على قدر أهمية ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، باعتبارها حدثًا تاريخيًّا وتأسيسيًّا في تاريخ مصر، أدَّى في مرحلته الأولى إلى خلع حسني مبارك الذي مكث في السلطة 30 عامًا، وفتح المجال واسعًا لتحولات سياسية كبيرة في البيئة السياسية المحلية بمجيء جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة لأول مرة في تاريخها السياسي، فإنها فتحت أيضًا الباب على مصراعيه أمام تحولات في علاقات مصر بمحيطها الإقليمي، خاصة العلاقات المصرية-الإسرائيلية؛ إذ مسَّت (التحولات) طابع هذه العلاقات واتجاهاتها، وهي الأبعاد التي يرصدها الكتاب الجديد الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "العلاقات المصرية-الإسرائيلية بعد ثورة 25 يناير".
1438 هـ
الطبعة الأولى / آب: أغسطس 2017 - م
ردمك 978-614-01-1750-1
جميع الحقوق محفوظة
الدوحة قطر -
)+
( 479
- 9418330
- 9418301
هواتف: 9418303 فاكس: 9013194
( 479 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net
يمنـــع نســـس أو اســـجعم م أه جـــكت مـــي هـــلا الوجـــ ب بإيـــة وســـي ة ج ـــويرية أو لوجرونيـــة أو ميو نيوية بم ف ي للك الجسجيم الفوجـوغرافي والجسـجيم ى ـى أةـرطة أو أ ـراو مقـروتأ أو بإيـة وســي ة نةــر أبــرف بمــ فيلــ حفــظ المع ومــ من واســجرج ىل مــي دوي لي بطــي مــي الن ةــر
إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأي
ش . م . ل
التنضيد وفرز الأ لوان : أبجد غرافيوس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة : مط بع الدار العربية ل ع وم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233
ةور وجقدير
نشر زيرة للدراسات لإسهامه ف بوافر الشكر والتقدير لمركز ا م المؤل َّ يتقد ل هذا العمل إضافة للمك ث َ م ُ مصادر المعرفة، ويأمل أن ي تبة العربية ولمكتبة دراسات الشؤون الإسرائيلية بشكل خاص.
إعداد الكتاا وإخراهاه زيل الشكر لكل من أسهم م َّ كما يتقد هود لم يكن هذا العمل ليرى الناور، وصا صورته النهائية؛ فبدون تضافر ا تطوير الكتا زيرة للدراسات لمساعدتها بالشكر إدارة البحوث بمركز ا ا ً بدء
ا بمراهعاة فصاوا الكتاا وإباداء ً بمناقشة التصور ووضع الإطار العام، مرور توياته. كما يشاكر بتنسيق الن وترتيب ً الملاحظات بغرض تطويرها، وانتهاء تأمين المراحل النهائية لهذا العمل إدارة النشر والعلاقات العامة بالمركز لمساعدتها من قبيل التدقيق اللغوي وال ا قسم الإدارة والتنسايق ً ، وأيض تصميم والإخراج الف لمتابعة عملية الطباعة والتوزيع.
5
المحجوي م
................................ ................................ ......................... 4
مقدمة
الف م الأوم : العلا م الم رية الإسرائي ية - ثورأ بم 31 البيئة السياسية للعلاقة المصرية - الإسرائيلية ................................ ................... 34 دات ِّ محد العلاقات ا لمصرية - الإسرائيلية ................................ ....................... 38 أولا : الرأي مراعاة العام المصري ................................ ......................... 38 ثانيا ا : متطلبات النتقال الحرب حالة من السلم حالة إلى ................................ ... 33 ثالثاا تأثير : التحولت الإقليمية ................................ .................... 33 52 : ين ير محددامن سم م
بيئةن
والدولية
................................ ............. 31 ................................ ................... 39
: رابعا ا خصوصية العلاقة المصرية الأميركية -
الحكم
: خامسا ا متطلبات التمهيد لتوريث
................................ ................................ . 34
تحدي : سادسا ا
مشتركة
ات
العلاقات المصرية - الإسرائيلية ................................ ......................... 34
سمات
المس حة
ل قوام
المج س الأى ى
: العلا م الم رية الإسرائي ية - ىلد في
الف م الث ني
11
............. 14
مرسي
ومحددات العلاقات المصرية - الإسرائيلية انتخاب وحتى مبارك خلع بعد
بيئة
العلاقة مع إسرائيل .................. 17
بإعادة تقييم
القوى ومكانة تطالب التي
أولا دور بروز :
العتبارات الداخلية ................................ .......................... 10
ثانيا ا :
سيادة
العلاقة مع إسرائيل ..................... 14
السياسي من وموقفه
النظام في
الجيش مكانة : ثالثاا
................................ ................. 93
العمليات الإرهابية سيناء في
تحدي : رابعا ا
الدولي ................................ ............................... 93
النظام قيود : خامسا ا
................................ .................. 99
يناير
الإسرائيلي ثورة من
مسوغات القلق
32
................................ ................................ . 92
أولا : ديفيد كامب مصير
7
.............................. 97
يناير
القتصادية لثورة
الإسرائيلي التبعات من
ثانيا ا القلق : ثالثاا تحدي :
32
................................ ................ 28 الإقليمي ................................ .............. 23 للصراع ................................ ................ 23 ................................ ....................... 21 ................................ ............................. 21
المقاومة الفلسطينية الثورة بعد
استعادة دورها مصر
: رابعا ا
محاذير
تسوية
تحقيق
فرص
تراجع : خامسا ا
الستنفار الإسرائيلي ثورة ضد
ريناي
32
أولا : مبارك خلع منع محاولة
................................ ......... 29
يناير
مخرجات ثورة
ثانيا ا : السعي للتأثير على
