يبحث الكتاب معضلة الفراغ الاستراتيجي والتجزئة (1971- 2018)) فيما يقوم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من علاقات قبل إنشاء المجلس وبعد تأسيسه. كما يتناول مسارات التعاون والصراع في تلك العلاقات، وتطورها خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، ومطلع الألفية الثالثة، وكذلك العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي أثَّرت وتؤثر فيها سلبيًّا أو إيجابيًّا. ويسعى الكتاب لمؤلفه، الدكتور محمد صالح المسفر، بصفة عامة إلى محاولة فهم العلاقات الخليجية-الخليجية وتقييمها في إطار التداخل بينها وبين السياسات الإقليمية والدولية ودراسة اتجاهاتها والبحث في مصير الدول الخليجية.
الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م
ردمك 978-614-01-1675-7
جميع الحقوق محفوظة
الدوحة - قطر هواتف: 4930181 - 4930183 - 4930218 ( 974 )+ فاكس: 4831346 ( 974 - )+ البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net
عين التينة ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 شو ارن - بيروت 1102-2050 - لبنان فاكس: (+961-1) 786230 - البريد الإلكتروني: asp@asp.com.lb الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb
يمنـــع نأـــ و اأـــاعمأي ز جـــهذ مـــت هـــيا الياـــأو بييـــة وأـــيية اوـــويرية و ليارونيـــة و مييأنييية بمأ في يلك الاأجيي الفواـور ارفي والاأـجيي ىيـى ةـرطة و ـ ارو مقـروذأ و بييـة وأــيية نةــر بــرف بمــأ فيلــأ حفــظ المعيومــأ ، واأــارجأىلأ مــت دوت يت بطــي مــت النأةــر
إن الآراء الواردة في هذا الكت اب لا تعبر بالضرورة عن رأي
ش. م. ل
التنضيد وفرز الألوان: بجد ر ارفييس ، بيروت - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مطأبع الدار العربية ليعيوم ، بيروت - هاتف (+9611) 786233
ة ر وأقدير
يتقدم المؤلف بوافر الشكر والتقدير لمركز اﳉ زيرة للدراسات لمساهمته في نشر مصادر المعرفة، ويأمل أن يمثﱢل هذا العمل إضافة للمكتبة العربية ولمكتبة الدراسات اﳋليجية بشكل خاص. كما يتقدم ﲜزيل الشكر لكل من أسهم في إعداد الكتاا وإخراجاه في صورته النهائية؛ فبدون تضافر تلك اﳉهود لم يكن هذا العمل ليرى النور . وﳜص ا ً بالشكر إدارة البحوث بمركز اﳉزيرة للدراسات لمساعدتها في تطوير الكتا بدء ا بمراجعاة فصاوا الكتاا وإباداء ً بمناقشة التصور ووضع الإطار العام، مرور بتنسيق النص وترتيب ﳏتوياته. كما يشاكر ً الملاحظات بغرض تطويرها، وانتهاء إدارة النشر والعلاقات العامة بالمرك ز لمساعدتها في تأمين المراحل النهائية لهذا العمل ا قسم الإدارة والتنسايق ً من قبيل التدقيق اللغوي والتصميم والإخراج الفﲏ، وأيض لمتابعة عملية الطباعة والتوزيع.
5
المحأويج تمهيد ................................ ................................ ......................... 9 مقدمة ................................ ................................ ....................... 11 الف ز الأوز ام البأيج وىلا أه بجلأم القومي العربي المبحث الأول : مفهوم الأمن وأبعاده ................................ .......................... 11 المبحث الثاني : أمن الخليج وعلاقته بالأمن القومي العربي ................................ .... 19 الف ز الثجني م جدر ألديد ام دوز مجأس الأعجو البأيجي المبحث الأول : مصادر التهديد الداخلية والمحلية ................................ .............. 99 المبحث الثاني : مصادر التهديد الإقليمية ................................ ...................... 39 المبحث الثالث : مصادر التهديد الدولية ................................ ....................... 99 الف ز الثجلث مسأقبز ام دوز البأيج واسأ ارأيجية حمجيأه المبحث الأول : أزمات تحدد مستقبل الأمن في النظام الإقليمي الخليجي ....................... 91 المبحث الثاني : سيناريوهات مستقبل الأوضاع الأمنية في الخليج العربي ..................... 109 المبحث الثالث : است ارتيجية حماية أمن دول مجلس التعاون الخليجي ......................... 109 خاتمة ................................ ................................ ..................... 119 الم ارجع ................................ ................................ .................... 111
7
أمليد
مر ت منطقة اﳋليج العر باي، وخاصة الدوا الﱵ شكﱠ لت ﳎلس التعاون لادوا اﳋليج العربية ، بمراحل ومنعطفات سياسية وأمنية ﳐتلفة منذ حصوا معظم دولها على الاستقلاا في بداية السبعينات من القرن العشرين ، وقد اتسمت هذه الم راحل ﲝالة من عدم الاستقرار السياسي والأمﲏ بسبب ما واجهته المنطقة من ﳐاطر وﲢديات متنوعة وكثيرة، وتنافس عدد من الدوا على مكان تها اﳉيوستراتيجية، وما تزخار باه مان ثروات ومصادر طبيعية ؛ باعتبارها من أكبر مصادر العالم للنفط والطاقة. ولا شك أن المخاطر والتحديات الﱵ تواجهها دوا ﳎلس التعاون اﳋليجاي قد أخذت بالتعاظم والتعقيد منذ مطلع الألفية الثالثة، وبرزت ﲢديات ومشكلات جديدة أصبحت تشكﱢ ً ل قلقا للدوا ِّ الست المكو نة ل لمجلس ؛ الأمر الذي يفارض وﳛتم عليها التعامل مع المشكلات والبحث عن حلوا ملائمة لها، وحيث إ ن هذه الد وا تشكﱢ ل إ ً طار ًّ ا إقليمي ًّ ا شرعي ا يتميز ﲞصائص وسمات معينة وﲡمعها رواباط مشتركة ف إن المطلو منها أن تكون أكثر قدرة على مواجهاة هاذه الماتغيرات والتحولات الﱵ عصفت بالمنطقة العربية ، ومنطقة اﳋليج بشكل خاص. ومن المعروف أن ﳎلس التعاون اﳋليجي منذ تأس س عام 1911 - من منطلق شعور وإحساس جميع دوله بضرورة الاﳔراط في إطار تنظيمي - يعمل على تعزيز تماسك هذه الدوا وتعاونها مع بعضها حﱴ ﳚعلها أكثر قادرة علاى مواجهاة التحديات والتهديدات الﱵ تواجه المنطقة وتشكﱢ ً ل ضغط ًّ ا أمني ًّ ا وسياسي ا على هذه الدوا ، ويدفعها للبحث عن سبل وآليات مشتركة لمواجهة كال الاحتماالات المطروحة على الصعيدين السياسي والأمﲏ.
9
ومما ﳚدر الإشارة إليه أن أبرز التحديات والتهديدات الاﱵ واجهتاها دوا اﳋليج العر باي تتمثل في الصراع العر باي - الإسرائيلي، و الثورة الإ سالامية في إيران 1999 ، و حر اﳋليج الأوﱃ بين العا راق وإياران عاام 1910 - 1911 ، و التهديدات العسكرية العراقية، و الاحتلاا العراقي للكويت عام 1990 ، ثم حر اﳋليج الثانية 1991 ، ثم الاحتلاا الأميركي للعاراق 1009 . وقاد رافاق هاذه المشكلات اﳋارجية مشكلات داخلية (اقتصادية وديمغرافية واجتماعية وسياساية ) لم ناجع ً ﲡد حلولا ة إﱃ اليوم. ومع مطلع العقد الثاني من القرن اﳊادي والعشرين برزت متغيرات جديادة في عدد من الدوا العربية كان أهمها ما عرف ُ بات ي ب ثورات الربيع العر باي الاﱵ انطلقت من تونس نهاية العام 1010 ، وامتدت إ ﱃ مصر وليبيا والايمن وساوريا والبحرين وغيرها ؛ حيث كان لها تدا عيات سالبية علاى دوا ﳎلاس التعااون اﳋليجي . ويبدو أن تأثير هذه الثورات وما تبعها من تداعيات سالبية كاان لاه انعكاس شديد الأهمية واﳊساسية على دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ؛ فقد ظهارت ﳏاولات جديدة لتوازن القوى الإقليمي وطبيعة التحالفات والصراعات ؛ مماا أد ى إﱃ تعقيد م فهوم الأمن في دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ؛ حيث تعاظم بشكل بارز دور دوا اﳉوار الإ قليمي وأصبح أكثر أهمية مما كان في السابق ، و شاكﱠل ذلاك خطورة جديدة على أمن دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي لا تقل عن اﳋطورة المرتبطة بالبﲎ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخ ل المجلس. إن جميع هذه التطورات المتلاحقة والمتغيرات الضخمة ي غاير ً ستدعي حلولا تقليدية من دوا ﳎلس التعاون، و بات من المفروض أن تنتهج أسااليب وآلياات جديدة لمواجهة هذه المشكلات المتراكمة من خلاا استراتيجية شااملة ودقيقاة تكون قادرة على الارتقاء إﱃ مستوى التطورات والأحداث. ً ويأتي هذا الكتا في هذا الوقت لكي يقدم إسهام ًّ ا علمي ا في مناقشة هاذه المشكلات والتحديات الﱵ تواجه دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي علاى الصاعيدين ُ الداخلي واﳋارجي وبيان س ُ ب ل وآليات مواجهتها، والله وﱄ التوفيق وهو من وراء القصد.
