تحليل النظم الدولية

يُقدِّم إيمانويل وولرستين، في كتابه "تحليل النُّظم الدوليَّة" الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات في فبراير/شباط 2015، مقاربة شاملة -كان هو رائدها قبل ثلاثين عامًا- لفهم تاريخ وتطور العالم الحديث. ومنذ أن قام وولرستين في البدء بوضع أسس "تحليل النظم الدولية" أصبح هذا النظام منهجية مستخدمة على نطاق واسع في العلوم الاجتماعية التاريخية ونقطة مرجعية مشتركة في المناقشات الخاصة بالعولمة وقضايا أخرى. قدم وولرستين، وللمرة الأولى، ملخصًا وجيزًا في مجلد واحد لنظام تحليل النظم الدولية ومخططًا واضحًا للنظام العالمي الحديث، يصف فيه الهياكل المعرفية التي استند إليها، وآلياته، ومستقبله.

هذا الكتاب يتضمن ترجمة الأصل الإنجليزي World Systems Analysis

ا من المؤلف ًّ حقوق الترجمة إلى العربية مرخص بها قانوني ع بينه ومركز الجزيرة للدراسات َّ بمقتضى الاتفاق الخطي الموق Published by arrangement with Duke University Press (2004) All rights reserved

الطبعة الأولى 1436 - ـه

م

2015

ردمك 978-614-01-1495-1

جميع الحقوق محفوظة

الدوحة قطر -

)+

( 974

- 4930218

- 4930183

هواتف: 4930181 فاكس: 4831346

( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net

عين التينة ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 - شوران بيروت 1102-2050 لبنان - فاكس: (+961-1) 786230 البريد - الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb

الإلكتروني: asp@asp.com.lb

يمنـــع نأـــس عو اأـــجعم م عه جـــكت مـــي هـــلا الوجـــ أ بإيـــة وأـــي ة ج ـــويرية عو لوجرونيـــة عو ميو نيوية بم في للك الجأجيم الفوجـوررافي والجأـجيم ى ـى عةـرطة عو ع ـراو مقـروتأ عو بإيـة وأــي ة نةــر عبــر بمــ فيهــ حفــظ المع ومــ ، واأــجرج ىه مــي دوي لي بطــي مــي الن ةــر

إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأي

ش. م. ل

التنضيد وفرز الألوان: عبجد ررافيوس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مط بع الدار العربية ل ع وم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233

المحتويات

مقدمة

الذي نعيش فيه ................................ ................................ ...... 7 الفول الأول

العالم فهم

ة التاريخي لتحليل ظم  الن

ة الدولي

من علم الاجتماع إلى علم الاجتماع التاريخي ............. 11 الفول الثاني ا ًّ رأسمالي الإنتاج والاستقطاب وفائض القيمة ....... 11 الفول الثالث ا ًّ عالمي

الجذور

ظام ِّ الن الدولي الحديث بوصفه

ا ً اقتصاد

ة القومي ذات السيادة والمستعمرات، ظام ِّ والن فيما بين الدول ............... 77 الفول الرابع

نشأة نظام الدول الدول

ة، الاجتماعي وعلم الاجتماع .................. 83

تأسيس الثقافة الجغرافية الأيديولوجيات، والحركات

الفول البامس

ب  التشع والفوضى والخيارات ................................ .. 190

النظام العالمي الحديث في أزمة

5

ِّ مة مقد

فلم العالم اليز نعيش فيه

الإعلام، ولا علماء الاجتماع، يقولون لنا إن شيئين يسيطران على خيرة للقرن العشرين، هما: العولمة والإرهاب.  العالم الذي نعيش فيه منذ العقود ا

لم ينفك

مةل  منهما مفعمةة اا و  حديثة، ا حدة عة. ويبدو أن حكومة الولايات المت ةرب  ا ِّ شن  ا ً ها لا تألو جهد ا، فإن ً دم

 منهما على أنه ظاهرة جد

م لنا كل

ِّ د ُ ق

وقد

ِّ خرى االمخاطر المرو  المجيد، اينما تنضح ا ُ ق و  فع اا الد  ا ا مركزي ً إذ تلعب دور

خرى. غير  على ا ضةة، اةل  ة ه من الواضح أن هذه الظواهر ليست أميركي أن كانت  قدر منه كبير على شعار للسيدة تاتشر، ال  ة. ويستند هذا التحليل عالمي الفترة ما اين  رئيسة لوزراء اريطانيا 1070 - 1009 ةة  ، هو: (لثب) أي: ليس ثم للعولمة، ٍ ه ما من اديل اديل. فنحن يقال لنا: إن ا ً كومات جميع  م ا  ب أن تسل  ال لضروراته نا أردنا البقةاء، عةن قمةع ه ما من اديل لنا، لو أن ا. كما يقال لنا: إن جميع مظاهره اوحشية وعنفوان.  الإرهاب لكن هذه الصور للصواب، ايد أن ً بة ِ ان ة ليست ز؛ فلو نظرنا  ها شديدة التحي لمة والإرهاب اوصف ْ و َ الع إ ُ هما ظاهرتين ت عر دودين، فلةن  ٍ ال و ٍ زمان  فان نتائج عاارة، لا يزيد اقاؤهةا علةى اقةاء الصةح رجح إلا إ  نصل على ا أصولها، َ ر ْ ب َ ملة، فهم مدلولات هذه الظواهر، ولا س ا  ، رائد، ولن نستطيع وا ك  مسارها، ال لن نستطيع معرفة مواقعها ضمن المشهد ا َ ع  ولا تتب بر للأشياء. ال ها، ونبقى غير قادرين على جمع أجزاء الصورة، ثم  اهل تار نا اذلك نعمد إ إن عاتنا قريبة المدى لا تتحقق.  توق  ب من أن لا نفتأ نتعج إا  حاد السوفي ِّ ك الات  ع أن يتفك  كم من الناس توق  ان الثمانينات االسرعة ال ٍ ك بها، من غير دماء  تفك ع من زعةيم  زهق؟ كم من الناس توق ُ تراق، ولا نفوس ت

7

ِ حركة لم يسمع بها إلا ق  ل ةرأة ةادي عشةر مةن  ا  ، البنتةاغون نيويورك ومب  ين ي التجارة العالمي َ رج ُ ا سبتمبر / راب والدمار؟ ومع ذلك  ث ذلك القدر من ا ِ حد ُ أيلول، وي من ً ، فإن نظرة نةا لم نعةر  ا من مشهد أكبر لعل ً ل جزء  دثين يشك  كلا ا  أاعد ترينا أن ٍ منظور والتخمين. ِ دس  ما ممكنة ا ٍّ حد تفاصيله من قبل، لكن خطوطه العريضة كانت إ َ صةناديق  سنا هةاتين الظةاهرتين َ ر َ أننا د  ا من المشكلة يكمن ً جزء  إن منفصلة أطلقنا عليها ةة، نيةة الاجتماعي ِ سميناها، كالسياسة، والاقتصاد، والب ً أسماء هةا مةن  من حظ ُ لاتنا أكثر  ي  هذه الصناديق من  أن حظ َ بصر ُ والثقافة، دون أن ن يث  هذه الصناديق هي من التناغم  نتعامل معها  قيقة؛ فالظواهر ال  الواقع وا  ا  خرى، وتؤثر إحداها  تفترض إحداها ا فهم إحداها إلا اةالنظر ُ خرى، ولا ت غيرها من الصناديق. إ ليلنا لمةا هةو دجديةدد أو لةيس   ا أننا نعمد ً من المشكلة أيض ٌ وجزء ديث، وهي:  نظامنا العالمي ا  ة ول الثلاث المهم  استبعاد نقاط التح اد إ ً دجديد ( 1 د خلاله ِ ل ُ ) القرن السادس عشر الطويل، الذي و نظامن ديث اوصةفه  ا العالمي ا ا، و( ا رأسمالي ا عالمي ً اقتصاد 1 ة لعام ) الثورة الفرنسي 1780 د ا مه ا عالمي ً ، اوصفها حدث سةمت ظام العالمي، ات ِّ لهذا الن ٍ يوثقافة دامت قرنين من الزمان ٍ لما تلا من سيطرة االليبرالية المعتدلة، و( 3 ) الثورة العالمية لعام 1098 أن  ال ذرت االاحتضار الطويةل يوثقافةة الليبراليةة ض ا د أنفسنا فيه، والذي قو ديث الذي  للنظام العالمي ا اعض. ظام العالمي وتشد اعضه إ ِّ كانت تسند الن  المعتدلة ال مةون  ظام العالمي، الذي يتناوله هذا الكتاب، يتكل ِّ ليل الن  لقد كان مقترحو َ لمة قبل أن توض ْ و َ عن الع هم عنةها ُ اعيد، ومع ذلك فلم يكن حديث ٍ اأمد ُ الكلمة َ ع لد ُ نذ و ُ ديث م  ا للنظام العالمي ا ا كان أساسي ً ا، ال اوصفها شيئ ً ا جديد ً اوصفها شيئ القرن السادس عشر. لقد كن  ى ّ سم ُ ت  صناديق التحليل المنفصلة، ال  ا نقول: إن صات، إن هي إلا عوائق، ولي  ص  امعات ا  ُ ست م ة ا على فهم العالم. كن ً عين ا  د خياراتنا لم تكةن قة ِّ د   نعيش فيها وال  ة ال قيقة الاجتماعي  ا  نقول: إن ةا ً ن من مواطنيها، ولكنها شيء أكبر، نسةميه نظام   ة المتعددة ال الدول القومي عةام َ م ِ ة من الناس، هي القاعدة، أن يهاج 1991