32
................................ ................................ .. 27
فرض: ثالثاا دولية عزلة
................................ ......... 20
: رابعا ا تحريض العسكر التدخل على الثورة لإحباط
المسلحة ................. 48
للقوات
الأعلى
المواقف المصرية من إسرائيل المجلس حكم فترة خلال
الم رية الإسرائي ية - مرسي ىلد في
: العلا
الف م الث لث
م
13
................................ ......... 79 ................................ .... 70
محددات العلاقة المصرية - الإسرائيلية مرسي عهد في التحولت في العلاقات المصرية - الإسرائيلية مرسي عهد في
القضية الفلسطينية ................................ .......................... 09
من مرسي موقف
................................ ........................... 42
التحرك الإسرائيلي مرسي حكم ضد
السيسي
الف م الرابع : العلا م الم رية الإسرائي ية - ىلد في
301
د ِّ
للعلاقة المصرية - الإسرائيلية ................................ . 382 السيسي ................................ .................... 387
الشرعية
متطلبات تأمين
كمحد
الستنفار الإسرائيلي لدعم نظام
السيسي ................................ ...... 333 السيسي ............................. 320
العلاقات المصرية - الإسرائيلية عهد في
سمات
المصري عهد في
الجيش
الموقف الإسرائيلي تسليح من
الإسرائيلي ................................ ............................... 348
السيسي الوعي في
السيسي ................................ ................... 343
التحوط الإسرائيلي لمرحلة بعد ما
ب جمة ................................ ................................ ........................ 561 ملاحق ................................ ................................ ....................... 575 المراجع ................................ ................................ ................ 577
ئمة
8
مقدمة
وق ال عها كل من مصار وإسارائيل ، 37
َّ أد ت اتفاقية "كامب ديفيد" ،
سبتمبر / أيلوا 3470 ، انبين من العداء بين ا ، إحداث تغاييرات إ هذرية على بيئة الصرا باي ع العر - الإسرائيلي. فقد وضعت هذه الاتفاقية حاد ا ر بين مصر وإسرائيل وسمحت بتدشين علاقات دبلوماساية بي الة ا ناهما، ووف رت الظروف لنشوء شراكة ا ستراتيجية، لا عهد الارئي اسسابق سيما مبارك، الذي امتد سكثر من حس 18 ً ا. عام حو َّ نت الاتفاقي س ة من المكانة يو ا َّ ستراتيجية لإسرائيل وبيئتها الإقليمية ووس عت كل هامش المناورة أمامها ما يتعلق بالتحديات اسمنية والا تواههها. ستراتيجية ال منحتو كامب ديفيد ً أطراف ا عربية أخرى البيئة المناسبة لتبريار ال توصا ل لاتفاقاات تسوية مع إسرائيل ؛ حيث وق عت منظمة التحرير الفل سطينية مع إسرائيل على اتفاقياة "أوسلو" ، 31 سبتمبر / أيلوا 3441 مث ، ال ل " لت اتفاق "مبادئ الصاراع باين حين وقعت اسردن على اتفاقية "وادي عربة" . وإسرائيل الشعب الفلسطي ، 34 أكتوبر / تشرين اسوا 3449 هت دوا عربية أخرى لتطبيع علاقاتها مع إسارائيل . وا ؛ عواصمها. حيث سمحت لإسرائيل بفتح ممثليات دبلوماسية و منحت كامب ديفيد إسرائيل الفرصة للتفرغ لمواههة اسطراف العربية ال ظلت تمث دي ل لها اا ستراتيجي ا وأمني لا ا، سيما المقاوماة الفلساطينية. وأفضات إسرائيل من سين اسوضاع الاقتصادية الاتفاقية إ خلاا تقلي النفقاات اسمنية والسماح له ا المجالات المدنية. بتوسيع استثماراتها لقد مث َ ل ت َ ر ثورة ج ف 32 يناير / كانون الثا 3833 َّ أد ، الا مرحلتاها ت خلع إ اسو حس ً مبارك، حدث ا تارصي ا وتأسيسي تاريخ مصر. فعلى الرغم ا ً وأنهت عقود ا
9
َّ من أن مصر مر تغيير ر الثورة بسلسلة من التحولات المتلاحقة أدت إ نمط التعاطي المصري مع إسرائيل، إلا أن هذه الثورة فتحت البا على مصاراعيه ولات أمام ت َّ مس اهات العلاق طابع وا المصرية - الإسرائيلية. ً ونظر ت ا سن الثورة ال تواصل على شكل موهات من التحولات ، فتحات المج مصر، وضمن ذلك النخب القيادية كم اا أمام تغيير بيئة نظام ا ، ورفعات من مكانة الرأي العام المصري كعامل أصيل ضمن اعتبارات صنع القارار، فقاد تعرضت بيئة العلاق المصرية - الإسرائيلية منذ 32 يناير / كانون الثا 3833 لعدة ، كانون الثاا بيئاة العلاقاات المصرية - الإسرائيلية ، يكتسب أهمية كبيرة ؛ سنه يمنح الفرصة للتعرف على طاابع هاناب طرأت عليها وما تتركه من تأثيرات علاى الإقلايم، إ التحولات ال السماح باستشراف مستقبلها. ً ونظر ا للوتيرة العالية ال َ مصر منذ تف تتواصل هاا اسحداث ج ر الثورة، فقد َّ تصد ظلت اسدبيات العربية ال ت لدراسة هذه العلاقات قاصرة عان الإحاطاة َّ دث أن تصد طرأت عليها. وحسب رصد الباحث، فلم بطابع التحولات ال ت دراسة لطابع التحولات طرأت على العلاقات المصرية ال - الإسرائيلية من ذ تفجا ر ثورة 32 يناير / كانون الثا 3833 ُ الآن. وهذا ما ي وح ِ كس ب هذه الدراسة أهمية صصه بدراسة الشأن من خلاا الإسرائيلي وتقاطعاته المختلفة إو تقانه العبرية ، وهد أن من اسهمية بمكان التصدي لهاذه المشاكلة بالاساتعانة سل باسدبيات العبرية ال طت اسضواء على الكثير من مظاهر تطاور العلاقاات المصرية - سبان عند ا لم تأخذها اسدبيات العربية الإسرائيلية بعد الثورة، وال مقاربة هذه القضية. التعامل مع المراهع الإسرائيلية أ الباحث إ لقد باعتبارها ُ م َ ت َ ط ا ل ً ا ب تفرضاه ظل تكت ، الموضوعية انب م ا المصري الرسمي وارتاداع المؤسساات البحثياة وف أو من باا هذه العلاقة (سواء من با ا وض والإعلامية المصرية عن ا َ ت منذ ت َ ج ف ولات أث رت على ا اهات هذه العلاقة. إن التعرف على تأثيرات ثورة 32 يناير / إن الباحث ،
ات
ات
خاصة.