01
مقدمة
عاشت المنطقة العرب ية بشكل عام ، ومنطقة اﳋليج العر باي بشكل خااص ، خلاا العقود الثلاثة الماضية حقبة من أصعب وأخطر اﳊقب الزمنية الﱵ مر ت بها؛ فقد شهدت المنطقة مشكلات وأزمات وتهديدات متنوعة ومتعددة، وماا زالات منطقة اﳋليج تواجه الكثير منها حﱴ اليوم، فمن حرو ﳐتلفة إﱃ ﳏيط مض طر يؤثﱢ ر بعضه على بعض، ومن خلافات وأزمات متنوعة سياسية واقتصادية وحدودية إﱃ انكشاف في الموارد والأمن المجتمعي، ومن ضعف في إدارة العلاقات مع الغاير إﱃ أعباء مادية وفواتير باهظ ة ً وضاغطة على النفس ﲝث ا عن أ من مفقود. ﲢدث كل هذه الأزمات والتهديدات في منطقة تتميز بموقع مهم في ماوارده وثرواته واستراتيجياته ؛ بل إ نها إحدى أهم المناطق الا ستراتيجية في العالم، ويتفاعل أمنها مع أمن مناطق حيوية أخرى : أ من البحر الأحمر و أ من البحر الأبيض المتوسط، وأ من الممرات الا ستراتيجية بين الشرق والغر ، كما يتحكم أمنها بمدى استمرار تد فق النفط وتزايد أهميته كسلعة ا ستراتيجية، ومع كل هذا ف إ ن اﳋليج العر باي ما زاا يبحث عن قدر من الاستقرار والثقة في المستقبل. كثيرة هي الزلازا الﱵ شهدها اﳋليج، ولكن زلزاا اﳊر الأميركياة ضاد العراق في مارس / آذار 1009 - وما أدت إلي ه من سقوط بغداد واحاتلاا العارا ق وتفكيك جميع مؤسسات الدولة، وتواجد حواﱄ ربع ملياون جنادي أميركاي وبريطاني وغيرهم في أراضي العراق، ومياه اﳋليج العر باي، وما تلا انسحا جنود التحالف من العراق في العام 1011 وحدوث فراغ أمﲏ وسياسي ، جعال العاراق ً أرض ا ً خصبة لممارسة الأنشطة الإرهابية ومركز ا لانطلا قها وتوسع النفوذ الإياراني
00
داخل النظام السياسي العراقي - عد ُ ي َ الزلزاا الأكبر لما أ َ فرز من تاداعيات و آ ثاار سلبية جسيمة وواضحة أد ت إﱃ حدوث خلل في ميزان القاوى، وزياادة حادة ً التوترات الشديدة في المنطقة، كما أضاف مزيد ا من التعقيد في الأوضااع الأمنياة، وحالة عد م الاستقرار المعقﱠ دة في الأصل، وفتح المجاا لمزيد من الفوضاى والعناف والتدخل الإقليمي والعبث بأمور المنطقة واستغلاا الظروف بشكل غير مسبوق. ويقتضي اﳊديث عن أمن اﳋليج بشكل متكامل الإشارة إﱃ ﳎموعاة مان المتغيرات الﱵ أ سهمت في وصوا الأوضاع الأمنية في اﳋليج إﱃ اﳊاا الﱵ يعيشها اليوم: 1 . إ ن أهم الأحداث الﱵ أثﱠ رت بصورة سلبية على أمن اﳋليج و أ من الدوا المطلة عليه هو الغزو العراقي للكويت في 1 أغسطس / آ عاام 1990 ، وما تلاه من تداعيات وانعكاسات سلبية ﳐتلفة وشائكة، وما أحدثاه من ﲢولات في المنطقة العربية كان أبرزها التحوا الذي حصل في رؤية دوا اﳋليج لمصادر التهديد واهتزاز الثقة بين الدوا العربياة بعضاها ببعض. 1 . نتيجة لصغر حجم معظم دوا اﳋليج وقلﱠ ة عدد ساكانها وإمكاناتهاا العسكرية، وبالتاﱄ عدم قدرتها الذاتية على حماية أمناها واساتقرارها وثرواتها، قامت ب البحث عن مصادر وقو ى خارجية للدفاع عن أمناها في حالة تعرضه للخطر وحﱴ قبل تعرضه للتهديد. 9 . نتيجة لما اتسم به الموقف العر باي من تراجع، وما شابه من انقساام بشأن مواجهة العراق بعد احتلاا الكويت عام 1990 ، أصبح الباديل العر باي الذي يمكن الاعتماد عليه والاستعانة به ﳊماية دوا اﳋلايج ً بعيد ا عن الثقة والضمان ؛ مما يعﲏ أ ن الاساتعانة باالقوى الأجنبياة ، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية والدوا الأوروبية ، باتت الباديل المرغو والممكن. 4 . في ضوء التجربة الﱵ مر ت بها دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ف إ ن أمنها لا يمكن أ ن يتحقق من خلاا الردع العسكري فقط، وإنما هناا أ بعااد
01
ﳐتلفة لا بد و أ ن تؤخذ بعين الاعتبار، لا سيما على المستوى الداخلي، والمتمثلة في الأ بعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها الﱵ يؤثر بعضها في ًّ بعض ﳏلي ًّ ا وإقليمي ًّ ا وحﱴ عالمي ا. 1 . إ ن الأمن الإقليمي للخليج ، وخاصة دوا ﳎلس التعاون اﳋ ليجاي ، لا يمكن النظر إلي ه بمعزا عن الأمن القومي العر باي؛ لأ ن اﳋليج ونظاماه الإقليمي جزء من النظام الإقليمي العر باي في إطاره الأوسع ويارتبط ا، ً ا أو إﳚاب ً ويؤثر ويتأثر به سلب ومن ثم صعوبة ِ إ ْ ن لم يكن استحالة فك الارتباط بينهما. 3 . إن أ من دوا ﳎلس التعاون اﳋ ً ليجي شهد مزياد ا مان حالاة عادم الاستقرار والتصدع بسبب إصرار إيران اﳉارة التارﳜية على اماتلا السلاح النووي، وخاصة بعد تزايد نفوذها في العراق وسوريا ولبناان واليمن، وتنامي رغبتها في الهيمناة والاضاطلاع بادور قياادي في المنطقة. وهنا، تكمن مشكلة الدراسة في ضعف قدر ة دوا ﳎلس التعااون اﳋليجاي منفردة، وكذلك ﳎتمعة في إطار المج لس، على توفير اﳊماية لأمن دولاه أو لأمان ً المنطقة واستقرارها، ومما يزيد الأمور تعقيد ا عدم وجود تنسيق عر باي - خليجاي مشتر ﲞصوص توفير هذا الأمن وحمايته ؛ مما استدعى الاعتمااد علاى القاوى اﳋارجية الأجنب ية، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية الﱵ أثبتت اﳋابرة الأمنياة والسياسية طيلة العقود الثلاثة الماضية فشلها وعدم قدرتها علاى السايطرة علاى الأوضاع الأمنية بما يوفر الاستقرار والأمن لدوا اﳋليج، إضاافة إﱃ أ ن التاوترات والأزمات أخذت بالازدياد والتعقيد في السنوات الأخيرة بسبب السياسة الأميركية الﱵ تتسم بالتدخل في شؤون المنطقة والعبث بمقد را تها والتغيير في ﲢالفاتها والعمال ً على ﲢقيق مصاﳊها المختلفة بعيد ا عن ﲢقيق الأمن لدوا ﳎلس التعاون اﳋليجاي، ً وبقاء أمنها مكشوف ا وعرضه لمزيد من التهديدات والتوترات، وبالتاﱄ ف إ ن الدراساة سوف ﲢاوا معاﳉة هذا الموضوع من خلاا مناقشة وﲢليل جميع المصادر والعوامل والمتغيرات الﱵ تؤثر في أ من اﳋليج واستقراره على المستويين الداخلي واﳋارجي.
01
وفي هذا السياق ﲡيب الدراسة عن الأسئلة الآتية : 1 . ما مفهوم أمن دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي كنظام إق ليمي فرعي ؟ وماا علاقته بالأمن القومي العر باي؟ 1 . ما مصادر تهديد أ من دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي بمستوياتها المختلفة ؟ 9 . ما مستقبل أ من دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ؟ وما استراتيجية حمايته؟ و ً تتناوا الدراسة أمن دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي بالمعاﳉة والتحليل اعتباار ا من ب داية الألفية الثالثة عام 1001 ، وذلك بسبب تسارع الأحاداث والتطاورات الﱵ شهدها العالم والمنطقة العربية ، والﱵ كان لها انعكاسات و آثار م همة على أمن واستقرار دوا المجلس من أحداث ً ابتداء 11 سبتمبر / أيلوا عام 1001 ، والاحتلاا الأميركي للعراق عام 1009 ، وما تبعه ما من أحاداث متتالياة أدت إﱃ باروز ﲢديات وتهديدات جديدة وإضافية على دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي. أم ا الإ طار المكاني ، فسوف تركز الدراسة على دوا ﳎلس التعاون اﳋليجاي بشكل أساسي كونها تشكﱢ ل إ ً طار ًّ ا تنظيمي ًّ ا رسمي ً ا واحد ا، وهنا نوع من التنااغم وتشابك المصاﱀ والأهدا ف والنظم السياسية، كما أنها تتعرض لانفس المخااطر والتهديدات ولو بدرجات ﳐتلفة؛ الأمر الذي ﳚعل أمن هذه الدوا واساتقرارها يتأثر بشكل كبير بهذه التهديدات وﳛتم عليها اﲣاذ مواقاف أمنياة مشاتركة ﲡاهها. وتأتي أهمية الدراسة من كونها تبحث في جميع أسبا ومصادر التهديا د في مستوياته المختلفة : الداخلية والإقليمية والدولية ، و تسعى إﱃ م عاﳉة واحدة من أهم القضايا الﱵ ﲢظى باهتمام كبير في المنطقة العربية والعالم، وهاي قضاية الأمان الإقليمي للخليج العر باي؛ ُ باعتباره من أكثر المناطق حيوية وساخونة وع رضاة للانفجار عند أي منعطف حاد بس بب تعدد مصادر التهديد وتشابكها، وما يمكن أ ن تتركه من انعكاسات وتداعيات سلبية متنوعة. فالأمن الإقليمي لدوا ﳎلاس التعاون قضية حيوية تتجاوز أهميتها حدود دوله، فقد دخلت قوى كثيرة للحفاظ ً على مصاﳊها، وزادت الوضع الأمﲏ تعقيد ا.
