وهذه األطراف متعدّدة في المســألة الثّانية، أدوار األطراف اإلقليميــة والدّولية: السّــاحة السّــورية ولكل منها ظروفه ومصالحه التي قد تسهم في تعقيد األزمة بدل تســهيل حلّها. وال يمكن تفعيل مسار المفاوضات والوصول به إلى نهايته المرجــوّة دون توافــق إقليمي ودولي، ولو على الحد األدنى. وتبقى أدوار هذه األطراف العامل المحدّد في تشــكيل المشــهد السياســي والميداني السّــوري والتحكّم في مساراته وتفاعالته. تفاعالت المشهد السوري رغم أن الّلجنة الدّســتورية لم تحرز تقدّما يُذكر حتّى الّلحظة، فإن اجتماعاتها مســتمرّة، في غياب أي مســار آخر بديل عنها. وتنشــط هذه الّلجنة في تقاطع مع مساري جنيف وآستانا، ويؤكّد استمرار عملها على تمسّك االطراف الدّولية بمبدأ الحل السّياســي لألزمة السّورية وفق القرارات الدّولية. فالنّظام الذي قبل بتشكيل هذه الّلجنة، يعوّل على مسار آستانا والدّور الرّوسي كضامن لبقائه وبقاء مصالحه. واالئتالف الوطني، الممثّل الرّئيس للمعارضة، يشارك في أعمال هذه ، الذي 2254 الّلجنة ويتمسّــك بمرجعية األمم المتّحدة وقراراتها، السيما القرار يؤكّد على مرجعية الشّــعب السّــوري في تقرير مستقبل البالد وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية. على صعيد أدوار الفاعلين، يشهد الدّور التّركي في الوقت الراهن دينامية الفتة بسبب التغيّر الملحوظ في موقف أنقرة من النّظام السّوري، وإعالنها عن لقاءات جمعت مســؤولين أتراك وسوريين، وحتّى عن اســتعداد الرّئيس التّركي رجب طيب إردوغان لمقابلة الرّئيس األســد إن تطلّب األمر. وال يُســتبعد أن يكون . 2023 لهذا التغيّر عالقة باالنتخابات التّركية، التي ستجري في يونيو/ حزيران فالرّئيس إردوغان يسعى لسحب ورقة الالجئين السّوريين من يد معارضيه الذين يشــدّدون على التّطبيع مع األسد بسبب هذه الورقة. ويُتوقّع أيضا أن يكون هذا التغيّر قد حصل بســبب مقتضيات العالقة مع روســيا، التي ما فتئت تحث تركيا على اتّخاذ هذه الخطوة، خاصّة وأن تركيا تلعب دورا الوسيط الفاعل في الحرب الروسية األوكرانية، وأنقرة وموسكو كالهما العب أساسي في سوريا إلى جانب
131
Made with FlippingBook Online newsletter