الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: الحالة التونسية

في مشروع بحثي إعلامي مشترك بين مركز الجزيرة للدراسات وجامعة كامبريدج حول العلاقة بين النظام الإعلامي والنظام السياسي والتأثيرات المتبادلة بينهما في تونس بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، يتناول مجموعة من الباحثين التحدي الأكبر، الذي واجه النخبة السياسية والإعلامية التونسية، ممثَّلًا في فكِّ الارتباط بين النظامين المذكورين في مرحلة ما بعد الثورة، وحدود الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في المراحل الانتقالية، ووظيفته في المجتمع؛ فضلًا عن الأطر التنظيمية والقانونية التي تحكمه. وقد تُوِّج هذا الجهد العلمي بإصدار كتاب يضم سلسلة من الأوراق البحثية بعنوان "الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: الحالة التونسية نموذجًا"، ويمثِّل المرحلة الأولى من المشروع البحثي المشترك بين المؤسستين، والتي امتدت من أغسطس/آب 2013 حتى أغسطس/آب 2014.

توى هذا الكتاب هي حصيلة بحث علمي  ل ِّ الأوراق البحثية التيتمث

مشترتربين مترتر مزيترترل ارلسترترزج للةرااترتراج ووام ترترة يام سترترة و ترترة

ر تر 5

لترة لة درااتراجاتراإ ريزسايترال صةرج هذه الأوراق في 91

دسسم /يانون الأوإ 4192

تأليف مجموعة من الباحثين

دلافيريير

أليكس أرتود

جوفي جورج

فارماين -

فارمان روكسان

بيتكاناس

المزغني

سمير سمر

نارسيو رودريجيز - فالينا

زوي

برانسون

كايلا

الطبعة الأولى 1436 - ـه

م

2015

ردمك 978-614-01-1673-3

جميع الحقوق محفوظة

الدوحة قطر -

)+

( 974

- 4930218

- 4930183

هواتف: 4930181 فاكس: 4831346

( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net

عين التينة ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 - شوران بيروت 1102-2050 لبنان - فاكس: (+961-1) 786230 الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb

- البريد الإلكتروني: asp@asp.com.lb

يمنـــع نســـس أو اســـتعمام أي جـــزت مـــن هـــلا الكتـــاأ بأيـــة وســـي ة ت ـــويرية أو لكترونيـــة أو ميكانيكية بما في للك التسجيم الفوتـوغرافي والتسـجيم ع ـى أةـرطة أو أ ـراو مقـروتأ أو بأيـة وســي ة نةــر أبــرف بمــا فيلــا حفــظ المع ومــا ، واســترجاعلا مــن دون لن بطــي مــن الناةــر

إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأي

ش. م. ل

التنضيد وفرز الألوان: أبجد غرافيكس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مطابع الدار العربية ل ع وم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233

المحتويات

فين ِّ المؤل ................................ ................................ ................ 7 مقدمة . د - فارمان روكسان فارماين - ................................ ....................... 11 العلاقة بين الحكومة تونس في والإعلام تعكس هل : تحولا ا ًّ نموذجي ثقافة في الحكم؟ البروفيسور جورج جوفي ................................ ................................ .. 32 تعقيب : زياني محمد ................................ ................................ ......... 79 المقص والعدسة المكبرة : ة َ م َ ك ْ و َ ح الإنترنت السياق في النتقالي تونس في أليكس أرتود دلافيريير - نارسيو فالينا - رودريجيز ................................ ........... 32 تعقيب الزين الله عبد . د: الحيدري ................................ ......................... 132 ال الخاص قطاع العام والقطاع يمارس ومن السلطة الإعلامية في تونس؟ .د روكسان فارمان ................................ ................................ ..... 121 تعقيب . د. أ: قيراط محمد ................................ ................................ .. 179 تعزيز المواطنة خلال من المجتمع المدني والشراكات الإعلامية حالة : الإذاعات المحلية سمر سمير المزغني ................................ ................................ .... 132 تعقيب لطفي : حجي ................................ ................................ ....... 312 التفاو هوية النوع :ض الجتماعي والبرامج الحوارية التونسية زوي بيتكاناس ................................ ................................ .......... 331 تعقيب ملاك : شبقون ................................ ................................ ...... 311 نشاط الجماعات الإسلامية عبر الإنترنت : جدلية الرسالة، تحديد واعادة الجمهور كايلا برانسون ................................ ................................ .......... 325 مقابلات مع المؤلفين ................................ ................................ ...... 239

تراجم

5

فين ِّ تراجم المؤل

د. روكسان فارمان فارماين: - اضرة منتسبة لقسم الدراسات السياسيية  امعة كامبريدج، حاصلة على شهادة الدكتوراه في الدراسات والدولية السياسية من جامعة كامبريدج. وهي الباحثة الرئيسية في البرنامج البحثي المشترك زيرة للدراسات وجامعة كامبريدج، بين مركز ا ومن أعمالهيا كتيا" لاليد آية اللهل، (راندو هاوس مذكرات أحد الأمراء عن إيران، من الشاه ح 3005 ر" والسلا في قاجار بلاد فارس: تيداعيات الماضيي  ررة لا  )، وهي اضرل  وا (روتليدج 3003 .) البروفيسور جورج جوفي: ِّ در ُ ي س العلاقات الدولية في الشرق الأوسط وشميا إفريقيا لطلا" الماجست ير في قسم الدراسات السياسية و الدولية في جامعة كامبرييدج ، لية ا لمدير المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن. وهو مؤسس ً ا نائب ً وقد عمل سابق رر مشارك بها؛ وتشمل اهتماماته البحثيية التياري  الدراسات الإفريقية الشمالية و ديث لشما إفريقيا وقضايا الأمن في منطقة  ا البحر الأبيض المتوسط. أليكس أرتود دلافيريير : عضو في كلية داروين وزميل دكتوراه مشيارك في معهد البحوث المغاربية المعاصرة في تونس، وباحث مشارك في المشروع البحثيي زيرة للدراسات وجامعة كامبريدج عن لالإعلا في المشترك بين مركز ا مراحيل الانتقا السياسي : الة الت  ا ا ً ونسية نموذج ،ل ُ وي عد أطروحة الدكتوراه حو الموقف ِّ السياسي للمعل زائر، في قسيم التربيية مين أثناء حر" الاستقلا في ا امعية كامبريدج. نارسيو فالينا يز: - رودر  اسب الآ  تبر ا  طالب في درجة الدكتوراه في في جامعة كامبريدج . حصل على زمالية كوالكيو في الابتكيار Qualcomm Innovation Fellowship في عا 3013 وهو . موعة شبكات وأنظمة عضو في

والدولية

والنفط:

7

 وث الن  موعة التشغيل، وهي فرع من ُ مظ Systems Research Group . تركز اث نارسيو على التحسينات المجراة على الأنظمة المتنقلة  أ ، وقيد حصيل عليى البكالوريوس والماجستير في هندسة الات  درج صالات من جامعية أوفيييدو في إسبانيا عا 3002 . سمر سمير المزغني: ِّ ن ُ ص ا في عيا ً فت كواحدة من النساء العربيات الأكثر تأثير 3012 ، ومن أهم القادة الشبا ن في المنطقة العربيية في 3013 . وهيي عضيو في تلفة، وعضو في المجلس الاستشاري لمؤسس  منظمات غير حكومية دولية وإقليمية ة والأمم المتحدة في منصيب  الفكر العربيي. عملت لدى المجلس الثقافي البريطا وبرامج الشبا". تدرس  مستشار لبرامج المجتمع المد اليدكتوراه  سمر سمير المزغ في دراسات الشرق الأوسط في جامعة كامبريدج. زوي بيتكاناس: حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعية كامبريدج في عا 3013 ، وتعد رسالة الدكتوراه في قسم السياسة والدراسات الدولية ديدة امعة كامبريدج. عملت زوي في منصب مدير وسائل الإعلا والاتصالات ا لإحدى المنظمات السياسية الأميركية التحررية، كما عملت في ثي  منصب مستشار عملها لدى إحدى المنظمات المسيؤولة عين تيوفير في صندوق المرأة، بالإضافة إ دمات الاجتماعية للاجئين العراقيين في الأردن.  ا كايلا برانسون: هي زميلة في المجموعة الاستشارية للمخياطر ( The Risk Advisory Group )؛ حيث يتركز عملها على المخاطر السياسي ة والأمنية في شما إفريقيا. وهي حاصلة على درجة الماجستير في سياسات الشرق الأوسط بامتياز من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية ودرجة البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) مين ارجية في جامعة جورج تاون.  كلية والش للخدمة ا د. محمد زياني : امعة جورج أستاذ النظرية النقدية تاون في قطر، ومسؤو برنامج الإعلا والسياسة، وعضو هيئة التدريس ببرنيامج الدراسيات العلييا في امعة ذاتها. من كتبه المنشورة لالقنوات الفضائية الإعلا والثقافة والتكنولوجيا با زييرة: رىى نقديية للاعيلا العربية والسياسة في الشرق الأوسطل، لظاهرة ا ديدل العربيي ا زيرة: نظرة داخلية لعملاق إعلامي عرب ، لثقافة ا يل.ي

8

يدري د. عبد الله الزين ا : أستاذ الإعلا في جامعة قطر، در س علو الإعيلا والاتصا بمعهد الصحافة وعلو الأخبار بتونس. خبير دائم لدى المركيز العربييي للتدريب الإذاعي والتل ي . له العديد من الدراسات المنشي  فزيو ورة بمجيلات علميية  ك  يا ليزية، وكذلك العديد من المؤلفيات العلميية في مة عربية، وفرنسية، وإ الصورة والتل ي ا الميديا والأخيلاق، ا الصناعات الإعلامية والثقافية، و فزيون، و ل : ومنها ديد: النظا والفوضىل، ولطبائع العبث والفساد بالمجا العموميل. الإعلا ا امعية قطير : أستاذ العلاقات العامة والإعلا ، والعمييد السابق لكلية الاتصا جامعة الشارقة. حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعية إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية. أ سهم في إنشاء العديد من برامج البكالوريوس والماجستير في علو الإعلا والاتصا والعلاق ات العامة في عد زائر ة جامعات با مد قيراط أكثر من  والإمارات العربية المتحدة. نشر الدكتور 20 ا علميي ً ث  ا في  ك  لات علمية ليزية والعربية والفرنسية. مة بالإ لطفي حجي : تونسي، معهد خريج الصحافة الأخبار، ومدير محمد قيراط

د.

