يُقدِّم كتاب "العرب والديمقراطية والفضاء العام في عصر الشاشات المتعددة: بحث في دور الجزيرة"، قراءة تحليلية عميقة لدينامية علاقة الإعلام بالسياسة والتحول الديمقراطي في المجال العربي انطلاقًا من تجربة فضائية الجزيرة والدور البارز الذي لعبته في المجال العام منذ انطلاقها في 1996. وتتجسَّد أهمية الكتاب، الذي صدر حديثًا عن مركز الجزيرة للدراسات، في محاولة بناء أُطر نظرية وبلورة حُجج برهانية في مقاربته لتأثيرات الإعلام في الحقل السياسي، خاصة بعد أن اكتسحت المنطقةَ العربيةَ حركةُ تغيير واسعة؛ انطلقت من تونس مع ما أصبح يُعرَف بـ"الربيع العربي"؛ حيث لعب الإعلام وما تشهده القرية الكونية من أنماط ترابط غير مسبوقة دورًا رائدًا في موجة التغيير الجارية لتهيئة أرضيتها التواصلية ومواكبة حركتها في ميادين العواصم وفي المدن المترامية. فالعلاقة بين الإعلام العربي والسياسة لم تَعُدْ، كما كانت، علاقة ميكانيكية تحكمها معادلة التوجيه والاستجابة، بل أصبحت في أغلبها تفاعلية محكومة بقانون التأثير والتأثر.
يتضمن هذا الكتاب ترجمة لفصول مختارة من الأصل الإنجليزي: Al Jazeera and Democratization: The Rise of the Arab Public Sphere First published 2015 by Routledge 2 Park Square, Milton Park, Abingdon, Oxon OX14 4RN and by Routledge 711 Third Avenue, New York, NY 10017 Routledge is an imprint of the Taylor & Francis Group, an informa business © 2015 Ezzeddine Abdelmoula
الطبعة الأولى 1437 - ـه
م
2015
ردمك 978-614-01-1748-8
جميع الحقوق محفوظة
الدوحة قطر -
)+
( 974
- 4930218
- 4930183
هواتف: 4930181 فاكس: 4831346
( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net
التينة عين ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 - شوران بيروت 1102-2050 لبنان - فاكس: (+961-1) 786230 الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb
- البريد الإلكتروني: asp@asp.com.lb
يمنـــع نأـــ و اأـــاعمأي ز جـــهذ مـــت هـــيا الياـــأو بييـــة وأـــيية اوـــويرية و ليارونيـــة و مييأنييية بمأ في يلك الاأجيي الفواـوررافي والاأـجيي ىيـى ةـرطة و ـراو مقـروذأ و بييـة وأــيية نةــر بــرف بمــأ فيلــأ حفــظ المعيومــأ ، واأــارجأىلأ مــت دوت يت بطــي مــت النأةــر
إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأي
ش. م. ل
التنضيد وفرز الألوان: بجد ررافييس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مطأبع الدار العربية ليعيوم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233
المحاويأ
................................ ................................ ..................... 7
مقدمة
النظرية، والأرديأ ، والمعضية العربية
الفوي الأوي : الاحوي الديمقراطي الأطر :
51
................................ .............. 11 والخطابات والأصوات الأهلية ......... 22 نفهمها؟ ................................ .......... 37 للمسألة الديمقراطية ............................... 24
الديمقراطي : نقدية رؤية
- نظريات التحول - الصراع تحول أجل من
1
ديمقراطي القوى : عربي
2
السياسية تعني؟ ماذا : وكيف
الثقافة -
3
الدولي تحليل كأداة
- استرجاع العامل
2
الإعلام والأيأأة
العلا ة بين
النأقية : الجزيرة اةييي اعيد
الفوي الثأني الرؤية بعد مأ :
11
................................ ... 84
النظري سياقها
المقاربة النسقية في ووضعها
تعريف - إعادة -
1
المقاربة النسقية ................................ ..................... 58
النظر في
2
................................ ... 71
المقاربة النسقية : الجزيرة نسقية غير كظاهرة
بعد ما -
3
الراهن
العأم النقأش أيأق في
: الفضأذ العربي
الفوي الثألث
77
السياسية ........................... 41
الاجتماعية
البورجوازي بناه :
- الفضاء العام
ووظيفته
1
السياسة الديمقراطية ................................ ..... 48
2 - الفضاء العام : وتراجع صعود
................................ ..... 47
لمفهوم الفضاء العام لدى
- نقدية مراجعة
هابرماس
3
الفضاء العام ................. 15
:" النظر يعيد هابرماس مفهوم في
التحول البنيوي
2 " بعد ما -
................................ .... 101
الجديد والإعلام فضاء ونشأة عربي عام
- الجزيرة
8
الاحوي الديمقراطي العربي
الفوي الرابع : الفضأذ العأم الجديد أيأق في
501
................................ ........ 112 ................................ .............. 131
الفضاء العام العربي
الجزيرة تشكيل في
دور -
1
الجديد
الفضاء العام العربي
-
خصائص
2
5
أأأي لياحوي الديمقراطي
الفوي البأمس : احرير الإعلام ةرط
545
................................ ..................... 125
المشهد الإعلامي العربي
تغيير -
1
احتكار المعلومة ................................ ............................. 182 ................................ ................................ . 184
كسر -
2
الرأي - الآخر والرأي
3
التكامل .......................... 158
إلى
الجديد والإعلام التنافس من:
2 - الإعلام التقليدي
................................ ................................ ................. 171 المراجع ................................ ................................ .......... 178
خاتمة
قائمة
6
مقدمة
الديمقراطية في قلب قبل سنوات معدودة، لم يكن موضوع انتقال العرب إ اولات بناء أطر نظرية وبلورة حجج للتدليل على إمكانية قياا النقاش. وكانت ا. ورغم ًّ ا شاق ً دي ديمقراطية عربية ًّ ً أن ثمة ديناميات سياسية واجتماعية قد بدأت في الظهور منذ منتصف التسعينات، لا سيما مع دخول التليفزيون الفضااي اااال العر با ، قل السياسا ، إلا أن التنااول وبروز بعض تأثيرات الإعلا على ا اد لتلك الديناميات وتلك التأثيرات لا يزال منسوبه دون المطلوب. البحث ا الآن وقد اكتسحت المنطقة العربية حركة تغيير واسعة، انطلقت من تاون ف با َ عر ُ مع ما أصبح ي َ ُ "الربيع العرب ديث عان الديمقراطياة "، فقد أصبح ا ا من النقاش الراهن. وقاد ً العصر الديمقراط جزء وعن إمكانية دخول العرب إ ً لعب الإعلا وما تشهده القرية الكونية من أنماط ترا ا في ً ا رايد ً بط غير مسبوقة دور ً ً ارية من حيث تهيئة أرضيتها التواصلية ومواكبة حركتها في ميادين موجة التغيير ا العواصم وفي المدن المترامية. فالعلاقة بين الإعلا العر با والسياسة لم تعد، كما كمها معادلة التوجيه والاستجابة، بال أصابحت في كانت، علاقة ميكانيكية أغ كومة بقانون التأثير والتأثر. لبها تفاعلية الديمقراطية في كاثير مان على الصعيد العالم ، أفرزت موجات التحول إ دبياات يبحاث راارب ا من ا ً ا كبير ربعة الماضية كم البلدان خلال العقود ا ً الانتقال ويقارن بين مساراتها ويستكشف مآلاتها. فقد حصالت خالال تلاك الموجات الم تعاقبة تغييرات ديمقراطية في أغلب مناط العالم ومللت جنوب أوروباا ت الصحراء. العاالم وشرقها وشرق آسيا وجنوبها وأميركا اللاتينية وإفريقيا ما العر با ، خارج ذلك السياق. ماا بادا بشقيه الآسيوي والإفريق ، وحده ظل للكثيرين من ممانعة عربية للتحول الديمقراط جعل ب كاديم مان عض الاهتما ا
ا
7
قبل علماء السياسة والمتخصصين في نظريات الديمقراطية وفي دراساات الشارق على المنطقة لبحث أسباب تلك الممانعة. ولكن المنااهج الا وسط، ينصب ا لت بها تلك المقاربات لتحليل وفهم ظاهرة "الممانعة العربية للديمقراطياة" لم توس تقد لنا في نها دة ال تاربط العارب أة عن العلاقة المعق َ تز ية المطاف غير صورة َ م بالديمقراطية. يعود قصور تلك المناهج في عمومها إ نظورها الفاوق الاذي ً تستخدمه نزولا ً عم ااتمع وحركته؛ ولذلك من سطح السياسة ومؤسساتها إ ا أن تكون الإجابة ال تشترك فيها نظري ً لم يكن مستغرب ً ات التحول الاديمقراط ، ذات المنشأ الغر با ، ا". أن هناك "استثناء عربي
لا يمكن أن نفهم علاقة العرب بالديمقراطية، وال تبدو في ظاهرهاا علاقاة ن أغفلنا مساراتها الاجتماعية الطويلة والمفتوحة، وال مللت استبعاد وعداء، إن على مدى عقود شرايح واسعة من خارج منظومة ا مان ً كم ومؤسساته وأحيان ا ً ان نتأمال راارب ا. علينا أن نأخذ بعين الاعتبار، و ً خارج دايرة النخبة أيض ً اصة قاي المحلية والسياقات ا ارية في شرق العالم وغربه، ا الانتقال الديمقراط ا صوات الفئات الاجتماعية قاي : التأثير المتنام الة العربية. من تلك ا با الا جاناب ذلاك، ر عنها. إ ِّ شة ومستبعدة ولا رد من يعب كانت في الساب مهم ِّ ا لقنوات التليفزيون الفضايية العابرة للحدود، والإعالا ً ا متزايد ً تشهد المنطقة تأثير ً ً لا الإلكترو سيما من خلال شبكات التواصل الاجتماع وما يعنيه ذلك مان ترابط وتدف لا يتوقف للمعلومات فكار؛ فتعدد الشاشات وتناوع خبار وا وا طبايعها وأحجامها وجمهورها (شاشات التليفزياون، وشاشاات الكمبياوتر، ع من دايارة ِّ وال، وغيرها) يوس جهزة اللوحية، وشاشات الهاتف ا وشاشات ا ِّ ه. تلق المحتوى الإعلام واستخدامه وإعادة إنتاجه وترو ا للدور المحوري الذي ً ونظر ً يلعبه الإعلا ، سواء في تسهيل التغيير السياس أو في وضاع القايمة، حسب الظروف والمعطيات، وبما أن العالم العر ترسيخ ا باا زيرة الفضايية شهد على مدى العشريتين الماضيتين حركية إعلامية لافتة دشنتها قناة ا ها في منتصف تسعينات القرن الماض ، فإن ال انطل بث الاتفكير وإعاادة اجة إ ا النظر في دور الإعلا وأثره السياس في السياق العر با تبدو متأكدة.
