليات الإبادة بري ال رازر "بنراءة" راي إ صار على العراق وأعداد مماثلة بعد غزوه  طفال بسبب ا  (مثل موت مئات آلاف ا عام 1112 لبنران  ازر إسرائيل شرار (مثل  نها تستهدف ا  " ازر "خيرة )، أو رازر ً وهرا) وأخريرا  ازر دارفور وروانردا و وغزة)، وأخرى "بشعة" (مثل "ميثولوجية" أو م كوسوفو عام  تخيلة (مثل المجازر المزعومة 4999 ). ويرى هيرمان كل هذا هو ما إذا كانت المجازر ردم مصراا الغررب  وبيترسون أن المقياس وجهها (  وحلفائه أو تقف Herman and Peterson, 2010, p. 16 .) جامعرة  نثروبولروجي  (أسرتاذ ا  مود ممردا  مداخلة سابقة طور  و ك ررب علرى  وا  اه الربط بين دواعي التدخل الإنسا ا  ولومبيا) هذه الرمية ، تعكس إعرادة ً ديدا  ميركية  فإن ردة الفعل الدولية، وا  سب ممدا  الإرهاب. و رب على الإرهاب" من جهة  إنتا الاستعمار من جهة، وذيول ذلك فيما يسمى "ا يرتكبها  أخرى. فالمجازر والفظاعات ال رب على الإرهاب، كما هرو  ا  لفاء  ا ترتكبها الردول نفسرها، شر ن  تشاد أو يوغندا أو الكونغو، أو تلك ال  ال  ا ازر "حلال" يغ الطرف عنها ويصمت عنرها الإعرلام العراق، هي  أمريكا صوم والمناوئون، فهي شر مستطير  يرتكبها ا  صمت القبور أو يبرر لها. أما تلك ال تغيب فيره تعقيردات ً سطحيا ً ذلك، فإن هناك فهما ينبغي التصدي له. إضافة إ لا  ير المح ، وبالترا  دارفور من منظور الشر المح وا  دث  الواقع، فيرى ما انبين، ط والصواب من ا  خذ والعطاء، وا  تمل ا  يرى المشكلة على أنها سياسية تة. و  وإنما هي مشكلة أخلاقية سب هذه النظرة التبسيطية، فإن الصراع هو برين  مرر  سم ا  "عرب" و"أفارقة"، "أشرار" و"أخيار"، والمطلوب هو التحرك بسرعة رد إفراغ لل برياء. ولا يعتبر هذا  خيار وا  لصاا ا نرز ترواه السياسري  اع من ن المرواطنين  ،" مام  ا من "الهروب إ ً وتعقيداته، بل فوق ذلك نوعا مرريكيين  ا  اسبة حكومترهم عرن جرائمهرا  يتنصلون هنا من واجبهم كمواطنين عليهم

09

العراق، ويلبسون مقابل ذلك لبوس أبطال ال نرز تريرد أن لرص  عة الإنسانية ال مريكري والمتلقري  هذا الإطار، فإن المواطن ا  شرار. و  العالم من الشر وتعاقب ا الغر بري لا يعامل كمواطن يوا جه بمسؤولياته السياسية، وإنما كمستهلك تسوق لره نفس الوقت باعتبرارهم المكرون  "، بينما يعامل الضحايا  سلعة "العمل الإنسا ساسي لهذه السلعة (  ا Mamdani, 2009, pp. 48-71; El-Affendi, 2012 .) بعضها من الصحة، هو أنها تبدأ  إن أول تعليق على هذه المقولات، رغم ما ب ط . فليست المس لة هي لماذا اهتم العالم بدارفور، بل هري لمراذا  طرح السؤال ا أهمل الكونغو وبقية الممسي الإنسانية؟ فكل المجازر شر مستطير، لا يس ل المنكر عن إنكارها، وإنما يس ل الساكت والمؤيد عن سكوته. فالواجب والصرواب هرو أن  حق ا  ينكر كل ذي قلب سليم الفظائع برياء من أي جنس وملة كرانوا، وأن يتحرك العالم لنصرة المظلوم والتفريج عن المكروب. وكما هو معروف (وهو أمرر قرد  تتطرق له بع فصول هذا الكتاب باستفاضة كما سنرى) فإن المجتمع الدو نيويورك عرام  قمة دولية انعقدت  " ماية  تواضع عبر إقرار مبدأ "مسؤولية ا 1111 (وهي المشير عمر حسن أحمد البشير) علرى  قمة حضرها الرئيس السودا مم المتحدة قد  برياء. وقبل ذلك كانت ا  التصدي لنصرة ا  سنة حلف الفضول قروق  برياء، وكان الإعلان العالمي  أسست مواثيقها على أساس حماية حقوق ا ماعية من أ الإنسان وميثاق منع ومعاقبة جرائم الإبادة ا وائل ما توافقرت عليره لاف حول  ا  ، الذي نشهد استعادة له  منطق ممدا  برز  لل ا  دولها. ولعل ا ريق  يام، أنها تشبه سؤال رجل الإطفاء الذي هرع لينتشل ضحايا ا  سوريا هذه ا أن الدول ليست منظمات خيريرة، وإنمرا لهرا  عن هويته. فليس هناك جدل ها. ولكن الثابت  مصا كذلك أن مصاا الدول ليست بالضرورة متعارضة مرع قيمها، خاصة حين يكون لهذه الدول فائ من القوة والموارد. فمن مصلحة الدول هذا السجال انصراف عن  كذلك أن ترتبط صورتها بالفضائل. ومهما يكن فإن الصراع، وليس هوية من يتدخل للصل  ديد الفئة الباغية  لب المس لة، وهو ح أو ردع الفئة الباغية. نصررة  ومن هنا فإن وجه الاستغراب يكون عند وقوع التقصير والترردد المظلوم وردع البغاة، وليس عندما يهب الناس لذلك. وهذا بردوره يقودنرا إ