01
التجن ً ا مما أورده الباحث استناد ا للمر اجع اسسعراليليلا تمل أن تكون قد أملتها اعتبارات سياسيلا. ، يمكن التعاطي معه كتسريبات صحفيلا فعلى سبيل المثال ، عند اقتباس عاموس جلعاد، مدير عام الدالرة السياسيلا والأمنيلا في ِّ وزارة الدفاع اسسراليليلا، الذي يمث ًّ ل مستوى مهني ا ُ ، وهو ي َ ش ِّ خ ص التحو ت علعى العلاق طاب المصريلا - اسسراليليلا بعد الثورة، فليس من الموضوعيلا تجاهلها علعى اعتبار أن جلعاد هو الموظف المسؤول عن إدارة العلاقات م القاهرة. إلى جانب أن معظم ما تم إيراده من معلومات ، حسب المصادر اسسراليليلا ، بشأن طاب العلاقلا م ِ مصر لم يتم نفيه أو تكذيبه من ق َ ب انب المصري، على الرغم من الصدى الواس ل ا الذي أحدثه نشر الكثير من هذه المعلومات. وقد اتسمت هذه الدراسلا بالتفاوت في حجم المساحلا ال ُ م نحت لمناقشعلا العلاقلا المصريلا - اسسراليليلا خلال حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحلا و العرليس السابق مد مرسي ثم الرليس عبد الفتاح السيسي. وقد تم منح مسعاحلا أكع لدراسلا ال علاقلا م إسراليل في عهد السيسي ؛ لأن فترة حكم ه أطول معن فتعر تمعلا، إلى جانب بروز الشواهد علعى توعور حكم مرسي والمجلس العسكري ا لعلاقلا م إسراليل في هذا العهد ، وهو ما يتولب تفكيك أبعادها ورصد مظعاهر توورها واستقراء تداعياتها. ُ ت ْ ع َ ن ى هذه الدراسلا برصد التحو ت طرأت على العلاقعات المصعريلا ال - اسسراليليلا منذ تفج الآن ر الثورة وح (يوليو / تموز 7102 ). وقد اعتمد الباحعث ي في تتب توعور العلاقعات المصعريلا لا مشكللا الدراسلا المنهج التار في معا - اجلا إلى الو اسسراليليلا، كما أن ا قوف على طاب هذه العلاقات في عهد حسع بعبد الفتاح السيسعي، ً مد مرسي وانتهاء ا بحكم المجلس العسكري و ً مبارك مرور طرأت على هذه استدعت اعتماد المنهج المقارن للتعرف على طاب التحو ت ال العلاقلا في كل عهد. وقد تم اعتماد منهج صن القرار للتعرف على طعاب تعأثير ال نظام السياسي المصري على العلاقلا م إسراليل، إلى جانب المنهج الوصفي معن ر ععن هعذه ِّ عب ُ رت وت عب خلال ملاحظلا طاب التفاعلات والسلوك والمناشط ال العلاقلا. وتشتمل الدراسلا لا أربع على فصول، وخاتملا. ً د لصالح النظام). إن كثير
ات
11
المصرية - الإسرائيلية قبل
د يناقش الفصل اسوا دات وبيئة وسمات العلاق
ات
طارأت ت ال
التحولا الفصل الثا
تناوا وي .
كانون الثا 3833
يناير /
ثورة 32
انتخاا ئيلية بعد الثورة وح ماد مرساي،
المصرية الإ- اسر
على العلاق
ات
ددات العلاق والتعرف على بيئة و ة هانب رصد مساوغات هذه الفترة، إ القلق الإسرائيلي من الثورة وتداعياتها، و الإحاطة بآلياات التحارك الإسارائيلي لإحباط الثورة والاستعداد لمواههة تبعاتها. ويرصد الفصل ا ً أيض مواقف النخاب طرأت على السياسية المصرية من إسرائيل خلاا هذه الفترة، ويتتبع التحولات ال العلاق فلسطي - الإسرائيلي، ومسوغات القلق الإسارائيلي ارهي. ويعارض أقدم عليها مرسي على الصعيد الداخلي وا من الإهراءات ال الفصل لم يكان ي التعاطي مع هذه المرحلة. زمات التحرك الإسرائيلي عهد السيساي ددات العلاقة بين إسرائيل ومصر ويناقش الفصل الرابع وسماتها ومسوغ هانب رصد ات طابع هذه العلاقة؛ إ ولات العلاقة المصارية - انبين الإسرائيلية ومظاهر التعاون بين ا هذه المرحلاة وتاداعياتها، سايما لا ُ مواههة المقاومة الفلسطينية. وسي الشراكة الفصل ع بالوقوف علاى التقيا يم الإسرائيلي لعوائد التعاون الا ستراتيجي مع نظام السيس ي. الثنائية. ويتط رق الفصل الثالث للعلاق المصرية - عهد الإسرائيلية مد مرساي ، ض وطابع المحددات ال مرسي للدولة على الصراع ال طرأت عليها بطتها والتحولات ال ، وتاأثيرات رئاساة
ات
ات
01
الفصل الأول
الإسرائيلية
العلاقات المصرية -
قبل ثورة 32 : يناير بيئة، محددات، سمات
01
سابتمبر / أيلاوا
تم التوقيع عليها ال 37
ة كامب ديفيد ،
اتفاقي لتمث
3470 ، كانت قائمة بين مصر وإسرائيل على مدى أكثار ر ال نهاية حالة ا من 13 ً عام ا، خاض الطرفان خلاله ا أربع حرو أث رت بشكل هاذ ري علاى يو يوسياسي وا الواقع ا ً المنطقة وتركت آثاار ستراتيجي ا عميقاة علاى اه إسرائيل وما تمث توههات الشعب المصري للحركاة له من مشروع إحلا الصهيونية . وقد تأث رت العلاق ات المصرية - الإسرائيلية بعد التوقيع على الاتفاقياة الة عدم التجان بين مواقف الشعب المصري الذي ظل إسرائيل عدو يرى ا له، وبين ارتأت اكمة ال النخب ا أن مصلحة الدولة والنظام تقتضاي إ نهااء حالة الصراع القائم، وهو ما أوهد حالة من السلام البارد، تمث رفا لات باي شع ً للتطبيع مع إسرائيل بوصفها كيان ا يواصل احتلاا ا سراضي العربية. و المقابل، ف إ ِّ كمه هعلته يطو مصر ونمط الاعتبارات ال كم ن طابع نظام ا ر ً مع مرور الوقت، ومن وراء الكوالي ، أنماط ا من الشراكة الا ساتراتيجية ماع إسرائيل. إن من اسهمية بمكان التعرف على مرك بات البيئة ال تطورت فيها سياسية ال العلاقات ا لمصرية - الإسرائيلية قبل الثو ر ة على اعتبار أن هذه البيئة أفرزت المحدد ات اهاته ضبطت ا ال ا حين أفضت هذه المحددات إ ، طباع هاذه العلاقاات ددة. بسمات وسنحاوا التعرف على بيئة العلاقة المصرية - الإسرائيلية قبل ثورة 32 دداتها وسماتها. يناير و