04
و تهدف الدراسة إﱃ: 1 . التعريف بم فهوم الأمن وأمن اﳋليج العر باي وعلاقته بالأمن القاومي العر باي. 1 . ﲢديد مصادر التهديد لأمن دوا ﳎلس التعاون اﳋليجاي بم ساتوياتها وأ بعادها المختلفة. 9 . البحث في الآ فاق المستقبلية لأمان دوا ﳎلاس التعااون اﳋليجاي واستراتيجية حمايته. وتقتضي معاﳉة هذه المشكلة المعق دة والمركبة استخدام منهج اا ً ر ﱠكب أيض ُ م ً ينحو باﲡاه التكامل والشموا بعيد ا عن التفسير الأحادي اﳉانب ؛ ذلك أ ن معضلة الأمن في منطقة اﳋليج ﳚب أ ن تأخذ الأبعاد المتعاددة بتشاابكاتها وتعقياداتها المختلفة الﱵ يصعب فيها الفصل بين ما هو داخلي و ما هو خارجي، وماا هاو سي اسي أو اجتماعي أو اقتصادي، وسوف تقوم الدراسة بمقاربتها ﳎتمعاة حاﱴ تستطيع أ ُ ن ت ِّ قد ً م تفسير لمعضلة الأمن اﳋليجاي ً ا شاملا واستشاراف أخطارهاا والفرص المتاحة لمعاﳉتها . اا بم ً ولهذا الغرض استعان الباحث أيض ناهج التحليال الاستراتيجي / التحليل الرباعي الذي تسمح مرتكزاته ب تشخيص م شكلة الدراساة ً وعرض جوانبها وأبعادها المختلفة وصولا إ ﱃ الاحتمالات المستقبلية المتوقعة مان خلاا ( 1 ) : 1 . تحليل الوضع الداخلي (نقاط القوة والضعف): والذي ﳚب أن يقتصر على ما هو حقيقي وقائم على أ رض الواقع من نقاط قوة وضعف وأن يبتعد التحليل عن التوقعات والا حتمالات. - نقاط القـوة Strengths : الإمكانيات الداخلية الذاتية الﱵ تساهم في استغلاا الفرص المتاحة والممكنة في دوا المجلس لم كافحة التهديادات الﱵ يتعرض لها أ من دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي. ( 1 ) Gretzky, W, "Strategic Planning and SWOT Analysis", Health Administration Press, 2010, (visited on 1 May 2015): http://www.ache.org/pdf/secure/gifts/Harrison_Chapter5.pdf
05
- نقاط الضعف Weaknesses : و هي ظروف وعوامل النقص الداخلياة الﱵ تع و ق القدرة على استغلاا الفرص للحفاظ على الأ مان القاومي لدوا ﳎلس التعاون اﳋليجي. 1 . تحليل البيئ ة اﳋارجية (الفرص والتهديدات): يأخاذ بعاين الاعتباار الوضع الفعلي واﳊقيقي للتهديدات الموجودة والفرص غير المستغلة من ناحية، كما حلﱢل ُ ي التغيير المحتمل في كل منهما من ناحية أخ رى، بماا يسهم في حماية أ من دوا المجلس وتدعيم قدرتها على مواجهة المخااطر والتحديات اﳋارجية والتخفيف من حدة تأثيرهاا علاى الأ وضااع الداخلية. - الفـرص Threats : أية ظروف أو عوامل خارجية ذات أثر إﳚا باي تمكﱢ ان أو تهيئ الفرصة لتدعيم القدرات الأ منية والعساكرية لادوا ﳎ ُ لس التعاون اﳋليجي وت ِّ عز ز من قدرتها على حماية أ منها الإ قليمي. - التهدي ـدات Opportunities : أية ظروف أو اﲡاهات خارجية قاد تؤثﱢ ْ ر سل ً ب ا أو أثﱠ رت بشكل سل باي؛ وهي عامل خطر أو قاد تكاون مصدر قلق وتوتر أ مﲏ على الصعيدين الداخلي واﳋارجي لأ مان دوا المجلس. وفي ضو ء ما سبق اص أولهاا م الباحث الكتا إﱃ ثلاثة فصوا، خص قس للتعريف بأمن اﳋليج العر باي وعلاقته بالأمن القومي ، ومناقشة مفهاوم الأ مان بشكل عام والنظريات المختلفة الﱵ تناولت هذا المفهوم بالشرح والتحليل ، كما تم ﲢديد مفهوم الأ من القومي العر باي بأبعاده المختلفة ، ومفهوم أ من اﳋليج وبشكل خاص أ من دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي، و تبيان العلاقة الوطيدة الﱵ تاربط أ مان دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي بالأ من القومي العر باي. وتناوا الباحث في الفصل الثاني مصادر تهديد أمان دوا ﳎلاس التعااون اﳋليجي ، والتحديات المختلفة الﱵ تواجه أ من دوا المج لس، وذلك بصورة كلياة تضمنت عرض وﲢليل مصادر التهديد والتحديات ا، ومناقشة ًّ ا ودولي ًّ ا وإقليمي ًّ ﳏلي أنواعها وأبعادها وعلاقاتها الارتباطية وتأثير كل مستوى على الآ خر.
06
ا أم الفصل الثالث عاﰿ ُ الذي ي مستقبل أمن دوا اﳋليج واستراتيجية حمايتاه، فيرصد فيه الباحث أ هم الأ زمات والمشكلات الأ منية الﱵ واجهها - ولا يازاا - أ من دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ، و تشكﱢ ً ل تهديد ًّ ا حقيقي ا لأ من اﳋلايج والمنطقاة العربية والعالم، كما تم عرض واستشراف السيناريوهات المحتملة الاﱵ يمكان أن تواجه دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي، و ُ س ُ ب ل حماية ودعم وتطوير أ من دوا المج لس.
07
الفصل الأول
أمن الخليج وعلاقته بالأمن القومي العربي
09
المبحث الأول
مفلوم الأم وابعجده
تعد ظاهرة الأمن من الظواهر القديمة الﱵ ارتبطت بوجود الإنسان ووعياه ُ لذاته، وللمخاطر الﱵ ت ِّ هد د كيانه؛ ُ مما دفع الإنسان للبحث عن س ُ ب ل ﳊماي ة نفسه وإبعاد شبح اﳋوف واﳋطر عنها، وسعى الإنسان باستمرار لتحقياق الاساتقرار والأمن وﲢصين البيئة الﱵ يعيش فيها بالتعاون مع غيره من الناس الذين يشتركون ً معه بصلات القرابة واﳉوار، وذلك انطلاق ا من فكرة "الواحد للجميع كماا أن اﳉميع للواحد" المؤس سة على أحاس يس منطقية ومشتركة ( 1 ) . ومن الطبيعي أ ن يتطور الاهتمام بالأمن مع تطور اﳊياة، وتقدم المجتمعاات ؛ الأمر الذي دفع الدوا وحكوماتها إﱃ إيلاء مزيد من الاهتماام بقضاايا الأمان وأ بعاده المختلفة، وقد انعكس ذلك على اهتمام المؤسسات واﳉامعات والمعاهاد الأكاديمية، ومراكز الب حث والدراسات، والمدارس الفكرية ، بهذه الظاهرة وخاصة بعد اﳊر العالمية الثانية، ويشير أ حد الباحثين إﱃ أ ن مفهوم الأمن القومي مفهوم حديث ارتبط بوظيفة الدولة اﳊديثة، واﳊكومة المركزية الﱵ تملك منفردة القارار في قضايا السياسة واﳊر ( 2 ) . ولعل من أسبا ازدياد ا لاهتمام بظاهرة الأمن قيام وتشكيل الأحلاف العسكرية والتكتلات الدولية، والمحاور الﱵ نشأت في ظل النظام الدوﱄ بعد اﳊر العالمية الثانية، ( 1 ) Pick, O, Critchley, J. collective security , (London, 1974), p. 15. ( 2 ) عودة، عبد الملك، "قضايا الأمن القومي في إطار التكامل"، السياسة الدولية ، (العادد 11 ، يناير / كانون الثاني 1999 )، ص 19 - 14 .
10
وما تبع ذلك من تطور نوعي شهدته صناعة الأسلحة بسبب التفوق التقﲏ والانتشاار الكثيف والموسع للأسلحة المتطورة نتيجة دخوا الد وا الكبرى في سا ب اق التسالح ً واﳊر الباردة، ومن المنطقي أيض ا أ ن يكون اهتمام معظم الدوا باالأمن القاومي ً مرتبطا بمفهوم آ ُ وهو ما ي ً خر أقدم وأكثر شمولا عرف في نظريات العلاقات الدولياة، ً وﲢديد ا النظرية الواقعية ، با " المصلحة القومية " National Interest ( 1 ) . وفي ضوء ا لتطورات الﱵ شهدتها الساحة الدولية على مدى العقاود الماضاية، نشأت مؤسسات علمية وأكاديمية اهتمت بقضايا الأمن بمستوياته المختلفة من حياث مصادره ومقوماته، وإجراءات ضمان حمايته، وهذه المؤسسات إ ما أنها جامعاات أو مؤسسات إعلامية أو إدارات رسمية مرتبطة بصنع السياسة و القرار، وﳎلاس الأمان القومي الأميركي يشكﱢ ً ل نموذج ً ا لهذه المؤسسات، ومرجع ا للحكومات والدوا علاى المستوى العالمي ( 2 ) . وهذا يشير إﱃ أن موضوع الأمن القومي ، أ و الوطﲏ ، قد ﲢو ا إﱃ قضية ﳏورية في تفكير الدوا واهتماماتها بدافع الظاروف السياساية والاقتصاادية والعسكر ية الﱵ سادت منذ منتصف القرن الماضي، والﱵ أد ت إﱃ تصااعد اﳊار البار د ً ة لمدة نصف قرن، ولكن حتم ا بعد نهاية اﳊر الباردة لم يصبح وضاع العاالم ً أكثر أمن ً ا واستقرار ا مما كان عليه الوضع في السابق ؛ بل إ ن العالم بما فيه منطقة اﳋلايج شهد حالات عديدة من التوترات و الأزماات وعملياات الإرهاا واﳊارو والصراعات المختلفة ؛ الأمر الذي أدى إﱃ زيادة الاهتمام بهذا الموضوع. ويمكن القوا : إ ن ﳎمل التطورات والأحداث الﱵ شهدها العالم منذ نهاياة اﳊر الباردة، وخاصة بعد أ حداث اﳊادي عشر من سبتمبر / أيلوا عاام 1001 ، أدى إﱃ استخلاص بعض ا لعبر والدروس المتصلة بالأمن القومي والوطﲏ، ولعال من أبرزها ( 3 ) : ( 1 ) Berkowitz, M. Bock, P.G., American National Security: Areader in Theory and policy , (Free press, New York, 1965), p. 18. ( 2 ) بلقزيز، عبد الإله، الأمن القومي: مصادر التهديد وسبل اﳊماية (الهيئة العامة للكتا ، القاهرة، 1919 )، ص 10 . ( 3 ) مراد، علي عباس، مشكلات الأمن القومي : نموذج مقترح (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو ظباي، 1001 )، ص 11 - 11 .