11

مر،  أول ا  السؤال الآخر: لماذا تراخي الاهتمام بدارفور بعد فورة حماس غلبت ولم يؤد سابق الاهتمام نتائج مرضية؟ المحصلة إ  هناك أسباب عامة، لعل أبرزها أننا نشهد ما يقرب من عودة استقطاب فترة التصدي للقضرايا  مم المتحدة عن دورها  رب الباردة الذي كان قد أقعد ا  ا الإنسانية. وقد كان هذا لانشغال القوى الكبرى يراصة أمنها عن مناصرة الضعفاء، خاصة وأن تلك ا لقوى تكون المسؤولة عن معظم الفظائع أو متحالفة مع مرتكبيها. رب البادرة مع عدة تطورات أخرى، من أبرزها ثورة الإعلام  وقد تزامنت نهاية ا ذلرك، . إضافة إ ً جعلت التغافل عن الفظائع الكبرى وجرائم الإبادة عسيرا  ال فإن ما اي ب "ثورة الشؤون العسكرية" وتطور تقنيات رب لردى الردول  ا روب "عن بعد" وب قل خسائر ممكنة.  الغرب، جعل من الممكن إدارة ا  العظمي عمليرات إشارة إ  " ديث عن "التدخل الإنسا  أصبح من الممكن ا  وبالتا حق  تمارس فظائع  المنشمت والقطاعات العسكرية ال ً ديدا  عسكرية تستهدف المدنيين فتوقفها عند حد ها، وب مان نس بري كوسروفو  للمهاجمين، كما حدث عام 4999 وليبيا عام 1144 دوار،  ، ودون أن يتضرر المدنيون. وهذا بدوره غير ا يث أصبحت "القوى الاستعمارية" السابقة تدعى لنجدة المستضرعفين، كمرا  رروب)  السابق معارضة ا  قوقية (وكان ديدنها  أصبحت المنظمات المدنية وا ش ن دارفور.  تقود الاستنفار للتدخل العسكري كما حدث دودة برالنظر إ  فل هذه الظروف، فإن موارد العالم تظل  ولكن ح تعجرز وسرائل  عدد وحجم الصراعات والكوارث الإنسانية حول العالم، وال الإعلام والمنظمات المختصة عن الإحاطة بها، ناهيك عن توفر الموارد لدى ال فاعلين  على المستوى الدبلوماسي. ولهذا فلا بد مرن انتقائيرة الدوليين لعلاجها، ح التعامل مع هذه المصائب. وكما أسلفنا فإن ما يعاب ليس التصدي لكارثة بعينها، كم الاهتمرام السياسري  ديد إذا قلنا إن عوامل معقدة وإنما إغفالها. ولا ن تي والتغطية الإعلامية لقضية كل حالة.  معينة وهناك أسباب ص أزمة دارفور، منها أن العالم صرف عنها بمشاغل أخرى، زمة الاقتصادية العالمية الكبرى منذ عام  من ا ً بدءا 1119 ، ثم هموم الربيع العر بري ليبيا وسوريا، وغير ذلك من الطوارئ المتلاحقة. وأهم مرن  وتداعياته، خاصة

ر

10

ذلك فإن المجتمع الدو دعم عملية سلام الدوحة ورعاية قروات  ركز جهوده  أصبح أهل الش ن يرون أنها غاية ما يمكن تقديمه. كذلك ساد شرعور  اليوناميد ال اد الإفريقي الذي يؤدي فرض الكفاية نيابة عن الباقين.  الا زمة وكلت إ  ب ن ا ين الذين أي سهم صرعوبة التو  هناك س م ورهق الما ً وأخيرا فيرق برين الفصرائل خريرة،  السرنوات ا  المسلحة، وزاد من حيرتهم تفجر الصراعات القبلية العبثية كمة الترورط  ر منها، ومستنقع ليس من ا  دارفور متاهة لا  ف صبحوا يرون الفصول من  رمالها المتحركة. (انظر المزيد من هذه التفاصيل  41 - 41 .) جدى ليس إ  لكل هذا فإن ا بردارفور،  ذن السؤال تقلبات الاهتمام الدو ابية منه. فالاهتمام بدارفور فرضرته صيل أكثر النتائج إ  وإنما عن نتائجه وكيفية تولد عنها خلال أشهر معردودة عشررات  زمة وحجم الكارثة ال  طبيعة ا ً أولا الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المشردين ومئات القرى المحروقة وا لمردمرة. . والمستغرب أن هذا الإعلام  وقد كان هذا وحده كافيا للفت أنظار الإعلام الدو تناول المس لة، كما أن الدول الكبرى  ً ت خر كثيرا ، وعلرى رأسرها الولايرات التصدي للمس لة، بل ومنعت المنظمات الدولية مرن  المتحدة وبريطانيا، تلك ت لا يؤثر ذلك على ج تداولها ح جنوب السودان. ولكرن  هود إحلال السلام  من التعامل معهرا ً د كل تلك الدول مفرا عندما تسربت المس لة للإعلام، لم فل تسونامي التعاطف الشع بري مع القضية. راه حول الربط بين ردة الفعل  ورية من حجج ممدا  وهذا يسقط حجة ن ا  رب على الإرهاب، ليس أقله  دارفور وا ً كان وقتها حليفرا  لنظام السودا رب على  ا  (وذا منفعة أكبر بكثير من تشاد أو يوغندا) للولايات المتحدة ً وثيقا نوب. ا  الإرهاب. وقد تعزز هذا التقارب عبر التعاون من أجل إحلال السلام ، لكان من الواجب أن تتغاضرى الولايرات ً صحيحا  وعليه لو كان منطق ممدا المتحد مرر  ة وإعلامها عن فظائع دارفور، وهو ما اجتهدت بالفعل فيه، ولكرن ا عن "احترواء"  نهاية المطاف عن إرادتها، خاصة مع عجز النظام السودا  خر زمة كما طلب منه.  ا رب على الإرهاب،  أما إذا كانت هناك مقارنة مشروعة بين أزمة دارفور وا ان الولا فإنها يمكن أن تصرف إ استخدما وسرائل  يات المتحدة والنظام السودا

11

دارفور، الميلشيات العراقية  نجويد الاعتماد على الميليشيات (ا  متقاربة تتمثل  " الف الشرمال " العراق، وميليشيات  " اصة ثم "الصحوات  والشركات ا الات، تمت الاستعانة بهذه القروى بسربب ضرغ  كل هذه ا  افغانستان). و ط كبر عن ارتكاب التجاوزات (ومعها  الظروف، وكانت الميليشيات هي المسؤول ا العراق)، مع تواطئ الدولة. ومرة أخرى السؤال  اصة  من ا  كذلك شركات ا اسب الآخررون (إن  ليس هو لماذا حوسب السودان وترك غيره، ولكن هو م اسبتهم)؟  وجد من له القدرة على حصاد التدخل الس هم، كما أسلفنا، هو إذن ما ذا كان أثر الاهتمام والتدخلات؟  ؤال ا من الاهتمام والضرجيج كران ً على أن كثيرا  وهنا لا بد من موافقة ممدا زمة. فقد كانت هنراك بالفعرل  بعاد ا  والفهم الصحيح  ينقصه الاطلاع الكا نظرة تبسيطية ترى إمكانية حسم المشكلة عبر تدخل عسكري حاسر م وصراعق برياء، وهو وهم كبير، أقله لعدم وجود خطروط تمراس  شرار ويؤمن ا  يردع ا واضحة أو تمايز للأطراف. فوق ذلك فإن التدخل جراء ب جنردات وأهرداف طراف (يضاف إليره  هدف إبرام اتفاق سلام بين ا متناقضة. فهو من جهة يتب نوب، وكلاهما يفترض تعاون النظام). رعاية سلام ا ومن جهرة أخررى ترب ممي ومعاقبة قيادات النظام. وهذه أجندات متعارضة، مما دفع  التدخل العسكري ا سم والمعاقبة لصاا هدف التعاون مع النظام. وقد  لإسقاط هدف ا  المجتمع الدو قق ولا الردع نفذ.  كانت النتيجة أنه لا السلام كانت له آثار  من جانب آخر فإن الضجيج الدو نره  ، سالبة إضرافية سم. على سبيل المثال،  اه ا با  ارتد على بع أصحابه وغل يد المجتمع الدو مناوي للتوقيع على اتفاقية  كومة وفصيل م  ضغط على ا  فإن المجتمع الدو سلام أبوجا عام 1111 مقابل وعود بدعم سخي وتعهد بدعم التنفيذ وعرزل ترف التوقيع. و  طراف ال  ا لكن الدعم لم ي ت (بسبب نفوذ اللوبيات المؤيدة لدارفور) كما أن عزل القوى غير الموقعة لم يتم لنفس السبب. وبنفس القردر الذي جير لصاا قضية دارفور جرى استثماره من قبل بع  فإن الرصيد الدو

