ألعضائها. يتجلّى هذا التناقض باألســاس فــي ازدواجية انتماء الهند للبريكس من ناحية، وللتّحالف الرباعي (الكواد) الذي تقوده الواليات المتحدة لمحاصرة الصين والحد من نفوذها في جنوب شرق آسيا من ناحية أخرى. كما تجلّى في الموقف من الغزو الروســي ألوكرانيا، حين صوّتــت البرازيل لفائدة قرار إدانة روسيا، بينما امتنعت عن التصويت كل من الصين والهند وجنوب إفريقيا، ولم تعارض القرار دولة واحدة من المجموعة. ورغم هذه التحدّيات، تظل أهمّية البريكس قائمة، خاصّة مع رغبة روسيا والصين في قيام نظام عالمي بديل من النّظام الرّاهن. وال تنحصر هذه األهمّية في ثقل المجموعة على المستوى االقتصادي والديموغرافي والجغرافي وحسب، بل أيضا في األفق المســتقبلي الذي تمثّله للبلدان التي تبحث عن بدائل قابلة لالستدامة خارج النّظام العالمي الذي يسيطر عليه الغرب ويهيمن على أدق تفاصيله. وقد دفع هذا األفق بعدّة دول لطلب االنضمام رســميّا، مثل إيران واألرجنتين، بينما تدرس كل من تركيا ومصر والسعودية والجزائر طلب عضوية المجموعة. بهذا التوسّع الممكن والمتوقّع، يمكن أن تتحول مجموعة البركيس بالفعل إلى كتلة اقتصادية وجيوسياسية مؤثّرة باستطاعتها أن تنافس الغرب، سيما وأن المجموعة تســعى عمليّا لبناء منظومة مالية عالمية بديال من نظام سويفت، وتناقش إصدار عملــة موحّدة تهدف إلى فك هيمنــة الدّوالر األميركي على االقتصاد والتّجارة العالميّين. . رباعي الحوار األمني: ذارع أميركية في المحيطين الهندي والهادئ 5 الحتواء الصين " الكواد " تأسســت مجموعــة رباعي الحوار األمنــي المعروفة اختصارا باســم ، وتضم ك ُّل من الواليات المتحــدة األميركية والهند واليابان 2007 فــي العــام وأســتراليا. وهي عبارة عن تحالف استراتيجي عسكري وأمني يهدف إلى تعزيز الحــوار والتّعاون بين أعضائه، وزيــادة نفوذهم عبر المحيطين الهندي والهادئ وفي جنوب آســيا وجنوبها الشّرقي. وبما أن الواليات المتحدة والهند واليابان، ثالثتهم تربطهم بالصين عالقات دائمة التّوتّر، يحكمها التّنافس والصّراع والسّعي
43
Made with FlippingBook Online newsletter