05
البيئة السي سية ل علا ة الم رية الإسرائي ية - لما كانت ِّ ارهية هي الفعل المؤس السياسة ا للعلاقات الدولية سية دولاة، إف كام السياساة اهات هذه العلاقات وفق الاعتبارات الا ديد ا نه يتم ارهية ا ( 1 ) . من هنا، ف إ ن اسفراد والمؤسسات والب دد السياساة الوظيفية ال ارهية ا الواقع نمط العلاقات الدولية، على اعتبار أن سم الدولاة لاعاب يترهم سياسي ُ ا قرارات ص َّ ن اع قراراتها ( 2 ) ُ . وي َ د ع ارهي سية وحادة السلوك ا نتاج تفاعلات على مستوى اسفراد الذين يشك النظام الدو لون القيادة ومستوى الدولة الذي تم ث له بنية النظام السياسي والاهتماعي المحلاي ومؤسساات الدولاة التراتبية، وبنية النظام الدو ( 3 ) الة المصرية، ف ا . لكن إ ن بنية النظام السياساي ً تلعب دور ا هامشي ا هد ارهية ديد السياسة ا ا ؛ تكر اسفاراد علاى حيث مستوى القيادة، الذين تمث ارهي لهم "مؤسسة الرئاسة" صنع السياسة ا ة لمصر، مما منح الرئي عملي اهات العلاقات الدولياة لمصار ديد ا صري ق ا ا ا ( 4 ) . ُ لكن احتكار الرئي صنع السياسة لم ي ِ تأثير بنية النظا
لغ م الدو والبيئة الإقليمياة ارهية لمص اهات السياسة ا على طابع ا ر وضمنها علاقاتها الدولية؛ حياث ن إ حاهة مصر للعون ا ُ القااهرة م ارهي هعل دائرة صنع القرار َ لز ماة بمراعااة تقدم هذا العون. اسطراف ال مصا ً ونظر مصار قبال الثاورة، وغياا دور كم لنظام ا ا للطابع الشمو ً النظم الديمقراطياة دور تلعب للمؤسسات السياسية والدستورية، ال ُ ا م َ ا ك ِّ م ً لا صنع القرار السياسي أو تم ارس الرقابة عليه، فقد انفرد الرئي بتحديد طابع العلاقات يؤمن هاا. الدولية والإقليمية وفق اعتباراته ومنظومة القيم ال صائ وقد أسهمت ا ( 1 ) زرهي، ثامر، ا العلاقات السياسية الدولية الاو ستراتيجية دلاوي، عماان، ، (دار 3884 ص )، 91 . ( 2 ) المرهع السابق ص ، 97 . ( 3 أبو ) ارهية المصرية بعد ددات السياسة ا " ، زيد، أحمد 33 يناير"، المستقبل العر بـي، ال( عدد 143 ، سبتمبر / أيلوا 3833 ص )، 334 . ( 4 ) زهران، جماا، الإطار النظري لصنع القرار السياسي سا رؤية - تراتيجية لصنع القرار التنموي في مصر ، (هامعة قناة السوي ، الإسماعيلية، 3889 ص )، 3 .
06
إ حيث ن مصر دولة نهرية
التأثير على طابع النظام السياسي المصري غرافية لمصر ا ؛
َّ تمعها زراعي، مما سه ل قيام سلطة مركز توزيع مياه النهر على أغلبياة ية تتحكم بلورة دولة مركزياة يغلاب عليهاا الطاابع الشعب على الضفتين، وهذا أسهم السلطوي ( 1 ) . وبشكل عام، ف إ طرأت عادة على السياساة ن التحولات الانقلابية ال عهد ارهية المصرية ا حس مبارك كانت نتاج حقيقة أن النظام السياسي المصر ي هاناب يد رئي الدولة، إ يتسم بمركزية شديدة سمحت بتركز السلطات كلها بيئة إقليمية وعالمية تتسم بالديناميكية والإيقاع السريع تواهد مصر ( 2 ) . وحسب اسدبيات الإسرائيل ،ةي فقد وف ر هذا الواقع بيئة مثالية لتمكين إسرائيل من العلاقة مع مصر؛ ها قيق مصا حيث انطلقت تل أبياب مان كم ب ا العالم العر افتراض مفاده أن وهود أنظمة مستبدة باي الإسارائيلية صدم المصاا فاظ على اساتقرارها، القومية، على اعتبار أن هذه اسنظمة تكون مهتمة باسساس با أكثر من تبنيها أهندة قومية حقيقية يمكن أن يفضي تطبيقها للم هاذا الا
ستقرار.
ا حقيقي العاالم ا
و كم الإسرائيلية أن ب ا ذهنية لقد ارتبط ديم ً قراطي لا ُ قيق العر نهضة شاملة ي ن من فرص مث
ً ل مرتكز ا لتغايير ماو ازين
العر باي ُ ي َ ح ِّ س القوى القائمة حالي ا
إسرائيل. وتدا اسدبيات الإسارائيلية علاى أن تميل لصا ال
تآكل الطبقة الوساطى الديكتاتورية
ً كانت مرتاحة تمام ا لدور اسنظمة
إسرائيل
ومؤث ً ار لهذه الطبقة يقل مان قيق النهضة أحد عوامل ( 3 ) .
ً من منطلق الافتراض أن حضور ا قوي ا
العالم العر باي،
ناحية فرص بقاء الاستبداد، ومن ناحية أخرى ل ك َ ش ُ ي
زيرة مركز ا ال كانون ثا 3837
( 1 ) عهد مبارك"، ارهية المصرية نافعة، حسن، "أس ومرتكزات السياسة ا
للدراسات ، 31
أكتوبر / تشرين اس وا 3833 :) http://studies.aljazeera.net/ar/files/2011/08/20118873617259806.html ، (تاريخ الدخوا: 31 يناير /
) المرهع السابق.