11
1 . تأكيد أهمية الأمن ﲜوانبه المختلفة وأولوياته في جداوا أعماا الإنسان ٍّ والمجتمع والدولة على حد سواء. 1 . لا وجود للأمن المطلق والشامل بالنسبة ﳉميع الدوا والشعو ، ومن ضمنها الدوا الكبرى ، أو ال عظمى كالولايات المتحدة الأميركية، على الرغم مما تمتلكه من قدرات وهيمنة على النظام العالمي . 9 . تنوع واختلاف مصادر التهديد والمشكلات الأمنية وازديااد عاددها ً لتشمل ﳎموعات صغيرة وعصابات وأفراد ا ، أصبح بمقدورهم اختاراق الأمن والعبث به وتهديده بالنسبة ﳉميع الدوا. 4 . اتساع نطاق التهديدات الأمنية وازدياد حد ة خطورتها، وذلك بسابب إمكانية ِ ر ْ س ُ وي اﳊصوا على أسالحة الادمار الشاامل الكيميائياة ِ والبيولوجية من ق بل الراغبين فيها إذا كانوا قادرين على دفع ثمنها. 1 . انعكاس سياسات العولمة وتأثيراتها المختلفة على أبعاد الأمن وأهدا فاه واحتياجاته وتهديداته الﱵ تعولمت بدورها بالنسبة للدوا ذات المصااﱀ والأهداف والسياسات المعولمة، وهو ما انعكس بشكل أو ب آ خر علاى جميع الدوا. 3 . إمكانية أ ن تشمل الردود الوقائية والانتقامية جميع مصادر التهديد وليس المس ؤ ولين الفعليين عنها فقط؛ بل كذلك المتهم ين بإيوائهم أو مساعدتهم. 9 . قدرة الدوا الكبرى ، وكذلك الدوا الﱵ تتمتع بدعمها وحمايتها ، على استخدام قدراتها المادية والمعنوية لتحقيق أهدافها الأمنية، والرد علاى ِّ التهديدات الﱵ تواجهها، وتنفيذ السياسات اللازمة لاذلك، متذر عاة ﲝجج ﳐتلفة، مثل : حماية الأمن القومي وحماية الأمن والسلام الدوليين، أو باستخدام مفاهيم فضفاضة ، مثل: مفهوم الشرعية الدولية وﳏارباة الإرها . إ ن جميع هذه المتغيرات والتطورات الﱵ برزت على السااحة الدولياة، وفي العلاقات الدولية الراهنة ، أكسب موضوع الأمن المزيد من الاهتمام، وجعله ﳛتل الأولوية على أجندة العلاقات الدولية وفي قائمة اهتمام الدوا ونشاطاتها، كما عاد
11
ل يستحوذ من جديد على اهتمام الباحثين والمفكرين في دراسة قضايا الأمن ﲜوانبها وأ بعادها المختلفة. ويمكن ﲢديد مفهوم الأمن القومي من خالاا اساتعراض ومناقشاة آراء ووجهات نظر بعض المدارس الفكرية الﱵ نظرت إﱃ موضوع الأمن مان زواياا ﳐتلفة، وذلك حسب التطورات الﱵ شهدها المجتمع الدوﱄ بعد اﳊار العالمياة الثانية، والﱵ أثبتت أ ن الأمن يبقى من أهم اهتماماات واحتياجاات المجتمعاات الأساسية والضرورية ويعد ً مطلبا ًّ حيويا ًّ وضروري ا ﳉميع الدوا والشعو . - الاأججه الأ وز: الأم القومي مفلوم ىس رم سادت النظرة للأمن القومي على أساس أبعاده العسكرية، والانشغاا المفرط بها دون سواها من اﳉوانب الأخرى، بعد اﳊر العالمية الثانية ؛ حيث كان النظام ً الدوﱄ ﳏكوم ا بالتوازنات الفكرية والأيد يو لوجية، وسباق التسالح والساعي إﱃ إنشاء أ حلاف عسكرية على المستويين الدوﱄ والإقليمي، وذلك بهدف مواجهاة احتمالات نشو اﳊر الﱵ كانت قائمة في ذلك الوقت . ويقوم المفهوم العسكري للأمن على أساس الربط بين الأمن وقوة الدولة من الناحية العسكرية وقدرتها على حماية مصاﳊها المختلفة. ويتعامل هذا الاﲡاه ماع م فهوم الأمن من منظور جزئي أحادي، ولا يلتفت إﱃ طبيعاة الأمان المركﱠ باة والمتشابكة، والﱵ هي نتاج تفاعل عوامل ﳐتلفة ومؤثرات داخلية وخارجية. وثمة عد ُ ة تعاريف ت ِّ عب ر عن المفهوم العسكري للأمن، و من أهمهاا تعرياف موسوعة العلوم الاجتماعية للأمن القومي الذي يركﱢ ز ع لى الناحياة العساكرية ، وينظر إﱃ الأمن من منطلق قدرة الأمة على حماية قيمها الداخلية من التهديادات اﳋارجية ( 1 ) ُ ، وت ِّ عر ف دائرة المعارف البريطانية الأمن القومي با "حماية الأمة مان خطر السيطرة بواسطة قوة أجنبية" ( 2 ) ، ويرى الكاتب الأميركي والتر ل يبماا ن أن ( 1 ) International Encyclopedia of The social sciences , (Vol. 02, 1968), pp. 40-45. ( 2 ) هلاا، علي الدين، "الأمن القومي العرباي: دراسة في الأصوا"، شؤون عربية ، (العدد 91 ، يناير / كانون الثاني 1914 )، ص 11 .
14
الدولة تكو ن آمنة ُ طالما أنها ليست في خطر التضحية بالقيم الأساسية إذا اضط رت إﱃ ﲡن ٍ ب حر ما، وأنها قادرة إذا تم ﲢديها على صيانتها بالانتصاار في تلاك اﳊر ( 1 ) . ويتضح أن ُ التعاريف السابقة تركز بشكل عام على القوة كم ِّ وج ه لسياساة الأمن القومي أ و الوطﲏ، وتؤكد ضرورة أن يكون لادى الدولاة الإمكاناات والقدرات العسكرية بما فيها المعدات والأ سلحة اللازمة لتحقيق أهادافها، وهاذا الاﲡاه يشير إﱃ أ ن فكرة الأمن ترتبط بمعﲎ الردع والدفاع الذاتي العسكري عان طريق تنظيم القوة العسكرية، والاستعداد الدائم لمواجهة أي تهديدات عسكرية من اﳋارج ( 2 ) . وقد واجهت هذه النظرية التقليدية الواقعية للأمن الكثير من الانتقادات ؛ حيث إ ُ ن المفهوم العسكري ي ْ ف ِ ر ط في التركيز على القوة العسكرية للدولة، وعلى ضارورة الاستمرار في بناء وتعزيز المؤسسات العسكرية كاﳉيش وأجهزة الأمن والمخاابرات وغيرها، من أ جل الإبقاء على جا هزية الدولة واستعدادها لمواجهاة أي تهديادات عسكرية. ومن الطبيعي أ ُ ن يكون الاهتمام بالب عد العساكري وصاناعة وتطاوير الأسلحة والتركيز عليه من قبل أي دولة على حسا قضايا ومقد رات اجتماعياة واقتصادية وتنموية أخرى إﱃ درجة أ ن الاهتمام بالأمن العسكري يسايطر علاى الدولة ًّ مادي ًّ ا ونفسي ًّ ا وفكري ً ا، ويصبح دور المؤسسات المدنية ﳏدود ا ُ للغاية، وقد ي ْ ن َ ظ ُ ر إل يها باعتبارها ً عنصر تهديد للأمن وليس عنصر ا ً داعما ً ومساندا له ( 3 ) . ويذهب الاﲡاه الذي ينتقد المفهوم العسكري للأمن إﱃ كونه ا عان ً قاصار مواكبة المتغيرات والتطورات الﱵ حدثت وش هدها العا لم في العقود الأخيرة، وهاو مفهوم كلاسيكي قد تعرض للنقاش بصورة كبيرة في الدوا الغربياة، وظهارت اﲡاهات جديدة تربط مفهوم الأمن ب قضايا و أ ً بعاد أكثر اتساع ا تتجااوز المجااا ( 1 ) Lippmann, W., US Foreign policy: shield of the Republic , (Little Brawon, Boston, 1943), p. 45. ( 2 ) هلاا، الأمن القومي العرباي، ص 10 . ( 3 ) Yergn, D., Shattend Peace: The origins of the cold war and the National scurity state , (Houghton Mifflin, Boston, 1978), pp. 5-16.
15
العسكري، مثل: النواحي الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والتنموية والتقنياة، وجميعها له تأثير في اﳊر والأ ً من والسلام في العالم، ومن هذه الاﲡاهات ماثلا "نموذج المجتمع العالمي " global society ( 1 ) . ومما لا شاك فياه أ ن التهديادات والمخاطر الﱵ تواجه الدوا والمجتمعات، وخاصة المجتمعات النامية ليست بالضرورة ذات طابع عسكري ؛ بل هنا تهديدات وﲢديات مت نوعة ومتعددة ولا تقل أهمياة عن التهديد العسكري ، مثل: تلوث البيئة، والتضخم السكاني، والفقر، و التخلف، و ِ قلﱠ ة المصادر والموارد، و حقوق الإنسان ، وقضايا المارأة، و غياا الديمقراطياة، و التوزيع غير العادا للثروة، والأمراض السارية ، وقضايا أخرى كثيرة. - الاأججه الثجني : الأم القومي مفلوم اجأمجىي يرى هذا الاﲡاه أ ن مفهوم الأمن يشتمل على جوانب و أ بعاد ﳐتلفة ومتعددة ُ وأكثر شمولية من المفهوم العسكري، وي عد كتا "جوهر الأمان" Essence of Security The الذي صدر عام 1931 ل وزير الدفاع الأميركي الأسابق روبارت مكنمارا ، من أهم الدر اسات الﱵ أبرزت المفهوم الاجتماعي للأمن، وركزت على ً قضية التنمية جوهر ا للأمن ؛ حيث أوضح مكنمارا في هذا السياق أن الأمن لايس هو المعدات العسكرية و ِ إ ْ ن كان يتضمنها، كما أن الأمن لايس هاو النشااط العسكري و ِ إ ْ ن كان قد يشمله . إنﱠ الأمن هو التنمية، وبدون التنمية لا يمكان أن يوجد الأمن، والدوا النامية الﱵ لا تنمو في الواقع، لا يمكن ها ببسااطة أ ن تظال آمنة ( 2 ) . من الواضح أ ن مكنمارا يقيم علاقة تطابق بين الأمن والتنمية، ويعتبر أ ن الفقر والتخلف هما جذور العصيان والغليان وعدم الاستقرار في جنو العالم ؛ حيث يقود الفقر والتخلف إﱃ التوتر والعنف والتطرف، فلا ﳎاا لتحقيق الأمان إلا بتحقياق ( 1 ) Holst, K.J, The Dividing Discipline: Hegemony and Diversity in International Theory , (HarperCollins Publishers, Boston, 1985), p. 48. ( 2 ) مكنمارا، ر، جوهر الأمن ، ترجمة (يونس شاهين)، (الدار القومية، القااهرة، 1990 ،) ص 111 .