وعلو

صحفي

نقابة مستقلة للصحفيين التونسيين  ال

تونس، أو رئيس وهو

زيرة ا

في

مكتب

أكتوبر / تشيرين

هيئة

تأسيس في

أسهم كما ،

مؤسسيها سنة 3002

أحد كان

13

الرابطية

من عقيدين

، أكثر منذ وناشط

الأو للحقوق ريات  وا سنة

في

3005

أعماله الفكرية : لبورقيبية والإسيلا :

الإنسان من .

التونسية للدفاع حقوق عن

الإعيلا في تيونس

تقارير حرية حو

الزعامة والإمامةل، كما إعداد في شارك

تونسية . وعالمية ملاك شبقون

لهيئات

 زيرة للدراسات، حاصلة عليى درجي : باحثة في مركز ا الماجستير في العلو السياسية، والإدارة العامة. أنهت البرامج الدراسيية لمسيتوى درجة الدكتور ا ا على ً ه، وتعمل حالي تولد  إعداد أطروحتها بعنوان لالمؤسسات ال اث عن  خلا الأزمةل في جامعة هيوستن، تكساس. وللباحثة ملاك دراسات وأ اه العالم العربيي، والسياسيات ارجية الأميركية  الثورة السورية، والسياسة ا المقارنة (خاصة في دو الربيع العرب ي ي)، والمؤسسات والقانون العا .

9

مقدمة

الانتقام السياسي :

الإعلام في

مراحم

ا ً الحالة التونسية نموذج

د. روكسان فارمان فارماين -

: مثيل

ُ الذي أ طلق عليه أسماء تلفية  ،

ي،  التار

مكانة تونس في السجل

إن

ٍ ؛حا فلم تكن تيونس

ا لصحوة العربية أو الربيع العر بيي، غير قابلة للجد ّ ةبأي أد  فقط أو دولة تبدأ فيها المظاهرات ال

ي  موجة من الانتفاضات في كاف ت إ ة

ي ً ، بل كانيت أيض الأا

اء العالم العر  أ بيي في أواخر 3010 وأوائل

في و

3011

ي طرد د كتاتورها، زين العابدين بن علي، وكانت متميزة ، بين الدو  ال واصلت إصرارها  ال ٍ بعناد و بناء الديمقراطية.  ُ لقد قامت لالثورةل، كما ي ِّ سم يها الكثير من التونسييين، نتيجية غضيب بيي شع وعمل مشترك واسع الانتشار، إقليم يا وحضير يا . لقيد كيان التجربة و،

خاضت

واضح

المسعى بنياء

أساسيات هذا

تقد ، ويل التغيير إ 

البداية

التحدي ذمن ،

ومن

في ،

ي ً زبية ارتباط  تمع ارتبط فيه الإعلا وا في قلب ا

 مشروع يصب

ُ إعلا م ِّ ،ر تحر

ا؛ ً مسموم حيث  ا اجة لدعم المجا العيا . يشبه ا ال لإعلا كثير من القطاعات الأخرى، سبيل على المثا : المالي و، ة القضيائي ، ة الصناعي و ة، تتطلب إعادة  ال تشكيل كاملة في أعقا" انهيار نظا ديكتياتوري، ابتداء من الممارسات المهنية والهيكلة الإدارية الشيفافة، ً وصيولا العلاقيات إ التنظيمية مع الدولة. لكن ً ل ا خلاف غالبي ة القطاعات الأخرى، إنتاج يتم الإعلا على ِّ د  ا سيادة القانون إ مي  الذي فيه

00

المستوى العا يوميا ِ ، لكي يتم استهلاكه من ق بل جميع السكان. خرج إن ُ م ات الإعلا هي معلومات تتضمن معرفة مدني ة واقتصادية وثقافيية ُ ي  وسياسية، والطريقة ال قد بها الإعلا ُ تمثل م ِّ ا وج ً ه للخطا" المشيترك وهويية الأ مة. وهكذا، ل ِّ يمث َ الإعلا ، كمنت ج وكمهنة، ثروة عامة، ربما أكثر من أي قطاع ا ملكية عامة أو ملكية خاصة، فإن الشعب ينظير ً آخر. وسواء كان الإعلا مملوك إليه باعتباره تمعه، ومستوى حريته. ليس من اح يعكس حياته وحالته، وقابلية ً المفاجئ إذ ا ً د أن كثير أن من ا ا ياز رير الإعلا كأعظم إ  لتونسيين يذكرون لثورتهم . يأتي جريت مين أغسيطس ُ هذا العدد نتيجة دراسة استمرت لمدة عا أ / آ" 3012 يوليو إ / تموز 3012 من خلا اتفاقية للتعاون البحثي بين شبكة زييرة ا الإعلامية وجامعة كامبريدج  . وقد رك هذا ز البحث على إعلا تيونس ، اليذي هم فيسأ التحو السياسي به وتأثر ، في فترة ما بعد الثورة. ً ومقارنة بكيثير مين تناولت الإعلا ،  الدراسات ال ز  رك هذا البحث ٍ بشكل  أقل على مقا يي س معينية  قوق الصحفية، ورك  رية التعبير، أو ا  خاصة ً ز بدلا من ذلك على الإطار الأكبر ً الذي لعبت فيه هذه العناصر دور :ا ِّ ليليي نعر  علاقة الدولة بالإعلا (إطار ه في بي لالهيكلل) و ، ِّ يعر  الطريقة ال الأفراد ف بها والمؤسسيات نية ِّ المكو ل لقطياع ندعوها  أنفسهم (ال : لالوظيفةل)، والأسلو" الذي يتفاعل به الإعلا مع الثقافة ِّ العامة ويساعد في تعريفها (والذي نعر فه بي لالوكالةل). يكمن فنا هد ق في التحقي تطور كيفية من إعلا حر ُ م لصه من قيود الديكتاتورية. وقيد سيعينا في  ر عند

الإجابة عن أسئلة أساسية ولكنها في الوقت نفسه الأساس إ مهمة : ماذا يرييد كمون على نوعيته؟ كيف ينظرون في الواقع إ  التونسيون من إعلامهم؟ كيف مهنة الصحافة؟ هل ير ي ف دون ً ا لحر ً إعلام ال كل الفضائح والشيتائم  الي ؟ بدرجة الأهمية نفسها: ما الدور الذي سيلعبه الإعلا سياسيا : هل سييكون ارييا يا ً ا للأعراف الدينية والاجتماعية، أ نا ً أداة تابعة للحكومة، أ انعكاس للترفيه من برامج حوارية ومسلسلات رمضانية تليفزيونية، أ منصية للأصيوات ترافق ال قل الأ صحافة ا ً للقيود خضوع

مع

علا

01

موعة أدوات من أجل الأحزا" السياسيية؟ هيذه أسيئلة ا، أ ً شة سابق المهم اتبعها فريق البحث خلا إجرائه أكثر مين  ساندت خطوط البحث المختلفة ال 150 اص  يتضمنها هذا العدد ا  مقابلة أسهمت في المقالات الست ال . جري فيه البحث، مرت تونس بتغير هائل؛ فقبل البدء في ُ خلا العا الذي أ البحث مباشرة في 35 يوليو / تموز 3012  الاغتييالات السياسيية الي  ، وقع ثا  رت صفو البلاد، حيث اغتيل العضو اليسياري البيارز في المجليس اليوط  عك دث زيادة حاد  مد براهمي، ورافق هذا ا  ، التأسيسي ة سيدية في الاعتداءات ا قوقي الشهير شكري بلعيد في  على الصحفيين (اغتيا المحامي ا 2 فبراير / شيباط 3012 ا من الأحيداث ً ا مؤثر ً جري خلالها البحث عدد ُ أ  ). كما شهدت الفترة ال المهمة والتحديات لبناء إعلا أكثر استقلالية وحرية . وهكذا، في مايو / أيار 3012 ، تم تشكيل الهي ئة العليا المستقلة للاتصا السمعي كومة  البصري بعد تأخير طويل، وكانت الهيئة في الواقع متورطة في مواجهة مع ا أي نوع حو التعيينات الإدارية في الإذاعة والتليفزيون الوطنيين. وقبل التوصل إ ُ من القرارات، اضط ر شار إليه بال ُ ا ما كان ي ً الف كثير  كومة، وهي  ت ا ترويكيا ويتكون من حز" النهضة الإسلامي، وحزبين صغيرين: التكتل من أجل العميل ً مهورية، للاستقالة نزولا ريات والمؤتمر من أجل ا  وا ِ بد ُ عند رغبة شعبية، واست ا به حكومة تكنوقراط برئاسة مهدي جمعة في ديسمبر / كيانون الأو 3012 . وفي يناير /  كانون الثا 3012 تم إقرار دست ور جدييد، ونشيرت نقابية الصيحفيين ا ناريا عن انعدا المهنية في ممارسات النشر (بما في ذليك السيرقة ً التونسيين تقرير الأدبية المتفشية). وفي مايو / أيار 3012 ، وبالقوة نفسها، أصيدرت الهيئية العلييا فيت لأو ميرة عر  اصة بها، وال  المستقلة للاتصا السمعي البصري اللوائح ا از فريد من نوعيه في العيالم اص؛ وهو إ  قواعد ومتطلبات القطاع الإعلامي ا العر بيي. وفي مايو / ا، تم إنشاء أو وكالة لتقدير نسبة المشياهدة ليربط ً أيار أيض الأعداد الفعلية للمشياهدين بتكياليف الدعايية والإعيلان. ا و ً أخيير في تم ، يونيو / حزيران 3012 ، حل النزاع بين الهيئة ال عليا المسيتقلة للاتصيا السيمعي كومة بشأن إدارة  البصري وا ال تليفزيون والإذاعة الوطنيين. أعقب وقد بفترة هذا