( 2
( 3 ) لقد تعرض الباحث اليهودي ، رصليفسكي سا ، لهذه القضية، وزعام أن إسارائيل تآكل الطبقة الوساطى يفضي إ بسابب دور هذه ا تنظر هاا إ طورة ال ا لطبقة المنطقة . انظر: يلصر فسكي، " ، سا شرق أ وسط تركي " ( َّ صم مت صراعها ضد العالم العر باي
كي
ספי רכלבסקי | מזרח תיכון ) טורקי ، هآرتس ، 39 ايار برف / شاباط 3833 ، (تاريخ الدخوا: 32 فبراير / شباط 3833 :) http://www.haaretz.co.il/hasite/spages/1215409.html
07
ا ِّ تفض ل
ً الإسرائيلية المتعاقبة كانت دوم ا
كومات
بأن ا
بيلين
ُ وي ِ يوسي ر ق
العاادة تكاون
العالم العر ة الديكتاتورية بااي؛ سنهاا
التعامل مع اسنظم
ا "بر فاء لا ا دعمها للفلسطينيين، لكنها غماتية، تكتفي بدفع ضريبة كلامية َّ تترد ا إقامة د لفات مع إسرائيل، وذلك بعك اس ن ظمة الديم ضع قراطية ال َ للرقابة وتكون مطال بة بأن تتخذ قراراتها على أساس شافاف" ( 1 ) . وبالإضاافة إ انطباعاته الشخصية م جمعته ن اللقاءات ال س مبارك، ف إ يساتند إ أظهرت بشكل واضح أن اسنظمة العربية، وعلى رأساها ليك " ال َ لمعاناة الفلسطينيين، ولم ت ْ أ َ ب ً ا ه كثير ل القضاية الفلسطينية ( 2 ) . ويقوا ها باي سيبو ( 3 ) : إن إسرائيل والولايات المتحادة كانتاا مر التعامل مع نظام مبارك تاحتين ؛ سنه كان "ديكتاتوري ا طاغي هذا خدم " ؛ إذ "ة الطغيا ُ ن َ المصا اسم ير كية والإسرائيل ية" ( 4 ) . شغل يوسي بيلين منصب وزير القضاء الإسرائيلي وزع يم حركة "ميريت " اليساارية، والتقى حس مبارك مرات ة. َّ عد ( 1 ) بيلين، يوسي، ً "قبل أن يكون متأخر "اهد ا ( יוסי ביילין | לפני שיהיה מאוחר מדי ) ، إسـراييل اليوم ، 39 فبراير / شباط 3833 ، (تاريخ الدخوا: 39 نوفمبر / تشرين ال ثا 3831 :) http://www.israelhayom.co.il/site/newsletter_opinion.php?id=5576 ( 2 ) كم العربية للمزيد من التفاصيل حوا رهانات إسرائيل على أنظمة ا ا، نظر: النعامي، ، "الذعر الإسرائيلي من الثورة التونسية"، صا زيرة نت، ا 18 يناير / ال كاانون ثاا 3833 ، (تاريخ الدخوا: 18 يناير / ال كانون ثا 3833 :) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/1DA92564-ACEF-405E-91BC- A023B936F9AC.htm ( 3 ) اث اسمن القومي" الإسرائيلي. "مركز أ هنراا إسرائيلي متقاعد، وأحد أبرز الباحثين ( 4 ) : "موقف اسم ويضيف سيبو ير كيين والإسرائيليين من مبارك، كان ً اتمام مثل موقاف الرئي اسم ير كي اسسبق روزفلت ُ ، الذي قاا عندما س ِ ئ الف أم ل عن سر كا ماع ير طاغية نيكارغوا ، " سوموزا: يمكن أن يكون سوموزا ً نذلا ، لكنه نذا تابع لنا". انظار: ، ها سيبو باي، " العالم العر الهزة باي ومغزاها للجيش الإسارائيلي " גבי ( י סיבונ | وثائق " ي ويك نظام مبارك ، ُ لم ت ْ ل ِ ق الواق ً
ن بايلين
ع بالا
: يوئيل هوزنسكي ، مارك هيلير ( رران)،
: הערבי משמעויות )ל" לצה
בעולם
הטלטלה
عام على الربيع العر بـي: تداعيات إقليمية ودوليـة ' גוז יואל (
|
ומרק נסקי , הלר
עורכים
، (مركز دراسات اسمن القاومي، تال
ובינלאומיות )
: הערבי
אזוריות
השלכות
לאביב
שנה
.
أبيب، 3833
ص )،
79
08
نيها من نظام مبارك لكوناه ستراتيجية ال معها والولايات المتحادة، هعلاها
إدراك إسرائيل لطابع العوائد الا
إن
مع بين الشمولية والرهان على عوائد العلاق تبدي القلق الكبير عندما اند لعت ثورة 32 يناير /
ات
كانون الثا 3833 َّ وهاد دت بقااء َّ نظامه. وقد عب با ر ها إشكنازي ي ، ايش رئي هيئة أركان ا الإسارائيلي ، عان كل ماا يتعلاق بالشارق " : توشك أن تواههها إسرائيل، عندما قاا المعضلة ال اسوسط، فإن الاستقرار - بالنسبة لإسرائيل - أفضل من الديمقراطية " ( 1 ) . وعندما حذ رت إسرائيل من تبعات ثورة 32 يناير / كانون الثا 3833 علاى ا المنطقة، ف لاستقرار إ ن "الاستقرار" الذي عنته هو الذي يسمح لهاا مواصالة التمل من استحقاقات أي ة ح تسوية سياسية للصراع مع الشعب الفلسطي حدودها الدنيا بالنسبة للعر والفلسطينيين ( 2 ) . وقد ً ديد احتكار النخب العسكرية رأت إسرائيل القاهرة أحاد كم ا ا أ هم ضمانات احترام مصر والتزامها باتفاقية كامب ديفيد َّ . ولعل أبرز ما عب ر عن هذا ر الإسرائيلي اسسبق التوهه إعلان وزير ا ، بنيامين بن إليعاز ر، ايش أن سيطرة ا القاهرة " على مقاليد اسمور ُ ت مث ل أحد أهم متطلبات اسمن القومي الإسرائيلي" ( 3 ) . ( 1 ) إشكنازي ، ها باي، " الاستقرار أفضل من الديمقراطية " ، سما ، 33 فبراير / شاباط 3833 ، (تاريخ الدخوا: 3 يونيو / حزيران 3837 :) https://goo.gl/a1SycX ( 2 ) يقوا الكاتب الإسرائيلي هدعون ليفي: بفضل "الاستقرار" ، واصلت إسرائيل لعقود من كم الإسرائيلي من حقوقهم السياسية، ت ا الزمن حرمان الفلسطينيين الذين يعيشون وهي تعي أن بقاء أنظ العالم العر مة الاستبداد باي ُ سات َ خ ل د مشاك لة اللاهائين الفلسطينيين. انظر: ِّ ذم " ، ليفي، هدعون الشرق اسوساط" الاستقرار ( לוי גדעון | בגנות היציבות במזרח ) התיכון ، هآرتس ، 4 فبراير / شباط 3833 ، (تااريخ الادخوا: 38 فبراير / شباط 3833 :) http://www.haaretz.co.il/hasite/spages/1214608.html ( 3 ) ِ ، "بن إليعازر: لو تلقيت مقاب بيريت ، سامي، بار إيلي، آ ً لا من مصر، لعلم الموسااد ب اذلك" ( אלי -בר אבי פרץ סמי | בן אם: אליעזר הייתי מקבל תשלום ממצרים , היה לא המוסד ) יודע ، ذي ماركير ، 37 أبريل / نيسان 3833 ، (تاريخ الدخوا: 34 نوفمبر / ت ال شرين ثا 3834 :) http://www.themarker.com/dynamo/1.1694938
09
َ مبارك م ث ل أهام
عهد ن طابع النظام الشمو حس
ويتضح مما سبق أ ،
المصرية - الإسرائيلية.