قاد
8
ليزية عن دار روتلدج تارة من أصل صدر بالإ هذا الكتاب ترجمة لفصول ( Routledge ) في مارس / آذار 2018 زيرة والتغيير الديمقراط : نشاأة ، بعنوان: "ا الفضاء العا العرب ". ا Al Jazeera and Democratization: The Rise of the Arab Public Sphere اولة للإسها في النقاش الداير حول علاقة الإعلا بالسياسة وباالتغيير إنه الديمقراط في العالم العر با . زيارة، مناذ وباعتبار الدور الذي لعبته فضايية ا انطلاقتها في العا 1115 ، في تغيير المشهد الإعلام في هذه المنطقة فإن القاار ا على هذه القناة وعلى تأثيرها البارز. ومن خلال التركيز ً سيجد في فصوله تركيز ً ا، في ً ديد ديد زيرة سنفهم الآليات ال يعتمدها الإعلا ، والإعلا ا على قناة ا ً إعادة تشكيل فضاءات التواصل العا ، ونتعرف على الكيفية ال تعيد بها ا تلاك الفضاءات الناشئة صياغة علاقة المواطنين بأنظمتهم السياسية وتمكينهم من التاأثير كم أوضاعهم. في علاقات القوة ال المعلوماة، تيسير الوصاول إ ا يسعى إ ا إعلامي ً زيرة نموذج مت ا لقد قد ً ر ومناقشة القضايا ال تهم الناس وفتح المنابر العامة للتعبير ا دون تمييز. ولا شك خرى، قد أن ذلك النموذج، الذي وجد صداه في بعض وسايل الإعلا العربية ا طاب السياس العر كان له أثره في تطوير ا با حول الديمقراطية سواء من قبل في خل بيئاة و زيرة منذ أيامها ا حت ا أنصارها أو من قبل أعدايها؛ فقد تلفة جذر صحفية جديدة ا؛ بيئة تعددية يتقااطع في ً ا عن النمط الذي كان سايد ي ً تلف الآراء ، وارية ها ا فضايها باستمرار، سواء في نشراتها الإخبارية أو في برا كومية والمعارضة. لقاد وجادت شارايح طابات الرسمية وغير الرسمية، ا وا كاديميين والم رين وا اب والمفك ت ُ اجتماعية كثيرة من الك ُ هنيين ونشطاء ااتمع المد ا كانوا يفتقدونه في وسايل إعلامهم الوطنية. ً ا مفتوح ً زيرة منبر وعامة الناس في ا ً ً قت دينامية جديدة في ّ ل طابات واتفاقها واختلافها من خلال تفاعل تلك ا ّ ادي المنطقة وتشكل وع سياس متسلح بالمعلومة وبالقدرة المتزايادة علاى السلطة وسي اساتها ورواياتها. وكلما اتسعت دايرة ذلك الوع واستقطب فئاات سر خطاب السلطة وتقلص تأثيره على الرأي العا وعلى اجتماعية جديدة كلما ا
9
حد كبير الصراع من أجل دلية من التقد والتراجع حكمت إ اختياراته. هذه ا الديمقراطية في العالم العر با ، دوات التحلي وهو من ا لية الا يعتمادها هاذا البحث. لي الصراع من أجل الديمقراطية حركة تقدمية مستمرة، وإنما هو مسار مد ومفتوح النهايات. متعرج طويل ا كيف نفهم حركة التغيير الديمقراط في العالم العر با ؟ وما العوامل المؤثرة في مسارها؟ هذه ه الإشكالية المركزية ال يدور حولها هذا ا لكتاب، وقد وقاع سئلة الفرعية ال تقود خطة البحث، وه كما يل : عدد من ا تفكيكها إ -
الة العربياة؟ هل فشلت نظريات التغيير الديمقراط السايدة في فهم ا تطوير أطر نظرية بديلة لفهام "خصوصاية" ن في حاجة إ وهل المنطقة وديناميات التغيير فيها؟ - أي مدى أث إ ر تغيير المشهد الإعلام العر با في العقدين الماضايين دياد في زيرة والإعلا ا في ااال السياس ؟ وما الدور الذي لعبته ا ذلك؟
- كيف يمكن أن نفيد من الإرث الفكري للنظرية النقدية وأطروحاات ا حول الفضاء العا والفعل التواصال والديمقراطياة ً ديد هابرماس ً التداولية طاب العر لتطوير ا با حول الديمقراطية والتغيير الاجتماع بشكل عا ؟ - ديث عن ولادة فضاء عا عر تزايد ا بالنظر إ باا في السانوات خيرة، ما خصايص ذلك الفضاء؟ وماا دور الإعالا في تكويناه ا يسهم في عملية التغيير الديمقراط ؟ ٍّ أي حد وتطويره؟ وإ ٍّ - عل ت ما الذي ا: ا سياسي ً الها الإعلام ليتخذ طابع زيرة يتجاوز أثير ا ً هل وراء ذلك التأثير أجندة معيارية تميز رسالتها ورؤيتها للعمل الصحف و الديمقراطية؟ ول العرب ا لتسهيل ً ورعل منها وسيط ً مسة. فالفصل سئلة ستجيب عليها بنف الترتيب فصول الكتاب ا هذه ا لل أطرها النظرية وقدرتها على ول يناقش نظريات التغيير الديمقراط السايدة و ا مر بالمنطقاة ويقف على قصورها النظري والمنهج حين يتعل ا التطبي الكو
01
العربية. فقد تبين من خلال تقليب هذه النظري ات على أكثر من وجه، أن أطرهاا النظرية ال وقع تطبيقها في شكل دراسات مقارنة على مدى العقود الماضية مللت اء العالم ولكنها لم تأخذ بعين الاعتبار حركة التغيير في المنطقة العربياة. أغلب أ فظل "العرب والديمقراطية" خارج سياق البحث العلم واكتفت الدراسات القليلة ا ل أشارت إليهم بوضعهم في خانة "الاستثناء". يتناول هذا الفصل نظريات التغيير ر مقاربة بديلة لا تكتفا باالنظر إ ّ اول أن يطو الديمقراط من زاية نقدية و ّ باها المسالة من منظور الفلسفة الليبرالية وأنساقها وبناها الفوقية وأيديولوجياتها و القايدة، وإنما تتعداها ل تلام العم الاجتماع بقواه المختلفة وأصواته المتعاددة. نه يلق الضاوء فتغيير المنظور يغير بالتأكيد رؤيتنا لإشكالية العرب والديمقراطية على قوى اجتماعية مهمشة، وأصوات جديدة لم يكن لها منابر، وخطابات لم رد نت و حظها من الدراسة في النظريات التقليدية. لقد مك سايل الإعالا الفضاايية يطها ديثة تلك القوى من التعبير عن آرايها والتأثير في وتكنولوجيات التواصل ا الاجتماع والسياس بشكل غير مسبوق. زيارة ا من شابكة ا ً يبحث في علاقة الإعلا بالسياسة متخذ الفصل الثا ً ا للدراسة؛ فخلافا لما نعرفه في نظريات الإعلا من ً نموذج ً قية شبه عضوية َ علاقة نس َ زيارة لت ررباة ا بين طبايع النظم السياسية وأنماط المنظومات الإعلامية، شك رت للعلاقة بين السياسة والإعالا دبيات ال نظ ظاهرة خارجة عن المألوف؛ فا القول بأننا لا يمكن أن نفهم وظيفة المؤسساة الإعلامياة تذهب في عمومها إ ودورها في اا طبيعة النظا السياس الذي نشاأت وفياه تمع دون الرجوع إ ا كان الإعلا أداة طيعاة ً ا مطلق وتعمل ضمنه. فإذا كان النظا السياس استبدادي ً للدعاية الفجة، ويكون القرار التحريري نسخة من القرار السياس وفي خدمتاه ا ليبرالي المطلقة. وإذا كان النظا السياس ديمقراطي ا يمارس ا تعددي ا كان الإعلا حر ساس لنقد السلطة ومساءلتها. دوره باستقلال عن القرار السياس بل يتصدى با ا لهذا التصنيف التقليادي، ً دي لت زيرة خرجت عن هذا النموذج ومث ظاهرة ا ً ولكنها لم تكن قناة الرأي الواحد والصوت فه لم تنشأ في سياق ديمقراط ليبرا ديثة زه انتشار وسايل التواصل ا يديولوجيا الواحدة. هذا التحدي عز الواحد وا
00
