- يظل احتمال المواجهة المباشرة بين إسرائيل والميليشيات الموالية إليران في سوريا عبر الحدود قائما، السيما أن الصّراع اإليراني اإلسرائيلي يتجاوز سوريا. فإيران تعمل في مواجهة إسرائيل في إطار محور أوسع يضم سوريا وحزب الله في لبنان وقوى في المقاومة الفلســطينية، فتتعدّد بالتّالي أســباب تفجّر الصّراع ، " المعركة بين الحروب " وجبهاته الممكنة. أمّا إســرائيل، وفي إطار استراتيجية ستسعى لمنع استقرار النّفوذ اإليراني في سوريا، خاصّة أن روسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا، كما أن دائرة التّناقضات بينها وبين إسرائيل آخذة في االتّساع بسبب االنخراط المتزايد لتل أبيب في الصّراع إلى جانب المحور الغربي. - وســط كل هذه التفاعالت، ستســتمر عملية إعادة تأهيل المعارضة والنّظام وستُستأنف في السّياق ذاته عملية التّفاوض دون أن تصل بالضّرورة إلى إنضاج . من جانبها، يســتبعد أن 2023 حل متّفق عليه بين جميع األطراف خالل العام تتوحّد المعارضة السّــورية، لكنّها ستظل باستمرار عرضة إلعادة التشكّل، سواء عبر الصّراعات أو عبر التّوافقات البينية أو بضغط خارجي لتتالءم مع الشّــروط والقرارات األممية ذات الصّلة باألزمة. . ليبيا: وضع معقّد وأفق مقيّد 2 على الرّغم من فشــل الطّبقة السّياســية في إجراء االنتخابات التي كانت مقررة على أمل تحسّــن 2022 ، دخلت ليبيا عام 2021 فــي ديســمبر/ كانــون األوّل الوضع العام وتعزيز االســتقرار السّياســي النّســبي والهشّ. ولكن هذا العام مر كذلك دون تحقيق توافق سياسي يخرج البالد من أزمتها التي طال أمدها. فقد استمر االنقسام بين الشّرق والغرب، ولم يتوصّل الّليبيون إلى توحيد مؤسّساتهم السّياسية واألمنية والعسكرية. والحقيقة أن األزمة التي تعيشها ليبيا ليست وليدة اليــوم، بــل تعود جذورها إلى أكثر من عقد مــن الزّمن، حين أفرزت انتخابات ، عقب اإلطاحة بنظام العقيد معمّر القذّافي، ثم 2012 المؤتمــر العام في صيف البرلمانية، وضعا مؤسّســيا هشّــا لم يصمد أمام قوّة المليشيات 2014 انتخابات الحاملة للسّــ ح. فقد تمكّنت تلك المليشــيات، المنقســمة جغرافيّا وسياسيّا وإيديولوجيّا، والمرتبطة بأجندات إقليمية متنافســة ومتناقضة، من إرباك المسار
134
Made with FlippingBook Online newsletter