البيئة ال أث رت على طابع العلاق
بات مرك
ات ات
الم رية الإسرائي ية -
محد دام العلا
م ات
ديد نمط العلاقاات الدولياة د ، إ ُ من م َ ر ا ك َ ب ات بيئاة العلاقا ضبطت العلاقة المصرية دات ال - الإسرائيلية. المصرية - الإسرائيلية فقد أسفرت عن ُ هم م َ ر
َ احتكار الرئي الدور اسوح
ل
شك
هانب مراعاته الموقف اسم كي كأ ير
ات
بك
ً مصدر ا للم ِّ حد
المصرية - الإسرائيلية ،
ً ونظر ا للتأثيرات المتنا قضة لتأثير بيئة العلاق ظاهرها. فقد ددات غير متجانسة ِ الإسرائيلية هي ترجمة لاعتبارات ح ددات أخرى نتاج التأثير الطاغ كانت ي
المصارية -
ددات العلاق كانت بع
ات
حاين ، رص النظام على شرعيته الداخلياة
، لطابع تأثير النظام الدو لا سيما منح الرئي ثق ً لا ً كبير ا للعلاقات مع الولايات المتحدة. وسنحاوا هنا رصاد طاابع ددات العلاق المصرية الإ-
. سرائيلية أولا : مراى أ الرأه الع م الم ره ُ لقد أدرك نظام مبارك حجم العداء الذي ي ِ ن ك
اه إسرائيل، ه الشعب المصري
َ وف ِ ط واسطار النقابياة رف النخب المصرية ومؤسسات المجتماع الماد ن إ ً واسحزا سي مظهر من مظاهر التطبيع. ونظر رص النظام على قادر مان ا الشرعية مساتوياتها الداخلية، فقد عمل على تصميم العلاقة الثنائية مع إسرائيل الد بشكل لا نيا على الصعيد السياسي والدبلوماسي والثقا يم ث ل مصادر تهدياد لشرعيته الداخلية. فقد أدرك النظام أن رف التطبيع والعلاقة مع إسارائيل قاد اوز التباينات اسيد يو لوهية والسياسية الساحة المصرية، بل وأصابح زبية وا ُ م َ س ِّ و ً غ الساحة الداخلية المصرية ا للتعاون بين الفرقاء ؛ فقد تعاونت قوى سياسية مصرية ذات خلفيات أيد يو مادن تنظيم مسيرات ومظاهرات لوهية متباينة َّ شن ملات العسكرية ال رو وا مصر الكبرى للتنديد با تها إسرائيل على لبنان حظي هانب مظاهر الدعم والإسناد ال وفلسطين منذ التوقيع على الاتفاقية، إ
11
أواخار من الشعب المصري عند اندلاع الانتفاضاة اسو هاا الشعب الفلسطي العام 3407 أكتوبر وانتفاضة اسقصى / تشرين اسوا 3888 . ث نيا : مجط ب م النجق م مي ح لة الحرب لى ح لة الس م لقد مث ل التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد ار باين م نهاية حالة ا صار
وإسرائيل وبداية حالة السلام ؛ حيث تضمنت الاتفاقية سلسلة من الالتزامات على ذري الذي طرأ على نمط العلاقة. وقد كل من مصر وإسرائيل لتجسيد التحوا ا ي تطبيق اتفاقية كامب ديفيد تدر تم البدء ا 34 مارس / آذار 3408 ؛ حياث ُ أ ز تبادا التمثيل الدبلوماسي وافتتاح سفارة لكل منهما لدى الطرف الآخر. َّ فقد تطلب تنفيذ ما نص ت عليه الاتفاقية سلسلة طويلة من اللقااءات باين المسؤولين المصريين والإسرائيليين، وضمن ذلك زيارات متبادلة لكل من القااهرة ال . وتل أبيب وقت ذاته، تضمنت الاتفاقية التز ا مات خاصة على مصار تتعلاق ِّ اد بتطبيع العلاقات الاقتصادية والثقافية مع إسرائيل، وهو ما أفضى ذاتاه إ ُ ولادة أهسام مؤسساتية ت ْ ع َ ن وانب ى هاذه ا ؛ حيث تم تدشاين المركاز الثقاا
هانب التوقيع على اتفاقيات اق القاهرة، إ الإسرائيلي تصاادية. صاحيح أن النظام حاوا، بسبب اعتبارات الموقف الداخلي ، تقييد التطبيع، لكن هذا لم يمناع ً ب ا سوبة على معسكر مؤيدي النظام من التطبيع مع إسرائيل والتارويج ثقافية ث لثا : جإثير الجحولم الإ يمية والدولية ارهية المصار هانب ذلك، فقد تأثرت السياسة ا إ ية، وضامنها أنمااط طرأت على النظام الإقليمي والانقلا العلاقات الدولية لمصر بالتحولات المهمة ال َّ ره المنطقة وال الذي حدث على موازين القوى حت كفة دوا "الثروة" علاى حسا دوا "الثورة"، إضافة إ طرأت على النظام العالمي بسابب التحولات ال ميل موازين القوى والمعسكر الغر النظام الرأسما لصا باي على حسا النظاام الاشتراكي وسقوط المعسكر الشرقي، الذي مث مطلاع ااد الساوفي ل انهيار الا
له.