01

قصيرة إقامة دعو ضد الهيئة العليا المستقلة للاتصا السمعي البصري مين قبيل ديدة، نقابة المالكين الإعلاميين بشأن متطلبات اللوائح ا ال وهي قضية  ال تها  ر الهيئة العليا المستقلة للاتصا السمعي البصري ، لكنها أد أو استقالة بيين ت إ أعضائها . كان للبيئة الاجتماعية والسياسية الأوسع نتائج م يا عليى قطياع ً همة أيض الإعلا التونسي النامي ؛ فبشكل خاص، وعلى مدار العا ، كان الاهتما المتزاييد بالإرها"، وكيفية تصوير الإعلا للقضايا المتعلقة بالإرهيا" (سيواء كانيت ِ ضع للرقابة من ق  اصة به  المعلومات ا بل وزارة الإعلا ، أو اسيتغلالها مين ٍّ حد إ كيبير العمليية  الديمقراطية ال تصوغها خلا الأعوا الثلاث ة الماضية ، بعد أن واجيه تغيييرات ُ مهمة، لكن ربما، ليس بما فيه الكفاية بعد . قيق من وبالرغم  بعيض يازات الإ المبكرة، مثل: مغادرة عائلة ُ طرابلسي كم ك  لا أساسيين الإعلا اصية،  ا ً فيف حدتها مبكر  تم ا بسبب فرض المجتمع لقيود جدييدة عليى أو  التعبير، وبرسائل تذكير قاسية بأن مهنة الصحافة ليست آمنة من العنف البد ً ا متوفر ماي  لها ا ا، وضمن أكبر التحيديات ً قيقة، ما يبقى عالق  ة الاقتصادية. في ا تواجهها تونس  ال - ا الإعلا لكن ربما يظهر بشكل واسع جد ليس فقط في ا رائد وعلى شاشات التلفاز على صفحات ا - هو التعايش المستمر بين الإعيلا والسلطة السياسية. إنها علاقة لها جذور عميقة وتاري طويل ،  ك َ ف هيذا مرحلة ما بعد الثورة . بالنسبة ا إ لشعب كانت حقوق الأفراد في التعيبير، والممارسية الدينيية والنقاش العا إم ا منتقاة أو مقموعة، ف إن دور الإعلا كبير؛ خلاف فيه أمر فتاري َ تك ْ ح ُ الإعلا في تونس هو تاري أداة م كومة، ليس فقط في عهيد  رة من جانب ا أجل قيق  ا ً مكسب سياسي للحكومة) موضوع مستمرا . لا في تونس، ً يزا الإعلا عملا قيد التنفيذ؛ يشبه النظا ، والرقابة، وتوسيع القطاع من حيث اصية  عدد الشركات ا ِّ تمث  والإذاعات ال إصدارات متعيددة الأنيواع عليى ل المواطنين، بالإضافة إ الإنترنت فإنه ، الارتباط، مع كونه لعملية البناء الديمقراطي للبلد، أحد أهم معارك تونس في

ى

يتم

لأجهزة

و  و

سيطرة

وأصبح

مهما

04

بيب  حكم ابن علي، ولكن خلا حكم ا ا طوا ً صوت الدولة مسيطر 25 لمساء لة حقيقيةل للحاكم أما المحكومين ( 1 )  . خل ال ف هذا تيراث إشيكاليات نفسية ومؤسساتية عميقة، ليس فقط داخل القطاع الإعلامي نفسه، ولكن ليدى طيم هذا النمط الثقافي، وتأسييس عمليية اسيتقلال  الشعب بشكل عا . إن ية الصحافة ك لقوة رابعةل مس ؤ ولة عن النقاش الشع بيي  ومساءلة ا كومة، ليس بالأمر السهل ولا البسيط ؛ فكما أشار جورج جوفي في المقا الأو في هذا العدد، كومة، إذا تم قبو وصف ماكس  فإن ا فيبر ، تتمتع باحتكار العنيف الشيرعي، ليس بسبب فقط دورها في إرساء النظا . بالرغم من ذلك، دييد القييود  كومة للنظا العا هي  حو نظرة ا أ حد الأدوار الرئيسية للديمقراطيية. ا؛ حييث كيان ً بورقيبة من قبله أيض ً ا، والترويج للذات بدلا ً عام من العميل كيأداة المفروضة

يل

ي

فإن

، فرجا عضو الهيئة العليا المستقلة للاتصا السيمعي

وكما أشار من قبل رياض ،

ظل نظا ا بن علي جرى باسم النظا

البصري، لما هو النظا العا ؟ كل شيء

في إن

العا ، جاء ذكره الآن في مناقشاتنا في اله وم يئة العليا المستقلة للاتصا السيمعي ِّ البصري، أصو تفكير دون ت ضده ل ( 2 ) .

فهم بهيا  في الطرق ال

ً خلا الفترة الانتقالية، أن هناك تفاوت ا ً ا كبير

وظهر

تعكيس

مفاهيم لالنظا العا ل ودور اللوائح، و

أصحا" المصلحة المختلف

هيي

ون

هيي  ساءة استخدا السلطة الي

يط   ال إب

تلفة للشكوك  استجابات ذرية ا

ربة حكم إرث ا حماية الشفافية واستطلاعات اليرأي، ُ على سبيل المثا ، ليست ذات أهمية في أوضاع جعل في ظلها الفساد ةأي حماية بلا ؛ مع لذلك، ً ِّ من أن تشك ل اللوائح المعتمدة بشكل مستقل، عليى سيبيل ماية القانونية، لم تعد سوى وصفة لتقييد القطاع مين قبيل  من ا أن إعيادة  ، مزيد من سوء الاستخدا . هذا يع  بعض أصحا" المصلحة، وبالتا هيكلة مؤسسات تونس  تعا مايية القواعيد الشيكلية  من قوى متنافسة تهتم قيقة،  بن علي. في ا المثا ، سلسلة Tripp, C. “BBC Media Action Briefing #8”. www.bbc.co.uk/mediaaction/publicationsandpress/policy_media_iraq.html )  فرجا ، رياض، الهيئة العليا المستقلة للاتصا السمعي البصري، مقابلة ميع الم ي ِّ ؤل ف، 3 إبريل / نيسان 3012 . ( 2 (1)

بدلا

05

 هيود مين أجيل الية كشبكة أمان، في حا فشلت ا  والامتيازات ا قييق تواجه مهمية بنيا  الديمقراطية. لا شك أنه من بين التحديات الأكثر أهمية ال ء الديمقراطية في تونس (وبناء إعلا قوي وحر) دي هناك  التغليب عليى سمعية ً الديمقراطية الملوثة، استناد إ ا تراث من التلاعب والتخفي الذي رافق العديد مين ا ِّ د عاءات الترويج للديمقراطية وت ِّ بن يها في الشرق الأوسط خلا القرن الماضي . خلا العملية الفعلية ا لإحداث لتغييرات الثورية المطلوبة لإزاحية لالدولية العميقةل، وإعادة بناء المجتمع القائم ال على تعددية، تتزايد المخاوف ترافيق  الي مفهو الديمقراطية في تونس، ليس ُ في الإعلا ؛ حيث ترتفع ِّ ر يية أصيوات تمتلكها الهيئة العليا المسيتقلة للاتصيا  اوفها بشأن حجم السلطة ال  تعلن عن السمعي البصري، على سبيل المثا . شى  و البعض بشكل من أن تعيد الهيئة ِّ العليا تشكيل الإعلا حسبما يروق لها، بغض النظر عين مسيتويات الشيفافية  ماية القانونية ال  وأساليب ا تقدمها الهيئة العليا المسيتقلة للاتصيا السيمعي البصري ل لتخفيف مثل تلك المخاوف. الواقع في إن، الثقة في عمل المؤسسات، : مثل الهيئة العليا المستقلة للاتصا السمعي البصري ، منخفضة ج د ُ ا في بلد است خد لتجنيب القواعيد ماية الإعيلا مين  ، ديد يتم إرساىها، في القانون وفي الدستور ا  الرسمية ال اصة،  ا المصا ين وهم الإعلا كأداة ظرون إ للابتزاز يمتلكون حق اسيتعمالها باعتبارهم ؤمس ِّ ولين منتخبين لكي يرو جوا اصة. وبذلك تظل العلاقة  ا فيه الممارسات الديمقراطية في الماضي لإخفاء الما سرقة والسلطة وال ثيروات ِّ العامة. وكما يبي تلت  كومات ال  النوا" المنتخبين ضمن ا ن جوفي، يمتد هذا إ الثورة؛ حيث حاو هؤلاء استعما سلطاتهم بشكل كومة موقع خلاف كبير  الهيكلية بين الإعلا وا ، اه الصحيح! فالتحدي يوحي الا ب أن القضايا مطروحة في الساحة ِّ من الأصوات ووجهات النظر. باختصار، تمث ل ً الا للتغيير . كيم  وكمة الإنترنت، يقل التركيز العا على طبيعية  عندما يتعلق الأمر كومة، ويقل النقاش  ا العا الإعلا صوص  هذا هيكلية التحكم مواجهته ييز، في لالمقي كومة. وكما يشير أرتود دلافيريير وفالينا رودر  لوجه با ِّ وهذا في حد ه ذاتي خطيوة في  العامة، وبالتا رج  العديد ا ً