ا بما خلقته من فضاءات ا نوعي ً رت شكل العلاقة بين الإعلا والسياسة تغيير ال غي ً عامة خارج سيطرة السلطة وضوابطها وتوجيهاتها. همية الفضاء العا في العملية الديمقراطية سوا ا ً ونظر ً ء في المراحل الانتقالية أو في مراحل ترسيخ النظم الديمقراطية؛ فقد خصصنا له فصلين اثنين. يتناول الفصال وأبعاده الاجتماعية والسياسية الثالث مفهو الفضاء العا ويعرض لتكوينه التار ا من ً طروحة مستفيد ساسية، ثم يناقش تلك ا كما وردت في أطروحة هابرماس ا ً اد ق ُ ن ُ خيرة. من خالال مناقشاة هاذا هابرماس ومن ردوده عليهم ومراجعاته ا مع، وأن قيقة "فضاءات عامة" بصيغة ا ن لنا أن الفضاء العا هو في ا المفهو تبي تمعات أوروبا في حقبتها البورجوازية لم يمنع من وجود خصوصية نشأته ضمن فضاءات عامة خارج السردية الهابرماسية. كما ت بين أن الفضاء العا الهابرماس لا ية معينة يصعب تعميمها؛ ا وقع رريده من واقع رربة تار ا مثالي ً يعدو كونه نموذج ً فهناك فضاءات عامة نسوية وفضاءات عامة شبابية وفضاءات عاماة للملاونين غير ذلك. فوجود الفضاء العا في أماكن غير وفضاءات عامة للطبقات العمالية إ أ وروبية وأزمنة غير بورجوازية، وإن اختلفت أسماؤه ومرتادوه وأساليب تداولهم، ديث عن الفضاء العا في السياق العر يفتح الباب أما إمكانية ا با . فاااتمع العر با ، كم تركيبتاه الساكانية تمعات كثيرة أخرى، تعددي على غرار ه والإثنية والطايفية، وقد شهد على مدى تار تلفاة ا ً اديث صايغ القديم وا ً ر والنقاش المفتوح، استعرضنا بعضها في هذا الفصل. للتداول ا ااول يستكمل الفصل الرابع النقاش النظري حول مفهو الفضاء العاا و تبيئته في ااال العر با ا؛ فالتطورات المتلاحقة الا ا تطبيقي ً عد ُ من خلال إعطايه ب ً ُ شهدتها ساحة الإعلا ا لعر با زيرة في منتصف التسعينات وما منذ إطلاق قناة ا رت للمواطن بها من قنوات فضايية أخرى، وف / المشاهد العر با مسااحات وار والتواصل المباشر لم يكن يتمتع بها من قبل. وقد أسهمت تلك حرة للتعبير وا تلف الاراهاات ا ومتحاورين من ً المساحات ال استقطبت جمهور ً والفئاات ال في النموذج الهابرماس ، في تطوير الوع ا لما كانت عليه ا ً الاجتماعية، خلاف ً السياس وتسليط الضوء على القضايا ال تهم الرأي العا . وقد أضافت شابكات
01
ا جديادة ً التواصل الاجتماع ال تمارس الإعلا وف قواعد غير تقليدية، أبعااد ً للفضاء العا الناشئ ومنحته اا ا عقلاني حر ً خصايصه المميزة، وأبرزها كونه فضاء ً ا، فضااء ً ا، فضاء متعدد وري ا ً ا، فضاء تلعب فيه اللغة دور ا، فضاء تواصلي ونقدي ً ً صايص، وإن بدت متنوعة، ا للتغيير الديمقراط . هذه ا ً ا للحدود، فضاء داعم ً عابر ً ً ملها على مدار العلاقة بين الإ إلا أنها تدور في علا والديمقراطية؛ فتحرير الإعلا و التغيير الديمقراط ، وهو ما يبحثاه شرط أساس لتحرير ااتمع وتهيئة الطري خير من هذا الكتاب. ام وا الفصل ا زيرة في بيئتها العربية ليقف على ما أحدثته من تغييرات ب هذا الفصل أثر ا يتعق في ساحة الإعلا أو ً ً ا؛ فقد أثبتت الدراسات أن التغايير في ً ال السياس تالي ً تغييرات على مساتوى قل الإعلام ، خاصة في عصر القنوات الفضايية، يدفع إ ا عرف با ُ القرار السياس . وقد تبلور ذلك التأثير في ما أصبح ي ُ "أثار سا إن إن"، ر حسب ستيفن ليفنغستون، الذي ارتبطت باسمه هذه ِّ والذي يعب ِّ العبارة، عن "افتقااد السياسيين القدرة على التحكم في السياسات بسبب قوة الإعلا ". وباالتطبي علاى ا أبعد. ساعدها على ً د أن هذه القناة دفعت بمقولة: "أثر س إن إن" أشواط ، زيرة ا ً والمتسارع في المنظومات التواصلية وتكنولوجياات المعلوماات. ُ الهايل ُ ذلك التطور ُ ُ اا تبعياة ً لتجعل منه تابع ً زيرة شبه مطلقة للسلطة السياسية وتوجيهاتها، فإن أبرز مظاهر التغيير الذي أحدثته ا رير المعلومة مان قبضاة ريرها من تلك القيود من خلال في بيئتها الإعلامية هو السلطة وهيمنتها والقطع مع أ حادية الرأي والصوت والرواية في التغطية الإخبارية. ثغرة ويرد هوة في ل هذا الكتاب إضافة لقاريه، فيسد خير، نأمل أن يمث في ا ا تتجاهل المنطقاة إشكالية التغيير الديمقراط . فه إم دبيات السايدة ال تعا ا فكرة الاستثناء العر ا إ ً العربية جملة ركون ً با ، أ ما يكف من الاهتما و ُ و لا ت ُ لدور الإعلا والفاعليين غير الرسميين في عملية التغيير. عز الدين عبد المولى أكتوبر 5051 ل الإعلا العر ِّ حجم القيود ال كانت تكب إ ِّ با
لا ثم في اا
وبالنظر
01
الفصل الأول
التحول الديمقراطي: الأطر النظرية، والسرديات، والمعضلة العربية
05
و الديمقراطية ظاهرة سياسية أصبحت حركة التحول عالمية خاصة خلال الربع ا شهدت مناط كثيرة من العاالم ً خير من القرن العشرين؛ فف أقل من ثلاثين عام ا ً صطلح علياه في أدبياات التحاول الاديمقراط ُ تغييرات عميقة في إطار ما صار ي "الموجة الثالثة" ( 1 ) . انطلقت تلك الموجة في منتصف سبعينات القرن بساقوط ماا تبقى من أنظمة ديكتاتورية في جنوب أوروبا (البرتغال واليونان وإسبانيا)، تلاه انهياار كم العسكري في أميركا اللاتينية وما شهده جنوب شارق آسايا عدد من أنظمة ا طات تلاك ا أبرز وإفريقيا جنوب الصحراء من انفتاح سياس في بعض بلدانها. أم كم الشيوع الموجة فتمثل في انهيار أنظمة ا اد السوفي السابقة في في جمهوريات الا الديمقراطية. ومع نهاية القرن العشرين كان ماع إ شرق أوروبا ووسطها وانتقالها ا ه، مللت أكثر من ثلاثين دولة. العالم قد شهد أوسع حركة انتقال ديمقراط في تار دبيات المتخ هايل من ا على الصعيد النظري، تراكم لدينا كم ال ا؛ ا نساقي ً لهذه التحولات تفساير ِّ اول فهم ما جرى وتقد ، التحول الديمقراط ً ِّ كاديم بعدد من النظريات ال تنافست في توفير أطر نظرية لمسألة قل ا فحفل ا تلف السياقات والمسارات ال تساير وفقهاا و الديمقراطية ومقارنة التحول رارب الانتقال الديمق رو كتاب "التحول الديمقراط " بين ثلاث ِّ ر ز راط . وقد مي ِّ مقاربات كبرى: المقاربة التحديثية والمقاربة الانتقالية والمقاربة البنيوية ( 2 ) . وبصرف او النظر عن مدى الاتصال والانفصال بين هذه المقاربات، فإن ثلاثتها تظال دل الداير بشأنه حول ثنايية البنية والفاعل وا ا. تشترك المقاربتان: التحديثية والبنيوية في كثير من النقاط، لا سيما ما يتعلا جج ال يستخدمها كل منها. نقطة ساسية وا طروحات ا لفية الفلسفية وا با ( 1 ) Huntington, S. P. The Third Wave: Democratization in the Late Twentieth Century, (University of Oklahoma Press, 1991). ( 2 ) Potter, D., Goldblatt, D., Kiloh, M. and Lewis, P. Democratization, (Polity Press and the Open University, 2005).