8

ٌ ونظةام ٌ دول

ٌ ظام العالمي كان فيه مؤسسات ِّ هذا الن  ا نقول: إن - كثيرة

ا. كن عالمي

،ٌ و طبقات شعوب وقبائل مةن جميةع

منتجة، ٌ شركات و ،ُ و عوائل

للدول، ٌ عاار و

 ها تسمح للنظام االعمل، غير أن ً ل مصفوفة  هذه المؤسسات تشك  وأن

صنا  ا -

 ا نقةول: إن

ظام. كن ِّ اعات والتناقضات ما يطغى على الن

الوقت ذاته تثير من ال نةز

ظام هو ِّ هذا الن للياتةه ِ ديةد  تاج لتفسير جذوره، و  لوق اجتماعي، له تاريخ  ا مةن ً ن بهذا الطرح، لم نناقض كثير  ة. و تمي  ة، واستشرا أزمة نهايته ا المستمر السلطة فحسب، ولكن نناقض كةذلك  ع بها من هم يتمت  كمة الرسمية ال  ا مها علم قد  ة ال ا من المعرفة التقليدي ً كثير اء الاجتماع على مدى قرنين مضيا مةن الزمان. ولهذا السبب، رأينا أنه من المهم أن ننظر اعين جديدة ليس لكيفية عمةل هذا العالم.  اتنا نفكر بها  العالم الذي نعيش فيه فحسب، ال كذلك للكيفية ال ضد ٍّ احتجاج أساسي  ة أنفسهم منخرطين ظم الدولي  لو الن  ل  ولذلك يرى الطرق ظنن  ال ميلاد هذا الضرب مةن  ا أن ً نا عرفنا العالم من خلالها. لكننا نعتقد أيض ا أن مةن  ظةام العةالمي ِّ سم اه الن قيقي على ما يت  التحليل هو انعكاس للاحتجاج ا ا من الناحية السياسية لوقتنا الراهن، وتعبير عنه. ة جد عميقة هي مركزي ٍ تفاوتات وقد كنت ة، وكتبت فيةه نظمة الدولي  ليل ا  ا بموضوع ا مهتم أنا شخصي ةديث  ا، وقد استخدمته لوص تاريخ أنظمة العةالم ا ً تتجاوز ثلاثين عام ٍ ة لمد هةة ْ ج ِ وو ً المعرفة. لقد ناقشته اوصفه طريقةة ِ وللياته، كما استخدمته لتحديد ا مكان واحد  أن أضع  لم أحاول ق  نظر، لكن ظم  ما أعنيه اتحليل الةن َ موع ة. الدولي ت هذا العنوان  وخلال هذه السنوات الثلاثين، غدا نوع العمل الذي يأتي ه لا يزال يمثل وجهة صقاع، غير أن  ا  ا ً ا، واات ممارسوه أكثر انتشار ً شيوع َ أكثر معارضة، عبر عال ٍ أقلية، ووجهة نظر ِ نظر ي.  م علوم الاجتماع التار لقد رأيةت ةه، ُ سةيء تأويل ُ ه وأ ُ سيء عرض ُ ا ما رأيته أ ً هاجم، وكثير ُ متدح، ورأيته ي ُ هذا اللون ي  ل نق َ ب ِ من ق ً تارة ون ّ ةد ُ ع َ المعرفة، وأخرى من قبل أنةاس ي ِ ة  ة وقل سمون االعدائي اد يت قل، من المتعاطفين معه. وعليه، فقد عزمةت أن  أنفسهم من مناصريه أو، على ا مك  أضم ا ومبادئ لهذا اللون. ً ان واحد ما أراه أسس

9

لثلاثة ألوان من القر ٌ ه وهذا الكتاب موج نفس الوقت؛ فهو مكتوب لمن  اء ة القر صة مسبقة من عام ِّ ليس لديه معرفة متخص اء. هذا الشخص يمكن أن يكةون د فرد من عامة الناس. وهو مكتوب كةذلك ر ا، أو ً ا مبتدئ ا جامعي ً طالب يج ّ ةر ِ ظم  ليل الةن  ت عنوان  لما يقع ً ة مة جاد ِّ الذي يريد مقد ِّ ي  علوم الاجتماع التار برة الذي  ا ِ ا، للممارس صاحب ً ة من مسائل ومذاهب. وهو مكتوب، أخير الدولي لكنها نامية. ٍ من العلماء ناشئة ٍ موعة نظري ضمن ِ ث اوجهة أن يتشب  يرغب  والكتاب يبدأ اتتب ه كثير من القر  ع ما سيظن ل و  ا؛ فالفصةل ا ا دائري ً اء طريق ة لهذا ي  صول التار  لتوضيح ا ٌ اولة  ديث، وهو  ة لنظام العالم ا المعرفي ِ يناقش الب  ديث فلا تقع إلا  اللون من التحليل. أما مناقشة الآليات الواقعية لنظام العالم ا والثالث وال  الفصول الثا خير فقد قصةرناه وحةده  امس وا  رااع. أما الفصل ا  حقائق واقعنا المعاصر. ولعةل  تمل؛ ومن ثم  على مناقشة ما نواجهه من مستقبل اعض القر ول.  امس فيجعلونه فصةلهم ا  الفصل ا إ ً لون القفز مباشرة ِّ اء يفض وما وضعي الكتاب على الوجه الذي وضعته عليه إلا لاعتقادي الق القارئ  اأن ِّ وي تاج ل  ة فإنه ظم الدولي  ليل الن  ة ج ُ إن أراد فهم ح  اةه دنسياند كثير مما مر و يومي. ذلك أنه لا يمكننا أن  زه الإعلام على ِّ ا؛ مما يعز ً المدرسة الااتدائية فصاعد اعتقادي،  ، ننا  ا من النظر تمك ً ر أنفسنا ونفتح أمام عقولنا أاواا ِّ ر  ليةل  مةن  مشاكلنا الراهنة ً  الة َ الطةرق ً ا وفائدة، إلا إذا واجهنا مباشةرة ً إقناع َ أكثر

ة

ليلا

ر بها.  نفك  أوصلتنا للتفكير االطريقة ال تل قراءتها حسةب القةر  فى أن الكتب  ولا  اء، ولةذلك أعتقةد أن موعات القر ه لها هذا الكتاب ستقرأ الكت ِّ وج  اء الثلاث ال تلفة.  اء  اب على أ ِّ وإن موعة، وكل قارئ فرد، فيه فائدة؛ فهذا الكتاب هةو د كل رجو أن  ي ظم  مة لتحليل الن ِّ مقد ً ة، وليس عملا الدولي ً شاملا واستقصاء، وهو، وإن ٌ ، فيه حصر كان يسعى لتغطية جميع مسائل الباب، فلا ريب أن من القر اء م ن سيجدونه أغفل اعض المباحث وضخ ليلاتي، االطبع، قد جانبها الصةواب.  م أخرى، وأن اعض لمناقشة مفتوحة أرجو ٌ مة لطريقة من التفكير، وهو من ثم دعوة ِّ إن هذا الكتاب مقد أن تشارك فيها المجموعات الثلاث.

01

الفصل الأول

ظم الدولي  لتحليل الن ة

ة الجذور التاريخي

من علم الاجتماع إلى علم الاجتماع التاريخي

00

ا ً ا جديد ً مطلع سبعينات القرن الماضي اوصفه منهج  ة ظم الدولي  ليل الن  ادأ َ متداو للواقع الاجتماعي، لكن اعض مفاهيمه لم ينفك ً لا منذ وقت طويل، واعضةها َ ةدر ُ ا. ولئن كانت المفاهيم لا ت ً ا جديد ً ي اسم ِّ م ُ قل س  ا، أو على ا ً الآخر كان جديد ك إ