فقط

كبير

من في

غطاء

متكرر

لأجندتهم

عند

وجه

06

ُ الات البنية التحتية للتواصل الذي أ ا حيوي من سييء

والعدسة المكبرةل، هذا

ا يظيل بن علي، ومع ذلك هو

استخدامه من خلا نظا المراقبة المتعمق لنظا ا

واضح غير بشكل كبير من جانيب مهيور. في دراسيتهما لقطياع ا استمرت في التواجد  الاتصالات اللاسلكية في تونس والهياكل القانونية والبنائية ال - اضر  وإن لم تكن قيد الاستخدا في الوقت ا ح - لاحظ الكاتبان أن تفكييك الات تركز السلطة يمكن أن يكون بصعوبة بناء هياكل مؤسساتية جديدة ؛ فعليى الرغم م ن سمعتها المبتذلة كمركز لالدولة العميقةل، تواصل وزارة الداخلية َ ، ومهم ً

لا

سييطرتها

استخدمها  أنظمة المراقبة ال ا بين ِ ق ديد ل بل المدير ا ل وكالة التونسية

على معظم البنية التحتية للانترنت . ولئن كانت

صخب بالغ

علي قد تم تفكيكها ذلك ورافق

من

ظهيرت  فإن الوكالة الفنية للاتصالات الي

اصة، مع  شبه ا ز

للأنترنا ت

شقشوق،

) تبيدو،

 تشرين الثيا 3012

ئت في أعقا" حكومة النهضة في نوفمبر ِ نش ُ ا (أ ً حديث /

كومة دون  السرية، والمراقبة، وسيطرة ا التخل منه. وعلى الرغم من نداءات م نظمة

سلطات ز ِّ تعز

، ا لإطارها القانو ً طبق

تملك

إشراف؛ وهو ما حاو معز ش

قشوق

العفو الدولية ومراسلون حدود بلا بشأن العديد من الثغرات القانونية، لم يظهير أي كومة وصفت  أن ا اهتما بالموضوع داخل تونس، وهذا يرجع بشكل رئيسي إ الوكالة الفنية للاتصالات بأنها أداة مهمة للحماية ضد الإرها" . وفي تشابه كبير لتحليل هيكل العلاق ة كومة اليذي سيبق  بين الإعلا وا مناقشته الأعلى في ، كشف البحث عن كيفية عمل القطاع نفسه عند اسيتجابته للتغيير، ك او إعادة  صناعة في مرحلة تشكيل نفسها حررة. وقد شميل ُ في بيئة م هذا إعادة ديد  العاملين في الإعلا لمفاهيم تتعلق دور ب اه سيلطة التحريير وا الإخباري ع ظر الرقابة الرسيالة.  ندما لا يتم فرض القواعد من أعلى، وعندما لا لقد مر ت مهنة الصحافة - المطبوعة والمرئية والمسموعة بت - غيرات فقد ؛ا سريعة جد

ُ انتشرت البرامج التدريبية، وكثير منها ت ِّ قد مه منظمات غير حكومية أجنبية، بينميا مركز التدريب الإفريقي للصحفيين والإ علاميين، الذراع السابق ة لمكتب رئييس الوزراء، ومعهد الصحافة وعلو الأخبار في جامعة تيونس، في منوبية، خضيعا  لتحو في الدورات والتدريب الذي يقدمانه.

07

 لقد نما القطاع بشكل ملحوظ خلا الأعوا ال أعقبت الثورة، مع بدء

بث

طات تليفزيون  ي وإذاع ية  ر إذاعات الأشيخاص، الي ضرية،  تأسس الكثير منها في المحافظات وفي المراكز ا و يديرها شبا" الأمة، كما ِّ وبناء القدرة الإعلامية: شراكات تعيز  في لالمجتمع المد  تصف سمر سمير المزغ ز المواطنةل. وبد الرغبة تل في تطوير أساليب أفضل للتحقيق الصحفي، والصيحافة الاستقصا ئية، و في زييادة اليوعي إعلا يعكس الرغبات الشيعبية، إضيافة إ السياسي من ، دور الصحفيين، ووضعهم على خطوط المجابهة للتغييرات السياسيية تكتسح البلد،  والثقافية ال و حرة بصيدق، كانت للمرة الأو  الانتخابات ال وبيان أخلاقيات الإعلا المس ؤ بالمعلومات المفيدة. إلا أن هذا لم يتحقق  و والغ قيق  بسهولة؛ حيث اختلفت الآراء ا ي ة في أغلب الأحيان على صفحات الصحف، ال وفي ً تليفزيون، وكثير ا ما أصبحت أجهزة الإعلا منص ة للتحيز والثأر الشخصي . أثار موضوع إعطاء رية  ا للاعلا ا حاد ً نقاش ا ا في كثير ً وعنيف من الأحييان بين عامة الناس ، حو فرض القيود على حرية التعبير، وكيف ية تيأثير المخياوف الأخلاقية أو الدينية أو الأدبية على الإعلا . ومنذ نشأتها، شاركت الهيئية العلييا المستقلة للاتصا السمعي البصري مشاركة فعلية في معاقبة اليبرامج و المح طيات ال تليفزيون عند ية انتهاكها لقواعد اللياقة يدة. وفي الوقت نفسه، أصبح والممارسة ا الارتباط الهيكلي َ بين السياسة والإعلا أحد أكثر القضايا المتناز تواجه  ع عليها ال تونس بعد الثورة بدأ فقد ؛ ُ أقطا" الإعلا يؤسسون الأحزا" السياسية فيما ي دعى في أغلب الأحيان بي ل، ويسيتغل  لمتلازمة بيرلسيكو ون الشيبكات القديمية  للامتيازات وال تزا لا موجودة ٍّ حد إ كبير في البلد؛ حيث تفظ  خب النظا ُ ن ة خاصة جديدة، ومع ظهو

النفوذ السياسي المهم، إضافة إ  القديم بالنفوذ الما ؛ والنتيجة هي معركة وجيود ديدة، بين الممارسات القديمة وا  ال تهدد نتيجتها النهائية بأن ي كون ميا تيراه ن روكسا فارمان فارم ايا اص  ن في لما هو ا ؟ وما هو العا ؟ ومن يمارس سيلطة ا غير ً الإعلا في تونس؟ل خليط مقنع ، وديمقراطية كاذبة ، لعناصر مرافقة لكل مين السلطوية والديمقراطية. فالعلاقة، على سبيل المثا ، بين مالكي الإعلا والصحفيين الممارسين لمهنة الصحافة هيو- عنصر حيوي لصحة القطاع - تظل غير متجانسة

08

 ط  بشكل يثير القلق. كما أن الهيئة المهنية و النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين فشلت، خلا الأعوا الثلاث ة الماضية، في تثبيت شروط ال عمل أو ال عقود أو ال ، دخو أو الاعتماد الص حفي لأي من أعضائها كومة والمالكين. وما من شك في أن قدرة الإعلا عليى  في مواجهة اعتراضات ا ً مل ضغوط سلطة النخبة الدفينة ستكون دليلا  ا مهمي عليى مقيدار التقيد الديمقراطي على جميع المستويات في المجتمع التونسي . ق  ق  اح ا في متميز ديث الإ  رير و  وارية  علا وهو البرامج ا ، ا الآن، ً الاحترا الشديد، والمستقلة تمام

قد

في واحد

ريية  لا تتمتع  قادة المجتمعات ال في المجا السمعي والبصيري

بالنسبة ل

وبالبث المباشر، برامج وهي القبو صعبة

التعبير عن الرأي كم  به و ، لكن هذه البرامج ازدهر

ت

التونسي ر المحر ديدة، وارية في القنوات ا  ا. لا شك أن البرامج ا ً حديث مثل تليفزييون ا أساسي ً القنوات الأقد ، مثل تليفزيون نسمة، أصبحت شييئ الزيتونة، إضافة إ في يا  البلد؛ حيث إن إنتاج هذه البرامج رخي التكلفة، وهي وسط مثا لمناقشية الهويية السياسية الاجتماعية يشارك التونسييون في  ديدة ال ا تكوينيها . تناوليت زوي يب تكاناس ثلاثة بر امج حوارية رائدة لرىية كيف ية ة معا أحد مواضيع تيونس الأكثير إثارة التنافس في الصيرا،، در النقاش إ  الات الثلاث، ا  : دور وهوية النساء. في ا مع طرح أسئلة أساسية تتصل بتركيب المجتمع، وأخلاقيات وار  ا الأنوثية. ومعي ً تكشف بيتكاناس أيض ا أن أسلو" إدارة البرامج ا وارية، خاصة عند تناو موضوع  صعب، يتطلب واسعة خبرة او الإعلا التونسي  ، وهي ما ا ً ا جاهيد كتسيابها . إن فهم أدوات الإعلا والعمل بها - اص  كومة والقطاع ا  من منظور ا - ي  مهمة معق دة وخطرة في أغلب الأحيان في سياق دي  بناء بيئة سياسية جديدة، تواجه هي نفسها صوص هو صعود الإسلا السياسيي  التطورات غير المتوقعة. ربما أكثر ما يبرز بهذا ا السلفي، بتفسيراته المتطرفة الأقل منطقية  وف  مع المنافذ السياسية ال . ح رتها الثيورة ركات السياسية  للنهضة وا الدينية ا ً ، فقد جاءت أيض بفترة من الإرهيا" المتقطيع والعنف المتطرف ؛ ديد كيف يمكنها القيا بمثيل  فلم يكن على النهضة فقط هيذه الأنشطة دون أن تتعرض للخسارة سياسيا، كومية  لكن بالمثل، واجه من كانوا في ا ِ المشك لة بشأن إغلاق عليهم كان إذا ما المجا هذا العا تلك مثل أما ماعات. ا