با
صصة في
07
طاراف يعمال انطلاق المقاربتين تتمثل في أن ااتمع عبارة عن بنية مترابطاة ا جميعها لفايدة حفظ الاستقرار والن دث إلا عابر ا التغيير فلا ظا الاجتماع . أم عطاى ُ سااس، ت ولات ذات طبيعة بنيوية. على هذا ا مد و مسارات طويلة ا ُ نسااق ساواء علاى الصاعيد وا ليل الظواهر الاجتماعية للب ولوية في ا او الاجتماع أو السياس أو الاقتصادي. من هذا المنظور، يكاون الانتقاال الديمق ولات في بنية ااتمع، ولي نتيجة مبادرات النخبة أو الاختيار راطية نتيجة مد. على العك من ذلك، تركز المقارباة ر عبر مفاوضات قصيرة ا ا العقلا تلف العوامل في الإطاحاة الانتقالية على ديناميات تغيير النظا السياس وأدوار كم الديكتاتوري الاستبدادي. هذه با اا ا نظري ً تمعة، توفر لنا إطاار المقاربات ً متعدد المناظير لفهم وتفسير الموجات المتعاقبة ال دفعت دو ً ً تلاف كاثيرة في ا إذا أخذناها منفصلة، فلا واحادة مناها و الديمقراطية. أم اء العالم للتحول أ ا لهذه الظاهرة العا ً ا ومقنع ً ا كافي ً تستطيع أن تقد لنا تفسير ً ً ً لمية. ويظهر إخفاق هذه اول تطبيقها خارج السياق الذي نشأت المقاربات وضعف قدرتها التحليلية حين و الديمقراطية في العالم العر فيه لنفهم ممكنات التحول با . ماا ا لهذه المقاربات، مع الإشاارة إ ً ا وموجز ا نقدي ً هذا الفصل عرض ِّ يقد ً ً ِّ د لقة المفقودة في ا أعتبره ا بيات المتعلقة بالتحول الديمقراط في العالم العر باا ا على هذا العرض النقدي، سأقو بتركياب عناصار ً وهو دور الإعلا . وتأسيس ً لقة المفقودة وف خطوط البحث الثلاثة التالية: أو ا ً ً ليلياة : سأستخد مقاربة
لا
لا لا
طابات الديمقراطية في ) للوقوف على القوى وا مساتواها
تصاعدية ( bottom-up
ً ا يتمركاز حاول فوقي
لي لنا ِّ ا للمقاربات المهيمنة ال تقد ً الاجتماع خلاف ِّ ً ً
ن ِّ باي ا مع النقاش الداير حول الثقافاة السياساية ا: سأتعاطى نقدي ً الدولة. ثاني ً ة ال تنته ج ُ جة وعد الانسجا في استخدا هذه ا المحدودية التفسيرية لهذه ا ُ خير بمقولة: "الاستثناء العرب
عاد ُ الب ا: سأعرض في نهاية الفصل إ ً ". ثالث ُ ً ِّ ا ومساه ً العالم للمسألة الديمقراطية لا باعتباره مساعد ِّ ً ً لا ً للتحاول الاديمقراط ا كعاي إضافي في طري الديمقراطية ً صل في بعض البلدان، بل أيض فحسب، كما ً عل م العربية، يزيد من تعقيد مسالكها و ستقبلها أكثر ضبابية.
ا
في ا
08
1 - نظريأ الاحوي الديمقراطي : رؤية نقدية ز المقاربة التحديثية على عدد من العوامال الاجتماعياة والاقتصاادية ترك ا لعوامال ً باعتبارها متطلبات ضرورية للتحول الديمقراط . ورغم أن هناك أدوار ً أخرى، يظل مستوى النمو الاجتماع والاقتصادي هو العامل ا برز الذي تعتمده لت مقالة سيمور مارتن ليبست ( هذه المقاربة. وقد مث Seymour Martin Lipset ) "بعض المتطلبات الاجتماعية للديمقراطية: النمو الاقتصادي والشرعية السياساية"، شرت في العا ُ ال ن ُ 1181 لت دبيات ال شاك نقطة البداية ال انطلقت منها ا الهيكل النظري ل اد لمقاربة التحديثية. ففكرة "ليبست" في كاون التحاديث يول ا أوروبياة ً الديمقراطية رد دعمها العلم في دراسته المقارنة ال مللات بلادان ً ميركية وأساتراليا وبعاض ليزية في ملال القارة ا جانب البلدان الناطقة بالإ إ دول أميركا اللاتينية. بعد مقارنة هذه البلدان من نا حياة مساتواها الصاناع أن أكثر البلدان ديمقراطياة ها وثروتها ونظامها التعليم ، خلص إ والعمرا لت معدلات أعلى في العوامل الاقتصادية والاجتماعية الا وقاع تلك ال سج قياسها. من هنا جاءت عبارته الشهيرة: "كلما كان الوضع المادي لبلاد أفضال كانت قدرته على إقامة نظ ا ديمقراط أكبر" ( 1 ) برت من ُ . إلا أن هذه الفرضية اعت ُ دلاة تمية وينقصها ما يكف من ا ية وفيها الكثير من ا قبل ناقدي "ليبست" خط التجريبية. اص لاري دايموناد ِّ من نف المنظور، ولكن بصايغة أقال يقينياة، يلخ ( Larry Diamond ) المقاربة التحديثية في العبارات التالية: "كل ما كاان الوضاع غلب، أكثر مي ن أفضل كان، على ا المادي لشعب معي ً ً لتحقيا الديمقراطياة وترسيخها في بلاده" ( 2 ) . وعلى العك من ذلك، يكون من الصعب أن نتصور أن تمعات غاير حديثاة أو لم تبلالم المؤشارات تتحق الديمقراطية أو تترسخ في ( 1 ) Lipset, S. M.‘Some Social Requisites of Democracy: Economic Development and Political Legitimacy’, The American Political Science Review, Vol. 53, No. 1, 1959, p. 75. ( 2 ) Diamond, L. ‘Economic Development and Democracy Reconsidered’, American Behavioral Scientist, Vol. 35 No. 4/5, 1992, p. 468.
لا
09
الاقتصادية والاجتماعية فيها المستوى ار إ ِّ المطلوب. هذا التوجه في التحليل يفس ِّ اال التحاول هملت الدراسات المقارناة في ُ كبير السبب الذي من أجله أ ٍّ حد ُ ٍّ الديمقراط العالم العر با . فدراسة ظاهرة سياسية أو اجتماعية غير موجاودة في يصابح ا مع مقتضيات البحث العلم ، وبالتاا ا ومنهجي الواقع يتعارض منطقي ً تغييب المنطقة العربية من برامج الدراساات المقارناة المعنياة بالمساألة مر بالعامل الثقاافي تف حين يتعل ا الديمقراطية. غير أن هذا التحفظ المنهج وعلاقته بالتحول الديمقراط . او ساسية الدافعة برغم أن النمو الاقتصادي والاجتماع يظل القاطرة ا الديمقرا ( 1 ) رين دفعوا بالمقاربة التحديثية في اراه آخار ا من المنظ ً ، إلا أن ثمة عدد ً ً من عوامل الانتقال االديمقراط . اا مل معه مستوى تعليمي فالتقد على صعيد المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية ا ويسمح بنشر نمط ثق ً متقدم ً القيم الديمقراطية، مثال التساامح تب افي أقرب إ والاعتدال والقبول بالتعددية والاختلاف والعقلانية ( 2 ) اا إذا . وبصرف النظار عم فسح له ااال أ تاأ ُ و الديمقراطية وت كانت الثقافة الديمقراطية تسب التحول ُ كنتيجة له، فإن ذلك يبقى سؤا ً ً ا. غير أن الإ ً ينتظر جواب ً قيق يتعلا شكال ا ) د أربع مراحل ِّ د ا: والت روستو الذي ً حول التحديث والتحول الديمقراط ، انظر أيض ِّ ً الديمقراطية: تمر بها ااتمعات التقليدية وتنته بالتحديث ومن ثم تتحول إ 1 . مرحلة ما قبل الإقلاع، 2 . مرحلة الإقلاع، 3 . مرحلة النضج، 2 . مرحلة ااتمع الاستهلاك حيث تسود الديمقرا د أدريان لفتاويتش الاذي يارى أن النماو ِّ د ، طية. من جهته الديمقراطية. بناء على هذه القناعة، يقترح لفتاويتش علاى ا إ ً الاقتصادي يقود حتم ً الغرب أن يدعم ااتمعات المستعدة للتنمية الاقتصادية حتى ولو كانت النخاب الا ق النمو دفع تلك ال تقودها غير ديمقراطية. فإذا النظا الاديمقراط ، تب نخب إ انظر: ) Leftwich, A. ‘Two Cheers for Democracy’, Political Quarterly, Vol. 67, Issue 4, 1996 ( . ( 2 ) 1153 فيربا كتابهما "الثقافة المدنية" الذي حااولا ف إبراها ألموند وسيد أل من خلاله التدليل على وجود علاقة تناسبية بين الثقافة والديمقراطية. فالنظا الديمقراط دد يتماش التشارك يفترض وجود شكل ثقافي ى ادها طروحة معه. نف هذه ا ا عند باي وفيربا ( ً أيض ً 1158 .) ً وذلك بالتركيز أكثر على الثقافة باعتبارها عام ً ( 1
لا طية
معقو
لا
لا
منذ العا
11
اا وفي ً وسط عموم باستخدا الثقافة لتفسير غياب الديمقراطية في منطقة الشرق ا ً العالم العر با بة الثقافة السياسية ينبع بدرجة َ بشكل خاص. إن أهمية مناقشة مقار َ رح موضوع التحول الديمقراط ُ ما ط السطح كل ة تبرز إ ج ُ من كون هذه ا أو ُ ُ ا لموضوع الثقافة السياسية بالتفصيل وسانقف ً سنعرض لاحق ً ليل مشكلة التحول الاديمقراط في الساياق طورة ال ينطوي عليها على ا العر با ت. من منظور ثقافي ز المقاربة البنيوية على المسارات بعيدة المادى للتحاولات من جهتها، ترك ية، وتنظر بدرجة أو التار القوة. فاب صل على مستوى ب التغيير الذي إ تلفة في السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القوة متعددة وتعمل بطرق قياا ديمقراطياة المختلفة. في حالات معينة، يمكن أن تقود التحولات البنيوية إ أنظمة ليبرالية، بينما يمكن أن تقود، في حالات مغايرة، إ سياسية على النقايض عتبر بارينغتون مور ( ُ ا. ي ً من ذلك تمام ُ ً Barrington Moore ا في ا كلاسايكي ً ر ) منظ ً ال الربط بين الديمقراطية والديكتاتورية من ناحية، وبيناهما وباين جاذورهما اذور الاجتماعياة الاجتماعية من ناحية أخرى. فقد سعى مور في كتاباه "ا للديمقراطية والديكتات ( 1 ) شكال الماتغيرة الكشف عن حلقة الربط بين ا إ نظمة السياسية ال تفرزها تلك التغييرات من جهاة القوة من جهة وأنماط ا لب لترا، وفرنسا، وأميركاا، والياباان، س ذلك في ثمانية بلدان، ه : إ أخرى. ودر القوة ت وألمانيا، وروسيا، والصين، والهند. وبما أن ب ا، وعلاى مادى ي تغير تدر ددة الملامح، فقد مسحت دراساة ماور طويل، حتى تفرز أنظمة سياسية زم منتصف القارن المقارنة ثلاثة قرون ونصف؛ أي من بداية القرن السابع عشر إ أن هناك ملامح مشتركة لنمط معين من العلاقة بين العشرين. خلصت الدراسة إ ا أربعة أنواع من ب راض ، البورجوازية، الدولة) قادت لقوة (الفلاحين، ملاك ا لترا وفرنسا وأميركا، بينما قاد نمط آخر من العلاقاة الديمقراطية في كل من إ إ لتا ا روسيا والصين فتحو الفاشية في حال ألمانيا واليابان. أم ذاتها إ بين هذه الب ( 1 ) Moore, B.Social Origins of Dictatorship and Democracy: Lord and Peasant in the Making of the Modern World (Beacon Press, 1966). العر با .