10
َ تسعينات القرن الماضي شهادة وفاة له، مما فتح الطريق أماام الولاياات المتحادة لإحكام سيطرتها المنفردة على النظام العالمي ( 1 ) . وقد أسه اولات التساوية م تعثر السلمية للصراع العر باي - الإسرائيلي واقتراهاا من حالة الانهيار ، وما صاحبه مان تآكل دور مصر الإقليمي والعالمي ، وغيا بدائل أو خيارات أخرى أماام صاانع النظام السياسي الراهن القرار المصري ، إ غراء الولايات المتحادة وإسارائيل بابتزاز صانع ا لقرار المصري ؛ ري دوا منبع نهر النيل للمطالبة بإعاادة حيث تم اتفاقيات المياه النظر ، عملياة لإهبار مصر على تقديم مزيد مان التناازلات التسوية أو للموافقة على تزويد إسرائيل بمياه النيل ( 2 ) ااح المقاوماة . وقد لعاب اللبنانية ممث حز الله لة إ نهاء الاحت نو لبنان لاا الإسرائيلي ، عاام 3888 ، ً دور ا مهم إضعاف الموقف المصري أكثر مما سمح بزيادة تأثير الضغوط الإسرائيلية ا ير واسم ممارسة ضاغوط علاى توظيف مصر كية على القاهرة بشكل أفضى إ اسطراف العربية ل لقبوا الشروط الإسرائيلية للتسوية ( 3 ) . لقد ل شك سقوط نظ إيران ام الشاه ، ً الذي كان حليف اا ستراتيجي ا لإسارائيل والولايات المتحدة ، َّ تبن إيران ال مهورية الإسلامية وإعلان ا ً ت موقف ً ا معادي ا مان ُ تل أبيب وواشنطن، م َ س ِّ و ً غ َّ ا لدفع صن تل أبيب للبحث عان شاراكات اع القرار ِّ إقليمية لسد الفراغ الناهم عن و الا عداء تحالف مع إيران إ ؛ تعزياز مما أسهم مكانة مصر الوقت ذاته، ف لدى إسرائيل. و إ ا ً طهران موقف ديد النظام ا ن تب ا معاد ً اي من اتفاقات التسوية مع إسرائيل ؛ ُ حيث ق ِ ط َ ع ت العلاقات الإيرانية - المصرية بعد التوقيع على كامب ديفيد، باعد بينها وبين نظام مبارك، ا إظهار العاداء لذي وهد لطهران وسيلة لمزيد من التقار م ع الولايات المتحدة وإسرائيل ( 4 ) . ( 1 ) عهد مبارك"، مرهع سابق. ارهية المصرية نافعة، "أس ومرتكزات السياسة ا ( 2 ) المرهع السابق . ( 3 ) المرهع السابق . ( 4 ) مد، "العلاقات المصرية ، السعيد إدري - عهد مبارك"، الإيرانية زيـرة مركز ا ساتا لدر ل ، 31 أكتوبر / تشرين اس وا 3833 (تاريخ الدخوا: 30 يناير / ال كانون ثاا 3837 :) http://studies.aljazeera.net/ar/files/2011/08/20118883320356689.html
11
القطيعة الإيرانية ومما فاقم من أهمية العامل الإسرائيلي - المصرية حقيقاة أن عهد مبارك تول مصر ا ت عملي مسؤولية ملف تساوية الصاراع العر بااي - الإ ؛ سرائيلي حيث تم اعتبار كل هذا المجاا دلي اح مصري ً علاى هادارة حين كان معيار هدارة السياسة الإيرانية يتمث ، موقف نظام مبارك عماق ل تناصب إسرائيل العداء التعاون مع حركات المقاومة ال ( 1 ) . رابعا : ب و ية العلا ة الم رية روية ي الأم- اص بين مصر والولايات المت لعب طابع العلاقة ا ً عهد مبارك دور حدة ا مهم ا توفير بيئة مناسبة لمواصلة مصر احترام اتفاقيات كامب ديفيد ، على اعتبار أن هاذه الاتفاقيات منحت أم ير كا مكانة ضامن الاتفاق، وهو ما هعال الإدارات اسم كياة ير المتعاقبة تربط علاقتها بمصر بمدى احترامها لهذه الاتفاقيات. فقد مث نهاء إل ر حالة ا حالة السلام والتعاون بين تل أبيب والقاهرة مص بين إسرائيل ومصر والانتقاا إ لحة قومية للولايات المتحدة ؛ حيث إ ن التقار بين حلفاء واشنطن ُ ي َ ح ِّ نس من قدرتها على المنطقة. وقد مث ها قيق مصا لت مكانة الولايات المتحادة كقطاب أوحاد العالم، وحضور والإقليمي القوي عام ها الدو ً إضافي لا ذير قناعة مباارك ا أسهم بالمحافظة على الع هانب ذلك لاقة مع إسرائيل. إ إف، ايش ن ارتهان ا المصاري تدريبه ونظم تسليحه ل لمساعدات العسكرية اسم ير تبلاغ 3 . 1 ملياار دولار سنوي ا، شك ً ل أيض ا عامل ضغط كبير على صانع القرار المصر ي ، وأث اهاات ر على ا ارهية لمصر وضمنها نمط العلاقة م السياسة ا ع إسرائيل؛ حيث كان الهدف اسساس من المساعدات ضمان احترام القاهرة لهذه العلاقات ( 2 ) . صل على مساعدات عساكرية أكابر مان وعلى الرغم من أن إسرائيل صل عليها مصر بكثير المساعدات ال (كانت ثلاثة مليارات دولار ثم قفزت إ ( 1 ) السعيد إدري ، "العلاقات المصرية - عهد مبارك"، مرهع سابق. الإيرانية ( 2 ) حنفي، عبد العظيم، "العلاقات اس يرم الاف حاوا طة ا اوز .. كية المصرية 18 يونيو"، العربية ، 2 مايو / 3839 ، (تاريخ الدخوا: 32 نوفمبر / تشرين ال ثا 3834 :) http://studies.alarabiya.net/hot-issues/
لا
كية ال
ي
أيار
طة -
المصرية - اوز - -
العلاقات اسمريكية -
يونيو -
لاف ا -حوا-
18
11
تلف عان طاابع انبين العلاقات بين ا ) إلا أن العوامل المؤثرة
1 . 0 ات مليار
المصرية. فالولاياات المتحادة تارى قياق مصا من قادرتها علاى ها ا
العوامل المؤثرة على العلاقات اسم -كيةير ً إسرائيل حليف اا ستراتيجي ا مستقر ُ ا ي َ ح ِّ نس