11

ركات المسلحة كرصيد سياسي، وهي حركات يرى كثيرون أنها كانت وما  ا تزال تفتق لدعم أجندة واقعيرة.  ماس الدو  استثمار ا  د النضج، ولم تنجح ركات وتشرذمها وهي تتصرارع  تكاثر هذه ا  وساهم هذا الوضع بدوره حين أن القضرية  ، على هذا الرصيد الذي كسبته القضية ويتاجر به البع ركا  هود ولا تترك أي مبرر لتكاثر وتعدد ا وعدالتها تفترض توحيد ا  ت ال إن لم تكن المغانم سوى الصريت للرئاسة والمغانم، ح ً تصطرع فيما بينها طلبا والمكانة. ارجي وقردمت  وقد تعرضت طائفة من فصول هذا الكتاب لتقييم الدور ا حينها. ولكننا يمكن أن نقول هنا أن الدور  مقترحات حول تصويبه سنعرض لها  زمة  ميد ا  ارجي ساهم  ا حالة يث منعها من التدهور إ  ، مرحلة معينة سم والاستقرار.  حالة ا الفوضى الكاملة والانهيار، ولكنه لم يستطع أن ينقلها إ دد الصراعات القبلية، تهدد  أشرنا إليها، وتمثلت  خيرة ال  إلا أن التطورات ا هذا المكسب المحدود وتنذر با الآن ح نرز و الصوملة  لاق . جدلية الهامش والمركز: من أين نبدأ؟ ن  ، دارفور معقدة ومركبرة  زمة  كون ا إ ً ويعود هذا الإشكال أساسا كم التركي ثم الثرورة  طور تشكل حين دهمها ا  سلطنة دارفور كانت ما تزال تتابع سريع. وخلال كل تلرك الفتررات، كانرت   كم البريطا  المهدية فا مركبات دارفور القبلية تسعى ما أمكن للحفاظ على استقلاليتها وتتصرف مثرل إطرار  مستقلة بالفعل قبل استيعابها ً "دويلات" مستقلة (وقد كان معظمها دولا  الإقليم)، مما جعلها نرز دارفور وخارجها.  اع مستمر مع السلطات المركزية وقد عقد من هذا الوضع تداخل القبائل مع المناطق المجاو تشراد وكردفران،  رة ر بالشكوى من تفلت القبائل حر رطوم والفاشر  ا  حيث فلت السلطات عام  إخضاع دارفور للحكم البريطا 4941 فندي،  (ا 1119 ، 21 - 29 ). ولم الاعترراف  فرض السلام إلا عبر استراتيجية ثلاثية، تمثلت  ينجح البريطانيون باستقلال كبير للمركبات ا لقبلية، وسياسة حياد نس بري اه القبائل، مرع نشرر وجود عسكري قاهر يستطيع حسم أي تمرد.

11

كم منذ عهد الاستقلال أنه أخل بكل عوامرل هرذه  وقد كانت معضلة ا زبية والعسكرية حيادها، بينما فقدت الدولرة  كومات ا  الصيغة، حيث فقدت ا مزية احتكار أدوات العنف. من جهة أخرى، جهدت كومات المتتابعة للقضراء  ا على استقلالية كيانات دارفور، حيث تو ذلك بقرار حكومة النميري بإلغاء نظام مطلع السبعينات.  ) هلية (النظام القبلي الذي أرسى أسسه البريطانيون  الإدارة ا كم  ديث ا  طوة لم تعوض ببدائل ذات فعالية، إذ كانت شعارات  ولكن هذه ا تتناق م ع واقع ضعف قدرات الدولة. على سبيل المثال، أشار تقرير صحفي نشر  " صحيفة "الراية  1 نوفمبر 4999 عزلة شبه  أن إقليم دارفور كان يعيش إ ن أجهزة الهاتف لم تكن تعمل، كما أن الطرق البريرة  ، كاملة عن المركز وقتها اطر النهب المسلح. وفوق  كانت شبه مقطوعة بسبب ذلك فإن الإرسال الإذاعي ررد فل هذا العجز عن  معظم نواحي دارفور. و لم يكن يصل إ  والتلفزيو سرن  التواصل يكون الإصرار على إلغاء الإدارات القبلية أشبه بإلقاء شخص لا اليم ثم الانصراف عنه.  السباحة كومة المركزية أحد  وقد كانت الشكوى من الإهمال من قبل ا ركات  أهم أي ، إ ً روري: أولا  دارفور. ولكن يقترن بهذه المس لة أكثر من سؤال  زمة  ا ت جيج الصرراع واسرتدامته؟  ً دارفور دورا  حد لعبت التصدعات الداخلية ولوية لرأب هذه التصدعات  : بغ النظر عن السبب والمسبب، هل تكون ا ً وثانيا ولوية  ات، أم تكون ا  والمصا ات؟  لاتفاق سلام مع المركز تتبعه المصا عام  كم الإقليمي  هناك رمية تربط تسلسل أحداث أزمة دارفور وبدايات ا 4991 - 94 ، حيث اتهم حاكم الإقليم وقتها أحمد إبراهيم دريج ب نه قرب شيعته مرن رب المشهورة برين  الفور وأقصى الآخرين، وكان أحد نتائج هذه السياسة وقوع ا ال عام  عرب والفور 4999 . وينفي دريج هذه الاتهامات، حيث يؤكد أن حكومته

كومة المركزية عن  زمة إحجام ا  مثلت كافة مكونات دارفور، بينما كان مصدر ا رد فترة واجه فيها خطر المجاعة. وقد دفعه هذا للاستقالة عندما لم  دعم الإقليم الاستجابة من الرئيس النميري (دريج، 1119 ). مهما يكن، فإن الاستقطاب ترزامن مع تطورات أخرى، منها هجرات عربية من تشاد وفهور ما اي برر "التجمرع العرب ر عام ً ي"، أيضا 4999 ، وهو كيان نسجت حوله أساطير كثيرة، ولكنه لم يكن