في ااال
ورية"
10
ا بين الديمقراطياة والرأسمالياة في ً ا واتساق ً تباط ً ً
د ار ا ً أنظمة شيوعية. هنا أيض إ ً
ال مع المقاربة التحديثية. ا كما كانت ا ً البلدان الصناعية المتقدمة، تمام ً استمرت مقاربة مور البنيوية مع ديترتش روملاير ( Dietrich Rueschemeyer ،) وإيفلين ستيفن ( Evelyne Stephens )، وجون ساتيفن ( John Stephens ؛) ازوا ا أخرى، ولكناهم رك ً عوا من نطاق دراساتهم المقارنة لتشمل بلدان وس ً ليلهم البنيوي على ديناميات الصراع الطبق . فحسب روملاير وزملايه، يكمن العامل المحدد في مسار التحول الديمقراط في "الصاراع باين الطبقاة المهيمناة منها با ٍّ شة حول أحقية أي والطبقات المهم ٍّ ( 1 ) . لقد كانت الطبقة العاملة من اا علاى ً ريصة دايم الطبقة الوحيدة ا ً الفات طبقياة في ساياقات قوق الديمقراطية. ومع ذلك، يمكن أن تنشأ دعم ا ر من شروط التحول الديمقراط بناء على مستوى تقد الرأسمالية. فقاد ِّ فتغي ِّ المتقد ا من العالم الرأسما ً فون بلدان المقارن الذي قا به المؤل ملل التحليل التار ً درجوا في دراستهم دولاة عربياة ُ جانب عدد من الدول النامية، إلا أنهم لم ي إ ُ واحدة أو من منطقة الشرق وسط. ا اولاة فهام التحاول إن الصعوبات المنهجية والمعرفية ال تعترضنا عند الديمقراط العر با من منظور المقاربتين التحديثية والبنوية ستظل ماثلة حتى عند ال التركيز لت أدبيات الانتقال الديمقراط استخدامنا للمقاربة الانتقالية. لقد حو تفاعل الن من البنية إ خبة وديناميات تغيير النظا على المادى القصاير خالال ل دور النخبة السياسية باعتبارها الفاعل الريي في مساار الفترات الانتقالية. ويمث ساس الذي تقو عليه المقاربة الانتقالية. ورغم أن المادى التغيير السياس حجر ا ا بشكل عا ، إلا ً للانتقال الديمقراط يعد قصير الزم ً أن عملية التغيير عليها أن تمر بعدة مراحل. يميز دانكوارت راستو ( Dankwart Rustow ) بين أربعاة مراحال انتقالية قبل أن يستقر النظا الديمقراط ويأخذ شكله النهاي . ( 1 ) Rueschemeyer, D., Stephens, E. H. and Stephens, J. D.Capitalist Development and Democracy, (Cambridge University Press, 1992) p. 74. م المتصارعة بين الطبقات ا - والطبقة الوسطى، والطبقة العاملة المدينية - راض ، والفلاحاين، والبورجوازياة، ك ا
حيث
كم"
ملا
معينة
11
، لا بد أن تتشكل ظروف مناسبة للوحدة الوطنية تتبلور فيها و في المرحلة ا وتترسخ الهوية السياسية. ماعات السياسية الفاعلة في المرحلة الثانية تبرز النخب وا المرحلة الثالثة حياث د ولكنه غير حاسم" وهو ما يقود إ عبر "صراع سياس معق قناعة بأن الاختلاف وتعدد الآراء حقيقة لا تراجع عناها، فتقارر تصل النخب إ طر المؤسسية الملايمة. هذه المرحلة ترسيخها بتوفير ا اسمة في ال يصفها راستو با ميع علاى خيرة ال يتعود فيها ا مسار الانتقال الديمقراط تليها المرحلة الرابعة وا الممارسة الديمقراطية فيتبنونها باعتبارها قواعد ضرورية وليست اختيارية. ومع مرور الزمن تترسخ هذه القواعد ويتسع نطاق تبنيها من قبل المواطنين فتتحو ل الديمقراطية ركان في مستوييه الاجتماع والسياس نظا مكتمل ا إ ( 1 ) . ا من رؤية راستو رباعية المراحال ولكناها لت نسبي الدراسات اللاحقة عد احتفظت بالإطار العا الذي يعتمد على النخب السياسية ودورها المحوري في إقامة ا في عمل ً النظا الديمقراط . يبدو ذلك واضح ً أودوناال ( O’Donnell ) ومليتار ( Schmitter ) ووايتهاد ( Whitehead كام ) بعنوان "رارب الانتقاال مان ا التسلط " ( 2 ) وما أعقبه من دراسات في نف ااال. يميز أودونال وزمالاؤه باين و الديمقراطية: مرحلة "الانتقال" التمهيدياة مرحلتين أساسيتين في مسار التحول كم الاستبد من ا اا ً ادي وال تتميز بدرجة من الانفتاح والليبرالية ولكان أيض ً بالغموض وغياب اليقين، ومرحلة "ترسيخ" التجربة حيث تصابح الديمقراطياة تعبير لينز ( ِّ "اللعبة الوحيدة في المدينة"، على حد ِّ Linz ) وستيبان ( Stepan ) ( 3 ) . لقد أسهم تراكم أدبيات الانتقال الديمقراط ، خاصة بعد نشار "راارب او ا في تشكيل فهمناا للتحاول ً ا كبير ً كم التسلط "، إسهام الانتقال من ا ً ً ( 1 ) Rustow, D. A.‘Transitions to Democracy’, Comparative Politics, Vol. 2, Issue 3, 1970) pp. 337-363. ( 2 ) O’Donnell, G., Schmitter, P. C. and Whitehead, L. (eds) Transitions from Authoritarian Rule: Prospects for Democracy (four volumes), (Johns Hopkins University Press, 1986). ( 3 ) Linz, J. and Stepan, A.Problems of Democratic Transition and Consolidation: Southern Europe, South America, and Post-Communist Europe, (Johns Hopkins University Press, 1996) p. 5.