 لا تسةتمد  على المناهج الشاملة، ال َ أكثر ُ ق ُ د ْ ص َ ، إلا أن هذا ي  سياقها الزم  لا إلفه الإل منها إ ِّ اعض، وضم ها إ ِ ا إلا انسبة اعض ً ها أساس ِ فيها مدلولات ُ المفاهيم ا أفضل ً ملة، فهم ا  ، فهم ُ ديدة ت المناهج ا  ذلك، أن حزمة واحدة. أض إ  ظر ُ إذا ن ِّ جديد إلا على الغض ٌ منهج َ بن ُ لما سبق من مناهج؛ فلم ي ٌ إليها على أنها رفض قبو َ مما سبقه من مناهج، كانت أكثر ً لا ةز  ه اةالنقص والتحي ِ زمنةها، ووصةم  ليله.  ره و ْ ب َ منه اأداة لس ِّ ه أشبه اعقبة أمام فهم الواقع الاجتماعي والتضليل، وأن ِّ لي   منهج لخر، فإن على ما ُ فراغ، ال ا  ْ ت ُ ة لم ينب ظم الدولي  ل الن ةة  ، لةيس ثم  من المعا ، فبمع َ . ولا غرو ٍ وقبول ٍّ ما اين رد ٍّ سبق من جدل فكري ا، ال لااد أن يكون قد قيل ما يشبهه قبل عقود مةن الزمةان أو ً منهج جديد تمام قرون. د ا ما اا ً نا منهج ُ وعليه، فوصف غلب إلا أن العةالم اةات،  ا   ة لا يع دية ما ينطوي عليه من أفكةار، أو أن تلةك ن يتقبل  ا ، مستعد و  للمرة ا علها أقرب منا كها و ْ ر َ د ُ ر ِّ ييس ٍ و  ها على ُ غ ْ و َ فكار قد أعيد ص  ا ً .لا ظام العالمي ا ِّ تاريخ الن  نة نظمة العالمية مضم  ليل ا  قصة نشوء  إن ةديث  ظام، وخير سبيل لفهةم جةذور ِّ ا من ذلك الن ً نمت اوصفها جزء  وأانية المعرفة ال هذه القصة اعينها أ  لا منتصة سبعينات القرن العشرين، ال إ اأصولها إ َ نعود ا مةن ً و  قد الغ من العمر  العالمي  القرن الثامن عشر، حين كان الاقتصاد الرأسما ُ قرنين، وكان سلطان للتغةيير ً لرأس المال قةد خلةق حاجةة ِّ هائي ِ التراكم اللان ا. ا وعلمي ا وفكري ا ونفسي ع المتواصل للحدود، جغرافي  ، والتوس ِّ المستمر ِّ التكنولوجي ن نتحةاور  ظهرت حاجة ملموسة لمعرفة سبل وصولنا للمعرفة، و  ثم ة السااقة من دعوى السةلطات لفي  فيما يمكن أن يقودنا للمعرفة. أما ما شهدته ا

وكأي

فمن

01

ظةام ِّ الن  ا ً م  د مسةل ُ ع َ قيقة فلم ي  ا كيد للوصول إ  الدينية احتكارها للطريق ا ين  ديد، ال كان قد اات ا ِّ العالمي سؤال، اينمةا َ وموضع ٍ نظر   من الزمان ة (أي كانت البدائل العلماني : ة) تلقى قبو اللاديني ً لا و متزايد؛ فقد انكةب  على قيقةة  ا دين أن الإنسان قادر على الوصةول إ  ؤك ُ ة، م الفلاسفة على هذه المهم للإلهام، س َ ، ولا اعتبار ِ االعقل دون النقل، فلا مكان للكش واء أكةان مصةدره فقد سعى هؤلاء الفلاسفة، كديكارت  سة. ومن ثم ا مقد ً أم نصوص ً دينية ٍ سلطات ركةن خةا ،  ة شر المعرفة اللاهوتي  ، هما الآخر ُ وسبينوزا، مهما خال أحد ة للمعرفة. الرئيسي ِ ا عن الب ً اعيد ون أوامر رجال ال  د َ تلك المرحلة يتح  واينما كان الفلاسفة ةدين  دين، مؤك مةن ٌ موعةة قيقة، كانت  راته العقلية على إدراك ا ُ الإنسان قادر بمحض قد  أن مةا  النمو قد اتفقت حول دور رجال الدين، لكنةها رأت أن  الدارسين لخذة يسم ة لم يكن ى رؤية فلسفي من ً عشوائية  أقل فكرة أن الوحي الإلهي يعد ا ً مصةدر للحقيقة ه ؛ فقد أصر ةة ة للتحلةيلات التجريبي ولوي  ؤلاء الدارسون على إعطاء ا للواقع. لذلك ، مطلع  ، ة عندما وضع لاالاس كتااه حول أصل المجموعة الشمسي  م المؤل ّ القرن التاسع عشر، لاحظ نااليون، الذي قد له الكتاب، أن لااةلاس لم ُ كتااه الضخم، وقد أجاب لاالاس  ق َ الله ِ يذكر ذلك اجة إ  اقوله: دلست الافتراض يا سيديد ؛ طلق على أولئك الدارسةين لفةظ علمةاء ُ أصبح ي ٍ حينئذ ( scientists  ). يبقى ألا قةل، لم  أواخر القرن الثامن عشر، على ا ننسى أنه ح ديد المعرفة؛ ففي ذلك الوقت،  وسائل  ة تمييز صارم اين العلم والفلسفة  يكن ثم َ لم ير الفلك، والشعر، وعلةم مةا وراء  اضر  مانع من أن ت أي ْ إيمانويل كان العلاقات ما اين الدول  ا ً الطبيعة، ال لقد وضع كتاا ؛ ، فالمعرفة لنةذاك َ ولا غرو ا كانت ً لا ا. ً د موح الآن ُ و ذلك الوقت من أواخر القرن الثامن عشر ظهر ما يسميه البعض   و اد اين ال ً دطلاق ،ِّ، ة العلةم التجةري عليه أصحاب نظري أصر ٌ فلسفة والعلم. طلاق قيقة هو وضع نظريات تقوم علةى اسةتقراء  ا الذين رأوا أن السبيل الوحيد إ ن اللاحقين مةن تكرارهةا  مك ُ جرى اطريقة ت ُ ب أن ت  ة ال الملاحظات التجريبي

04

 والتأكد من صحتها. لقد أصر وا على أن استنتاجات ُ ةض  ما وراء الطبيعة هي َ قيقة، واذلك رفضةوا أن ي  ا التوصل إ  لا قيمة له ْ ر َ خ  عةد وا أنفسةهم دفلاسفةد.  و شطر منه  ديثة، ويرجع ظهورها  امعة ا ا، ظهرت ا ً تلك المرحلة أيض

ديثة علةى  امعة ا لاق اين الفلسفة والعلم. واالرغم من اناء ا  ذلك الط إ ٍ كبير ةا ً غايرة؛ فخلاف ُ ديثة كانت م  امعة ا نية ا ِ هيكل جامعة القرون الوسطى، إلا أن ا ا  امعات القرون الوسطى، أصبح ا كام ً ديثة أساتذة يداومون دوام  امعة ا ً ، لا معهم كلي من رجال الدين، ولم  ا، لم يكونوا ق ً ون أجور  ويتلق فحسب، ال ٌ ات منها اة تص كل  ، داخل هذه الكليات  وكراسي ٌ أقسام د دون غةيره، ٍّ دفةن دها ِّ ةد  لهم للحصول على درجات علميةة ِّ ويدرس الطلاب فيها دراسات تؤه ا يدرسون فيها.  قسام ال  لي ُ جامعة القرون الوسطى ك  كان ،ُ ، والقانون  ، والطب ُ أراع: اللاهوت ٌ ات ِّ س ُ القرن التاسع عشر فقد ق  والفلسفة. أما ا ً كل مكان تقريب  مت كلية الفلسفة  قل، منفصلين، أحدهما يغط  قسمين، على ا المةواد  ي دالعلومد، اينما يغطي الثا  ا تسمى تارة دالإنسانياتد، وتارة دالفنوند أو الآدابد (أو كليهما)،  خرى، ال تفظ االتسمية القديمة، وهي دالفلسفةد  وتارة ؛ لما ُ س ِّ ؤس ُ امعة كانت إذ ذاك ت فا سم ، سي ُ اه، اعد اةي سنو (C P Snow) : ةرب  دالثقافتيند. ثقافتان كانةت ا منهما كل اينهما مستعرة؛ إذ أصر قةل،  على أنها السبيل الوحيدة، أو، علةى ا ا علةى البحةث العلوم منصةب ُ المثلى، للحصول على المعرفة. واينما كان اهتمام العلمي، (ال التجريب ة ي) واختبار الفرضي ات، انصب اهتمام الإنسةانيات علةى  دالتأم لنا ا االتأويل. ولم يتبق ً ي لاحق ِّ م ُ صيد أو ما س  ل الفكري التقم اليوم من تلك ةا هةي ً العلةوم والآداب جميع  الوحدة اين العلوم إلا أن أعلى درجة جامعية الفلسفة.  الدكتوراه، أي: دكتوراه قدرة الإنساني ُ وقد أنكرت العلوم قيقة. ففيما سةبق  ا ات على الوصول إ ميل متداخ يد، وا من مرحلة العلوم الموحدة، كان البحث عن الصواب، وا ً ، لا  ا، لكن العلماء الآن يصر ً إن لم يكن متطااق  ون على ألا علاقة لعملهم االبحث عن