11

مة وقتها  أن حاكم دارفور عن حزب ا مر سوى حركة مطلبية تعود إ  فاهر ا  بر عبد الن ي زبية على القبلية فخلت وزارته مرن العررب.  أحمد غلب التوازنات ا قهرم  موعة من مثقفي عرب دارفور مذكرة لرئيس الوزراء مطالبين ت وعليه د (مسار، ً كم، وانتهت المس لة عندما عين أحد الموقعين وزيرا  ا  1141 ؛ الشرفيع، 1141 ). وعند هؤلاء فإن التصدعات بدأت بسبب الصر دارفرور  اعات الداخلية فاف والتصحر، وال كم الإقليمي، وتفاقمت مع ا  حول ا نرز اعات التشادية، ومع تزايد النهب المسلح الذي شاركت فيه عناصر من دارفور. وعليه لا بد من إعطراء سب هذه الرميرة،  دارفور ك ساس للحل الشامل. و  أولوية لإصلاح ذات البين لو اقتنع فإنه ح ل الشامل يبدأ بتوافق مع المركز، فلا بد مرن أن تتوحرد  نا ب ن ا كلمة أهل دارفور حول من يتفاوض نيابة عنهم مع المركز. دارفور سببه إشكالات خلقها  بالمقابل هناك من يرى أن التصدع الداخلي من الإهمال الذي سبب ندرة الموارد وجعلها بؤرة صراع، وغيب دور ً المركز، بدءا ا الصراع. ويقارن هؤلاء برين  ً الفصل بين المتخاصمين، بل جعلها طرفا  لدولة كم الذاتي عام  نوب من صراعات وخلافات بعد ا ا  ما وقع 4991 ، ويتفقون رب أن ولويرة  ركة الشعبية الراحل العقيد جون قرنق ب ن ا  مع طرح زعيم ا المركز. ويذهب بع هؤلا  سم الصراع  تكون أن الصراعات الداخليرة ء إ  منيرة  جهزة ا  دارفور تسبب فيها المركز بصورة مباشرة، حيث يرى أن ا  عهد دريج من أجل إفشال  لافات  إذكاء ا  ً مباشرا ً عهد النميري لعبت دورا لربع ً ياز النظام القرائم حاليرا  حكمه. وليس هناك خلاف بالطبع على أن ا طراف وتدخله ا  ا إذكاء  ً مهما ً تدبير أمور الإدارات القبلية لعب دورا  لمباشر ز  ريات والعمل ا  الصراع. وقبل ذلك وبعده كان لتغييب ا بري الرذي كران بقية أرجاء الروطن  يوحد بين أطياف دارفور ويربطها مع بقية القوى السياسية نش ت.  التصدعات ال  أثره الاستقطاب حول التشخيم والع طراف المعنية  اع بين ا جلسرتين عاصرفتين  زمة. على سبيل المثال شهد البرلمان السرودا  منذ بداية ا موضع ول إ  وكما هو متوقع، فإن التشخيص نرز

لاج

16

سجلتهما مضابطه عن يومي الثلاثين من يونيو والسادس من يوليو من عام 4911 ، كومة عما قالت إنه "تنظيم إرها  عقب كشف ا بري )" " (تنظيم "سرو  انفصا دارفور. ففي جلسة  كان ينشط 21 / 1 ً انتقد العضو أحمد إبراهيم دريرج بيانرا بإرسال وفرد ً حداث، وقدم مقترحا  طراف (لم يسمها) حول ا  أصدرته بع ا للتحقيق. وأكد دريج أن حركات دارفور والشرق وجبال النوبة حركرات  برلما تطالب بالعدالة وليست انف ب ن ً صالية. وضرب مثلا 11 أقل من % مرن أطفرال دون فر التعليم (مقابل مرا برين دارفور 11 % إ 11 % زرق  النيرل ا  وجود إرهاصرات بمشراكل قبليرة رطوم). نبه دريج كذلك إ  والشمالية وا  بعضها وعرض وساطته كومة إ  ب نه كان قد لفت نظر ا ً وصراعات، مذكرا الصراع بين ا إياه بإثارة ً لمعاليا والرزيقات، إلا أن وزير الداخلية رف عرضه متهما من مستتب، ثم كان ما كان. وقد رد عليه العضو عبد القادر  ب ن ا ً الفتن، ومؤكدا وجود عناصر متطرفة ً ضو البيت (أم كدادة) الذي كان ممن أصدروا البيان، مؤكدا طر تهدد نواب دارفور بالاغتيال وتدعو إ زم مع  التعامل إ ً لابة"، وداعيا د "ا هات. هذه ا جلسة  و 1 يوليو / ً دث وزير الداخلية السيد أحمد المهردي مؤكردا  تموز بالتعامل ً "، ومتوعدا ً ثانيا ً عل دارفور "جنوبا ضبط عناصر "انفصالية ريبية" تهدد سم، "مهما كلف ذلك من تضحية وبذل". ولم يسمح بمناقش  معها ة بيان الوزير ت التحقيق، ولكن طرحت أسئلة منها سرؤال العضرو  جة أن القضية كانت  كومة جادة  يكفي، فرد الوزير ب ن ا  م  ل ا  فاطمة أحمد إبراهيم عما إذا كان ا قيرق  نرة مرة أخرى مقترح إرسال ً الاستجابة لتطلعات المواطنين، رافضا  برلمانية.  المقابلات ال  و دارفرور،  أجريناها مع عدد من الشخصيات البرارزة سب المواقف والمواقع. فقد نفت غالبية المستجوبين أن  تكررت حالة الاستقطاب مقابل قلة رأت أن الاسرتقطاب  ، أزمة دارفور  الصراعات المحلية هي الاساس كم الإق  منذ بداية ا ً ديدا  لية، و  القبلي والعرقي يعود لعوامل النور،  ليمي (صا 1141 ؛ مسار، 1141 من اعترف بدور الانقسامات المحلية، ). أما بين البقية، فح ابرات النميري (عليو،  فإنه نسبها إ 1141 ؛ خاطر، 1141 ططرات  )، أو إ

17

أجنبية (هلال، 1141 حال (أبو قردة، 1141 ) )، أو رأى أن السلطة الإقليمية كانت قليلة النفوذ علرى أي ً . ويرى كثيرون أن التشرذم الذي تشهده دارفرور نتاجرا ن الصفوة تسعى لتوفيف الانقسامات من أجل السلطة  للصراع، وليس سببه، إما (حسين، 1141 أول أمرهرا علرى  ن التنظيمات السرية بطبيعتها تعتمد  )، أو المقربين (موسى، 1141 ). وهناك من يرى أن التشرذم والاستقطاب العرقي يعودان طاب الذي  ا  ركات المسلحة وارتكابها أخطاء، مثل تب  عدم نضج قيادات ا إ يهمل أو يتهم العرب، ويعادي كل أهل "الشمال" (أبرو قرردة، 1141 ؛ برقرو، 1141 إذكاء الصراع، حيث ينفري  كومة  مر نفسه على دور ا  ). وينسحب ا جة أن أي حكومة لا مصلحة  ،ً البع ذلك تماما وضاع، وإنما  اضطراب ا  لها السلام والهدوء، ويرف لومها على التصدي بالقوة للتمرد (موسرى،  1141 ؛ النور،  صا 1141 الصراع بدون تعمد (دوسة، )، أو أنها استدرجت إ 1142 .) من جهة أخرى يرى آخرون أن سياسات حكومات السودان المتعاقبة هي أسراس زمة، وأحد أهم عوامل  ا التشرذم (خاطر، 1141 ؛ أبرو قرردة، 1141 ؛ الملرك، 1141 .) ولا بد أن نتوقف هنا عند شهادة الفريق إبراهيم سرليمان، وزيرر الردفاع شمال دارفور لدى اندلاع التمرد عام  سبق ووا  ا 1112 (سليمان، 1144 ). فقد ل السلمي، حيرث  كشف سليمان أنه ا ذ خطوات كان من ش نها زيادة فر ا د كثر من  عا لمؤتمر جامع 111 ضور وزير الردفاع  شخصية بارزة من دارفور من، كما أجرى اتصالات بقيادات حركات التمررد. وكانرت  ومدير جهاز ا ددة لإحلال السرلم. إلا أن قررارات  ميع على خطوات بين ا ً المحصلة توافقا اتفاق فاشل مع ح  كم (تمثلت  ا  أخرى من قطاعات أخرى كومة تشاد لقمع التمرد، وإعادة الاستعانة بالميليشيات القبلية، وعقد مؤتمر منافس نقر قررارات هد الذي كران سريوفر إقالة سليمان نفسه) أفشلت هذا ا ً مؤتمر الفاشر، وأخيرا على البلاد الكثير من الدماء والدمار. من جانبه فإن د. ا آدم يوسف، نائرب  ا مهورية، انفرد رئيس ا ، كما ً دارفور عرقيا  شهادته بنفي أن يكون الصراع  تقوده ً أيديولوجيا ً أساسه صراعا  قلل من ش ن صراع الموارد، وإنما رأى الصراع السودان. وقلل يوسف كذلك من أهمية صراع  جهات تعارض التوجه الإسلامي

