العدد الرابع من مجلة لباب

83 |

من الانبعاث إلى الإنكار 1839-2019 صراع الهوية في جنوب اليمن

. الإطار المنهجي والنظري للدراسة 1 أ- إشكالية الدراسة

ً قويـة ودو ً انفصاليـة، وإنمـا عـرف دو ً وحدويـة ودو ً لـم يعـرف تاريـخ اليمـن دو ا ً ا كبيـر ً ضعيفـة؛ فبرغـم الانقسـام السياسـي كان اليمـن الحضـاري الثقافـي يمـارس قـدر ). ولـم تعـرف 5( مـن الفاعليـة فـي الحفـاظ علـى القواسـم المشـتركة وتكريسـها وتعميمهـا ـا أو انكسـارات حتـى أخضعـت بريطانيـا جنـوب اليمـن ً ـا أو نكران ً الهويـة اليمنيـة تصدع ، وكان لهــذا الاحتــ ل دور فــي محاولــة شــطب 1967 –1839 لحكمهــا بــن عامــي الهوي ـة “اليمني ـة” وترسـيخ مسـميات محلي ـة خـارج سـياق الهوي ـة التاريخي ـة المتعـارف ا بممارســة دور التفتيــت للجنــوب فــي خلــق كيانــات عشــائرية وقبليــة، ً عليهــا، بــدء ـا، ث ـم تجمي ـع ً ـا طارئ ً كيان 22 وتكوين ـات عائلي ـة م ـا دون الدول ـة الوطني ـة بل ـغ عدده ـا هــذه الكيانــات قبيــل الاســتقلال لحاجــة اســتعمارية تحــت اســم “الجنــوب العربــي” وإفـراغ الهوي ـة “اليمني ـة” من ـه. ا فــي دعــم ّ ً ا ســلبي ً ، ظلــت الســعودية والإمــارات تمارســان دور 1994 ومنــذ العــام ـا م ـن خـ ل أدوار يؤديه ـا ّ ً الانفصـال ومحاول ـة ف ـرض تجزئ ـة الهوي ـة، أو شـطبها نهائي ال ـذي 2017 مايو/أي ـار م ـن الع ـام 11 المجل ـس الانتقال ـي الجنوب ـي المعل ـن تأسيسـه ف ـي للجن ـوب، ولا ً يعل ـن صراح ـة إن ـكار الانتم ـاء إل ـى اليم ـن ب ـل ويعتب ـر اليم ـن احت ـ تـرد كلمـة “اليمـن” فـي مطالبـه وخطاباتـه وبياناتـه المعلنـة، ويدعـو إلـى اسـتعادة “دولـة الجنــوب العربــي” ذات الاســم الاســتعماري لمــا قبــل الدولــة اليمنيــة فــي الجنــوب، ويفصـح عـن أزمـة هويـة وطنيـة بإسـقاط اسـم اليمـن مـن سـياقها التاريخـي والجغرافـي ـا ع ـن كل معايي ـر ً ـل نكوص ِّ والحضـاري والقواع ـد الدس ـتورية والقانوني ـة، وه ـو م ـا يمث الهويــة الاجتماعيــة والسياســية.

Made with FlippingBook Online newsletter