الا وماا ليكا المسيحي الإ هانب تأثير الموروث الدي المنطقة، إ ستراتيجية يفرزه من مواقف عاطف ي اه إسرائيل، فض ة ً لا عن مراعاة الإدارات اسم كية تأثير ير اللو باي واشنطن. ومما لا شك فيه أن اليهودي القوي على دوائر صنع القرار هذه العوامل سمحت لإسرا ت خطار ئيل بإدارة علاقاتها مع مصر دون الوقوع الضغوط أو العقوبات. ب مسا : مجط ب م الجمليد لجوريث الحوم كم لنجله اسصغر مطلع اسلفية الثالثة لتوريث ا لقد أسهم توهه مبارك ، ،جماا زيادة التقار بين مصر وإسرائيل إ ؛ ذلك فقد اعتقد الرئي المصري الوقت أن ضمان شرعية دولية طوة لهذه ا ي تطلب قبو ً كي يرأم لا ا وإسرائيلي ا. وقاد
إقرار مصطفى الفقي، مدير مكتبه، ورئي وهدت مقاربة مبارك هذه تعبيرها ً ل الشعب المصري لاحق ارهية نة العلاقات ا ؛ا حيث قااا: " الارئي المصري القادم سيكون فقط بموافقة أم ير كا وعدم اعت راض إسارائيل" ( 1 ) . ويمكان وا علاى قناعة بأن إحداث مصر إ الافتراض أنه عندما يصل رأس النظام كم عبر تشريع التوريث يتوقف على قبوا أو رف دولة تقاليد ا إ ما، ف ن هاذا ُ ي ِّ ظهر مسو تلك الدولة، لدرهة غات حرص مبارك على مراعاة اعتبارات ومصا ر الإسرائ دفعت وزير ا يلي اسسبق ، بنيامين بن إليعازر أن ي ، إ طلق عبارتاه َ الشهيرة: "مبارك ك ا نز ستراتيجي لإسرائيل" ( 2 ) . وقد تم التعبير عن تعااظم وتايرة ( 1 ) كروم، حسن، "الفقي: الرئي القا دم بموافقة أم ير كا وعدم اعتراض إسرائيل"، القدس العر بـي، عدد (ال 4987 ، 39 يناير / كانون الثا 3838 33 . ) ل عبد ال طيف، عنتر، "بن إ ليعازر وصفه بأنه أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل : هل كان مبارك عمي ً لا للموساد؟" ، مصرس ، 37 ماارس / آذار 3833 ، (تااريخ الادخوا: 31 نوفمبر / تشرين ال ثا 3834 ): http://www.masress.com/soutelomma/8543 ( 2
ص ،)
14
و التوري أعقا التوهه انبين العلاقات بين ا الدفء باالإفراج عان اسوس الإسرائيلي ا ، عزام عزام ، قبل انتهاء مدة عقوبته، وإبرا م اتفاقية المنااطق ِّ هانب تعهد مصر بمد التجارية المؤهلة "الكويز" مع إسرائيل، إ إسرائيل بالغااز الطبيعي لفترات طويلة ، ً وبسعر يقل كثير ا عن اسسعار العالمية ( 1 ) . ويارى أساتاذ العلوم السياسية المصري ، أ ، حسن نافعة ِّ نه "لا يوهد مبر بر مصر رات موضوعية على تقديم تنا طورة جم وعلى هذه الدرهة من ا انية" هاذا ا " زلات ، فلاي مقايضتها بموقف لها إلا برغبة القيادة السياسية المصرية هناك من تفسير عقلا إسرائيلي أميركي مشترك يساعد على تمرير "مشروع التوريث" ( 2 ) . إن ما يدل ل على أن التوريث ، وحرص مبارك الكبير على تهيئة الظارو ف أماام له تو ،جماا ، مقاليد اسمور بعده ، كان عام ً وري لا دفع مصر للتقار أكثار ا اه العالم العر من إسرائيل والتعاون معها وغ الطرف عن سلوكها العدوا بااي، سياسات تتع ارض مع السياسات الإسرائيلية ولم تلق استحسان الإدارات اسم كية. ير فقد أعلنت مصر يوليو / تموز 3403 ار ، بعد ثلاثة أشهر على بادء ا على لبنان الإسرائيلية اسو ، عن توقف عملية التسوية مع إسرائيل ( 3 ) . وأقادمت العشرين من سبتمبر مصر / أيلوا 3403 على سحب السفير المص ري من إسرائيل ً احتجاه َّ ر ، وحد ا على ا ر وانسحا القاوات دت شرط إعادته بوقف ا ديد المسؤولية عن مذابح صبرا وشاتيلا الإسرائيلية من لبنان و ( 4 ) . وقد وضع مبارك ثلاثة شروط لاستئناف المفاوضات مع إسارائي ل بشاأن القضية الفلسطينية ( 5 ) : ( 1 ) عهد مبارك"، مرهع سابق. ارهية المصرية نافعة، "أس ومرتكزات السياسة ا ( 2 ) المرهع السابق. ( 3 ) أبو طالب، حسن، البيئة العربية ارهية المصرية "السياسة ا 3478 - 3407 ،" المستقبل العر بـي، العدد ( 33 ، 3404 48 - 43 . ( 4 ) مصطفى، هالة، "العلاقة المصرية الإسرائيلية بعد أحداث لبنان"، السياسـة الدوليـة ، عدد (ال 34 ، يناير / كانون الثا 3401 41 . ً الثمانينات والتسعينات لم يتردد أحيان أن نظام مبارك ا ِّ اذ قرارات وتبن ا ا
ث
ي
هو
ص ،)
ص ،)
،" مرهع سابق، ص 41 .
- 3407
البيئة العربية ارهية المصرية "السياسة ا 3478
) أبو طالب،
( 5
15
تقرير المصير. الشعب الفلسطي
ق اعتراف الولايات المتحدة
-
3
3 - تقوم هاا إسرائيل على اسرض. ضرورة وقف اسنشطة الاستيطانية ال 1 - الضافة المواطنين الفلسطينيين ددة لإعادة الثقة إ اذ إهراءات ا الغربية وقطاع غزة. َّ وقد جم د مبارك تطبيق 28 المجالات التجارية والاقتص اتفاقية تعاون ادية والعلمية والثقافية ( 1 ) َّ هانب ذلك، فقد رح . إ المنفى ب مبارك بإقامة حكومة فلسطينية مؤقتة تكون القاهرة مقر ا لها ( 2 ) س . وقد طرأ ن على علاقة مص ر بمنظمة التحرير الفلساطينية ودعت القاهرة الإدارة اسم ير كية لفتح حوار مع الشعب الفلسطي ( 3 ) . س دسا : جحدي
م مةجروة
ُ ت التنظيمات الإسلامية سواء ال من نظام مبارك وإسرائيل َ ا م ث ل