ظل التأثيرات السّــلبية للحرب الرّوسية على أوكرانيا. فتدهورت القدرة الشّرائية للمواطنين، واســتمرّت معدّالت التّضخّم في االرتفاع، وانخفضت قيمة العملة المحلّية، وبات األمن الغذائي للسّودان مهدّدا. تفاقم األزمة السّياسية واألمنية طويال. فسرعان 2021 لم تدم الدّيمقراطية الهشّة التي دخلها السّودان في العام ما اشــتد الخالف على إدارة المرحلة االنتقالية بين القيادة العســكرية والمكوّن أكتوبر/ تشرين 25 المدني، ما أدّى إلى اســتيالء العســكريّين على السّــلطة في األوّل من نفس السّــنة. وأســفر ذلك التطوّر عن اعتقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وانتشار االضطرابات في عدد من المدن إلى جانب العاصمة الخرطوم، ، اســتقال 2022 يناير/ كانون الثّاني 2 وتصاعد العنف في بعض األقاليم. وفي حمدوك بعد مفاوضات مع القيادة العســكرية أدّت إلى توســيع ســلطة جهاز المخابرات العامّة، وانفراد الجيش بالتّعيينات في المناصب الحكومية والعامّة. وفي ظل حالة االضطراب وعدم االســتقرار السّياســي، رفضت لجان المقاومة ونقابة المهنيّين السّــودانيين مقترح األمم المتّحدة التّحكيم بين الفصائل المدنية والعسكرية، واستمرّت تلك الّلجان في مطالبة الجيش بمغادرة العملية السّياسية. ورغم الوعود المتكرّرة من جانب رئيس مجلس السّيادة وقائد القوّات المسلحة، عبد الفتّاح البرهان، وغيره من القيادات العسكرية، بعودة الجيش إلى ثكناته وترك السّياسة للسّياسيين، إّل أن شيئا من ذلك لم يحدث. إلى جانب األزمة السّياســية، تصاعدت أنشــطة المليشيات، المشكّلة غالبًا على أســس عرقية وشــبه عرقية، والتي تقاتل من أجل التّأثير السّياسي واالقتصادي واالجتماعــي، ويرتبط بعضها بأطــراف إقليمية. فشــهدت المنطقة الغربية من دارفــور مواجهات عنيفة، واعتداءات على المزارعين وســكّان القرى والمدن، خاصّة تلك التي تأوي نازحين. وعلى طول الحدود التشادية، شنّت المليشيات العربية، التي تُنســب إلى قوات الدّعم السّــريع، عمليات ضد جماعات عرقية أخرى. وشــهدت واليتا جنوب وغرب كردفان، بالقرب من الحدود مع جنوب السّودان، قتاال منتظما بين المليشيات المحلّية، كما تستمر أعمال العنف في والية
156
Made with FlippingBook Online newsletter