09

ا كان ماعات لتهميش والارتباط الإعلامي من خلا التواصل الاجتماعي مثل أنصار الشريعة في تونس موضوع مقا كتبته كايلا برانسن بعنوان لالنشياط ا ديد  مهورل. مع ديد ا  الإسلامي على الإنترنت: جدلية الرسالة، وإعادة راط في شبكات أكيبر، يم  كومية، والا  خارج الرقابة ا كين رىيية أن تليك ماعات ا تقو ، بشكل ما، ب الثورة نفسها أدت إ  العمليات ال ؛ رفض المعيايير المركزية، والتجنيد من خلا الشبكة العالمية لآخرين مين أصيحا" القناعيات المماثلة. يطرح التحليل أسئلة مثل مهمة الطريقة  د ال ِّ د  بها وسيائل التواصيل

كومة في حرية التعبير في  م ا المجيالات

ك  ما إذا كان

القبو الاجتماعي، و

مدى

 الهامشية تتواصيل  ماعات ال لتلك ا َ متناقض خارج هذه القيود. في دراست  ا قانو في ْ ي بيتكاناس وبرانسن، تيتم ممارسة الوكالة أو الوساطة من قبل ومن خلا الإعلا بينما ِّ يطيو ر التونسييون ُ أدوات جديدة لمعرفة من ه ْ م في ظل بيئة سياسية متطورة تتمتع رية  أكبر . ورغم عند أنه ح ذلك، تشير برانسن إ إغلاق با" الإسيها في مصيادر الإعيلا الشائعة ، فإن وسائل التواصل الاجتماعي توفر تطبيقات وسيطة بقصد الإ اسه في السياسة . تطرح دراسات هذا الكتا" الأطر التحليلية للاطيار الهيكليي والوظيفية والوكالة أو الوساطة ، ً وتعكس أوجه ا تلفة لكيفية تطور الإعلا خلا عمليية  التحو السياسي في تونس . لا شك أن هذا جانب مدهش لمراقبة تطور الديمقراطية المجتمع، أو يضعه بشكل عرضة أكبر

مي

- في تونس يدرك المرء أن مستويات التعليم مرتفعة، برة  وا ل - متوفرة كين دون وجود الأوكسجين المتمثل في حرية التعبير في النظا ، واليذي يسيمح للنياس باستخدا هذه الموارد البشرية بطريقة مبدعة وشجاعة وقابلة للنقاش،  تظل وبالتا المهارات دفينة . تعل هناك الآن في تونس منح  م كبير يتشك بينما ،ل ل ِّ يشك الناس ً حرا تمثيلا ِّ س  و نون ت مم يا لقائ رجم ُ ا يقومون به من خلا الممارسة والتجربة. لقد ت بعضال من هذا إ مسار اجتماعي وسياسي ولا يزا هناك الكثير الذي يتوجيب تغييره، ونضوجه ، ا يزداد ثباته قيقية تنشأ في  أن الثقة ا جو مين

في

وإثبات

ر.  ا  التعبير العل

11

أن الأوراق البحثية الست خضعت لمراجعية ونشير في ختا هذه المقدمة إ زيرة للدراسات بالشيراكة ميع مها مركز ا  نظ  نقدية خلا الندوة العلمية ال جامعة كامبريدج يو 2 ديسمبر / كانون الأو 3012 زت هيذه  في الدوحة. ورك مها أسا قد  المراجعات والمداخلات التعقيبية، ال يا تذة أكاديميون وباحثون في الإعلا والاتصا ، على فح المداخل النظرية والإطار المنهجي للأوراق البحثية، توى وعناصر التحليل وحدود اتساق نتائجه وارتباطها بهذه المداخل.  وتقييم

10

العلاقة بين الحكومة والإعلام في تونس : تعكس هل تحو ً نموذجي لا ا في ثقافة الحكم؟

البروفيسور جورج جوف ي قسم الدراسات السياسية والدولية ، جامعة كامبريدج

قدمة م تثير مسألة عزل نظام ا بن علي من السلطة في تونس تساؤلات جوهرية حول الدور المستقبلي لوسائل إعلام الدولة وهيكلتها ، وكان على اللالاةىة اكيكليىة ديدة أن تلاكس التغيرات في ا ديد حول مهمة وسىائل أنماط الملكية والسرد ا الإعلام في المستقبل ، وأن تتكيف ديىدة بوسىائل ا مع علاةتها ا ً كومة أيض  ا الإعلام في ظل نظام سياسي تشاركي يمر بمرحلة انتقالية ، و يتناول هىاا البثى ضلات هاه المفاهيم بهاه الطريقة ُ ا كيف ولماذا و ً أيض .  لقد كانت عمليات التكي ُ ديد أصلاب مما كان ي ف مع الوضع ا تصو ا ً ؛ ر سابق خاصة بالنسبة ا إ عملت فيها وسائل الإعلام أكثر  كومة، وأصبثت البيئة ال  ؛ صلاوبة ً مما جلالها عاملا ٍّ كومة عل حد  ا، عل وسائل الإعلام وعلاةتها با ً مؤثر

؛ سواء وةد كانت الأحداث الرئيسية هي الانتخابات والنتائج المترتبة على فىو حزب النهضة، واغتيال اثنين من الناشطين السياسيين البار ين وكالك الدسىتور َ ديد الملاتم التونسي ا يناير د في /  كانون الثا عام 3012 ، وارتبطت هاه الأحداث ا - ً أيض - ِّ بترد الة الأمنية  ي ا ؛ ِّ وذلك مع نمو  تطر هاديىة وتراجىع ف السلفية ا الثروات الاةتصا دية في تونس .

11

ومع ذلك ، فربما كانت القضية الأكثر صلاوبة هي التنمية الفلالية لللالاةىات كومة  الإعلامية با ،  وةد افترض الإعلاميون أن اللالاةة في ظل النظام السابق - ال ادم المطيع للثكومة  كانت فيها وسائل الإعلام ا -  التخلي عنها واسىتبدال كومىة  بل ا ِ من ة . كومة الائتلافية وخليفتها فائدة وسائل الإعلام التابلاىة  وفي الواةع فقد أدركت ا ِّ للثكومة، وكانت مترد رية السىليمة للملالومىات والاتصىالات  دة في دعم ا . وباختصار ؛ فقد كر ُ ر ِّ وا ممارسات السلف، مبر رين هاا  الإجراء المتسل ط بأنه حىق كومة  أصيل من حقوق ا ، و اه حريىة اصة  اوفهم ا  في الواةع فقد أعربوا عن الإعلام والمخاوف من نشر الآراء الملاارضة ، و لم يتم القضاء على الممارسىات التلاسفية للثكم الاستبدادي ، ُ ولا يزال ي ا ً وسائل الإعلام باعتبارها سلاح نظر إ في الصرا ً ع السياسي، بدلا من اعتبارها وسيلة أساسية للمشاركة الشلابية في بنىاء ديد النظام السياسي ا ؛ الآن لاا ُ يجب أن ت  فهاه هي المشكلة الرئيسية ال  وبالتا ديدة في تونس بواسطة وسائل الإعلام ا . ُ وي ى ِّ لاتبر ظهور حرية التلابير والاتصال إحدى السىمات الممي زة للانتقىال الديم ا مع المادة ً قرايي الناج؛ وذلك مششي 11 قوق الإنسان  من الإعلان اللاالمي ؛ تنص عل أن  ال يق  ق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا ا  للكل شخ ا حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية ٍ  كانت دون تقي دود ا  د با غرافيةل. ر لنىا المىادة  ونتيجة لالك تىوف 11 قيق أهىدافها  اح الثورة التونسية في كم عل مدى  ا يمكننا من خلاله ا ً مقياس بشأن حرية التلابير والاتصال . ومع ذلك ؛ ا في هاه المادة أن اللالاةة الرئيسة تلاتبر أبلاد من ً فمن الوارد ضمن ر د النظر الموضوعي لدرجة حرية التلا تتمتع بها وسائل الإعلام  بير والاتصال ال ، كومة و  وهاه هي يبيلاة التفاعل بين ا بين وسىائل الإعىلام، وهى ي علاةىة كومة  فوفة بالصراع المحتمل مع ا  وذلك ؛ باعتبارها ا لاحتكىار اللانىف ً سيد الشرعي داخل الدولة عل ال و ، رغم من ىاه ذلك يجب أن مشارس ضبط الىنفس وسائل الإعلام ؛ يمكن أن يكون من الصلاب للغاية عليها التلابير عنه والمحافظىة  ال ِّ حي ز من الملالومات المجانية بها ً وبشكل أصيل وموص تلقائيا به

سيتم

وسيلة

14

عليه ( 1 ) . ومن ناحية أخرى ؛ يجب عل وسائل الإعلام - عل الرغم من رفضىها - لأي عائق الاعتراف مع ذلك بالدور اللاارض لسيادة القانون ؛ الاي يضمن ِّ دي للفخ الاي وص فه فريد كريا بى ل الديمقرايية غير او ات سلطة الأغلبية المطلقة غير مقيدة تكون فيها  الة ال  وهي ا الليبرالية ل ( 2 ) ،  نب النظام السياسي التلاد