11
اء كاثيرة ا من البلدان في أ ً ا كبير ً الديمقراطية. وقد مللت الدراسات المقارنة عدد ً ً من العالم. ولكن، على غرار المقاربتين التحديثية والبنيوية، لا توفر لناا المقارباة ا نظري ً الانتقالية إطار ً ا لفهم عملية التغيير الديمقراط في العالم العر ً ا ملايم ً با . ِّ س الفلسفية والمنهجية ال تقو عليها المقاربتان التحديثية البنيوية تقد كانت ا ِّ ا من العذر في تغييب البلدان العربية من أجندتهما الدراسية، فلا نرى ما يمناع ً نوع ً ري المقاربة الانتقالية م منظ اا مان ن تغطية هذه المنطقة من العالم. صاحيح أن أي و ق البلدان العربية لم ً ً ً ً تعادد و الديمقراطية. ولكن، وباالنظر إ وقات، بابعض ، في بعض ا ر َ ا من بلدان المنطقة قد م ً المراحل الانتقالية، فإن عدد َ ً دبيات الانتقالية ذاتها ددها ا المراحل كما ( 1 ) اصاية في التقاد هاذه ا والتراجع إزاء المسألة الديمقراطية في العالم العر با تساعدنا في فهم المعضلة الا تعيشها منطقتنا وال عجزت نظريات التحول الديمقراط السايدة في تفسيرها. أن الديمقراطية العربية ليسات مان ول من هذا الفصل خلصنا إ ا ال التحول الديمقراط ، كما أنهاا ليسات ضمن اهتمامات النظريات السايدة في تلف قارات العالم ولكنها ا كثيرة في ً ا من هذه السردية العامة ال مللت بلدان ً جزء ً ً يزات معينة استثنت المنطقة العربية. هن بسبب اك خيط ناظم يربط تلك السرديات علها تلتق عند نقطة واحدة لا تدرك معها الديناميات الكامنة وراء ماا جميعها و ي تغيير عر ا ً يبدو غياب ً با باراه الديمقراطية. فالسياق الغر با الاذي نشاأت ارت عان وتطورت ضمنه هذه السرديات، والرؤية المتمركزة حول ذاتها وال عب نفسها من خلال المقاربات ال عرضنا لها، والمنظور الفوق الذي تعتماده تلاك اول دون رؤياة المقاربات في تناول التغييرات السياسية والاجتماعية، كل ذلك ( 1 ) خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، شهد بعض البلدان العر بياة ا. ا وليبرالية جزيية وانتخابات حرة نسبي ا سياسي ً زاير انفتاح ردن وا كمصر وتون وا ً الديمقراطية فشل في جميع تلك البلدان. ولكن الانتقال إ 2 - الوراع من جي احوي ديمقراطي عربي: القوف والبطأبأ والأووا الأهيية زء
وإذا
كام لا
لا
. لعل
في ا
14
رض قيقة التغييرات كما رري على ا الباحثين ( 1 ) . لذلك، ينبغ تغايير المنظاور واستخدا مقاربة تصاعدية تنطل من أرض الواقع بناا أكثار مان حيثياتاه ِّ لتقر وتفاصيله، فنفهم ممكنات التغيير السياس واراهاته في المنطقة العربية. وبالتأكيد لن الاجتماعية المرتبطاة ا التركيز على الدولة ومؤسساتها والقوى والب ً دي هنا كثير ً بها. فالانطلاق في التحليل من هذه الدواير لن يزيد إلا في تكري النظرة الساايدة سمى با ُ حول ما ي ُ "الاستثناء العرب " باعتباره السابب الاريي وراء غيااب دوار ال تلعبها قوى كثيرة من من فهم ا الديمقراطية في المنطقة. ولن يتمكن بالتا نظم سياسية تشاركية. في ما يل ، سيقع تسليط الضوء إذن قي الانتقال إ أجل وج على الصراع متعدد ا ا ً وضه تلك القوى غير النظامية وال ليست جزء ه الذي ً ماعاات السياساية والاجتماعياة بها ا من آلة الدولة ومؤسساتها الرسمية، ونع ات في الانتفاضاات ركات الشعبية (كماا رل والدينية (التقليدية والناشئة)، وا طابات ال نساق الرمزية وا ركات الاحتجاجية)، وكذلك ا وا ر عنها. ِّ ِّ يعتبر الصراع من أجل الديمقراطية والمشاركة السياسية في العالم العر با ا. ولم تكن حركة النهضة ال انطلقت في أواخار ً أطول الصراعات وأكثرها تعقيد ً القرن التاسع عشر إلا أحد التعبيرات الثقافية عن هذا الصراع. وكان رفاعة رافاع الطهطاوي ( 1401 - 1473 ) زهر) أحاد رواد تلاك القاد من المؤسسة الدينية (ا ً ا شاملا ً بعاد المتعددة وال استهدفت إصلاح ركة النهضوية ذات ا ا ً ً اا ا وديني فكري رت آراء الطهطاوي حول ا في عدد من البلدان العربية والإسلامية. وقد تأث ومؤسسي الغرب، وطرايقه في التنظيم الاجتماع وفي إدارة ا ديثاة كم، ونظمه التعليمية ا زء الرابع مان باري . وقد ورد في ا بقراءاته وملاحظاته خلال رحلته الشهيرة إ وح ُ ى (ر سام ُ ليص الإبريز في تلخيص باريز" أنه قرأ "جزأين من كتااب ي " كتابه ُ ُ فه شهير بين الفرنساوية يقال له: مونتسكيو، وهو أشبه بميازان باين الشرايع)، مؤل ( 1 ) يناقش العر با طورة ال ينطوي عليها اساتيراد صديق بشكل موسع، وبعم ، ا طر النظرية الغربية لفهم تعقيدات ا التغيير السياس في العالم العر با . انظر الفصال ول من كتابه: ا Rethinking Arab Democratization: Elections without Democracy, (2009).
ا
تعب
مان
15
ب عندهم لق ُ على التحسين والتقبيح العقليين، وي المذاهب الشرعية والسياسية، ومب ُ ، كما أن ابن خلدون يقال له عندهم: مونتسكيو الشرق، أي: بابن خلدون الإفر ا يقاال لاه: (عقاد التاأن ً كتاب ا في هذا المع ً مونتسكيو الإسلا . وقرأت أيض ُ فه ي )، مؤل والاجتماع الإنسا ُ ى روسو، وهو عظيم في معناه" سم ( 1 ) . ، ا عن النظاا البرلماا ً ا شرس ً مصر، أصبح الطهطاوي مدافع بعد عودته إ ً ً النساء في التعلم. ولا شك أن الاربط ِّ المواطنين في المشاركة السياسية، وح ِّ وح ِّ ِّ أعلاه بين مونتسكيو وابن خلدون له دلاله بالغة؛ فهو يكشف عن الاروح الا اولتهم جسار ا جيل كامل من رواد النهضة التحديات ال واجهتهم في طاط. في هذا السياق، تصبح و الا الهوة الشاسعة بين غرب صاعد وشرق يتجه ا ضاروري ً فكار والقيم والرموز والمؤسسات في كلا العالمين، إجراء المقابلة بين ا ً لتبرير مقولة "الاقتباس" من الغرب وتشريعها ( 2 ) ف خير . على غرار الطهطاوي، أل الدين التونس كتابه الشهير "أقو المسالك" بعد جولة في عدد من دول أوروباا رياات لترا نقرأ في فصل بعنوان "ا في إ كم البرلما وممالكها. وحول رأيه في ا مة باختيارها للنواب المناضلين عنها في القم العامة" ما يل : "لا ريب أن ا ملاك وغيرهم من متوظف المملكة من نفوذ الكلمة، وبدوا نظر البرلمان رباب ا اح سااير في أمور العامة وبإعلان مباحثاتهم بدون منع، تستقر حريتها ويستتب مور أمورها. وحسبك أن الطبقة العليا من الناس وأوساطهم يتداخلون في ساير ا ولهم مزيد اعتناء وشدة مراق فعال متصرفي دولتهم ولآرايهم اعتباار تاا في بة انتخاب متوظف البلاد" ( 3 ) . ( 1 ) الطهطاوي، رفاعة رافع، ليص الإبريز في تلخيص باريز ، (مؤسسة هنداوي للتربياة ) هر المصلح خير ُ اشت ُ الدين التونس ، وهو رمز آخر من رموز النهضة، باستخدا مقولة: "الاقتباس من الغرب"؛ وذلك في كتابه "أقو المسالك في معرفة أحوال الممالك". ويمكن ربع التالية: اقتباس ما لا يتعاارض تلخيص مشروع خير الدين الإصلاح في النقاط ا مع الشريعة، تطبي إصلاحات (تنظيمات) إدار ية وسياسية، العدل مساألة مركزياة مآلات مدمرة. لتحقي التقد في الغرب، الظلم والاستبداد يقود إ ( 3 ) التونس ، خير الدين، أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ، (مطبعة الدولة، تون ، 1475 201 2011 220 . ( 2
واجه به
رة وبما
والثقافة، ص )،
.
ص )،
16
( فغا عتبر جمال الدين ا ُ ي ُ 1431 قباة. ) أحد أبرز وجوه تلاك ا ساس على إصلاح العقايد الدينية وتقاديم تأويال ورغم أن جهوده تركزت با كومات ا تغيير ا ً ل هو أيض حديث للإسلا ؛ فقد فض ً الاساتبدادية وتعويضاها بأخرى ذات صبغة تمثيلية. على الصعيد النظري، يظل كتاب "طبايع الاساتبداد" لعبد الرحمن الكواك با ( 1482 - 1102 هر الكواك ُ ) بلا نظير. اشت ُ باا بنقاده وحياة اللاذع للاستبداد بكل أشكاله: السياساية والفكرياة والاقتصاادية والر والعنصرية. إن أسوأ أشكال الا قوله: "حكومة الفارد المطلا ، ِّ ستبداد على حد ِّ ايز على سلطة دينية" الوارث للعرش، القايد للجيش، ا ( 1 ) . وعلى العكا مان ا، حتى نبللم درجاة ً استبداد اكم أقل كان أقل ذلك، كلما كانت السلط في يد ا ً دودة من الزمن. ويرى الكواك ا لفترة ً اكم منتخب يكون فيها ا ً باا أن كال ضاعت سالطة ُ كم تنطوي على قدر من الاستبداد إلا إذا و ل من أشكال ا ُ ت الرقابة والمحاسبة الدورية اكم ا ( 2 ) . ه سلسالة والفكري الذي حصلت في ظل هذه بعض ملامح السياق التار من الإصلاحات الإدارية والدستورية والسياسية والاقتصادية؛ فقد شهدت تركياا على سبيل المثال، ب داية من العا 1431 ، سياسات إصلاحية على أكثر من صاعيد اولة لمنع الانهيار الذي كان قاد بلالم ديثها في لإعادة تنظيم أجهزة السلطنة و رفت با ُ ا. وقد مللت تلك الإصلاحات ال ع ً ا متقدم ً شوط ً ً الات " "التنظيمات التعليم والمالية والقضاء، ولكن أبرزها كان في ااال السيا نشئ في العا ُ س حيث أ ُ 1475 أول برلمان لمراقبة وموازنة السلطات الواسعة ال كان السالطان العثماا يتمتع بها. في تون ، بلغت الإصلاحات أوجها في العا 1451 ماع إصادار أول دستور مكتوب في العالم العر با . ا في مصر فقد كان أثر الإصلاحات أكثار أم ا، لا ً بروز ً ا في العاا ً ديد مد عل ، و خال المطبعة في عهد ً 1121 . باة ا ما أسهم في ميلاد ديثة وتطورت تقنياتها نسبي وقد توسعت حركة النشر ا ( 1 ) الكواك با ، عبد الرحمن، طبائع الاستبداد ومصاار الاساتعباد الشارق - 1417
شك
سيما مع إد
، (دار
.