16
َ التنمية، وعليه فالمجتمعات ت ْ ف ِ ق ُ د أمنها كلما عجزت عن ﲢقيق التنمية الﱵ تمثل مفتاح الأمن القومي ( 1 ) . وفي هذا الإطار، ﳚب الإ شارة إﱃ أ ن ﲢقيق العدالاة الاجتماعياة والعدالة في توزيع الثروة يشكﱢ ل دعامة أ ساسية للأ من في الدوا النامية. ً ويبدو واضح ا أ ن مفهوم الأمن القومي قد تطور مان التركياز والاهتماام باﳉانب العسكري والاستراتيجي التقليدي المجرد إﱃ التركيز على مفهاوم أكثار شمولية يتعلق بكيفية اﳊفاظ على المجتمع من حيث تلبية احتياجاته، والمحافظة علاى ثقافته وترا ثه وﲢقيق التوزيع الاجتماعي العادا بين فئاته ، ويؤكاد هاذا المعاﲎ جيمس فوستر بقوله : "إ ً ن للأمن القومي أسس ا ثلاثاة: الأسااس الاقتصاادي، والأساس السياسي، والقوة العسكرية، وإذا لم تستطع الولايات المتحدة على سبيل المثاا ﲢقيقها، فعليها أ ن تنسحب إﱃ ما وراء حدودها فق ط" ( 2 ) . وقد ﳋﱠ ص علاي الدين هلاا المعﲎ الاجتماعي للأمن القومي باعتباره "تأ مين كيان الدولة والمجتماع ًّ ضد الأخطار الﱵ تهددها داخلي ا وتأ ًّ مين مصاﳊها وتهيئة الظروف المناسبة اقتصادي ا ًّ واجتماعي ِّ ا لتحقيق الأهداف والغايات الﱵ تعب ر عن الرضا العام في المجتمع" ( 3 ) . ويبدو أ ً ن اﳉدا ما زاا دائر ا حوا المفاضلة بين الاﲡااهين حاﱴ الآن، ولا سيما في منطقة اﳋليج والمنطقة العربية ككل، باعتبار أنهما كانا من أكثر المنااطق تضر ً ر ً ا وتأثر ا بالعمليات العسكرية الﱵ قادتها الولايات المتحدة خلاا العقد الأوا من الألفية الثالثة ، كما ا ً ا أيض ً يظهر واضح أ ن التهديدات العسكرية أخذت تطفاو على السطح وباتت تشكﱢل أبرز خطر على الأمن القومي العر باي، وأ مان دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي الذي هو جزء من الأمن العر باي، وأ ن مواجهاة هاذه التهديدات أصبحت مس أ لة في غاية التعقيد واﳋطورة مع مرور الأ ياام وتشاابك الم خاطر وزيادة التهديدات. ( 1 ) هويدي، أمين، أحاديث في الأمن القومي العربـي (دار الوحدة، بايروت، 1910 ،) ص 34 . ( 2 ) Foster, J. Power and security , (Lexington Books, Lexington, 1976), pp. 134-145. ( 3 ) هلاا، " الأمن القومي العرب اي"، ص 11 .
17
المبحث الثاني
ا م البأيج وىلا أه بجلأم القومي العربي
لا تزاا مس أ لة ﲢديد ووضع تعريف واضح لمفهوم الأمن القومي العر بااي مطروحة منذ مرحلة ما قبل حر اﳋليج الثانية عاام 1991 ، ولكان المسا ألة ً أصبحت أكثر تعقيد ا وصعوبة بعد هذه اﳊر وتداعياتها الم ختلفة علاى النظاام الإقليمي العر باي وتعقﱡ د علاقة الدوا العربية بعضها ببعض، وما يواج ه ه النظاام العر باي من ضعف وﲢديات وﳐاطر متعددة ، ويعود السبب في الأصال إﱃ أن النظام العر باي ً لا يعتبر كيان ًّ ا سياسي ً ا واحد ا؛ فهو يتكون من دوا مستقلة وذات سيادة، وق د أثار عدد من الباحثين العر مشكلة مدى ملا ء مة تطبيق مفهوم الأمن القومي على أ من الدوا العربية ( 1 ) . فالوطن العر باي لا يمثﱢ ل دولة واحدة ؛ بل هنا ﳎموعة من الدوا العربياة ذات سياسات وتوجهات ﳐتلفة، وعلى الرغم من الرابطة القومية الﱵ ﲡمع باين هذه الدوا ، وانتظامه ا في إطار منظمة حكومية إقليمية ؛ هي جامعة الدوا العربية ومنظمات ﳐتلفة أخرى، فإنها تنظر إﱃ مفهوم الأمن و آ ليات ﲢقيقه مان زواياا واهتمامات ﳐتلفة ؛ إذ إن هنا إشكالية في التوازن والانسجام بين مفهوم الأمان وتطبيقه في الواقع العر باي، وثمة دوا عربية متعددة ﲝكم أن كل دولة تعد ً جزءا ( 1 ) المشاط، عبد المنعم، "الأمن القومي العرباي في المرحلة الراهناة"، شـؤون عربيـة ، ( 1991 )، ص 13 .
19
من الأمة العربية وتقيم على جزء من الإقليم القومي العر باي؛ لذلك ف إن أ من هذه الدوا في حالاتها النظرية هو أ من وطﲏ أو شع بااي، ومان ثم يتعا ﱠذر وصافه با "أ من قومي " إلا إذا كان ت هنا دولة عربية واحدة ( 1 ) . إ ن التكوين السياسي القومي ، الذي يتصف بعدم الانساجام باين الأماة والشعب والإقليم القومي والإقليم السياسي وسلطة الأمة وسلطة الدولة، وتعادد ً واختلاف المصاﱀ بين الدوا العربية، كان سبب ا في عدم وجود انسجام في مفهاوم الأمن القومي العر باي وتطبيقاته، وأدى ذلك إﱃ بروز مفاهيم وتطبيقات أمنياة ِّ أخرى تعب ر عن مدى ا لتناقضات الﱵ يعيشها الواقع العر باي، وتعكاس ُ الب عاد ُ الق ْ ط َ ري لهذا الواقع المج زأ والمشتت . فالأمن الوطﲏ هو أ من كل دولة عربية علاى حدة، ويعكس أوضاعها وخصائصها ومصاﳊها واحتياجاتها، أ ما الأمن الإقليماي فهو أ من الدوا العربية الﱵ تشتر في احتياجات ومصاﱀ وأهداف مشتركة ، مثل: دوا ﳎلس التعاون لدوا اﳋليج العربية، أو دوا الاﲢااد ا لمغار بااي، والأمان الإقليمي هو أ من جميع الدوا العربية من منظور وحدة وعائها اﳉغرافي ( 2 ) . وعلى الرغم من وجهات النظر السابقة ، فإن ثمة تعاريف عد ة للأمن القاومي العر باي، ولعل أبرزها التعريف الذي يرى أ ن الأمن القومي العر باي هاو قادرة الأمة العربية على حماية كامل الترا العر باي، ومنجزات الأماة وقيمهاا مان ُ التهديدات سواء كانت تلك التهديدات م وجهة ِ ل ُ ق ْ طر عر باي، أو للأمة كلاها ( 3 ) . وهنا من يعتبر الأمن القومي العر باي هو قدرة الأمة العربية على الدفاع عن أم نها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها على أراضيها وكل ترا وطنها العرب اي ( 4 ) . وعر فت ﳉنة الشؤون اﳋارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العر باي، في تقرير لها بتاريخ 3 أغسطس / آ 1009 الذي صدر بعد اجتماعها في العاصامة ( 1 ) مراد، مشكلات الأمن القومي ، ص 19 . ( 2 ) المصدر السابق، ص 14 . ( 3 ) حوات، ﳏمد علي، مفهوم الشرق أوسطية وتأثيرها على الأمن القـومي العربــي (مكتبة مدبوﱄ، القاهرة 1000 )، ص 943 . ( 4 ) إسماعيل، ﳏمد حافظ، أمن مصر القومي في عصر التحديات (مركز الأهرام للترجماة والنشر، القاهرة 1919 )، ص 9 .
11
الليبية طرابلس ، الأمن القومي العر باي با "قدرة الأمة العربية على الدفاع عان نفسها وحقوقها وصون استقلالها وسيادتها على أراضيها ومواجهاة التحاديات والمخاطر من خلاا تنمية القدرات والإمكانات العربية في المجالات كافة، في إطار ً وحدة عربية شاملة أخذ ُ ا بالاعتبار الاحتياجات الأمنية الق ْ ط ِ ر ية لكل دولة بما ﳜ دم ً أمن ً مصاﱀ الأمة العربية، ويضمن مستقبلا ُ ا لأبنائها، وبما ي مكﱢ نها من المسااهمة في بناء اﳊضارة الإنسانية " ( 1 ) . وإذا كانت هنا عقبات ومشكلات كثيرة تقف في طريق ﲢقيق الأمن القاومي العر باي، والوصوا إﱃ صياغة ﳏددة وواضحة لماه يته ، فإ ن أزمة اﳋليج الثانية جاء ت للشك غيا اتفاق معظم الدوا العربية علاى اﳊاد الأد ً لتكشف بما لا يدع ﳎالا لهذا الأمن، و أ كد ذلك بصورة جلي ة احتلاا الولايات المتحدة الأ ميرك ية للعراق عاام 1009 ؛ فقد أدت اﳊر إﱃ ظهور مفهوم خليجي للأمن، وهو مفهوم ﳜتلاف عان مفهوم الأمن القومي العر باي، فدوا ﳎلس التعاون اﳋليج ي معظمها دوا صغيرة من حيث المساحة وعدد السكان، وإمكاناتها العسكرية قليلة وضعيفة، ولكنها تمتلك ثروة ًّ كبيرة جد ا في المجاا الاقتصادي والموارد الطبيعية ، وخاصة النفط ومصاادر الطاقاة، ٍّ وتتميز هذه الدوا ﲞصائص ﲣتلف إﱃ حد كبير عن بقية الدوا ال عربية، و إن كانات دوا اﳋليج نفسها لا ﲣلو من بعض الاختلافات. وقد أخذت دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ، في ضوء النتائج الﱵ تمخضت عن ها حر اﳋليج الثانية ، تتبن ً ى مفهوما ًّ خليجيا ًّ خاصا لأمنها القومي يركﱢ ز بالدرجاة ُ الأوﱃ على الب عد العسكري والقدرة الدفاعية بشكل خ اص؛ حيث سارع معظام هذه الدوا إﱃ عقد صفقات أسلحة ، أو عقد اتفاقيات فردية أو جماعية عسكرية، أو إصدار إعلانات أمنية مع الدوا الأجنبية، أو الدخوا في مفاوضات عساكرية فيما بينها لتحقيق الأمن والدفاع عن نفسها ( 2 ) . ( 1 ) إسماعيل، مصطفى عثمان، الأمن القومي العربـي (مكتبة مدبوﱄ، القااه رة 1009 ،) ص 99 - 94 . ( 2 ) المشاط، عبد المنعم، "أثر حر اﳋليج على مفهوم الأمن القومي"، العلوم الاجتماعية ، (المجلد 11 ، العدد 9 / 4 ، خريف / شتاء 1999 )، ص 11 .