رسميا

بسيادة القانون . كومىة  دراسة التوترات الضمنية في اللالاةة بىين ا وتسلا هاه المقالة إ ارب تونس وهي تنت ووسائل الإعلام وذلك من خلال النظر في قل من النظىام السياسي الاستبدادي الفاسد - الاي حكم ةبل أحداث أوائل عام 3011 - ىاه با ديد إمكانية وجود نظام سياسي ديمقرايي عل النثو المقترح بواسطة الدستور ا للبلاد . ويتميز الانتقال الاي مر ت به تونس بسلسلة من الأحداث ؛ ى  مشث  الى ل ا من الثو ً علامات منية، بدء رة في أوائل عام 3011 انتخابات إ أكتوبر / تشيرين الأو 3011 ، واغتيالات شكري بللايد في فبراير / عام شباط 3012 ، مد براهمي  و يوليو في / عام تموز 3012 ، ملاية التأسيسية لمشروع الدسىتور في والموافقة عل ا يناير /  كانون الثا عام 3012 . و متزايىد  كما مشيزت الفترة بلالاةة مشثونة عل كومة الائتلافية  بين ا - تشك  ال لت بلاد انتخابات أكتوبر / تشرين الأو 3011 - وبين الأحزاب السياسية الملاارضة كا ووسائل الإعلام وذلك بسبب عدم ةىدرة ين لرؤية وسائل  كومة عل التخلي عن اللاادات المتواجدة منا ذلك ا  ا الإعلام دمتها  كوسيلة ، و كومة الائتلافية ةىد  عل الرغم من أن ا مت اسىتقالتها في يناير /  كانون الثا عام 3012 وحل لها حكومة انتقالية تكنوةراييىة بقيىادة  ت ( 1 ) إن ل الدولة هي المجتمع البشري الاي يد بنجاح ( عي ) احتكار الاستخدام المشروع للقوة البدنية ضمن إةليم ملاين ل ، انظر:

Weber, M., “Politics as a vocation”, lecture to the Free Students Society at Munich University, January 1919, in Gerth, H. H., Wright, Mills C., Trans and eds, Weber, M. essays in sociology, (Oxford University Press, 1946), p. 397. For the original formulation, see Weber, M., “Politik als Beruf”, in Gesammelte Politische Schriften, Munich, 1921. ( 2 ) فريد، ل ، كريا صلاود الديمقرايية غير الليبرالية ، ل Foreign Affairs ، (اللاىدد 22 ، 2 نوفمبر / تشرين الثاني، ديسمبر / كانون الأول 1112 33 - 22 .

ص ،)

15

مهدي جملاة، فإ ن الأعمال الانفرادية نفسها تبدو مستمرة، عل الرغم من صىدق الضمانات الدستورية للبيئة الإعلا رة  مية ا . كم تتضىمن  أن عملية ا الاعتراف باستقلال وسائل الإعلام كلانصر أساسي لتمكين السكان مىن بنىاء تشكيلة لى ل الإرادة اللاامة ل ( 1 ) ، ٍ فقط يمكن أن تكون بمثابة شريك فلاىال كومة  ومستقل لمؤسسات ا ؛ سواء المؤيدة منها أو الملاارضة كىا و . مىن ناحيىة أخرى ؛ كم الاستبدادية مع وسائل الإعلام عىادة كىأداة  فقد تلااملت أنظمة ا للثكومة ؛ وذلك اصة  ا للمتطلبات ا ً باستخدامها لقولبة الساحة السياسية ووفق ؛ ا كيمنتىها السيا ً ونتيجة لالك فقد اعتبرت وسائل الإعلام المستقلة تهديىد سىية ِّ حد واستوعبت هاه المواةف إ أنها أصبثت ثقافة سياسية ، و باختصار أصبثت موعة من الافتراضات الملاتادة، هي ل للاادات القلوب واللاقول رو ل ( بىر، عىام 1131 ، 33 و .) ُ ت  بشأن أدوار الاتصالات والملالومات ال لاتبر بديهية ؛ َ ومن ث غير م مشكوك فيها ؛ ُ حي إنها ت َ ث ِّ طا د  د ا فإنه ، ب السياسي  اعتبار هؤلاء الىاين السمات المميزة للمجتمع الديمقراطي يه

ىحدإو

وعندئا

يتم

طىاب  ا كيمنىة ا ً ا مباشر ً دي  مون

ُ كون في مثل هاه الافتراضات أنهم ي َ ق ِّ د

يتشك

السياسي للثكومة ؛ ا ً لأمنها أيض  وبالتا ؛  ونتيجة لالك يىتم اسىتبلااد هىؤلاء ها السياسي الأشخاص من ا ،  عد ُ وي عكس هاه الافتراضات، هي الافتراضىات يمكن أن تتخل  ال ل كلا ًّ ُ كومة والمجتمع الأوسع، والاي ي  من ا  شك ا لا ً ل جىزء  يتجزأ من عملية التثو ل الديمقرايي . كانت المشكلة في تونس أن هاه الثقافة السياسية - أنشىأتها الأنظمىة  ال الاستبدادية -  هي ال ت ظل كم تونس منا الاستقلال في عام  1152 ، وةد أثبتت  أنها تكون أكثر ترس ا ً فيخ كومي  طاب ا  ا ؛ بل أصبثت أكثر ممن كان موضىع ِ تقدير من ة بل أولئك الاين أشلالوا الثورة ، وتقوم الآن بتوجيه اللامليىة الانتقاليىة ( 1 ) لكل واحد من  ا يضع شخصه وكل ت الإشراف الأسمى للارادة العامية،  قوته سويا وفي قدرتنا العامة، نتلقى كل عضو كجزء لا يتجزأ من الكلل . انظر: Rousseau, J. J., On the Social Contract, Trans Cole, G. D. H., (Everyman's Library, New York, 1993), p. 190.

16

للبلاد و . ، في الواةع ديىدة في فإن هاا القصور في التكيف مع البيئة السياسىية ا أوائل كومة ح  فهم فشل ائتلاف الترويكا المهيمن عل ا لها بديل تكنوةرايي أثناء التثضىير  ، وعل المطالب الناجثة ليثل لانتخابات جديدة بلاد أن مش ت الموافقة عل الدستور . وباختصار ؛ كانت هنىاك كومي  استمرارية في السلوك ا ؛  الاي يمتد دود الزمني  خارج ا لمسار ة الثىور ؛ ة  وبالتا لفهم استمرارية هاا السلوك يجب الربط بين كيفية إدارة اللالاةىة بىين كومة ووسائل الإعلام ةبل وةوع الثورة، وهي مسألة سيتم توضيثها أدناه  ا . الحكومة ووسائل الإعلام قبل عام 4199 ومن جوانب عديدة ؛ ا ً فقد اتبلات حكومة تونس المستقلة مسىار نموذجييا للثكومات في المغرب وفي علاةاتها مع وسائل الإعلام ، ا ً ونظر إ حقيقة أن غالبية ا من الإمبرايورية الاستلامارية الفرنسية ً البلدان الملانية كانت جزء - فقط ليبيىا احتلاكا من ةبل ةوة أخرى وه ي إيطاليا - وهاا هو المىاهل ؛ ويلاى ذلىك - باختصار - ِ أن مسائل م لكية و كومة  سائل الإعلام وسيطرة ا التلاامىل ملاهىا بطرق متشابهة جدا ، ومستمد ة من الممارسة الفرنسية وحسىب واةىع وحالىة الشركة ؛ فإن غالبية وسائل الإعلام الصثفية التونسىية  وبالتا ( 10 % ) مملوكىة اص  للقطاع ا ( 1 ) ؛ وذلك في حين هيمن القطاع اللاام على القطىاع السىملاي البصري من ةبل ؛ كومات في المنطقة كانت مدركة منا فترة يويلىة  حي إن ا للقوة اكائلة للت ليفزيون والإذاعة في جاب اهتمام الرأي اللاام . النموذج الفرنسي أوجه التشابه مع فرنسا لافتة للنظر ؛ رب اللاالمية الثانية، كانىت  نهاية ا فث ٍّ حد الصثافة الفرنسية إ اص، و  كبير مملوكة للقطاع ا ذلك عادة عىن يريىق التكتلات الصناعية، منثها حرية التلابير بموجب القىانون 1331 ظىات  ، وفي الأ مات الوينية - رب اللاالمية الأو  عل سبيل المثال أثناء ا - لم تتردد الدولىة في ُ تونس ي َ لا  د عام 3012 ا في ً مفتاح

(1) Lacoste, Y., Lacoste, C. L’état du Maghreb , (La découverte, 1991), p. 410.

17

التدخل لضمان الآداب اللاامة ( 1 ) ؛ ومع ذلك فوسائل الإعلا السم لاية والبصىرية في فرنسا - بدأت مع الراديو في عام  ال 1131 - كانت في الغالب مملوكة للدولة بلاد و ، رب اللاالمية الثانية إعادة تنظيم الصثافة بموجب الإصلاح التشريلاي  ا ؛ وذلىك خلال مرسوم 32 أغسطس / للاام آ" 1122 ؛  الاي ينظ ِ م الم ، لكيىة والىدعم المىا تدخل الدول  وبالتا  ة مباشرة باعتبارها منظ ا في أنشطة وسائل الإعلام المكتوبىة ً م ، و اليوم يتم التثكم في ثلثي الصثافة عن يريق شركة داسو و وهما صانلا ا كومة  ستخدم ممارسة نفوذها بالنيابة عن ا ( 2 ) . فىرض موجىة ت رةابة الدولة المباشرة، حى  وجاء الراديو في فرنسا جديدة من التثرير بلاد عام 1133 طات خاصىة  ، اضطرت فيها ا إ لانتقىال دود الإةليمية لفرنسا نفسها  خارج ا ، و ال كان تليفزيون - الاي ةد بدأ في عىام 1125 - َ تك  ا ً أيض ا من الدولة ً ر ، و تنظيمه مثل الرادي و من خلال مؤسسة عامىة واحدة، وهي مكتب الإذاعة و ال تليفزيون الفرنسي ؛ الاي يضمن سيطرة الدولىة عام عل الثقافة السملاية البصرية في فرنسا ح 1122 ، وعندما فصله م ِّ س ُ ة إ أربعة كيانات للدولة ليمكن التثكم فيها و . بدأ القطاع السملاي البصري التجاري فقط في عام 1133 ب لاد أن إنشاؤه كهيئة تنظيمية جديدة - وهي اكيئىة اللاليىا للاتصال السملاي البصري - وذلك لضمان استمرار سيطرة الدولة عل هيكلىها، لو كان هناك حرية لمحتوى وسائل الإعلام، بصرف النظىر عىن القيىود س الأعلى للاعلا المرئي والمسموع ، ةدرة الدولة عل إلغاء ما من شىأنه أن ُ ى ي َ لا د اص في وسائل الإعلام عل المستويين الوي والمحلي عل  ا للقطاع ا ً ا مفري ً تركيز ٍّ ؛ سواء حد تفظ بدور  لا تزال  ال ٍّ في الإنتاج السملاي البصىري الفلالىي ؛ وهي نسبة 20 % من إنتاج تل ال يفزيون؛ الاي لا يزال تسيطر عليه الدولة ( 3 ) . (1) Kuhn, R. The Media in Contemporary France (National Media) , (Open University Press, New York, 2011). (2) Schiffrin, André, “France’s new model of media control”, Le Monde Diplomatique , 14 October 2007. (3) Kuhn, R. The Media in Contemporary France (National Media). الأسلثة الرائدة في فرنسا ؛  ال َ ت القانونية . ديدة في عام وضمنت بالك اكيئة التنظيمية ا 1131 ، وهى المجلي ي