ة

05

مال فقةد تركةوه ودة وا عن ا ُ ميل، ال عن الصواب، أما البحث د وا ِّ ي ا تقسيم العلةوم إ  للفلاسفة الذين رضي كثير منهم بهذا التقسيم. ومن هنا، فإن إقامة حاجز م  ثقافتين اات يع رتفع اين البحث عن الصواب، وا ودة لبحث عن ا مال. وقد سو وا ِّ غ هذا دعوى العلماء اكونهم دحيادي ي القيمةد. القرن التاسع عشر، حقو  ، ها َ مت نفس ات العلوم قس ّ كلي  كما أن ً لا دة ِّ متعد دعى التخصصات، منها الفيزياء، والكيمياء، والفلةك، والرياضةيات، وعلةم ُ ت يوان،  ا مت كلي ها. اينما قس ُ رض، وغير  وعلم طبقات ا ات الإنساني ات نفسةها حقول كالفلسفة، والتراث (كالإغريقية إ ، واللاتينية، والكتااةات التراثيةة)، ين، واللغةات والآداب دب القةومي  وتاريخ الفنون، وعلم الموسيقى، واللغةة وا خرى.  ا من هذ ٍّ أي  : صعب كان  لكن السؤال ا ه الكليات كان يمكن وضةع ية مثل هذه الدراسة افضل ثورة سةنة  دراسة الواقع الاجتماعي؟ وقد ظهرت أهم 1780 ة ةديث؛ فةالثورة الفرنسةي  ظام العالمي ا ِّ الن   بته من تغيير ثقا وما سب رو ا ولا غر جت لفكرتين ثوريتين، أولاهما: أن التغيير السياسي لم يكن استثنائي ا، ً يب ا، ومن ثم مستمر ال عادي ةاذ  ا  ا، والثانية: أن دالسيادةد، أي: حةق الدولةة َ ك ْ ل ِ الملك أو المجلس التشريعي، ال م َ ك ْ ل ِ قرارات مستقلة ضمن حدودها، لم تكن م الشرعية للنظام. ُ ه منح َ دالشعبد الذي ايده وحد االقبول، ُ ، وتلقاهما الناس ُ تب لهاتين الفكرتين الذيوع ُ وقد ك اةالرغم مةن ة نفسها. فإذا كان من الممكن أن يعد التغةيير التراجعات السياسية للثورة الفرنسي ا على كل فرد أن ً ا للشعب، فقد أصبح حتم ً ا، والسيادة ملك السياسي حينئذ عادي يفهم ما الذي فسر طبيعة التغيير وسرعته، وكي وصل دالشعبد، أو كان يمكن  القرارات ال أن يصل إ ة لمةا ذور الاجتماعي كان يقال إنه يتخذها. هذه هي ا ِّ نسم ُ تنا اعد ِ ا الاجتماع. َ يه علوم

رب  ا  ا ً ذت لنفسها موضع  لكن ماذا كانت دعلوم الاجتماعد؟ وكي ا ديدة اين دالثقافتيند؟ سؤالان ليس من اليسير الإجااة عنهما، اةل لقائةل أن ا ق ْ ب َ ج ُ يقول: إنهما سؤالان لم ي ضية؛ ففي البدء رأينا أن علةوم ْ ر ُ م ً عنهما إجااة  الوس اين دالعلوم البحتةد ودالإنسةاني  وضع نفسها  الاجتماع رغبت اتد.

06

ةا ا معرفي ً نةوا منةهج ِّ كو ُ ن علماء الاجتماع لم ي  ، ية  الوس ، لكن ليس اأر  منفص ً لا ةد لعلةم ي ِ و َ م ْ ل ِ ةد أو دالع لمي ِ النظرة دالع ا، ال انقسموا اين من مالوا إ ً ثالث ةد له؛ مما جعل علوم الاجتمةاع تبةدو النظرة دالإنساني الاجتماع، ومن مالوا إ ر حصانين كالمشدودة إ اهين متعاكسين، اينما وقعت هي منشةطرة ا  انها اينهما. ومعلوم أن أقدم عل ُ وم الاجتماع هو التاريخ، وهو نشاط وعنوان ي  بحةر كتااة التةاريخ  الماضي لآلا السنين، لكن القرن التاسع عشر شهد مولد ثورة ارتبطت ااسم ليواولد رانكي (Leopold Ranke) الشةعار القائةل: الذي سك قيقة يعارضه هو  ا  قيقة. وما كان  ا  كما حصل ُ التاريخ ِ كتب ُ فلي انشةغال ِّ د ِ خين اتراجم الق ِّ المؤر د الملوك والبلةدان، وإن كانةت ِّ يسين، وإيراد قصص تمج كذوا م لا مكةان فيةه ٌ ة؛ تةاريخ ة. فما كان رانكي يريده هو تاريخ أكثر علمي رافات.  للحدس وا كما كان رانكي يسعى لطريقة علمية يمكن بها كتااة مثل هةذا التةاريخ،  كالبحث عن وثائق تص ا ؛ حداث تةب زمةن وقةوع تلةك ُ مما كان قد ك ُ حداث، ت  ا َ ود ِّ ع اعد ذلك فيما نسم رشةي . ومةن هنةا، فعنةدما درس  يه ا ذلك الوقت  الفاعلين  رشي افترضوا أن  ا  دد الوثائق الموجودة خون ا ِّ المؤر ِّ خين، وإنما كانوا يعب ِّ لم يكونوا يكتبون لمن سيأتي اعدهم من المؤر رون عم ا كةانوا قل ما أرادوا أن يؤمن اه الآخةرون.  تلك المرحلة، أو على ا  حقيقة يعتقدونه يطة مع مثل هذه الوثةائق،  خين متفقون على وجوب التعامل ِّ أن المؤر ولا شك قوا من ص  يتحق طأ، ح  ا  الوقوع َ حذر د ُ ققوا من صحته ع  تها، فما ح ا ً خالي كبير مما يعت ٍّ حد إ . ز فضو  ي  دد من خين ا ِّ ري أعمال المؤر ليس اإمكانهم إلا كتااة تةاريخ ْ خون أن ِّ د المؤر  ز، يؤك  تقليل التحي  ا ً وإمعان مل اصمات عواط  اضر لااد أن  ن الكتااة عن ا  ، اضرد  دالماضيد وليس دا قبضة السلطات الس  كانت  رشيفات (ال  اللحظة. وعلى أية حال، فا ياسةية) مائة سنة)؛ مدة طويلة (خمسين سنة إ ِّ خين قبل مضي ِّ فتح للمؤر ُ ا ما كانت ت ً نادر أواخر ( ا ً ا متعذر ً اضر أمر  ة المتعلقة اا الوثائق المهم خين إ ِّ مما جعل وصول المؤر

07

ت ضغ من المعارضة للتعجيل افةتح  كومات  القرن العشرين وقع كثير من ا أرشيفاتهم. واينما أحدث هذ ا الانفتاح  ا كةذلك أن ً ثر، يبدو صةحيح  اعض ا ماية أسرارها).  ا جديدة ً كومات استحدثت طرق  ا تةاروا أن  دد لم خين ا ِّ غير أنه االرغم من هذا التوجه دالعلميد فإن المؤر كلية الإنساني  كلية العلوم، ال  يوضعوا ن  ا ً ا، نظةر ً ات. وقد يبدو هذا غريب هؤلاء دسةية. أضة إ  خين كانوا يرفضون الفلاسفة اسبب تأكيداتهم ا ِّ المؤر

عل المرء يعتقد أنهم يتعاطفون مع العلوم الطبيعيةة، ريبيين مما ذلك، أنهم كانوا التعميمات الكبرى. لم يكونةوا  ملة ينتابهم الشك ا  ريبيين لكنهم كانوا ِّ معني ة، قوانين علمي ين االوصول إ اتكوين فرضي ولا ح ا مةا ً ات، اةل كةثير  حل ُ ب أن ي يؤكدون أن كل دحدثد ما، كان ا ؛ فقد ذهبوا  ه ا  ل ضمن تار يدرسها علماء  تل عن الظواهر الفيزيائية ال  ة ة الاجتماعي ياة الإنساني  أن ا إ تركيزهم  ة، ثم إن العلوم البحتة، اسبب عامل الإرادة الإنساني ِّ على ما نسم يه اليوم أنفسهم اوصفهم من أصحاب دالإنساني ة جعلهم ينظرون إ الإرادة الإنساني اتد لا من أهل دالعلوم البحتةد. حداث؟ لقد كان على  ا االدراسة من ا ً خون حقيق ِّ لكن ما الذي يعتقده المؤر اعتمادهم على وثةائق روا أهدا دراستهم، لكن ِّ خين أن يقر ِّ المؤر  مكتواةة  ن الوثةائق الموجةودة  ، خياراتهم الممكنةة  الماضي كان له، الا شك، أثر سياسةية، ِ مرتبطةون اةب ٌ هةا أشةخا َ رشيفات كانت قد كتب معظم  ا ِّ دمة المدنية، أو القادة السياسي  ا  كالدالوماسيين، أو العاملين ين. ولم تكشة تلك الوثائق إلا القليل عن الظةواهر غةير ة أو حةداث السياسةي  المتعلقةة اا ةا خين كانوا يدرسون ِّ أن هذا المنهج افترض أن المؤر ة. إضافة إ الدالوماسي ً لا خو القرن التاسع عشر لدراسةة ِّ ا، مال لذلك مؤر جدت فيه وثائق مكتواة. عملي ُ و ا ً مر، وثاني  الدانهم هم أول ا : ا تا ً عد دأمم ُ غيرها من البلدان مما كان ي يةد مما اةدا  ر رشيفات.  ا  ق  لها تاريخ يمكن أن يوث  مم ال  ا  وكأنه يع خون؟ كانت الغالبية العظمى منهم (ربما ِّ جد أولئك المؤر ُ أي الدان و  لكن 07 عة على خمس مناطق: فرنسا، المائة) موز  و اريطانيا، و الولايةات المتحةدة،