18

الف المؤتمر الشع  أن ً زمة، مؤكدا  ت جيج ا  الإسلاميين بري مع بع متمردي ركة الشرعبية،  خرى بما فيها ا  تلف عن علاقاته مع قوى المعارضة ا  دارفور لا التقليل من ش ن ما  الصراع. ويتفق يوسف مع كثيرين  ً حااا ً ولم يكن عاملا وصف بالهجرات العربية، أو ما اي بر "التجمع العرب ر ي"، حيث رأى معظم من استجوبناهم أن الهجرات دارفرور  يراة  الإفريقية والعربية جزء من ديناميات ا صوات  للصراع. ومن جانبها فإن ا ً حد ذاتها سببا  ، ولم تكن ً والسودان عموما دارفرور  طاب الذي استعدى العناصر العربية  الممثلة لعرب دارفور تضيف أن ا التخطيط للعمل المسلح هو الذي جعل معظرم عررب د  ولم يشركها ارفرور كومة.  يرفضون التمرد ويقفون ضده لاعتقادهم أنهم المستهدفون به قبل ا الاستقطاب وجهود السلام ن  وت تي أهمية هذه الشهادات ليس فقط من قيمتها التحليلية، بل كرذلك تلرون  دارفور، وبالتا  من وجدان قطاعات مهمة ً هذه الروايات تشكل مركبا رميتها للحل. وينعكس هذا أي حرل تتمحرور حرول  على أن أهم العناصر دارفرور أم  ات الداخليرة  ولوية للمصا  سم: هل تكون ا  خيارين يتنظران ا فضل إعادة وضع دارفور إ  كومة؟ وهل من ا  ركات وا  لاتفاقيات سلام بين ا رة قضرية مرين معا  ؟ ويتعلق بهاذين ا  ا  إقليم واحد أم الإبقاء على الوضع ا  الميليشيات الموالية للحكومة وبع القبائل المرتبطة بها: هرل يرتم اسرتيعابها ؟ً المفاوضات أم يتم التعامل معها لاحقا كومة  ولوية لاتفاق بين ا  فإن كل جهود السلام ركزت على إعطاء ا ً حاليا رل  اولة  اتفاق الدوحة، جرت  ركات وإبقاء الوضع على ما هو عليه. و  وا وس  وإشرراكها  مرين، حيث تم إجراء حوار بين مكونات المجتمع المد  ا  ط المفاوضات بصورة رمزية، كما تم، مع الإبقاء على نظام الولايات، إنشاء "سرلطة دودة. أما الميليشيات الموالية للحكومة فقد بقيت خار  إقليمية" ذات صلاحيات  الآن. ولعل المفارقة أنه المعادلة ح أجريناها، لم يعترض رمروز  المقابلات ال الاعترراض  قهم  الميليشيات على استبعادهم من التفاوض، رغم أنهم احتفظوا كومرة لا تمثرل  سب هرذا الررأي فرإن ا  هم. و  على أي اتفاق بضر بمصا

19

النرور،  صرا 1141 .)

(هلال،  الميليشيات، وإنما تمثل الشعب السودا 1141 ، ؛

وبينما هن ذلك القبائل  السلام، بما  اك إجماع على إشراك كل مكونات دارفور العربية حسب آليات يتفق عليها، فإن هناك من لا يرى ضرورة إشراك الميليشيات باعتبارها تابعة للحكومة (عليو، 1141 ولويرة  ). وترى طائفة من المستطلعين أن ا  ن المصا  ، ركات  كومة وا  هي للاتفاق بين ا رب دائررة  لها وا ات لا مع (عليو، 1141 ترى أن "  ركات المسلحة ال  ). وهذا هو بالطبع موقف ا المنراداة ات قبل حل القضية  بمس لة المصا " قيقية، بمعر  اولة لعدم الاعتراف بالقضية ا  كيف يمكن أ تدم وقتال موجود  ن تصاا بين الناس وهناك صراع ؟" (أبو قرردة، 1141 ب .) تار، ( نها تمهد للسلام  ات  ولوية للمصا  ينما هناك من يرى ا 1144 ؛ برقو، 1144 ؛ دوسة، 1144 مد،  )، وهي ضرورية لإزالة المخاوف (الشفيع أحمد 1141 ن هناك ث رات قبلية بسربب  ، ات فإن السلام لن يتحقق  ). وبدون مصا (حامد، ً رب لا بد أن تعالج أولا  ا 1141 ا  ). ويرى ا مررين  آدم يوسف أن ا ب أن يكون ركات لا  كومة وا  جنب. فالسلام بين ا إ ً ب أن يسيرا جنبا على حساب أي مكون من دارفور، وأن أي وضع ي تي مع السلام لا بد أن يشتمل طياف (يوسف،  على تمثيل كافة ا 1141 .) وينعكس هذا الاستقطاب بدوره على الواقع. فبغ النظر عن الم سؤول عرن ات توحد  كومة لن تسمح بمصا  دارفور، فمن الواضح أن ا  استمرار التشرذم ات تقوم علرى رفر  ركات لن تسمح بمصا  قبائل دارفور ضدها، كما أن ا ن التوافرق  ، ة معا تا إ  قيق مطالبها. وعليه فإن هناك معضلة  رب قبل  ا له كومة وأي فصيل مسلح لا مع  بين ا لغالبية أهل ً ما لم يكون هذا الفصيل ممثلا ميع بوقف القتال. وبنفس القدر فإن التوافق بين أهل على إقناع ا ً دارفور، وقادرا كومة وحركات مسلحة ذات هويرة  فل وجود صراع بين ا  دارفور مستحيل قبلية. وقد كان المنطق الذي تبنته حركة العدول والمساواة حين وافقت على مسار الدوحة هو التعامل مع حركة واحدة باعتبارها تتمثل دارفور مثلما تم التعامل مرع . ولعل المستبطن ً نها أثبتت نفسها عسكريا  نوب ركة الشعبية كممثل لشعب ا  ا ركة كانت ستسعى لفرض هيمنة عسكرية  هذا الطرح أن ا  - سياسية تضمن