10
إ ن مفهوم الأمن الإقليمي الذي أ خذ يسود في دوا ﳎلس ال تعاون اﳋليجاي ُ ينسجم مع مصطلح النظام الإقليمي اﳋليجي، الذي ي ِّ عب ٍّ ر إﱃ حد كبير عن جملاة التفاعلات والارتباطات السكانية واﳉغرافية والاقتصادية، الﱵ تطورت عبر التجربة التارﳜية المعاصرة لهذ ه ًّ الدوا المتقاربة جغرافي ا والمطلة على اﳋلايج العربا اي ( 1 ) . ومن المع روف أ ن مفهوم الأمن الإقليمي ينصرف إﱃ وجود نظام ي توافر فيه أكثار ًّ من ثلاث وحدات إقليمية، ووجود تفاعلات منتظمة اجتماعي ا بين تلك الادوا تكشف عن أنماط سلوكية معينة، على أ ن يتم ذلك في إطار انتمائهاا إﱃ منطقاة جغرافية معينة، و أ ن يتوافر قدر من التجانس والروابط بين وحداتها المختلفاة ( 2 ) ، وهذا ما ينطبق على دوا ﳎلس التعاون لدوا اﳋليج العربية. إ ن نشأة وتكوين أي نظام أ مﲏ إقليمي يتطلب في العادة توافر ﳎموعة مان المبادئ ( 3 ) : 1 . إدرا تلك الدوا لمدى ارتفاع التكاليف المترتباة علاى الصاراعات المفتوحة. 1 . قبوا الدوا الأعضاء بفكرة تطوي ر نظام الأمن بطريقة تسمح باالتعبير عن وجهات نظرها المختلفة ﲡاه المسائل المهمة بطريقة سلمية. 9 . اتفاق الأعضاء على ﳎموعة من المعايير الﱵ ﲢادد كيفياة ممارساة العلاقات في المنطقة مع الالتزام بهذه المعايير واﳊفاظ عليها. 4 . انضمام جميع الأطراف الﱵ ترى في عضويته الالتزام بالمعايير المحددة. 1 . أ ً ن يكون النظام قادر ا على التكي ف والتطاور اساتجابة للماتغيرات والقضايا اﳉديدة، وذلك من خلاا العمل على تطوير آليات ملائماة تساعد على تمكين أعضائه من العيش بنوع من الانسجام النس باي. ( 1 ) عبد الله، عبد اﳋالق، "النفط والنظام الإقليمي اﳋليجي"، المستقبل العربـي، (العادد 111 ، مارس / آذار 1994 )، ص 40 . ( 2 ) المدهون، عبد اﳉليل زيد، "العلاقات اﳋليجية - العراقية ومستقبل الأمن في اﳋلايج"، المستقبل العربـي، (العدد 119 ، مارس / آذار 1991 )، ص 1 . ( 3 ) المدهون، عبد اﳉليل زيد، "أمن اﳋليج بعد حار العاراق"، معهـد الدراسـات الدبلوماسية، ( 1001 )، ص 13 .
11
وتتباين وجهات النظر حوا أ من اﳋليج، فهنا من ينظر إﱃ هاذا الأمان باعتباره قضية مركﱠ بة، فهو يتكون من أ ٍّ من اﳋليج نفسه كممر مائي دوﱄ يتحاتم المرور فيه دون اعتراضات من أ حد، كما أ ن هنا أ من دوا منطقة اﳋلايج مان حيث ﲢقيق الأمن لكل الدوا المطلة على اﳋليج بما فها إيران والعراق، يضاف إﱃ كل ذلك أ من د وا ﳎلس التعاون لدوا اﳋليج العربية ً ؛ فضلا عن أن أ من اﳋلايج يتصل بالأمن القومي العر باي، وأ من دوا الشرق الأوسط، وجميعها ي شتمل على دوائر متداخلة ومصاﱀ متعارضة ( 1 ) . وقد اتفقت دوا ﳎلس التعاون لدوا اﳋليج العربية فيما بينها بشأن مفهاوم الأمن الذي يرتبط ﲝماية ﳎ تمعاتها وأنظمتها والمحافظة على ثرواتهاا، إلا أ ن هاذه الدوا اختلفت حوا آليات وأسلو ﲢقيق ذلك الأمن ( 2 ) . ويرى بعض المحللين أن أ من دوا ﳎلس التعاون يتبلور في قدرة دوا المجلاس على حماية وتنمية قدراتها وإمكانياتها المختلفة بشكل جماعي، وفي كافة المجاالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، مع الأخذ بعين الاعتبار الماتغيرات الإقليمية والعالمية، وﳚب أ ن تكون هذه الدوا قادرة على ﳎابهة هذه التهديادات المختلفة الﱵ تواجهها ( 3 ) . ويمكن القوا : إ ن مفهوم أ من اﳋليج من وجهة النظر العربية يكمن في القدرة على ﲢقيق أ من دوا ﳎلس التعاون في اﳉوانب التالية ( 4 ) : - حماية هذه الدوا من أي تهديد عسكري والمحافظاة علاى اساتقلالها ووحدتها الإقليمية. ( 1 ) آا سعود، خ الد بن سلطان بن عبد العزيز، أمن منطقة اﳋليج العربـي من منظـور وطني (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الا ستراتيجية، أ بو ظباي 1999 )، ص 1 . ( 2 ) قاسم، جماا زكريا، مشكلات الأمن في اﳋليج العربـي منذ الانسحاب البريطـا إلى حرب اﳋليج الثانية (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الا ساتراتيجية، أ باو ظباي 1999 )، ص 11 . ( 3 ) الهواري، عبد الرحمن رشدي، " التهديدات الأمنية لدول ﳎلس التعاون اﳋليجـي ،" ورقة ُ ق ِّ د مت إﱃ ندوة " معضلة الدفاع اﳋليجي وترتيبات الأمن في المنطقة ،" (مركاز اﳋليج للدراسات الا ستراتيجية، 14 يوليو / تموز 1000 )، ص 9 - 11 . ( 4 ) المرجع السابق، ص 11 .
11
- المحافظة على قدراتها وثرواتها ا لاقتصادية والطبيعية وحمايتها من أي تهديد . - ﲢقيق التنمية والرفاه الاقتصادي والتقدم الثقافي والعدالاة الاجتما عياة لشعوبها. أم ا وجهة نظر الغر ، وخاصة الولايات المتحدة الﱵ ﲢظى بوجود عسكري كبير في المنطقة، ف إ نها تقوم على أساس حماية أ من اﳋليج من التهديدات والمخااطر الﱵ يمكن أ ن تواجهها دوا اﳋليج، وذلك بموجب اتفاقيات أمني ة مع هذه الدوا، ويتم اﳊفاظ على هذا الأمن م ن خلاا ما يلي: - وجود عسكري أميركي وغر باي في دوا اﳋليج يعمل على ﲢقياق ُ الاستقرار في المنطقة، وي َ ؤ ِّ م ن استمرار تدفق النفط بأسعار مناسبة. - ضمان الاستقرار السياسي لدوا المنطقة، والعمل على توفير الضمانات أسلحة الدمار الشامل. ومن المؤكد أن أحداث 11 سبتمبر / أيلوا 1001 كان لها بالغ الأثر وانعكاساات سلبية على أ من المنطقة العربية، وأمن اﳋليج ا لعر باي بشكل خاص، فقد أ سهم الوجود العسكري الأميركي المكثف في مرحل ة ما بعد اجتياح العراق للكويت، وحر اﳋليج الثانية ، في التدخل الأميركي المباشر في أ من المنطقة والعبث بشؤونها المختلفة، وأد ى إﱃ تفكيك مفهوم النظام القومي العر باي، وتباعد الش قﱠ ة بين وجهات نظر الدوا العربية المختلفة لمنع تصاعد التوتر والصراع وحماية حقوق الإنسان . - مكافحة جميع العناصر واﳉماعات الإرهابية في المنطقة. - العمل على إ جراء ما يلزم من أ ِّ جل اﳊد من التسلح، وخاصة في ﳎااا ودوا ﳎلس التعاون حوا النظرة إﱃ أ من المنطقة، كما أدى الوجاود الأميركاي إﱃ غضب عارم لدى الشعو ، ولدى بعض اﳉماعات الﱵ تعارض هذا الوجاود غاير المسبوق وتناصبه العداء، ولا تتوا عن مهاجمة المصاﱀ الأميركية في المنطقاة، كماا وجدت دوا ﳎلس التعاو ن نفسها في مأزق ذي أبعاد ﳐتلفاة في جمياع المجاالات : السياسية والاقتصادية والأمنية الﱵ ألقت بتداعياتها المباشرة على دوا اﳋليج ومنطقاة الشرق الأوسط برمتها، مما عقﱠ د موضوع الأمن وقضاياه المختلفة، و أ دخله في مزيد من الأزمات والمخاطر والتهديدات، وهي المحاور الﱵ سيعاﳉها الباحث في الفصل الثاني.