لاغاردير؛

ت ح

مهم

18

التةابه في المغرأ والجزائر َ ليس من المستغر ا -ب ً نظر ا إ لسجل التاريخي الاستلاماري كاين البلىدين ظهرت بلاد الاستقلال  والأنظمة الاستبدادية ال ي أن - ىا ً زائر نمط تبع المغرب وا ً لفرنسا ةد و،  سيطرت المصا الاستلامارية ٍّ حد إ ًّ كبير سر ا عل وسىائل ركىات القوميىة  بدأت ا ا غير المشروعة، عل الرغم مىن السىماح بىالك ً اصة بها، وغالب  بالمنشورات ا للمجلات والصثف المتخصصة و . هاه المطبوعات خلال الاستقلال كانت تتو ً ُ ِ زائر من ة اص الأصلية، أو في حالة ا  القطاع ا بل الدولة ؛ ومىع ا عل القطاع السملاي البصري عل أسس مشابهة ً ذلك سيطرت الدولة مشام الإعلام المطبوعة ومع . ةرب نهاية الفترة الاستلامارية

مماثلا

شركات

عادة

جيدا

لتلك الموجودة في فرنسا ، وبدأت الصورة تتغير فقط في الثمانينات ، وحدث ذلك في المغرب نتيجة للإصلاحات في فرنسا، أم ا في ا زائر فجاء نتيجة للاملية التثرير ؛ أدخلها نظام  ال ( بن جديد  الشاذ ) بلاد أعمال الشغب الكبيرة في أكتوبر / تشرين الأو عام 1133 . وفي عام 1133 أ نشأ المغرب مؤسسته في اص به  الإيار السملاي البصري ا ؛ ُ ي  ال ا ً طلق عليها أيض : اكيئة اللاليا للاتصال السملاي والبصري، وهو اقتداء بالمثال خلق إمكانية للقنوات الإذاعية و  الفرنسي، وبالتا ال تليفزيو ن اصة في الظهىور  ية ا كومي المهيمن  جنب مع القطاع ا ا إ ً جنب ، و طة الراديىو  في الواةع فقد كانت اصة عل مستوى المنطقة  ا ؛ إذاعة البثر الأبيض المتوسط الدولية، الممو لىة مىن اص ا  القطاع ا لفرنسي والمغر بيي، مرخصة في ينجة في عىام 1130 ، بشىكل جزئي كمبادرة سياسية موج زائر مهور في ا ا هة إ ؛ ومع ذلك كان هاا فقط في عام 1131 بلاد أن بدأت مبادرة مماثلة في ال تليفزيون؛ وذلك طىة  مع تأسيس القناة الثانية ل 3M ل ، ومقرها في الدار البيضاء ، وممولة في البداي ة من ةبل أومنيىوم ( شمال إفريقيا موعة أونا - بشكل فلا ؛ال اصة القابضة لللاائلة  وهي الشركات ا المالكة ؛ ُ ت  ال لارف الآن باسم الشركة الوينية للاستثمار في عام و. ) 1112 ةامىت الشركة الوينية للاستثمار - لأسباب مالية - ببيع الكثير من حصتها للدولة المغربية ؛ تسيطر الآن عل  ال 23 % ل من 3M وذلك ل؛ مع احتفىا الشىركة الوينيىة

19

للاستثمار فقط بى 30 كىومي  يقوم اليوم المشغل السملاي البصىري ا والشركة الوينية للإذاعة والتلفزة ( 1 ) بتشغيل ثماني ةنىوات مىن عشىر ةنىوات تليفزيو ن لية في المغرب  ية وذلك ؛ صة الكبرى في  مع حيا ة ا ل 3M ل وحيىا ة في اللااشرة ل ِ م ِ ي د 1 ل، تي في ٍّ طات إذاعة الدولة، مع بقاء راديو إذاعىة  من . 2 % و .

وست

القنىوات الوصول إ

اص  البثر الأبيض المتوسط الدولية في القطاع ا ، واعتبار

الفضائية غير مقيد .

ا، على الىرغم ً زائر يختلف كثير كان الوضع في ا

وةت ةريب وح

جدا

اصة كانت مرخصة في عىام  من أن وسائل الإعلام المطبوعة ا 1133 ، وكانىت ىاص،  النتيجة أن ملاظم الصثف والمجلات أصبثت الآن مملوكىة للقطىاع ا وشد دت الدولة الرةابة عل وسائل الإعلام السملاية البصرية ؛ إدخال ةانون ح جديد يجيز ةطاع الإذاعة و ال تليفزيون اص في  ا ديسيمبر / كيانون الأو عىام 3011 ( 2 ) ، وةد السماح عل ما يبدو لاثن ت اصة  ين من القنوات ا النهار ( ؛ )تي في (و الشروق )تي في الآن ؛ ح ومع ذلك فالتوةلاات لا تزال غير مؤكىدة ؛ حيى  كان في الماضي رد تنطوي على فضىائيات  ا ضد المبادرات ال ً فلال الدولة عنيف َ اص المنت  القطاع ا زائر جة با ف ؛ في عام 3002 أغلقت ُ الدولة َ الشركة المسيؤولة ت عن اثن ين من هاه المبادرات ؛ ( خليفة TV (و ) KTV ) ، واعتقلىت اللاديىد مىن المتوريين . اصة،  والدولة عل الرغم من سماحها لوسائل الإعلام المطبوعة ا تراةب القطاع بدةة، وتهدد الصثفيين والمحررين بقضىايا تشىهير ؛ إذا ةىاموا بانتقىاد مؤسسات الدولة بقسوة بالغة ( وهاا أسلوب كان يستخدمه الزعيم اللي بييي - ملامر القاافي عام في - 3002 ضد جريدة الشروق اليومية ؛ كانت تصدر باللغة  ال اللاربية )، وإغلاق المطبوعات من خلال سيطرتها عل الإعلان وصناعة الطباعة إذا . مشردت كوم  إن الإعلان ا -ي الاي يسيطر عل ةطاع الدعاية إدارته من ةبل شركة حكومية، وهي الوكالة الوينية للنشر والإشهار، ويمكن بسهولة حجبه

فإنها

تمش -

www.snrt.ma

(1)

(2) Boserup, R. A. Authoritarianism and Media in Algeria , (International Media Support, 2013), p. 13-18.

11

لمنشورات الإساءة ( 1 ) ؛ وعلاوة عل ذلك - حي إن ملاظم منشىورات القطىاع كومي لإنتاج منشوراتها  اص تستخدم ةطاع الطباعة ا  ا ً -احالي كىان هنىاك إجراء آ خر من السيطرة وهو المطالبة بالسداد الفوري لتكاليف الطباعة المسىتثقة من منشورات الإساءة ؛ وةد كان كاا أثر كبير في إغلاق ( لىو ماتىان ) في عىام 3002 ملااةبة و ، مد بن شيكو بالسجن لمدة عامين بتهمة ملفقىة  ريرها  رئيس

من المخالفات المالية ( 2 ) . ال حافة التونسية

وعل الرغم من أن الكثير من وسائل الإعلام المطبوعة التونسية مملوك مىن

ِ ة اص،  بل شركات القطاع ا فإ ت ن اثن ِ ين من أهم المطبوعات نشرها مىن ة بىل شركة حكومية ؛ وهي ديدة للطباعة والصحافة والنشر الشركة ا ، باللغة الفرنسية يوميا ( La Presse de Tunisie ،) وباللغة اللاربية ا( لصثافة ) . نهاية نظام ح ا بىن علي كانت وسائل إعلام الصثافة خاضلاة ل لي ةانون الصثافة ل ، الصىادر عىام 1125 والملاد ل عام 1133 ، و 1112 و 3001 . وعل الرغم من أن حريىة التلاىبير ِ والإعلام كان من المفترض أن تكون مكفولة من ة بل الدستور، فقد ةام القىانون ظر جميع المنشورات ال  ل ِّ تهد د النظام اللاام ل ُ أو ت لو كىان ر بالسلطات، ح ِّ شه ا ً التشهير صثيث ! و في الممارسة اللاملية ا - ً أيض - ريىر نسىخ الصىثف  كان ًّ والمجلات ضروري بل و ارة الداخلية ةبل نشرها، وهي عملية للرةابىة على ِ ا من ة

المطبوعات ؛ كان يدعمها الاستخدام واسع النطاق للرةابة الااتيىة  ال ؛ وذليك  لتجن ب المزيد من الإجراءات اللاقابية من جانب الدولة ضد المنشورات المخالفىة ، في عام و 3005 إلغاء هاا الشرط للرةابة الوةائية ( depôt legal ؛) جريمة تشويه سملاة المؤسسات اللاامة . وكانت أسباب هاا القرار - ا للرئيس ً وفق - : هىي ل سين شفافية وسائل الإعلام  ،ل ولكن كانت هناك أسباب أخىرى . وفي اللاىام ُ الماضي أ عيد انتخاب الرئيس بأغلبية ساحقة لفترته الرابلاة ؛ وذليك في حىين أن

وكالك

Boserup, R. A. Authoritarianism and Media in Algeria, p. 14.