العر با ، 2003 ) المصدر الساب ،
ص )،
22
.
( 2
ص
28
17
فكرية ليبرالية المنزع ساعدها على بلورة أفكارها وزيادة تأثيرها تاداول الماواد رايد واالات المطبوعة مثل ا ( 1 ) . ف ولكن إيصال تلك ا مهاور ا كار والاراهات النهضوية الإصلاحية إ وسااط الشاعبية ن توزيع تلك المطبوعات في ا ا ً بنجاح كبير نظر َ ظ العا لم ً َ كبير حبي المثقفين ودواير النخباة والطبقاة ٍّ حد ا، فظل تداولها إ ً دود كان ٍّ ً ا لماذا لم ي ر لنا جزيي ِّ الوسطى الصاعدة. وهذا من شأنه أن يفس ِّ بللم مشروع النهضة مؤسسات مداه، ولم تقع ترجمة الإصلاحات السياسية والدستورية ال جاء بها إ ارج ؛ فمع نهاية القارن هو العامل ا وأنظمة ديمقراطية. العامل التفسيري الثا الثامن عشر كان العالم العر با ت الاحتلال الغر ا قد وقع ً بأسره تقريب ً باا المباشر ( 2 ) ولوياات لتكاون ا أن يعاد ترتيب ا ك الظروف، يصبح منطقي مقاومة الاحتلال مقدمة على النضال من أجل الديمقراطية والإصلاح السياسا . ً من مواصلة نضالها ضد المستبد الداخل وجدت النخب العربياة نفساها، سواء منها التحديث أو التقليدي، منخرطة في حركات التحرير الوط والكفااح جن ضد المستعمر ا با في أكثر من بلد عر با . العامل التفسيري الثالث مرتبط بدوره بالتركة الاستعمارية وأثرها على إمكانات التنمية السياساية في المنطقاة. وروبية، وفشل ا وبرلمانات) للمراكز ا ً السياسية والدستورية (أحزاب فاستتباع الب ً النخب المحلية، ال كان ، في تلبية طموحاات شاعوبها في ت على رأس تلك الب رية والمشاركة السياسية أفقد تلك الشعوب الثقة في النظم البرلمانية والمؤسسات ا وروبيون التمثيلية ال أنشأها ا ( 3 ) . كم وبنااء ت ا نظمة ال تول بعد الاستقلال، لم تكن الديمقراطية أولوية ا الدولة. وكما يؤكد روج ر أوين ( Roger Owen ديادة )، ركازت النخاب ا ( 1 ) هرا المصرية في العا على سبيل المثال، بدأ صدور جريدة ا 1478 ، وقبل نهاية القارن لة. التاسع عشر كانت بيروت قد شهدت ميلاد أكثر من مطبوعة بين جريدة و ( 2 ) بلدان ل ُ باستثناء المملكة العربية السعودية، ج ُ العالم العر با ات الاحاتلال كانت الفرنس - . ت الاحتلال الإيطا ، وكانت ليبيا البريطا ( 3 ) Pratt, N. Democracy and Authoritarianism in the Arab World, (Lynne Rienner Publishers, 2007) p. 56. ً
. في تل
وبد لا
18
جهودها على تثبيت أس الدولة الناشئة، وتأمين التحكم في أجهزتها الإدارية بكل منياة. مستوياتها، وتوسيع نطاق البيروقراطية وزيادة حجم القوات العسكرية وا ا ط ً ا لقوة الدولة وحضور ً ا كبير ً تلك السياسات، يقول أوين: أنتجت "تعاظم ً ً ً اا ً اغي ً ( 1 ) نشأة أنظمة سلطوية جم إ التحكم في آلة بهذا ا ى السع إ . وقد أد على امتداد المنطقة العربية. والنظا السلطوي، حسب تعريف أوين، هاو ذلاك التعددياة بتاوج النظا "الذي تكون فيه السلطة شديدة المركزية وينظار إ احتكار كافة أشك ويسعى باستمرار إ ال النشاط السياس المشروع" ( 2 ) . وحاين ارجة عن دايرة احتكاار مر بالتعامل مع الهيئات السياسية والاجتماعية ا يتعل ا الدولة "تكون الاستراتيجية المثلى ال يتبعها النظا السلطوي تدمير الهيئات ال لا يستطيع التحكم فيها، وإعادة تشكيل وتنظيم الهيئات الا يساتطيع تطويعهاا والتحكم فيها" ( 3 ) اا ً ا أ قايم ا أ عسكري مر سواء أكان النظا فردي تلف ا . ولا ً شاكال، كماا تلاحاظ غادي ا من كل تلاك ا ً على حزب واحد أ مز ً ( Geddes اصية المشتركة للدولة ما بعد الكولونيالية في عمو العالم العر )؛ فا با نظمةالسلطوية ه هيمنة ا ( 4 ) . ردن والمغارب)، لايج وا يوجد فرق جوهري بين حكم العايلة (منطقة ا كم العسكري (مصر وسوريا خلال خمسينات وستينات القرن العشرين)، وحكم وا ار قلاي زاير والعراق). ولكن المشهد تغي زب الواحد (تون وا ا ً ً خيرين من القرن العشرين لا ا سيما مع الانفتاح ال سياس الذي شهده بعض البلدان، زاير والمغرب. فقد جرت في هاذه ردن واليمن والكويت وتون وا مثل: مصر وا لية على قدر من الشفافية تنافست فيها أحزاب وتيارات البلدان انتخابات تشريعية و اه إلياه ديث عن الانتخابات العربية مماا نب ذر عند ا سياسية. ومع ذلك ينبغ ا ( 1 ) Owen, R. State, Power, & Politics in the Making of the Modern Middle East, (Routledge, 1992) p. 32. ( 2 ) Ibid., p. 38. ( 3 ) Ibid., p. 38. ( 4 ) Geddes, B. ‘What do we Know about Democratization after Twenty Years?’, Annual Review of Political Science, Vol. 2, 1999, p. 121.
لآلتها"
فلا
في العقادين
لا
19
با صديق من انتشار ظاهرة "الانتخابوية" ال تتمثل في "إجاراء انتخاباات ا من الديمقراطية" دود جد بشكل دوري منتظم ولكن مع مردود ( 1 ) . هذه الظااهرة صرها في ممارساة شاكلية لا تتجااوز مساتوى تواها إذ غ الديمقراطية من ِّ تفر الواجهة. من جهتها، تعتبر مارينا أوتاوا Marina Ottaway نظمة العربياة ) أن ا دودة وتنظايم انتخاباات "بإدخالها درجات من الانفتاح السياس واعتماد ليبرالية ا دون أن تكون حرة، تقو برفع واجهة ديمقراطية دون أن تقايم البنااء تنافسية نسبي الذي ينبغ أن يكون خلفها" ( 2 ) ديمقرا . ولا يمكن للمنطقة أن تصل إ طية حقيقياة، حسب تعبير أوتاواي، دون حدوث تغيير سياس جذري. ا علاماة مان علاماات ً من المفارقات أن الانتخابات العربية كانت دايم ً الاستبداد وإعادة انتشار سلطة الدولة بد ً ً من أن تكون سبي ً ً للتغيير الديمقراط . دث أن حصل تغيير سياس حقيق أو انتقال للسلطة عبر ولم الانتخابات في أي بلد من بلدان العالم العر با . اء هذه المنطقاة تادور حاول السلطة في كل أ اكمة أو دواير شخص واحد ولا تنتقل أو يقع تفويضها إلا ضمن أفراد العايلة ا ا ً ا كافي ً المسألة الديمقراطية من هذه الزاوية لا يمنحنا قدر الثقة الضيقة. إن النظر إ ً ً من الوضوح لف هم ديناميات التغيير السياس في العالم العر با ال تشتغل علاى مستوى ااتمع وقواه أكثر من اشتغالها على صعيد الدولة ومؤسساتها. تلفاة مان المقاوماة اء المنطقة العربية أشكال لقد نشأت في كثير من أ قيا والمعارضة لسياسات الدولة ما بعد الكولونيالية ال فشلت في أهادافها رير فلسطين المحتلة الوطنية وفي عملية التحديث والتنمية الاقتصادية و ( 3 ) . ضامن ( 1 ) Sadiki, L. Rethinking Arab Democratization: Elections without Democracy, (Oxford University Press, 2009) p. 60. ( 2 ) Ottaway, M. and Choucair-Vizoso, J. Beyond the Façade: Political Reform in the Arab World, (Carnegie Endowment for Peace, 2008), p. 7. ( 3 ) طاب القوم العر ا في ا ا مركزي ً ور رير فلسطين لقد كان ً باا . إلا أن الهزيماة ردن) على يد إسراييل في حرب المشتركة لثلاثة جيوش عربية (مصر وسوريا وا 1157 ا المستوى السياس والفكري؛ فقد وضعت ً رد هزيمة عسكرية، بل طالت أيض لم تكن ً طااب السياسا يديولوجيا العروبية وضربت مصداقية ا 1157 ا لهيمنة ا حد
عر ال
ي (
لا
لا
هزيمة
للأنظمة ال تتبناها.