08

البداية، كان التةاريخ  ، ألمانيا، وإيطاليا. لذلك ُ ل اعد

َ جزاء المختلفة لما ش  وا  ك

ُ الذي د ذلةك مس. وكان إضةافة إ  مم ا  ا هو تاريخ هذه ا ً س أساس ِّ ر ُ ن ود ِّ و تاريخ الد كفرنسةا أو  ن م َ ض ُ ب أن ي هناك مسألة أخرى للبت فيها: ما الذي غرافية والزمانية؟ رأى أغلب المؤ ا ُ دود  ألمانيا؟ ما ا خين أن يعودوا االقصة مةا ِّ ر ةدود كمةا  ا دود الإقليمية حينئذ، أو ح  تهم العودة، معتمدين على ا َ ع ِ وس حينئذ. وعليه، كان تاريخ فرنسا هو تاريخ كل ما حدث ضمن حدود  عيت  اد ُ ل  أن هذا العمل لم  القرن التاسع عشر. ولا ريب  دت ِّ د ُ فرنسا كما ح مةن العشوائية، لكن ة الراهنة، ولذلك كان ا، هو تقوية المشاعر القومي ً ا واحد ً ه خدم هدف عم ً عت عليه. ااركته الدول نفسها وشج خين عمل ِّ المؤر ُ ر ْ ليس هذا فحسب، فحص ا ً دراسة الماضي، أاعدهم كثير  هم اجةة  القادة السياسيين شعروا اا زمانهم، لكن  اه الدانهم من أوضاع  عما تمر لل اضر، ومن هنا نشأت فروع جديدة لهذا الغةرض،  مزيد من المعلومات حول ا ساسية منها ثلاثة: الاقتصاد، والعلوم السياسية، والاجتماع. لكن لمةاذا  كانت ا  ن  ؟ اضر، اينما لا يدرس الماضةي إلا واحةد  يكون هناك ثلاثة فروع تدرس ا القرن الت  يديولوجية الليبرالية الغالبة  ا فةت ِّ ر ُ داثة قد ع  دت أن ا  اسع عشر أك . وقةد  االتفريق اين ثلاثة فضاءات اجتماعية: السوق، والدولة، والمجتمع المةد ةد ِّ ي تل ، وكان مةن ا  تأكيده، وفق منطق  عملت الفضاءات الثلاثة، كما تم ياة الفكر  ا  ة ومن ثم ياة الاجتماعي  ا  ، إاقاؤها منفصلة اعضها عن اعض ة؛ ي تلفة، تتناسب مع كل منةها؛  س اطرق َ در ُ ن ت  اجة  قول  فقد كانت تلك ا  فالسوق يدرسه الاقتصادي  ون، والدولة يدرسها علماء السياسة، والمجتمةع المةد يدرسه علماء الاجتماع. ةد معرفة دموضةوعي لكن مرة أخرى ارز السؤال: كي يمكننا الوصول إ هذه الفضاءات الثلا  خين؛ إذ كةان ِّ تلفة عن إجااة المؤر  ثة؟ كانت الإجااة هنا ياة الثلاثة هذه، وهي  كل فرع أن فضاءات ا  الرأي الغالب : السوق، والدولة، كمها قوانين يمكن استنباطها من التحليل التجري  ، والمجتمع المد بةي والتعمةيم ا لرأي علماء العل ً الاستقرائي. وكان هذا الرأي مطااق وم البحتة حول ما يدرسونه

لا

09

ا تعميميةةد (أي ً من مواد، لذلك فإننا نسمي هذه الفروع الثلاثة دفروع : ةا ً فروع طمح التاريخ أن يكةون  ا للفروع التحديدية ال ً تبحث عن قوانين علمية)، قسيم ة. د االظاهرة الاجتماعي  التفر ا يستند إ ً منها، أي: فرع ب أ ومرة أخرى، السؤال الذي طرح هنا هو: أين ينبغةي أن ُ ن ي ِّ يصةن اضرة؟ علماء الفروع التعميمية للاجتماع كانوا يوجةدون  المرء دراسة الظواهر ا خون، وانفس الطريقةة، ِّ كان يوجد فيها المؤر  مسة ال  نفس البلدان ا  ا ً أساس مسة. ولا  كثر، عقدوا مقارنات اين البلدان ا  درسوا الدانهم هم أو، على ا ريب علماء الفروع التعميمية للاجتماع ة، لكن ا من الناحية الاجتماعي ً زي أن هذا كان ذهبوا فض ً يار، فقد ذهبةوا إ  وضع حجة منهجية لتسويغ هذا ا عن ذلك إ ذلك أنهةم الوقت الراهن. أض إ  الدانهم  ة، فلن يكون من كم التصرفات الإنساني  ة رأوا أننا لو افترضنا وجود قوانين عام مكان ما وزمةان مةا،  ا ً ن ما كان صواا  ، المهم أين يدرس المرء هذه الظواهر ٍ أي زمان. فما الذي يمنع عندئذ  كل مكان و  ا ً سيكون صواا مةن دراسةة الظواهر حيث ي المعلومات، أي: أقرب المعلومات مةن التحديةد  توفر عنها أدق والإعادة؟ ةا ً راعةة مع  علماء الاجتماع واجهوا مشكلة أخرى؛ فةالفروع ا  على أن (التاريخ، والاقتصا د، والاجتماع، والعلوم السياسية) ة من  دية إلا شر لم تدرس  العالم صغيرة، لكن الدول ا ةا ً كم ُ القرن التاسع عشر تفةرض ح  مس كانت ةا ً اريةة، وأحيان ا على أجزاء كثيرة من العالم، كما كانت لها علاقات استعماري همية بمكان دراسة اقيةة العةالم  حروب، مع أجزاء من العالم أخرى؛ فبدا من ا تلفة، ولم يكن من ا  ، اء  و من ا  ا. لكن اقية العالم كانت، على ً أيض لمناسةب راعة ذات الوجهة الغراية لدراسة أجزاء من العةالم لم  استخدام الفروع المعرفية ا دحديثةد. ونتيجة لذلك ارز فرعان معرفي  د َ ع ُ تكن ت ان لخران. نثرواولوجيةاد، وقةد درس  كةان أحةد هةذين الفةرعين يسةمى دا كانت خاضةعة للاسةتعمار، وا  وائل الشعوب ال  نثرواولوجيون ا  ا ةا أو قعي ز  أن خير سبيل لتجنب التحي ا ً المعلومات كانت توجد غالب ي ِّ كان ااستخدام المعلومات الكم ة، وأن مثةل هةذه

لا

11

كانوا يدرسةونها لم تتمتةع االتقنيةة  ا، معتمدين على أن المجموعات ال افتراضي ديثة، ولم يكن لها أنظمة كتااة خاصة بها، ولا ديانات تتجاوز حدودها. كانت  ا ا (من حيةث عةدد السةكان موعات صغيرة نسبي : دعى دقبائلد، أي ُ ا ت ً شعوا كانوا يقطنونه  رض ال  ومساحة ا موعة من العةادات، ولغةة مع اينهم ،) ا الغة ّ د َ ع ُ نية سياسية مشتركة. شعوب كانت ت ِ حيان، ا  اعض ا  ، ا ً واحدة، وأيض ا دادائيةد. ً القرن التاسع عشر شعوا ت  ساسية لدراسة هذه الشعوب أن تكون قد وقعت  كان أحد الشروط ا ظة ِّ يث تضةمن فيهةا الن  ، ديثة  سلطة إحدى الدول ا ام والةدخول الآمةن  ا عن الشعوب ال ً ا كبير ً تلفة اختلاف  للأنثرواولوجيين. ولما كانت هذه الشعوب ر ا ُ ساسية هي ما ع  ستها، فقد كانت طريقة البحث ا َ در دالمراقبة المشاركةد، تتطلب من الباحث أن يعيش وس الشعب مدة من الزمان، من أجل تعلةم  ال اللغة والتعر على جميع م ا يشتمل عليه المجتمع من عةادات وتقاليةد. ولطالمةا ا). وكانت هةذه العمليةة ا وثقافي ليين للترجمة (لغوي  استخدم الباحثون وسطاء ، ولةيس العمةل  تسمى كتااة دإثنوغرافياد، وكانت ترتكز على العمل الميةدا المكت بةي رشيفي.  أو ا كان الافتراض أن تلك الشعوب لم يكن لها دتاريخ د، إلا مةا تةلا فةرض ا ثقافي ً ديثين؛ فقد أفرز ذلك دتلاقح  ظام من قبل الدخلاء ا ِّ الن م عنةه اعةض اد اول عةادة إعةادة تركيةب  أن كاتب الإثنوغرافيا كان . تغيير ع  تغيير ثقا ا (الذي كان حديث عهد نسةبي  العادات كما كانت قبل حصول التلاقح الثقا غلب)، كم  عم ا  ا  جدت منذ زمن اعيةد ُ فترض أن هذه العادات قد و ُ ا كان ي

ة

ظام الاستعماري. وقد كان الإثنوغرافيون من وجةوه كةثيرة ِّ حين فرض الن إ ديثين الذين حكموهم؛  عملوا فيها للدخلاء ا  ساسيين للشعوب ال  المفسرين ا فقد صاغوا الغة يفهمها هؤلاء الدخلاء مسوغات تلك العادات والتقاليد ، وقةد كام الاستعماريون  انتفع بهم ا ؛ فقد قد موا لهم من المعلومات ما قةر ب الصةورة منهم وجعلهم أكثر إحاطة بما يصح فعله وما لا يصح، أو لا ينبغي، داخل هةذه المجتمعات.