11

عن القرول إن هرذا لم  نوب. وغ

ا  ركة الشعبية  يضاهي وضع ا ً لها وضعا

يتحقق بعد. وقد قدمت عدة أطروحات أخرى للتوفيق بين هذه المطالب، كان من أبرزها اد الإفريقي بقيادة امبيكي للحل المتكامرل، وبعر  نة حكماء الا مقترحات ات وثيقة الدوحة، ولكن الإجماع لم يتحقق بعد على حسم لهذه المسرائل. معا وسنطرح إن اولرة لتقرديم مقترحرات  خاتمة هذا الكتاب  شاء الله للتداول ررو مرن هرذه  رو ا  مستخلصة من هذه الدراسات، علها تضيء الطريق المعضلات. نهج الكتاب طرح رمية متكاملة للأزمرة، يشملها هذا الكتاب إ  تسعى الدراسات ال ر  ليل الواقع الذي أنتجته على ا  بتقصي جذورها، ثم ض خلال العقد الماضري، رري ، وتتبع ديناميات هذا الواقع وتداعياته. وبناء على قراءة دقيقة لهذا الواقرع ارجيرة  للمرؤثرات الداخليرة وا ً متعمقا ً ليلا  هود السلام، و ً الكتاب تقييما كل هرذه القرراءات إ ً زمة. واستنادا  مسار ا  ) والبنيوية (خاصة بنية الدولة والتحليلا رل العاجرل  ا  ت العلمية، يطرح الكتاب مقترحات ي مل أن تساعد زمة المتطاولة.  لهذه ا  والشا مد للقضايا موضوع  ول يمهد بروفيسور الطيب زين العابدين  الفصل ا  و بإعطاء خلفية جغرافية ً الكتاب، أولا - بتتبع جذور ً دارفور، وثانيا  ية للصراع  تار زمة وتداعياتها  ا زمرة تعرود إ  اتها. ويرى الكاتب أن جرذور ا وجهود معا كومات المتعاقبة عن التصردي للمشركلة،  إشكالية التخلف والإهمال وإعراض ا زمة ب سباب عدة،  الشروخ المحلية والتدخلات الإقليمية. فقد تعقدت ا إضافة إ منها التفاعل بين رض وعصبية القبيلة  ملكية ا فل غياب الد  ولة، مرع تغييرب عهود الدكتاتورية. وسراهم إضرعاف الإدارة ً حزاب والمنظمات المدنية خلال ال  ا مفاقمة الصراع مع إضرعاف الآليرات التقليديرة لفر  هلية وتسييسها  ا ال نرز اعات. حدث هذا مع تفجر ال نرز بسربب التردهور ً اعات بوتيرة متصاعدة المناخي ونقص الموارد، مع انتشار السلاح تشاد. وقد كران  بسبب الصراعات

10

السبب المباشر لتفجر ال نرز كومة لتوصيات مؤتمرات الصلح العديدة  اعات إهمال ا العرب، مما التسعينات، مع زيادة الشعور بتحيز الدولة إ  انعقدت بإشرافها  ال ولها بعد عام  تسييس هذه الصراعات ثم أدى إ 1112 صراع مع الدولة. إ إلا كومة  ييش ا  تمثلت  رب، وخاصة طريقة إدارتها ال  أن تطورات ا زمرة  اوزات، خلقت تداعيات عمقت من ا لميليشيات قبلية، وما تبع ذلك من وأضعفت القدرة على التصدي لها. فقد قتل وشرد مئرات الآلاف، واضرطربت أحوال المعيشة، وتعافمت التدخلات الدولية، وتضعضع النسريج ا لاجتمراعي، رة هود عرن معا ديدة ا عباء ا  وضعفت الدولة، فصرفت هذه الكوارث وا أشررنا  قيقية. وجسد هذا المعضلة حالة الاستقطاب ال  زمة وأسبابها ا  جذور ا زمرة، أم تكرون  ة جرذور ا زمة: هل تتم معا  ة ا إليه أعلاه حول سبل معا ولوية للتصدي لتبعاتها؟ وهل تبدأ الم  ا ة من الإقليم أم من المركز؟ عا  وريرة دور الدولرة  ته إ معا  لفت بروفيسور الطيب زين العابدين  الفصرل الثرا  عبد القادر حامد  زمة، وهو خيط يلتقطه بروفيسور التجا  ا هيكلية الدولة  من أعراض أزمة جوهرية ً الذي يعالج أزمة دارفور باعتبارها عرضا السودان ديثرة ومردى  طبيعة الدولرة ا  لص حامد بعد ت ملات عميقة  ية. و نشر تها  جذور الدولة السودانية أن المشكل يعود إ استقلاليتها عن المجتمع إ ديوية والاستعمارية ككيان متعال على المجتمع يطلب الهيمنة عليه. وقد حاولت  ا الدولة المهدية ثم نظام النميري فيما بعد لع  ، فكران  ب هذا الدور المهيمن المتعا ذلك سقوط وانهيار كلا النظامين. ديات أكبر  ويرى حامد أن نظام الإنقاذ سار على نفس النهج، ولكنه واجه واجهها وضعتاه أمام خيرارات  نوب والعزلة الدولية ال حرب ا  ن انهماكه  ل ً قاسية فرضت عليه أن يعتصر أقاليم الهامش طلبا لموارد المادية والبشرية الضرورية  قاليم والفجروة الر  تلك ا  زمات  رب. وقد زاد هذا من حدة ا  وض ا  تفصلها عن الدولة، كما كشف عن ضعف الدولة وهشاشرة دفاعاتهرا، وجررأ ييش عصبية أول أمره إ  المتضررين منها على التمرد. وقد سعى نظام الإنقاذ أيديولوجية (إسلام ية)، ولكنه اضطر فيما بعد، خاصة بعد تفجرر الانشرقاقات عصبيات قبلية إ البحث عن عصبيات بديلة. وهكذا والداخلية، إ - عرقية