14
الفصل الثاني
مصادر تهديد أمن دول مجلس التعاون الخليجي
15
تعيش منطقة اﳋليج حال ة من التوتر وعدم الاستقرار منذ حر اﳋليج الأوﱃ عام 1910 ، إلا أن أ من اﳋليج بات مهد ً د ا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأخذت مصادر الته ديد في التنوع والتعدد، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر / أيلوا وما تلا ذلك من حرو شن تها الولايات المتحدة ضد أفغانستان عام 1001 ، ثم العراق عام 1009 والﱵ أد ت إﱃ احتلاله وتدمير بﲎ الدولة ومؤسساتها المختلفة، ونتج عناها تعاظم الوجود العسكري الأميركي والأجن باي في العراق، وفي منطقاة اﳋلايج بشكل غير مسبوق، ثم تطور الصراع الأميركي - الإيراني حوا موضوع الملاف النووي الإيراني وما عرفه ٍّ من شد ًّ وجذ ما زاا مستمر ا حﱴ اليوم. إ ن جميع هذه التطورات أد ى إﱃ خلق مزيد من التوتر والقلق بسبب المخاطر والتهديدات الاﱵ يمكن أ ن تواجه أ من دوا اﳋليج العربية من جوانب ﳐتلفة. فرضت هذه المتغيرات ﲢديات متنوعة على دوا ﳎلس التعااون، معظم هاا يمكن أن ي تطور و ي صبح أزمات قابل ة ً للانفجار سواء ما كان منها نابع ا من البيئاة الداخلية أو البيئة الإقليمية أو الدولية، ويعود سبب ذلاك إﱃ تعادد الأ طاراف واﳉه ات الإقليمية و الدولية الﱵ تهتم بأمن منطقة اﳋليج وتبحث عان دور لهاا وتتنافس للسيطرة عليه. فإيران على سبيل المثاا ﲢولت إﱃ قو ة إقليمي ة كبرى بعد الاحتلاا الأميركي للعراق، وهي تسعى إﱃ فرض هيمنتها العسكرية والسياساية على مستوى الإقليم، ثم هنا القوى الدولية، و في مقدمتها الولاياات المتحادة وبعض الدوا الأوروبية، إضافة إﱃ روسيا الاﲢادية والصين اللتين ﲢاولان النفااذ بشكل أو ب آ خر إﱃ منطقة اﳋليج من أ جل ﲢقيق مصاﳊها هناا ( 1 ) . ولا يمكان ﲡاهل ما قد تفكر فيه الهند الﱵ أ خذ دورها في التصاعد خلاا السنوات الأ خيرة. ( 1 ) أ بو عامود، ﳏمد سعد، قضايا الأمن في منطقة اﳋليج (مركاز اﳋلايج للدارساات الا ستراتيجية، 1003 )، ص 113 .
17
وإذا كا ن التهديد في مفهومه الاستراتيجي يعﲏ وجود تعارض بين المصااﱀ والغايات القومية يصل إﱃ مرحل ة يتعذﱠ ر معها إﳚاد حل سلمي يوفر للدولة اﳊاد الأد من أمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري، مع عدم قادرة الدولة على مواجهة الضغوط اﳋارجية، مما قد يدفع الأطرا ف المتصارعة أو أ حدها ِّ إﱃ اللجوء لاستخدام القوه المسلحة معر ً ضا أ من جميع الأطراف الأخرى للخطر ( 1 ) ، فإ ن دوا ﳎلس التعاون اﳋليج ي اليوم تتعرض لتهديدات أمنيا ة متنوعاة وعلاى مستويات ﳐتلفة، ولذلك ف إن أية معاﳉة موضوعي ة لمعضلة الأمن في دوا المج لاس ﳚب أ ن تنطلق من رؤية شاملة ً وفق ا لمنظور الأمن الشامل، وتستجيب لمعطياات النظرية الليبرالية ﲝيث لا يتم اختزاا مفهوم الأمن أ ُ و معاﳉته في الب عد العساكري فقط، وإنما يتم أ خذ كافة الأ بعاد ذات الصلة بمفهوم الأمن، كالقضايا السياساية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدفاعية ( 2 ) . إن ه ذه النظرة الشاملة لأمن اﳋليج تعﲏ تأمين دوا اﳋليج العر باي من خلاا النظر في جميع التهديدات الﱵ تواجهها في الداخل واﳋارج، وحماية مصاﳊها اﳊيوية، وإﳚاد الظروف والأوضاع الملائمة لتحقيق أهدافها في الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمﲏ والتماسك الاجتماعي وا لتنمية الشاملة.
( 1 ) الهواري، التهديدات الأمنية لدول ﳎلس التعاون اﳋليجي ، ص 4 . ( 2 ) مارتن، ليون جي، " آ فاق جديدة للأمن القومي في الشرق الأوسط"، شؤون خليجية ، (العدد 14 ، مارس / آذار 1000 )، ص 90 - 91 .
18
المبحث الأول
م جدر الألديد الدابأية والمحأية
تواجه دوا ﳎلس التعاون ﲢديات داخلي ة وﳏلية متنوعة ومتعددة يمكان أن تتطور إﱃ مستوى التهديد لأمن دوا اﳋليج واستقرارها، و تعرقل إمكانية ﲢقياق التنمية والتطور المنشود في هذه البلدان . ويمكن إجماا أهم التهديادات في هاذه الإشكالات : ا لعمجل ة الوافدأ والبأز في الأر يبة الس جنية ُ ي عد اﳋلل في التركيبة السكانية واحد ة من المشكلات الأساسية الﱵ تعاني مناها دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي ؛ إذ يترتب على الاعتماد الكثيف على العمالة الوافدة من دوا ﳐتلفة ارتفاع نسبة الوا فدين إﱃ عدد السكان، ويولﱢ ً د مثل هاذا اﳋلال أعبااء ً وضغوطا أمنية وثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعي ة في الوقت اﳊاضر ، والﱵ يمكان أ ن تمتد إ ﱃ المستقبل ( 1 ) . إنﱠ من يلاحظ حجم وضخامة هذه العمالة الوافدة وارتفااع عددها بالنسبة لمج موع السكان في دوا ﳎلس التعاون يش عر بمدى خطورة انعكاساتها وتأثيراتها السلبية على استقرار هذه المجتمعات ؛ فقد أصبحت العمالة الوافادة تشاكﱢ ل الغالبية العظمى من قوة العمل، وتشير الأرقام إﱃ أ ن العمالة الوافادة في دوا ﳎلاس ( 1 ) الأمير، فهد أ حمد، "المنظور الشامل لأمن منطقة اﳋليج العرب ا ا ُ ي"، ورقاة ق ِّ دمت إﱃ مؤتمر النظام الأمني في منطقة اﳋليج العربـي: التحديات الداخلية واﳋارجية (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الا ستراتيجية، أبو ظباي، 1 - 9 ماارس / آذار 1009 ،) ص 41 .
19
التعاون ﲡاوزت 11 مليون في عام 1009 ، وهي بذلك تشكﱢ ل 91 . 90 % من ﳎماوع الس كان في هذه الدوا، ويوجد في السعودية العدد الأكبر ؛ إذ يبلغ 9 ملايين، أي ماا نسبته 90 % من عدد السكان، وفي الإمارات العربية المتحدة توجد أعلاى نساب ة؛ إذ تشكﱢ ل 10 % من عدد السكان، وفي قطر تبلغ نسبة العمالة الوافدة 91 % مان عادد مان والبحرين تشكﱢ ُ السكان، وفي ع ل هذه العمالة 13 % لكل مناهما ، وفي الكويات 31 % من عدد السكان، وبشكل عام فإنﱠ العمالة الوافدة تشكﱢ ل أكثر من 91 % مان إجماﱄ القوى العاملة في دوا المجلس ، وﲢتل العمالاة الآ سايوية (الهناد وباكساتان وإ ندونيسيا) النسبة الأعلى 90 % من القوى العاملة الوافدة ( 1 ) . ونتيجة لكثافة ا لعمالة الوافدة، فقد ﲢولت المجتمعات الوطنياة في ثالاث دوا ، هي: الإمارات العربية المتحدة و قطر والكويت ، إﱃ أقليات داخل أوطانها، وبنسابة لا تزيد عن 11 . 90 % و 90 % و 94 . 1 % من ﳎموع سكان هذه الدوا على التواﱄ ؛ مماا أدى إﱃ اعتبار هذه الظاهرة أك بر وأ خطر هجرة للعمل في ا لعصر اﳊديث . ومما يزياد من المخاوف إزاء العمالة الوافدة، التوقعات الﱵ تشير إﱃ أ ن نسبة هذه العمالة ستكون أ كبر من نسبة نمو السكان الأصليين، و أ ن الطلب عليها ا. ً في هذه الدوا سيبقى كبير إن تعاظم حجم العمالة الوافدة وتزايد قوتها أ دى إﱃ تهديد أمان واساتقرار بعض د وا اﳋليج من خلاا افتعالهم أزمات سياسية وأمنية ؛ حيث احاتج الآلاف من العمالة الوافدة وخاصة الإثيوبية واليمنية رافضين ترحيلهم من السعودية بعاد انقضاء فترة تصحيح ﳐالفات إقامتهم، مما ﳒم عنه أضرار في الممتلكات وإصابات بين المحتجين وأفراد الشرطة السعودية المتصدي ة للاحتجاجات، وهذا أ مر يبعث على ا لقلق في ظل وجود ما يقار 9 ملايين أجن باي بين 11 مليون نسمة في السعودية في العام 1019 ( 2 ) . ( 1 ) الثقفي، سلطان أ حمد، "الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لزيادة العمالة الوافدة"، الإدارة العامة ، (العدد 9 ، أكتوبر / تشرين الأ وا 1001 )، ص 141 . ( 2 ) "Foreigner killed at workers' holding facility in Saudi Arabia: media", Reuters, (3 Mars 2014), (visited on 5 Mars 2014): http://www.reuters.com/article/2014/03/03/us-saudi-riots-workers- idUSBREA220RF20140303
41
واﳉدير بالذكر أن عدد القوى العاملة الأ جنبية ربما يكون أكثر من ذلك في دولة مثل السعودية، فإذا كان عدد الوافدين المسجلين وفق القانون 9 ملايين، فما هو العدد اﳊقيقي مع احتسا المخالفين لشاروط الإقاماة، في ظال غياا الإ حصاءات والأ رقام الرسمية الدقيقة ؟ على الرغم من وعي ومعرفة دوا اﳋليج العر باي با لآثاار المترتباة علاى الوجود المتنامي للعمالة الوافدة، ف إ نها لم تلتزم بنسبة 10 % الﱵ أقر تها في اجتمااع وزراء العمل اﳋليجي في أ باي ظباي عام 1011 كحد أعلاى ل نسابة العمالاة الوافدة إليها بالنسبة لعدد السكان ؛ حيث بلغت نسبة العمالة الوافدة في الأ عاوام التالية للاجتماع عامي 1011 و 1019 في الإمارات أكثر من 10 % من إجماﱄ عدد السكان، والكويت 39 % ُ وعمان 31 % والسعودية بن سابة 90 % ، وقطار 19 % والبحرين بنسبة 11 % ( 1 ) . لم لتهدياد الأمان ً تعد ظاهرة العمالة الوافدة مادخلا والاستقرار السياسي لدوا اﳋليج فقط ؛ ِ بل ﲡاوزت ذلك ل ُ ت ِّ هد د أمان وسالامة المجتمع والنظام العام لكل دول ة ً أيض ا بفعل زيادة اﳉرائم واﳉنح المرتكبة من قبال العمالة الوافدة، كما أن تداعيات وتطورات هذا العدد المتزايد من العمالة الأ جنبية، وما قد ﳛمله من أ فكار وسلوكيات و أ طماع تساورهم ودولهم، قاد تاؤدي إﱃ انعكاسات خطيرة لا ﲢمد عقباها. و مع التسليم ب أ ً ن العمالة الوافدة لعبت دور ًّ ا حيوي ًّ ا ومهم ا في عملياة البنااء والتنمية والتحديث في دوا المجلس بسبب عدم قدرة القوى الوطنية علاى تلبياة احتياجات التنمية المختلفة نتيجة قلﱠ ة عددها ونقص اﳋا بر ات والمهاارات باين صفوفها، إلا أ ن العمالة الوافدة أخذت مع مرور الزمن تشكﱢ ً ل عبئ ً ا واضح ا علاى اقتصادات دوا اﳋليج، وأدى الاعتماد عليها منذ منتصف سبعينات ال قرن الماضي حﱴ الآن إﱃ خلق سلسلة من الاختلالات تمخ ضت عن عدد من الآثار السالبية واﳋطيرة في ﳐتلف المجالات، مثل : انتشار البطالة ، ِّ وسيادة روح الات كااا لادى القوى الوطنية في هذه الدوا، كما أد ت إﱃ ﲢوا العمل من البحث عن القيماة ( 1 ) السعدي، خميس، "دوا اﳋليج تتجاوز نسبة سقف العمالة الوافدة.... والإمارات على رأسها"، الاقتصادية ، (العدد 9910 ، 13 أكتوبر / تشرين الأوا 1019 .)