10

ا ً ون شةعوا َ دع ُ ديثةد ومن كانوا ي  ا من الدول دا ً ن ورواية، تمتعت بما  ة مناطق كبيرة، خارج نطاق القارة ا  ثم

غير أن العالم لم يكن مكو

ادائية فحسب، ال كان

القرن التاسع عشر ا  كان يسمى ضارة العاليةد، كالصين، مث  دا ً لا ، والهنةد، والاد فارس، والعالم العر اةي. فكل هذه المناطق تميز اصفات مشتركة، كالكتااة، ُ ولغة سائدة كانت ت الكتااة، ودين دعالميد سا  ستخدم ئد لم يكن هو النصرانية. اسي ، ذلك أن جميع هذه المناطق  أما سبب وجود هذه الملامح المشتركة فهو جد ا قةر َ اضةر، م  ا  حيةان اسةتمرت حة  اعض ا  الماضي، ال  كانت لغةة دإمبراطوريات عالميةد ايروقراطية ضمت مناطق شاسعة، فصار لها من ثم مشتركة، وكثير من العاد ات الموح قصد اتسميتها دحضةارات ُ دة؛ وهذا ما كان ي القرن التاسع عشر  على أن تلك المناطق تميزت بملمح مشترك ؛ إذ لم تعةد ورواية من حيث القوة العسكرية أو التقنية؛ مما جعل  تلك المناطق تضاهي القارة ا وروايين يعدون تلك المناطق غير دحديثةد. غير أن وص ا  ا لشعوب دالبدائيةد لم  يكن ق ورواية؛ ومن هنا ارز  االمعايير ا على شعوب تلك المناطق، ح َ ق ُ د ْ ص َ ي ِ ل ب دراسته عنها. ولمةا السؤال عن كيفية دراسة تلك الشعوب، وما الذي كان وروايين، ولمةا كةان لهةا  ا عن ا كانت تلك الشعوب شديدة الاختلا ثقافي نصو مكتواة الغات شد وروايين، ولما  يدة الاختلا عن لغات دارسيهم من ا ا أن على مةن ً تلفة كل الاختلا عن النصرانية، فقد ادا واضح  كانت دياناتهم المهارات النخبوية  طويل ٍّ ضعوا لتدريب شاق  شاؤوا دراسة هذه الشعوب أن من أجل فهم أفضل لمن يدرسونهم. وقد كان للمهارات اللغوية فوائد جم فهم  ة لوا هذه المهارات أنفسهم االمستشرقين، م الذين حص َ س َ و َ النصو الدينية القديمة، و  جد لفترة طويلة ُ وهو اسم مشتق من التقسيم التقليدي للشرق والغرب الذي و ورو  التراث الفكري ا اةي. ا قةاموا ً لكن ما الذي درسه المستشرقون؟ من جهة، يمكن أن يقال: إنهم أيض اعم ل الإثنوغرافيين، أي: إنهم سعوا لوص ما اكتشفوه من عادات، لكن أغلةب ، ال على دراسة النصو . على أن السةؤال  عملهم لم يعتمد على العمل الميدا

ة

ةل

عاليةد.

11

ِ المل ح ضارات العاليةةد  هذه دا  ل  ر ِّ عنهم كان: كي نفس  الذي لم يغب ق ةواب الةذي دأب وروايةة؟ أمةا ا  داثة كالمجتمعات ا  عن اللحاق اركب ا  ا ما كان يعتري الثقافة المرك ً المستشرقون على طرحه فهو أن شيئ ضارات  بة لهذه ا  م  ها، ومنعها من التقد  د تار العالية جم داثةد كما صنع العةالم الغر  و دا اةةي ورو  . تبع ذلك أن هذه البلدان طلبت عون العالم ا  النصرا اةي عنةدما أرادت داثة.  و ا  م  التقد

نثرواولةوجيين الةذين كةانوا  على أن القاسم المشترك اين الإثنوغرافيين ا ضارا  يدرسون الشعوب البدائية، والمستشرقين الذين كانوا يدرسون ا ت العالية، ليةل الصةفات  درسها مقااةل  د على خصوصية المجموعة ال  أن كليهما أك صوصي مةن  انب ا ا  ة. وعليه، فقد كان أيسر لهم أن يكونوا ة العام الإنساني  ا ما عةد ً انب العام، ومن هنا فغالب ا  لا وليس  ا معسةكر  وا أنفسةهم الإنساني  ات والتأويل، وليس معسكر العلوم. قسةام  امعية القائمةة علةى ا نية ا ِ لقد شهد القرن التاسع عشر انتشار الب ُ إثر ق ٍ طر ُ جامعة اعد جامعة، وق  اء  و من ا  اكاتها على  و المعرفية ِ طر؛ فالب امعات هي طور التشكل، وا  كانت كل  أن العلماء أت لها المأوى. إضافة إ إ  فن شرعوا صةاتهم؛  ص  تنظيمية جامعية إضافية من أجةل توطيةد ِ اد ا حقولهم المعرفية، وأسسوا جمعي  لات متخصصة فأنشؤوا ةة ةة ودولي ات وطني ةالات ةت  ما افترضوا وقوعةه  ة تضم نوا تصنيفات مكتبي لفنونهم، ال كو سنة صهم من كتب، وما إن وصلنا إ  ص  1011 غدت التص ح نيفات معيارية، سنة وواصلت انتشارها وذيوعها ح 1017 قل، ال، من وجوه كةثيرة،  على ا الستينات. ح سنة لكن 1017 ؛ مما أد ة على صعد ش ولات مهم  شهدت وقةوع ى إ كبير ٍّ د  ت  تركيبة موضوعات علوم الاجتماع تلك ؛ فقد حدثت ثلاثة أشةياء ذلك الوقت، أولها: أن   الولايات المتحدة غدت القوة المهيمنة اةلا منةازع

: أن الةدان  العالم، والثا  ا ً قوى تأثير  ا امعي ها ا َ ؛ مما جعل نظام  ظام الدو ِّ الن  االعالم الثالث أمست اؤرة للاضطرااات السياسية والرغبة ٍ حينئذ َ عر ُ ما كان ي

11

يوسياسية. والث توكيد الذات من الناحية ا  الآخةذ الث: أن الاقتصاد العةالمي ةع  توس و الدمقرطة قاد إ  ه  التوج  ة الزيادة القوي ا إ ً ا، مضاف التوسع اقتصادي (من حيث الكلي ِّ العالمي ِّ امعي ظام ا ِّ الن  كبير امعةات). ات، والطلبة، وعدد ا الإخلال االتركي لات الثلاثة إ  ت هذه التحو وقد أد نشةأت  بة المرتبة للمعرفة ال مسين الماضية.  وقويت خلال السنين المائة أو المائة وا دعنا نبدأ أو ً لا اتأثير هيمنة الولايات المتحدة، وتوكيد الذات لدى دول العالم ب عليه تقسيم العمل ضمن العلوم ترت ٍ واحد ٍ لن  مرين  الثالث؛ فحدوث هذين ا ة (التاريخ، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والعلةوم السياسةية لدراسةة الاجتماعي الغرب، وعلم الإنسان، والاستشراق لدراسة سائر العا لم) الذي لم يكن من الفائدة حةدة ميركية؛ فالولايةات المت  الولايات المتحدة ا  شيء لصانعي السياسات  أكثر من  زب الشيوعي الصي  ليل صعود ا  علماء قادرين على اجة إ  كانت اجة كةذلك إ  رموز كتب الديانة الطاوية، و حاجتها لباحثين يستطيعون فك ااحثين قادري ة الإفريقية، أو نمةو قةوة عمةل ركات القومي  ن على تفسير قوة ا أنمةاط قرااةة  ااحثين يستطيعون تشقيق القول حضرية أكثر من حاجتها إ ِ شعوب البانتو. ولم يكن المستشرقون ولا الإثنوغرافيون (دارسو السلالات الع رقية) دد. هذا الص  قادرين على الإسهام  ل تمث  ا لكن خين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع وعلمةاء ِّ تأهيل المؤر  ل ةر ِّ اء من العالم. وهذا هةو مةا يفس  تلك ا  ري السياسة لدراسة ما كان ميركان ل  استحداث ا ظام ِّ الن  كان لها أثر ضخم  دالدراسات الإقليميةد، ال العالم. لك  الولايات المتحدة، ومن ثم  امعي ا ن كي يمكن للمرء أن يوفةق ٍّ حد اين ما ادا إ ما موغ ً صوصية (  ا  idiographic )، كدراسة جغرافيةة أو ثقافي ةة لإقل ةيم مةا، والمقةولات التعميمي ةة ( nomothetic ) للاقتصةاديين  تلك المرحلة؟ وثم  خين ِّ اعض المؤر والسوسيولوجيين وعلماء السياسة، ال ح ة فكري عب قري لهذه الإشكالية، وهو مفهوم دالتطويرد. ستعمل اعد ُ كان التطوير، كما ادأ المصطلح ي 1017 ةة ، يرتكةز علةى للي ة المراحل. وقد كان من استخدموا هةذا المفهةوم ة مألوفة، وهي نظري استكشافي