11

 ركة الإسرلامية  دعمها بالتحالف مع الطبقات الرأاالية. وقد ساهم انشقاق ا كبير ً دارفور، خاصة بعد أن فقد النظام قطاعا  زمة  تعقيد ا  مرن مؤيديره ً ا الإقليم. ديثرة  يمكن من هذا المنظور تفسير أزمة دارفور من واقع إصرار النخب ا - ومنها الإسلاميون - اولة لإعرادة   على فرض الدولة ككيان متعال على المجتمع من التعامل مع المجتمع كما هو. ويتناسى هؤلاء ً صياغته بناء على أنماط مثالية بدلا أن المجتمع بمصادر قوة مكنته من قبل مرن مقاومرة الدولرة ً يتمتع أيضا  السودا اولات الاختراق. ولكن هذا الصدام يضعف  وجه  الاستعمارية، ومن الصمود مزيد من القمع والبطش واست نهاية المطاف، ويدفعها إ  الدولة أكثر نررز اف مر بانهيارها. ول  نهاية ا  موارد المجتمع، مما يعجل تجنب هذا المصرير، لا برد أن تتصاا الدولة مع المجتمع بدل الصدام معه. الفصل الثالث، يتابع  د. مين خليفة جذور العنف وتداعياته، مرن  مد ا  ركات المسرلحة  فهور ا رض، إ  الصراع على ا  و  تفجر شرارة العنف ا وانشقاقاتها اللانهائية، وتفاعلات ذلك مع عمليات الس لام الناقصة. ويرجع خليفرة تشاد وما تابعها من تهجرير قسرري  هلية  رب ا  تداعيات ا شرارة العنف إ عهد الرئيس حسين هبري. وقد  منتصف الثمانينات  للقبائل العربية من تشاد مناطق الفور، وردة فعل  تعديات على أراضي المزارعين أدت هذه الهجرات إ عنيفة من جانب ا رب اتسعت وتصاعدت وتعقدت  لفور لإخرا العرب. ولكن ا لاحتواء ٍ يء الإنقاذ، جرت مساع وار. ومع بتدخلات السياسة القومية ودول ا سرب  ، ولكن توصيات مؤتمرات الصرلح لم تنفرذ ً مبدئيا ً احا زمة حققت  ا العرب، مما فجر التمر كومة إ  التعهدات، كما زاد الانطباع بتحيز ا د من قبرل رير السودان والعدل والمساواة.   حرك وقعرت  ركات وتوجهاتها، ثم الانشرقاقات الر  يتتبع هذا الفصل نش ة ا بلغت بضرع وثلاثرين داخلها بسبب خلافات شخصية أو قبلية أو سياسية، ح غياب المؤسسية وغلبرة الررح حركة أو تزيد. ويرجع خليفة هذه التصدعات إ القبلية وإغ ركات. ويتناول الفصل كذلك  إضعاف ا ترمي إ  كومة ال  راءات ا وقعرت  ركرات الر  وضع الميليشيات الموالية للحكومة ودوافعها، كما يتتبع ا

11

طبيعة كومة، وتراجع كثير منها بعد ذلك. وهذا يعود من جهة إ  اتفاقيات مع ا كومة والإ  عدم جدية ا الاتفاقيات وعيوبها، إضافة إ شكالية المتعلقة باتفاقيرات عردم ركات وتعدد الاتفاقيرات إ  رب. ويشير تكاثر ا  جزئية مع استمرار ا اطب جذور القضية ولا  حل شامل زئية، وضرورة التوصل إ لول ا  جدوى ا يقتصر على دارفور وحدها. بررز علرى السراحة  ركات المسلحة قد أصبحت اللاعب ا  وإذا كانت ا الدارفو حزاب والقيادات القبلية، فإن  رية، على حساب لاعبين أخرين كثر، مثل ا العنصر الشبا بري  على الساحة كلاعب جديد لا يستهان بره. و ً قد برز مؤخرا الفصل الرابع يتتبع د. حمد عمر حاوي بروز دور الشباب والطلاب على السراحة ديد الدارفورية بت ثير عوامل عدة، أبرزها الواقع ا الذي خلقه ال نرز وح والتهجير. ن إحبراط  ، تفجر أزمة دارفرور  ساس  نة الشباب هي ا  ويرى حاوي أن أوساط الطبقة  اد الدور والتوفيف الملائم، والتنافس إ  طموح الشباب المتعلم  نيرد الشرباب المتعلمة على المناصب، يؤطر للتوتر والصراع، ويساعد على الصراع، إما إ ديرد ركات. من جهة أخرى فإن الواقع ا  كومة أو ا  جانب ا الذي خلقته معسكرات ال نرز رامعيين أوساط الطرلاب ا  وح، والوعي الزائد معات شبابية ذات نفوذ قوي داخل معسركرات فهور بالتمييز ضدهم أدى إ ال نرز وح أو وسط الطلاب. ركات، وهي موالي  ويرى حاوي أن شباب هذه ا ة للحركات المسرلحة أو ، يواجه هوة نفسية تفصله عن بقية مكونات السودان، ويميرل إ ً منافسة لها أحيانا ً يارات المتشددة، حيث فهر تيار قوي يدعو لتقرير المصير لدارفور تمهيردا  دعم ا مساعي السلام،  إشراك المكونات الشبابية تتم حاوي بالدعوة إ  للانفصال. و ة ق ومعا اطب قضايا الشباب وهمومه، خاصة  إطار قومي شامل  ضية دارفور الشعور بالتمييز وضيق الفر .  هناك ما يشبه الإجماع بين المحللين على أن الإهمال المزمن لمطالب التنمية  ساسرية  إقليم دارفور، وصراع الموارد الذي تفجر بسببه، هو أحد العوامل ا دارفور  زمة  تفجر ا الفصرل  سراس. و  واستمرارها، إن لم يكن العامل ا رذور الاقتصرادية لل النرور ا  ستاذ خالد التجا  امس، يتناول ا  ا نررز اع

11

رب وديناميته بتحليل معمق يكشف الترابط بين السربب  وتفاعلات اقتصاد ا عدد السكان وهجرا  والنتائج. فقد أدى إهمال تنمية الموارد، مع زيادة كبيرة ت طرراف  ما يشبه صراع البقاء بين ا التدهور المناخي إ ار ، إضافة إ  من ا دودة تتناقص مع زيادة الطلب عليها. من جهة أخرى فإن  المتنافسة على موارد ياة، حيث انهارت الزراعة ومعها التصنيع  تدمير أكبر لمقومات ا رب أدت إ  ا الزراعي الذي كان يعتمد عليها، كما ت راجعت أو فقدت الاسرواق. وتر ثرت مرن  دارفور، بسبب انعردام ا  يوانية، أحد أكبر قطاعات الاقتصاد  الثروة ا سواق.  وفقدان ا المرتبط بها قد عوضا من بع  وإذا كانت المساعدات الدولية والنشاط الدو  ما فقد، وخلقا حركة اقتصادية خاصة بها، إلا أن ضغوط البقاء وضرورات ا رب رب ومغذية لهرا. فهنراك جهرود  خلقا ديناميات اقتصادية مبنية على فروف ا ر  كومة والمتمردين لتمويل نشاطهم ا  ا بري عبر فرض الضررائب والإتراوات رار ووضع اليد على الموارد، وهنا اقتصاد الظل والمستفيدون منه من مهرربين و استراتيجيات البقاء ال سلحة وغيرهم، إضافة إ  ا فرل  يلج إليها كرثيرون  أن هذه الرديناميات الاقتصرادية لا وضاع غير الطبيعية. ويلفت النور إ  هذه ا إطار جهود البحث عن السلام. فلابد أن توفر للمستفيدين مرن  اهلها يمكن رب وتتغذى منرها إ  فلت تدعم ا  ول الديناميات ال  رب بدائل  اقتصاد ا ديناميات تدعم  السلام. وهذا يتطلب "خطة مارشال" شاملة للنهضة والتنميرة سرباب  دارفور، كانت عملية الدوحة قد وعدت بها ولكنها لم تتحقرق بعرد معلومة. عام  مم المتحدة كارثة دارفور  وصفت ا 1111  ب نها أكبر م ساة إنسانية العالم حينها، وهو وصف مستحق بسبب عدد المت ثرين من قتل ى ومهجرين، ومرا الفصل  أصاب اقتصاد الإقليم ونسيجه الاجتماعي من دمار خلال فترة وجيزة. و السادس يلقي نرز م د.  لرت ول عسل الضوء على أبعاد الم ساة الإنسانية كما  دوافع الاهتمام الردو   نة المهجرين. ويذكرنا عسل بمحورية البعد الإنسا  الكاسح ب زمة دارفور، و  عصر أصبح للاعتبارات الإنسرانية مكانترها  ذلك السياسة الدولية، مهما قيل عن حقيقة الدوافع. ويرى الكاتب أن حجرم الم سراة