11
شكال من المقاومة والمعارضة السياساية، والاحتجاجاات ذات الطاابع هذه ا طابات العربياة لدت وتطورت الديناميات وا ُ وارات الفكرية، و الاجتماع ، وا ُ حول المسألة الديمقراطية. فت ردود فعل المثقفين والمفكرين العرب إزاء فشل الدولة الوطنياة يديولوجية وانتماءاتهم السياسية، ولكن تلف المستويات حسب خلفياتهم ا على القيم الديمقراطية ويدفع باراه التغيير الديمقراط . فهناك مع بينهم اراه عا يتب أصوات من اليسار العر با تنتقد الطبيعة اكماة البورجوازية للنخب السياسية ا ال فقدت اتصالها بالطبقات العاملة بعدما فشلت في تلبية حاجاتها. هذا الفشال ماهير العربية خيانة ا يديولوجيا المهزومة": "قاد إ يقول عنه صاحب "الهزيمة وا مة" ال ينبغ أن تتحمل مسؤولية قيادة ا ( 1 ) . قبل ذلك، كان سالامة موسا ا ً ا مشابهة معتبر ً لفيته الاشتراكية وتأثيره الواسع على جيل بأكمله، قد طرح أفكار ً ً أن الديمقراطية في أوروبا جاءت نتيجة لصعود الطبقة الوسطى. بناء على ذلاك، "أن يدعو موسى إ نساعد هذا الرجل، رجل الطبقة المتوسطة، على أن يغرس في بلادنا هذه الشجرة، شجرة الديمق ( 2 ) . ز عليها رموز النخبة الليبرالياة بشاأن غيااب من بين المشكلات ال رك كومات العربية وشعوبها، أزمة الشارعية. ياربط الديمقراطية واتساع الهوة بين ا أحمد بهاء الدين بين ثالوث الديمقراطية والعقلانية والشرعية مع التأكيد على أهمياة الشرعية مدخ ً ً لتحقي الديمقراطية قاي ً ً حداث قد علمتنا أهمياة : "إذا كانت ا عطى ُ همية الكبرى ينبغ أن ت ن نع أن ا الديمقراطية والعقلانية فقد حان الوقت ُ كاا ل الانسجا بين ا ن الشرعية، في آخر التحليل، ه ال ... للشرعية والمحكومين" ( 3 ) . ولا يمكن للانسجا بهذا المع أن يتحق إلا في ظال منظوماة سياسية واجتماعية قوية ولكن مرنة. تلك المنظومة ه وحدها الكفيلة بتحقيا ( 1 ) افظ، ياسين، ا الهزيمة والأيديولوجيا المهزومة ، (دار الطليعة، بيروت 1174 122 . ( 2 ) موسى، سلامة، ما هي النهضة؟ (مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافاة، 2011 ] 1138 [ ،)
وقد اختل
ى،
" راطية لا
لا
ص )
.
ص
10
( 3 ) بهاء الدين، أحمد، شرعية السلطة في العالم العر باي، (دار الشروق، 1142
.
ص )،
12
10
الديمقراطية وحرية التعبير، كما يقول بهاء الدين ( 1 ) . ا بارزة في كتابات برهان غلياون. في كتاباه ً دها أيض أولوية الديمقراطية ً قليات" "المسألة الطايفية ومشكلة ا يلاحظ أن النقاش بين المفكرين العرب انتقال قيقية، "القضية ا من العلمانية باعتبارها إشكالية مغلوطة مستوردة من الغرب" إ ألا وه قضية الديمقراطية" ( 2 ) ا ا أساساي ً . وكان "بيانه من أجل الديمقراطية" إسهام ً طاب العر في هذا النقاش، فهو يرى أن على ا با أن ينتقل من م رحلة استخدا الديمقراطية "كشعار نرفعه لنغط به على المسايل القومية والاجتماعية الكبرى ال يواجهها ااتمع العر با ، منطل سياس يسند المراجعة النظرياة والعملياة إ وفعا قوي ويوجهها، ويصبح فيها إطار الإجماع الوط ً ً " ( 3 ) . رون ع من التيار الإسلام ، برز مفك ارضوا السلطات السياساية واتهموهاا بالانفصال عن ثقافة الشعب. وحسب هؤلاء المفكرين، فإن الابتعاد عن تعااليم ا وراء ً الدين وتوجيهاته هو السبب، لي وراء الهزايم العسكرية وحسب، وإنما أيض ً سااس، الاستبداد السياس والظلم الاجتماع . الإسلا والديمقراطية متوافقان با راشد الغنوش ، الإسلام التونس وأحد أبرز قاادة الفكار الإسالام ا ينقل الشورى مان ً ا عظيم ً رها الغرب مكسب المعاصر: "وتأ الإجراءات ال طو ً ً مة وقوامتها علاى ا للتعبير عن إرادة ا ً ا منضبط ً كونها نظام كونها مبدأ وقيمة، إ ً ً ( 4 ) . من جهته، يرى المفكر الإسالام المصاري فهما هويادي أن تعبير ِّ له الديمقراطية على حد نظمة السياسية. فما تمث الديمقراطية تتفوق على باق ا ِّ م وما توفره من ضمانات، يظل أفضل ما هاو متااح لتحقيا َ هويدي "من قي َ ريات في الظرف الراهن. وبرغم المشاركة السياسية وحماية ا أياة ساوءات أو مثالب تعتريها، فإنه صى من المراحل غيرها من أنظمة ا بعيوبها تلك، تفوق بما لا ( 1 ) نف المصدر، 51 . ( 2 ) غليون، برهان، المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات ، (دار الطليعة، بايروت، 1171 ،) ( 3 ) غليون، برهان، بيان من أجل الديمقراطية ، (المركز الثقافي العر با ، 2005 ( 4 ) الغنوش ، راشد، مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني ، (المركز المغار با للبحاوث 211 . 42 .
لا
يقول
حكامها"
ص
ص
ص )،
.
ص )،
والترجمة،
185
1111
11
كم ومناهج السياسة" ا ( 1 ) . حسن الترا با ، لنا رؤية أكثر ِّ ، يقد المفكر السودا ِّ ة: أولهاا: عقاد ا؛ فالديمقراطية الغربية بالنسبة إليه، نتاج لثلاثة أصول مند ً تركيب ً اكم في الثقافة الإ مة وا البيعة بين ا سلامية. ثانيها: التجربة الديمقراطية اليونانياة كم الشعب نفسه بنفسه. وثالثها: الفلسفة الإنسانية كأصال للحقاوق حيث ساسية ريات ا وا ( 2 ) كم في العالمين العر نظمة ا . في وصفه با والإسلام ، الترا ِّ يقد ِّ با ا أن "الذين في السلطة قايمين على ديار ً رؤية نقدية معتبر ً المسالمين رضاونها بالاساتجابة ُ غالبهم طغاة على الرعايا لا يبالون بوجهة إرادتهاا، ولا ي ُ ياة... لمقاصدها في ا لا ذرون ما ينالهم من تلقاء الإسلا السياسا سيما أنهم اسابتهم كاا وضابطهم و ودواعيه للحرية والمساواة والشورى واختياار ا حول الديمقراطية يكتس أهمية خاصاة باالنظر إ القاعدة الاجتماعية الواسعة ال يمثلونها؛ فقد أثبتت الانتخابات الا جارت في العالم العر با ل أقاوى حزاب الإسلامية تشك خلال العقود الثلاثة الماضية أن ا معارضة سياسية للحكومات القايمة. ويبدو أن خشية نزيه أيو با تمساك يهم عنها إذا فشلوا في الانتخاباات، ل الإسلاميين بالسلطة إذا وصلوا إليها وعد مه إسلاميو تون خلال مرحلاة الانتقاال مباللم فيها خاصة بعد الدرس الذي قد ماعات الإسلامية بكونهم يعارضاون ه لا"كثير من ا َ ف ْ وص الديمقراط . كما أن َ ْ الديمقراطية صراحة" فيه الكثير من التعميم وتنقصه الدقة العلمية ( 4 ) . طاب النخبة العربية حول الديمقراطية، نشير إ في ختا هذا العرض الموجز ابري حول ندوة الرباط في العاا مد عابد ا ما أورده 1140 عان "قضاية الديمقراطية في العالم العرب تام ، الذي صدر عن الندوة الا ". يؤكد البيان ا ( 3 ) . إن خطاب الإسلاميين
وعزلهم"
مان
ا
( 1 ) هويدي، فهم ، الإسلام والديمقراطية
هارا للترجماة والنشار، ، (مركز ا 1113 ،)
.
ص
102
كم: النظم السلطانية بين السياسة وا الأصول وسنن الواقع
با ،
( 2 الترا )
، (دار
حسن،
.
الساق ، 1113 ) نف المصدر،
ص )
32
.
( 3
ص
24
( 4 ) Ayubi, N. Overstating the Arab State, (I.B Tauris 2008), p. 399.
11
Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184Made with FlippingBook Online newsletter