40
في اﳉهد والإنتاج إﱃ ﳎرد وظ يفة، بالإضافة إﱃ انتشار أنماط مزعومة من السلو ِ الاستهلاكي المفر ط الذي يعتمد على الإسراف وتقليد الآخارين ( 1 ) . وأ وجادت ا مشكلات ً أيض إ ضافية في بعض دوا اﳋليج ، مثال: مشاكلة ﲡنايس أ بنااء السعوديات المتزوجات من أجانب ؛ حيث تشكﱢ ل السعوديات المتزوجاات مان أجانب 10 % من إ جماﱄ عدد السعوديات ا ً وفق لإحصائية عام 1019 ، بتعداد يبلاغ أكثر من 900 ألف امرأة سعودية، وهذا الرقم في ازدياد عام بعد عام ( 2 ) . وكانت اﳊكومة السعودية أقر ت في يناير / كانون الثاني من العام 1011 مانح أبناء السعوديات المتزوجات من أ جانب، والمقيمين في المملكة ، اﳉن سية الساعودية بعد استيفاء الشروط الﱵ تضعها اﳊكومة لهذه الغاية ( 3 ) . إ ن مثل هذه الأ ٍّ وضاع تضع السعودية وسائر دوا اﳋليج أمام ﲢاد كابير لإﳚاد مقاربة قانونية توائم بين حقوق مواطنيها في المساواة وحقاوق الإنساان والمحافظة على طبيعة تركيبتها السكانية بما يضمن أمن و استقرار دولها على المادى المنظور والبعيد. وقد خلقت الظروف الﱵ ﳒمت عن تواجد هذه العمالة الوافدة لفترات زمنية طويلة في دوا ﳎلس التعاون ﲢديات وﳐاطر إضافية تؤكد وجود خلل واضاح في التركيبة السكانية للمجتمعات اﳋليجية أدت إﱃ وجود مشكلات وأزمات ﳐتلفاة تتعلق ب الأمن والسياسة والاجتماع والثقافة في جميع هذه الدوا، كما أدت إﱃ نشوء حالة من الصراع اﳋفي بين اغترا المواطنين وﳐاوف من توطين المغتربين، و هناا يمكن الإشارة إﱃ بعض المشكلات الﱵ تنجم عن هذه العمالة. - طمس الهوية الوطنية وﲢلﱡ ل الشخصية اﳋليجية، وﳏاولاة ا لتادخل في الشؤون الداخلية لهذه الدوا ﲝجة حماية هذه اﳉماعات الوافدة الاﱵ سوف تشكﱢ ل عنصر ضغط على صانع القرار في دوا اﳋليج. ( 1 ) الأمير، النظام الأمني في منطقة اﳋليج العربـي، ص 49 . ( 2 ) الشايع، أحمد، " 900 ألف مواطنة متزوجة من أجنباي يبحثن عن ﳐارج الاساتقرار والأمان"، الرياض ، (العدد 13999 ، 19 إبريل / نيسان 1014 .) ( 3 ) باقازي، أمل، "السعودية: ضم الإناث لقرار ﲡنيس أبناء السعوديات أسوة بالذكور"، الشرق الأوسط ، (العدد 11143 ، 19 فبراير / شباط 1011 .)
41
- إثارة النعرات الطائفية والدينية والسعي في إطار نشااطات جمعياات حقوق الإنسان للضغط على حكومات دوا ﳎلس التعاون مان قبال ِ الدوا الموف دة لهذه العمالة للتوقيع على معاهدات واتفاقيات من شا أنها العمل على توطين هذه العمالة أو منحها اﳉنسية. - تغليب الطابع الأجن باي من خلاا عادات وتقاليد وأعراف العمالة الوافدة على الهوية الثقافية ومنظومة القيم والعادات السائدة في دوا اﳋليج. - التأثير السل باي لاستخ دام المربيات واﳋادمات الآ سيويات في الأسارة عامة وفي النش ء اﳋليجي بشكل خاص ؛ مما يؤدي إ ﱃ حدوث خلل في البنية الاجتماعية. - تفاقم معدلات البطالة، واستنزاف الموارد الاقتصادية في دوا اﳋليج من خلاا التحويلات المالية لهذه العمالة إﱃ اﳋارج. - تشكﱢ ل العمالة ال ً وافدة عبئ ا ً كبير ا على خزينة الدولة، وتكلﱢ ف نفقاات ً عالية خصوص ا في ﳎاا اﳋدمات الصحية والتعليمية والأمنية واستخدام وسائل الاتصاا والنقل. وﳛذﱢر بعض الدراسات الﱵ عاﳉت موضوع العمالة الوافدة في دوا اﳋليج من ﳐاطر الظاهرة؛ إذ إن َ ع ُ هنا سيناريو ي د للاست يلاء على هذه المنطقة الغنياة بمصاادر الطاقة والثروات الضخمة، فقد تم خلاا السنوات اﳋمس الماضية تأسيس جمعيات من ِّ قبل العمالة الوافدة، وبدعم من دوا تطالب متذر عة ﲝماية حقوق الإنسان ب إعطااء حق الإقامة الدائمة للوافد العر باي الذي ﲡاوزت مدة إقامته في دوا ﳎلس ال تعااون اﳋليجي 11 سنة، وإعطاء اﳉنسية لأبناء الوافد المولودين في دوا ﳎلس التعاون. ً ووفق ا لتقارير منظمة العفو الدولية الﱵ باتت ﲢظى بمصاداقية وتأيياد دوﱄ كبير، فإن العمالة في دوا اﳋليج تتعرض للاستغلاا والإيذاء، عدا عن انتقاداتها ا اﳊادة لدوا اﳋليج بسبب انت هاكات حقوق الإنسان والعنف ضد المرأة وتقيياد حرية التعبير ( 1 ) . ( 1 ) حالة حقوق الإنسان في العالم ، تقرير منظمة العفو الدولية، لندن، 1019 ، ص 49 وما يليها.
41
قد يشكﱢ لتدخل المنظمات الدولياة ً ل ملف العمالة الوافدة في اﳋليج مدخلا ُ الأمار الاذي ي عاد ً انتقاص ا من سيادتها الوطنية، كما أن التقارير الدولية الﱵ تصدر بهاذا اﳋصاوص يمكن أ ن تؤدي إﱃ تشويه صورة دوا اﳋليج أمام الرأي العام العالمي، مما يعرقال رغبتها في القيام بدور فعاا على الساحة الدولية من خلاا المنظماات الإ قليمياة والدولية. اﳊكومية وغير اﳊكومية في سياسات وقوانين دوا اﳋليج ؛ كما أ ن العمالة الوافدة يمكن أ ن تشكﱢ ل بؤرة فساد لتعاطي المخدرات والقيام بالمظاهر ات وتعريض أ من الوطن وسلامته للخطر، ومن جهة أخرى يمكن استغلاا هذه العمالة من أطراف خارجية واستخدامها ورقة ضغط وابتازاز ، مماا يادعو اﳊكومات اﳋليجية إﱃ وضع الضوابط والقيام بإجراءات سليمة ومدروسة مان شأنها أن تقلﱢ ل من ﳐاطر العمالة الوافدة وﲢد من تأثيراتها ال سلبية ( 1 ) . الأطرف والإرهجي تعر ض معظم دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي بشكل ملموس ﳊال ة مان عادم الاستقرار الداخلي بعد أحداث 11 سبتمبر / أيلوا ، وما ترتب عنها من تاداعيات وتطورات شهدتها دوا المنطقة و كان لها أك بر الأثر في رفع وتيرة التطرف والعنف والإرها في ﳐتلف دوا المج لس؛ فقد تنامات ظااهرة التطارف والإرهاا مستهدفة زعزعة أركان السلطة القائمة، وﳏاولة إجبارها على تغيير سياستها، وقد ﲡاوزت أضرار هذه العمليات الإرهابية النظام السياسي لتمس مصاادر معيشاة المواطنين، وتهدد الموارد ا لاقتصادية وتزعازع الاساتقرار. و بارز الكاثير مان الاح تجاجات والمظاهرات في عدد كبير من دوا ﳎلس التعاون اﳋليجي للتعابير عن عدم رضاها عن مواقف هذه الدوا من اﳊر على أفغانساتان، وتقاديمها المساعدات العسكرية واللوجستية للولايات المتحدة الأميركية أ ثناء اﳊر . ( 1 ) الثقفي، "الأ بعاد الاجتماعياة والاقتصاادية والأمنياة لزياادة العمالاة الوافادة"، ص 111 .
44
Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128Made with FlippingBook Online newsletter