11

رروب  الإنسانية ما يزال مدعاة للقلق، خاصة مع زيادة أعداد المهجرين بعرد ا خيرة، كما يؤكد أن حلها هو المفترا  عوام ا  ا  توترات  القبلية ال ح لعرودة الإقليم. السلام والاستقرار إ

صرلية  مواطنرهم ا وينتقد الكاتب المحاولات المتسرعة لإعادة النازحين إ من وعودة الثقة بين مكونات الإقليم، وهما ضرورة لابديل عنها  بدون استتباب ا بالنسبة لكثيرين. ذلك ً أن العودة قد لا تصبح خيارا ل المشكلة، كما يشير إ  أن ال نرز

معسكرات عند أسوار المدن، قد  وح الكبير والبقاء لزهاء عقد من الزمان ياة الريرف وحررف الرعري  . فقد نش ت أجيال لا عهد لها ً جديدا ً خلقا واقعا والزراعة. كذلك فإن المتوفر من خدمات يفتقدها الريف قد يغري الكثيرين بالبقاء أول م نين إ  رغم ا نرز ل. وعليه ير مثل للقضية الإنسانية لا بد  ة ا ى أن المعا ترم خيرارات المتر ثرين، ويتطلرب  إطار حل سياسي شامل للأزمة  أن تتم  ، مع إشراك أصرحاب المصرلحة  كومة والمجتمع الدو  التزامات واضحة من ا القرار. م سراة  لت رب  دارفور خلال ا  زمة الإنسانية  ولعل أبرز وجوه ا ا جسدت معاناة ضحايا ال  لمرأة، ال نرز . فقرد ً أبشع صورها وأكثرها إيلاما  اع  على قيم الإسرلام والفضرائل الر ً مثلت الانتهاكات البشعة ضد النساء عدوانا الفصرل  على فئة بعينرها. و ً تواضع عليها أهل السودان، قبل أن تكون عدوانا ستاذة سامية نهار هذه ال  السابع، تتناول ا ساسة من عدة زوايرا. فمرن  قضية ا جهة، يعطي هذا الفصل صورة مؤلمة لمعاناة النساء، ليس فقرط نتيجرة التعررض لل نرز إعالرة  كربر  من وقوع العبء ا ً نسية، ولكن أيضا وح والاعتداءات ا المعسركرات  سر على عاتقهن. ويذهل القارئ وهو يتابع كيف أن النسراء  ا ا  يضطررن للعمل صحاء مرن الرجرال  ل البناء، وهو عمل شاق ينوء بها ا صلن على أجر أقل بكثير من أجر الرجال. كثير من النسراء  الشباب، ومع ذلك دمة الم  ا  يعملن كذلك نرز لية ب جور زهيدة لا تزيد عن بضع عشررات مرن . نفرس ً قدام جيئة وذهابرا  نيهات، ويضطر كثير منهن للمشي ساعات على ا ا الم طب، حيث يتعرضن فوق المشرقة إ  جمع ا  عاناة تواجهها النساء العاملات نسي. اطر الاعتداء ا 

16

معسكرات ال ولكن من جهة أخرى، فإن الانتقال إ نرز وح اتاح للنسراء  أكثر للتعليم والعناية الصحية، وعزز من دورهن الاجتماعي ومشاركتهن ً فرصا صنع القرار. وقد خفف كذلك م ن أعباء تقليدية مثل جلب المياه من أماكن بعيدة كانت تستغرق ساعات كل يوم. وكنتيجة لكل هذه التطورات نشطت المنظمات ، فكانرت ً جهود السلام والش ن العام عموما  النسوية، وارتفعت مساهمة المرأة نها  ، طيها نعم قليلة، ولكنها ذات أهمية  نقمة كبيرة  رب بهذا المع  ا سراهمت سرلبية ً فضل. ولكن المحصلة عمومرا  و ا  تغيير العلاقات الاجتماعية التراتبية  تظل على هامش المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعيرة،  بالنسبة للمرأة ال قوق. و تتم نهرار  بال، وتبقى مع ذلك مهضومة ا وتقع عليها أعباء تنوء بها ا إ هذا الفصل بالدعوة إ تمعية ودولية فف من معاناة المرأة، جراءات حكومية و قيق السلام.  بناء المجتمع و  وتدافع عنها ضد الظلم والقهر، وتعزز دورها الفصل الثامن يتناول  و د. جوب هرارون التفراعلات السياسرية  مد  ا عدة مفارقات، أولها الغ إ ً دارفور والسودان ككل، لافتا  للأزمة لنس برري رب بسبب هذا التخلرف  دارفور مقابل التخلف التنموي، واندلاع ا  بالموارد تدهور اقتصادي أكثر إضافة والتهميش السياسي والاقتصادي مع انتهاء الوضع إ هناك مفارقة أن دارفرور، ً التهميش السياسي. وأخيرا  معاناة واسعة وزيادة إ وهي الإقليم صاحب الإرث الإداري بين أقاليم السودان، تعيش الاغ  والسلطا تفقد الكرثير  هلية ال  ذلك مؤسسات الإدارة ا  اليوم حالة انهيار لمؤسساتها، بما حققرت  ركات المسلحة ال  من سلطانها وفاعليتها. ويلاحظ هارون كذلك أن ا أول أمرها انتصارات سياسية وعسكرية مهمة تراجعت بسربب الانشرقاقات  والتشرذم وانشغال القيادات ب مور فرعية. وبالمقابل، فإن معسركرات ال نررز وح خلرق واقرع اجتمراعي  كيانات سياسية أو "مستعمرات" ساهمت ولت إ  سر وتراجع القيم واضرمحلال نفروذ  ه تفكك ا  وسياسي جديد، من أبرز ملا التباعد عن نمط العيش التقل السلطات التقليدية، إضافة إ يدي. ويتفق هارون مرع أن العنصر الشبا  حاوي بري، المعسركرات  ركرات الشربابية  ا  ً ممثلا على الساحة الدارفورية على حساب كيانات ً مهما ً والكوادر الطلابية، أصبح لاعبا ركات المسلحة.  ا حزاب التقليدية وح  هلية وا  أخرى مثل الإدارة ا

17

Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184 Page 185 Page 186 Page 187 Page 188 Page 189 Page 190 Page 191 Page 192 Page 193 Page 194 Page 195 Page 196 Page 197 Page 198 Page 199 Page 200

Made with FlippingBook Online newsletter