ة لا

ظهر حل

14

ر جميعهةا اةنفس ةد، تطةو يفترضون أن الوحدات المنفصلة، دالمجتمعات القومي الطريقة طوات متباينة،  راسة التعميمية) لكن ِّ علها قاالة للد ، من حيث المبدأ (مما اضر). لكن يمكن للمرء اعد ذلةك  الوقت ا  ول  ر اختلا صورة الد ِّ (مما يفس ول  اضر اينما يرى أن جميع الد  الوقت ا  ددة لدراسة دالغيرد  أن يقدم مفاهيم نهاية المطا سو تنتهي إ  يلةة  ا. ولقد كان لهةذه ا ً صورة واحدة تقريب اد يمكن أن تطةرح نفسةها ً كثر تقدم  ول دا  أن الد  ا؛ فهي تع ً جانب عملي أيض  اد، حاث ً قل تطور  ول دا  كنموذج للد نوع مةن اااكةاة  راط  ة إياها على الا ا، دالت ً ةرر  نية حكومية أكثر ِ والتقليد، وواعدة بمستوى معيشي أعلى، وا طةوير نهاية قوس قزح.  السياسيد حدة، وقد ة مفيدة للولايات المت ومن الواضح أن تلك الفكرة كانت أداة فكري  ع دراسات المنطقةة  ساتها كل ما اوسعها لتشجيع توس عملت حكومتها ومؤس امعات الصغيرة. وكما هو معلوم كانت تلةك ا  امعات، ال ح كبريات ا قبة تشهد ا  ا . وقد أحسن  حاد السوفي ِّ حدة والات رب الباردة اين الولايات المت  إذ سار على نهج الولايات المتحدة؛ فقد تبن  اد السوفي  الا ةا مفهةوم ً ى هو أيض مراحل التطوير. واصورة أدق، غي سةباب  ر العلماء السةوفيت المصةطلحات ا. على أنه ً ساس كان واحد  ة، لكن النموذج ا خطااي ةا ا جوهري ً م أحدثوا تغةيير النسخة  ا ً خذ نموذج  وليس الولايات المتحدة هو من ات  اد السوفي  ا؛ فالا ً واحد ة. السوفيتي ظام ِّ عندما نقرن اين تأثير دالدراسات الإقليميةد وتوسع الن ُ صل  الآن ما َ ر َ ن ْ ول ع أد  امعي؛ فالتوس ا صول على د  ا  تزايد الراغبين ى إ رجة الدكتوراه. وقد  ا، لكن لم ً ا جيد ً ادا ذلك شيئ ا دأصي ً ا كان من شروط الدكتوراه أن تكون إسهام ً د لا  المعرفة، فكل  ع صالة؛ مما شةج  ما زاد عدد الباحثين زادت صعواة البحث عن ا على أن عدا أصحاب حقول معرفية على حقول معرفية أخرى؛ ذلك أن تعرية ً صور   صالة ظل  ا كل حقل  قول نفسها؛ فالباحثون  ا اإسهام الباحث داخل ا  راحوا يشتق قةول  موضوعات كانت تنتمةي  ة صات فرعي  ص  نفسهم  ون قةول  دود اةين ا  كثير من التداخل وتآكل ا معرفية أخرى. وقد أدى هذا إ

15

ِّ خين اجتماعي ِّ ، ومؤر ين، وكل مةا

ٍّ صرنا نرى علماء اجتماع سياسي المعرفية، ح

 ر المرء فيه من المرك بات.

 يمكن أن يفك

 وقد أث قول  ةهم؛ فةا َ تعري الباحثين أنفس  قيقي  رت تغييرات العالم ا العالم غير الغر  ا ً تص سااق  كانت  المعرفية ال اةي ريبة   وجدت نفسها كانت موضع الدراسة. ونتيجة لةذلك، اةدأ مصة  البلدان ال  سياسية طلح خين. أم ِّ مؤر الغالب إ  ول ااحثوه  ا، و ي دالاستشراقد االاختفاء تدر ا علةم ن كة  ا ً ا، نظةر ثه جةذري  ال إعادة تعري الإنسان فقد اضطر إ ً

مةن الزوال. ولك أن تقةول: إن طريقه إ  ا، كان ً ا، والبدائية واقع ً دالبدائيةد مفهوم علماء الإنسان دثااوا إ ةدروا  ا  ا يدرسون البلدان الة ً أصلهمد، وأخذوا أيض  ة التةدريس عضةوي إ خرى، فقد انضم  راعة ا  ة ا قول المعرفي  منها. أما ا كلي  تص  و  ة ا اتها للمر مناهجها، ال  ُ من العالم لم تدخل من قبل ٍ ون اأصقاع ديثة وغير  مفهوم التفريق اين المناطق ا  إن ديثة ادأ هو نفسه االتلاشي.  ا ومن جهة، فقد أد ة (ما كان ي  قائق التار  ا  زيادة الشك ا إ ً ع ِ تم ى هذا  قول المعرفية)، ومن ناحية أخرى فتح البةاب للنظةر  ا داللبسد اين ا ً دعى يوم ُ ي ما االعدد المتزايد من الباحثين من العالم غير الغ قائق، ولاسي  اعض هذه ا اةي، ر أو

لا

ا وأفةرزتهم ً ا جديةد ً ا من كادر الباحثين الغرايين ممن تلقوا تدريب ً من كان منهم جزء الفترة  ة، مهدت نقاشات أراعة جرت العلوم الاجتماعي  . دالدراسات الإقليميةد ما اين 1017 و 1079 طةرا ،  ة، أولها: مفهوم المركز وا ظم الدولي  ليل الن  لميلاد الذي أنشأته ميركا اللاتينية التااعة للأمم المتحدة (  ة اللجنة الاقتصادي ECLA )، وما : توظي مفهوم مةاركس حةول  ة الاعتمادد، والثا دنظري  تلا ذلك من تفصيل  ة تداولها الباحثون الشيوعي دالنم الآسيوي للإنتاجد، وهي قضي ةدل ون، والثالث: ا ة حول خي أورواا الغراي ِّ اين مؤر دل ا ا ً ةد، وأخير الرأسمالي ة إ دالانتقال من الإقطاعي ِّ ي  ل ُ حول دالتاريخ الك ل د وغ ولياتد الفرنسةية (  بة دمدرسة ا L'École des Annales ) اء العالم. ولم يكن أي من هةذه  كثير من أ  فرنسا، ثم  لدراسات علم التأريخ ا تعز ً ا، لكنها جميع ً ا تمام ً وارات جديد  ا ا ً ةدي  هذه الفترة، وكانت النتيجةة  زت عام ا لعلوم الاجتماع على ما صارت إليه ح ً كبير 1017 .

16

ا من اةاحثي العةالم الثالةث. ا أساسي ً طرا إسهام  كان مفهوم المركز وا ِّ غرافي صحيح أن اعض ا ا ً عشرينات القرن العشرين اقترحةوا شةيئ  لمان  ين ا ا، كما فعل علماء الا ً شبيه ثلاثينات القرن، (كانةت انيةة  جتماع الرومانيون تركيةز  نية العالم الثالث)، لكن هذا التوجه لم يصبح ِ رومانيا حينئذ شبيهة اب لدراسات علوم الاجتماع إلا عندما ادأ راؤول اريبيش (Raúl Prebisch) ومعةه م  ة اللجنة الاقتصادي  تراك الصغارد من أميركا اللاتينية  دا يركا اللاتينية االعمل غاية البساطة؛ فالتجةارة  ساسية  خمسينات القرن العشرين. كانت الفكرة ا  ارة اين أطرا متكافئة، ال كان اعض البلدان أقوى ، العالمية لم تكن، كما قالوا خرى (المركز)، وكان من ثم  ا من ا اقتصادي اريةة ا على فرض شةروط ً قادر ق  سمحت اتدف المركز. وقد ادا طرا ) إ  ضع (ا  القيمة الفائضة من البلدان ا هذه العملية ا َ م ِ س َ ا أن ي ً لبعضهم لاحق ن هةذا دالتبادل غير المتكافئد. وقد تضم للي ِ ة َ س َ س ْ أ َ م ِ طرا ل  ك دول ا  ر  ا لعدم التكافؤ، وهو ً التحليل علاج تقةود إ ٍ ات أعقبةها من التفاصيل، ومن ثم كوا اوجهة نظةر تدم؛ فكانت هناك حوارات اين مناصريها واين من تمس  جدل  طرحها ديفيد ريكةاردو  صو التجارة العالمية، ولاسيما ال  أكثر تقليدية ميع القرن التاسع عشر، ومفادها أن ا ميع بعوا دميزتهم النسبيةد فسيحصل ا لو ات طةرا  ا اين أنصار نموذج المركز وا ً ة جدل أيض  على أقصى الفوائد. لكن كان ثم قيقة استفاد من التبادل غةير  ا  أنفسهم: كي كان يعمل هذا النموذج؟ ومن يمكن أن تكون فع  المتكافئ؟ ما الإجراءات ال مواجهته؟ وإ  الة تاج  ٍّ أي حد تاج من التنظيم الاقتصادي؟  ا أكثر مما ا سياسي ً ك  ر  هذه الإجراءات ليل المركز  ورها المعدلة من ُ رت نظريات دالاعتمادد ص ووفق هذا الطرح طو  كثيرون على أن الثورة السياسية شرط طرا . لقد أصر  وا ي فعةل حقيقةي د المساواة ُ ينش ا مةن ً أميركا اللاتينية، ادت أساس  ة الاعتماد، كما نشأت ؛ فنظري كانت تمارسةها وتةدعو إليهةا  ة ال ا للسياسات الاقتصادي ً حيث ظاهرها نقد القوى الغراية، ولاسيما الولايات المتحدة. وقد وضع أنةدري غونةدر فرانةك ِّ تكافؤ التبادل على المدى المتوس . هذه الفكرة البسي لكن  طة خل ا هائ ً فت قدر ً