(1)

Benchicou, M. Les geôles d’Alger , (Riveneuve Editions, Paris, 2007).

(2)

10

و ةايع بالمثل في الانتخابات المحلية في  حركته السياسية فا ت عل فبراير / ترسيخ النظام ، و ُ أ صدرت ةوانين جديدة لمكافثة الإرهىاب في ُ أ رهبت به ا وسائل الإعلام ، وكان من المقرر عقد اجتماع مؤمشر القمىة 3005 ؛  عام 3002

شباط

وبالتا

، و باختصار كىان

 تشرين الثا 3005

اللاالمي لمجتمع الملالومات في تونس في نوفمبر /

اه صورة تونس رد لفتة الدولية ( 1 ) .

إلغا لء الإيداع القانوني ل

، في الواةع ديدية والتهديد من القمع  إن الصثافة الماعورة من ةبضة النظام ا كومة نفسها  ما يتلالق بالرئاسة وا ىزب الاشىتراكي  وا

تتبع خط كومة،  ا في الدستوري ، وبلاد عام 1133

التجمع الدستوري الديمقرايي ؛ وهاا يلا بشىكل - كومية  من وكالة الصثافة ا ؛ وكالىة تىونس

رفية  أنها نشرت التقارير ا

-عام

كومة المسىبقة  وأكدت أن المواد الأخرى تتفق مع أحكام ا و ،

إفريقيا للأنباء ،

ىا ً اعتمدت بالكامل تقريب

الدعاية السماح للصثافة بأن تتو ؛ - في الواةع - ولكن

كومية  عل الدعاية ا نا ال وم . ا السيطرة عل ذلك عن ي ً فصاعد ريق اكيئة نفس ؛ها كالصثفيين الأجانب الملاتمدين في تىونس، والوكالىة التونسىية ارجية  للاتصالات ا ، و  المؤسسة بلاد الثورة في عام 3011 ؛ ولكن الإعىلان كومة، عل الرغم من عدم وجود الشىفافية بشىأن  ت سيطرة ا  اللاام ما ال المحاسبة لالك ( 2 ) ، وعل الرغم من أن الظروف الاةتصادية ةد خفضىت المبلى المتاح، فإ كومية لا تزال  ن الإعلانات ا ة ىاص  لوسائل إعىلام القطىاع ا فساد كبير في عمليىة اوف من أن انلادام المحاسبة ةد يؤدي إ  المطبوعة، وهناك الإرساء . لول عام و 3010 تأل فت الصثافة السائدة من ثلاث صث ف يومية باللغىة الفرنسية، وأربع صثف يومية باللغة اللاربية وعنوان واحد ينشىر يومييا بكلتىا اللغتين ، وكان يتم دعمها عن يريق عشرة منشورات أسبوعية، تسلاة منها باللغىة ًّ اللاربية وواحد باللغة الفرنسية شهري ، ا ذلك كانت هناك منشورات وبالإضافة إ (1) Julliard, Jean-François, Tunisia: You have no rights here, but welcome to Tunisia, (Reporters without Borders, Paris, 2005). (2) Webb. E. Media in Egypt and Tunisia: from control to transition? , (Palgrave Pivot, 2014), p. 63. لاام 1110

حل

مهم

11

متخصصة واةتصادية ، وإ موعىة مىن ثمانيىة مىن جانب هاا كانت هناك المنشورات السياسية، والصادرة من الأحزاب السياسية المرخصىة في الىبلاد ( 1 ) ، و متقطع  وكانت هاه المنشورات يتم إصدارها فقط عل ؛ وذليك ا ً نظىر إ مشاكل الرةابة المالية . وفي عام 1111 خصصت الدولة 20 ألف دينار تونسي لكل حزب، وهو مبل يادته في عام 1111 إ 130 ألف دينار تونسي للمنشورات ، و 20 ألف دينار تونسي إضافية للمطبوعات الدورية ؛ ومن المفارةات بالطبع - أن -

هاا أسفر عن وجود توافق أكبر من أي وةت مض في وسائل الإعلام ؛ حي إنه لال المحررين والسياسي ا سثب المبال المخصصة ً يمكن دائم ين المتمردين متوافقين ، اص به  وكان لدى حزب النهضة منشوره السياسي ا الفجر ( ) ؛ ولكن ةملاه في بداية التسلاينات ؛ ُ عندما أ ُ ركة  جبرت ا نفسها عل السجن أو المنف ، واعتقىال ريرها  رئيس احم(  با دي ا ) في عام 1111 ( 2 ) . ( 1 ) خلال الاستقلال في عام 1152 السماح لاثنين فقط من الأحزاب السياسية : زب  ا زب الشيوعي التونسي  الاشتراكي الدستوري وا و، ركات السياسية الأخرى  جميع ا - اد اللاام التونسي للشغل  ركة النقابية والا  بما في ذلك ا - كانت تابلاىة للثىزب الاشتراكي الدستوري، و اد اللاام التونسي للشغل حاول كسىر  عل الرغم من أن الا الصلة في الثمانينات وذلك ؛ بلاد مظاهرات عنيفة في يناير / كانون الثاني عام 1123 نهم فإ، ُ أ كومي  التوافق بواسطة القمع ا جبروا عل اللاودة إ ، ىزب الشىيوعي  و حظر ا التونسي في عام 1122 ؛ ولكن السماح بوجوده الرسمي مرة أخرى في عىام 1132 ، عندما انضم إ حزب الوحدة الشلابية، الم للثكومة  وا الم نشق عن حركىة الوحىدة الشلابية ، وحركة الديمقراييين الاشتراكيين  المبلادة لأحمد بن صا ، السماح كىا  ال بترشي؛ مرشثين في الانتخابات التشريلاي ة سنة 1131 ا ً أيض و . وافقت السلطة عل إنشاء ثلاثة أحزاب أخرى في عام 1133 وذلك ؛  نظام في ظل ا ى ديد، عندما غي بن علي ا ر حزب التجمع الدستوري الديمقرايي زب الاشتراكي الدستوري اسمه إ  ا و، ُ سم؛ لم ي  ةط ٍّ لأي زب التجمى  من هاه الأحزاب أن تتثدى اكيمنة السياسية ع الدسىتوري الديمقرايي ، ُ زب الوحيد الاي لم ي  وكان ا َ ص د ًّ ق عليه ةانوني ا هو حىزب النهضىة ؛ ركة الإسلامية السياسية الملاتدلة في تونس  ا انظر: . Alexander, C. Tunisia: stability and reform in the modern Maghreb , (Routledge, London, 2010), p. 36-68. (2) Julliard, Jean-François, Tunisia: You have no rights here, but welcome to Tunisia, p. 6.

11

الإعلام السمعي الب ري التونسي كان القطاع السملاي البصري - عل النثو الماكور أعلاه - تسىيطر عليىه الدولة مباشرة ؛ ففي البداية كان ذلك عن يريق الإذاعة و ال تليفزييون التونسىي ؛ الاي تأسس عام 1152 ، مؤسستين منفصلتين يىوم وانقسم بلاد ذلك إ 2 مىن نوفمبر /  تشرين الثا 3002 ا كما كان نموذجه الفرنسي ً ، مشام ، بلاد ذلىك ةامىت مؤسسة التلفزة التونسية بإدارة ةناتين ؛ ( تونس 2 ) ( وةناة 31 )؛ ى حل  ال ىل  ت ( RTT2 تشير ( ) 2 ل في تونس 2 ل الاحتفا إ بىاكرى ل الانقىلاب الطبى ل يى لزين اللاابدين بن علي في 2 نوفمبر من /  تشيرين الثيا 1132 ؛) بينمىا ةامىت مؤسسة الإذاعة التونسية بإدارة أربع ة نوات إذاعية وينية : إذاعة تونس ، وإذاعىة تونس الثقافية، وإذاعة الشباب و ، RTCI وذلك ؛ ليىة في  طىات  مع خمىس صفاةس والمنستير وةفصة وتطاوين والكاف ، ىا باللغىة ً وكان كل الإنتاج أساس اللاربية ( 1 ) . كانت هناك مناسبات عندما إعادة ب القنىوات الأجنبيىة في تىونس ( RIA Uno من ) إيطاليا، و فرنسا ( - 3 ) من فرنسىا ، وةنىاة الأفىق التونسىية، ُ ت  والشركة الفرنسية ال لارف الآن باسم ةناة (+)؛ كانت تب بىين عىامي  ال 1113 و 3001 من ةمرت في تونس . وفي أواخر التسىلاينات بىدأت القنىوات

الفضائية تهاجم سيطرة الدولة عل وسائل الإعلام السملاية والبصرية ( 2 ) ولم، يكن زيرة واللاربيىة ليج مثل ا  رد مسألة مقدمي الفضائيات في منطقة ا هاا ؛ بيل كانت هناك ا - ً أيض - المحطات الفضائية في أوروبىا ؛ اخترةىت السىوق  الى التونسية : مثل ؛ فرنسا 32 والمستقلة في لندن ؛ يديرها تونسي  ال لندن من ؛ مىد  ِّ امدي، المؤس  اكاشمي ا س المستقبلي لللاريضة الشىلابية، ا إ ً ولم يكين واضيح ا؛ ًّ أي مدى كانت مستقلة عن الدولة حق امىدي كىان  حيى إن اكىاشمي ا (1) Chakchouk, M., Kehl, D., Ben-Avie, J., Coyer, K., “From revolution to reform: recommendations for spectrum policy in transitional Tunisia”, Journal of Information Policy , (n 3, 2013), p. 575-600. (2) Ibid., p. 581.

14

Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184 Page 185 Page 186 Page 187 Page 188 Page 189 Page 190 Page 191 Page 192 Page 193 Page 194 Page 195 Page 196 Page 197 Page 198 Page 199 Page 200

Made with FlippingBook Online newsletter