ة

لا

17

(Andre Gunder Frank) ة د لوصة نتةائج ُّ عبارة دتنمية التخل سياسةات  المركز، والوكالات العاارة للحدود الة  الشركات الكبرى، والدول الرئيسة ا أصي ً وضع  عد ُ الاقتصاد العالمي؛ فالتخل لم يكن ي  رةد  جت دللتجارة ا رو ً ، لا ا من لثار الرأسمالية ً تقع المسؤولية عنه على عاتق الدول المتخلفة، ولكن اوصفه أثر ية.  التار  نظريات الاعتماد كانت تقوم كذلك، إن لم يكن ادرجة أكبر، انقد ةة مراحةل حزاب نظري  ت هذه ا أميركا اللاتينية؛ فقد تبن  للأحزاب الشيوعية ةة، أو دشةبه تهم أن الدان أميركا اللاتينية كانت لا تةزال إقطاعي النمو، وحج ل ُ ض اعد ةد، وعليه لم تتعر إقطاعي دالثورة ال ةب أن ها قالوا: إن  بورجوازيةد ال ةة كةانوا ي أميركا اللاتيني دعى البورجوازية التقدمية من أجةل انبثةاق الثةورة ُ التعاون مع ما ي إ ٍ اجة  سبيل أن يمضي البلد من ث  ، البورجوازية م الشةيوعية. فأصةحاب إ ةة نظري لم الرسمي الشيوعي  لهم كثير منهم االثورة الكواية، قالوا: إن ا ُ الاعتماد، وقد أ الولايات المتحدة (اادأ أو  كومة الرسمية  يكن سوى شكل من أشكال خ ا ً لا ةة ابناء دول اورجوازية متحررة، وطبقة وسطى). وقد واجةه القةائلون انظري حزاب الشي  الاعتماد خ ا ا، ازعمهم أن دول أميركةا اللاتينيةة وعية هذا نظري ، ومن ثم  ظام الرأسما ِّ ا لا يتجزأ من الن ً ا جزء ً كانت سلف حتاج إليه ُ ، فإن ما كان ي ال.  ا  هو ثورة شيوعية كةل  الوقت نفسه، كان يدور جدل حول دالنم الآسيوي للإنتاجد  و ، ودول شرق أورواا  اد السوفي  من الا حزاب الشةيوعية  الشيوعية، وأوساط ا  ة الة الاقتصةادي ِ از مراحل الب ة والإيطالية؛ فعندما أجمل ماركس اإ الفرنسي ا وجد من الصعواة أن يضعه ضمن خ تلةك ً ة، أضا صنف انبعثت منها الإنساني المراحل، وسم ا هةذا المصةطلح لوصة ً اه دالنم الآسيوي للإنتاجد، مستخدم الإم الصين والهند على  ا ي  نمت تار  براطوريات الكبيرة البيروقراطية والتلقائية ال ر ا ُ ا ما ع ً قل، وهي تمام  ا ضارة العاليةد عند المستشرقين، الةذين كةان  دا ِّ تسبق دالثورة البروليتاريةد. وقد استنتجوا أن راديكالي

غير أن

ة ة

ماركس يقرأ كتاااتهم.

18

ثلاثينات القرن العشرين، أادى ستالين عدم رضى عن هةذا المبةدأ؛ إذ  و يبدو أنه ظن أنه ُ يمكن أن ي َ ستخد ظام الةذي ِّ ا والن ي  م كوص لكل من روسيا تار

ة الماركسية بمجةرد حةذ كان يترأسه لنئذ؛ لذا أخذ على عاتقه مراجعة النظري ر طرحه للنقاش؛ مما أوقع العلماء السوفيت وغيرهم من العلماء ْ ظ َ ذلك المفهوم وح ن عليهم أن يو كثيرة؛ فقد تعي َ مصاعب  الشيوعيين سعوا دائرة النقاش من أجةل ِّ دالةر  ين الروسي والآسيوي ضةمن خةان  التار  وقات المختلفة  إقحام ا ِّ د ق ادل جوزي ا لم ً ا، غير أن أحد ً ديث عنهما مسموح  ودالإقطاعيةد اللتين ظل ا ستالين. وعندما مات ستالين سنة 1073 ، اغتنم كثير من العلماء الفرصة لإعادة طرح المسألة ع صةلية  الفكرة ا  ا ً ا ما كان موجود ً شيئ  لى اساط البحث؛ فقالوا: لعل

فكرة قدم، ومن ثم لماركس! ايد أنهم اذلك أعادوا طرح مسألة المراحل اللازمة للت ليلي وعامل توجيه سياسي. لقد أجبر ذلك هؤلاء العلماء على  ة، كإطار التقدمي ا مع علم الاجتماع ً د د التعاطي اء العالم. ولم  سائر أ  السياسي غير الماركسي دل سوى نسخة أكاديمية من خطاب خروتشو سنة يكن ذلك ا 1079 ، يةوم المةؤتمر  ، اد السةوفي  الا  مين العام للحزب الشيوعي  كان خروتشو ا العشرين للحزب الذي شجب فيه ما لقيه ستالين من دتأليه الشخصد، واعتةر ا مةن خطةاب ً ةو  طةأ. و  معصومة من ا ً سياسة ُ ل ْ قب د ُ فيما ع شكوك، وأحدث دل حول النم الآسيوي للإنتاج إ خروتشو ؛ فقد أدى ا ر ر االماركسية ااافظة. كما يس ُ صخرة المفاهيم الموروثة الصماء لما ع  ا ً صدع ن َ ذلك إلقاء صنا التحليلي  ظرة جديدة على ا ة للقرن ال تاسع عشر، وصو ً لا ح أصنا ماركس نفسه. إ دأخطاءد

ةا

خي الاقتصاد الغةرايين حةول ِّ ا مع ذلك، كان جدل يدور اين مؤر ً وتزامن ديثة، وقد رأى أكثر المشاركين أنفسهم على أنهم ماركسيون،  جذور الرأسمالية ا ةث  دل إ زب. وترجع أصول هذا ا  دين اضواا ا غير أنهم لم يكونوا مقي نشره سنة 1019 تطور الرأسمالية. وقةد  ت عنوان: دراسات  ، موريس دوب خ اقتصاد ِّ ا. كما كتب اول سويزي، وهو مؤر ليزي ا إ ا ماركسي ً خ ِّ كان دوب مؤر

19

فيه على تفسير دوب لما سم رد اه كل منهما دالانتقال من

ماركسي أميركي، مقا ً لا

الرأسماليةد، ثم تلا ذلك دخو الإقطاع إ حلبة النقاش. ل كثيرين إ هذه المسألة؛ فقد رأوا المسألة اوصفها مسألة تفسيرات  أما مناصرو دوب داخلية مقاال تفسيرات خارجية؛ فدوب وجد جذور التحول من الإقطاعيةة إ لترا. وقد أخذ دوب علةى إ  عناصر من داخل الدول، ولاسيما  الرأسمالية سويزي ومناصريه اهتمامهم ق التجارة، وإهمةالهم  ارجية، ولاسيما تدف  االعوامل ا العلاقات الطبقيةة. وكةان  نية الإنتاج، ومن ثم ِ ا  ساس للتغيرات  الدور ا ا من منطقةة أوروايةة ً الواقع جزء  لترا كانت سويزي ومن معه أن إ َ جواب لترا. وقد إ  ري ولاتها فيما كان  متوسطية كبيرة، تسببت استخدم سويزي خ الجيكي غير ماركسةي، ِّ ريبية استقاها من عمل هنري ايرن (مؤر معلومات ُ وليات للتاريخ، والذي اشت  ب لمدرسة ا  وا هر بمقولته: إن صعود الإسةلام أدى ركودهةا الاقتصةادي). قطع خطوط التجارة مع أورواا الغراية ومن ثم إ إ أن سويزي اينم وذهب مناصرو دوب إ التركيز على أهميةة التجةارة  ا غا ةر ِّ همية لعلاقات الإنتاج (وهي متغي  ر خارجي) فإنه أهمل الدور االغ ا ِّ (وهي متغي داخلي). ا لعدة أسباب: أولها: أنه ادا أنه يتضمن جوانب سياسي دل مهم كان هذا ا ة (مثل حجج الاعتماديين). وربما تتضمن حسااات لليات التحول من الإ قطاع إ و  الرأسمالية ً لا الشيوعية (كما أشار اعض المشةاركين ا من الرأسمالية إ افتراضي  ا من الاقتصاديين المختصين لإمعةان النظةر ً دل كثير : دفع ا  صراحة). والثا ية  المعلومات التار ؛ علهم أكثر تقب مما يمكن أن ً موعة مدرسةة لبعض حجج ا حول وحدة التحليل، رغم أن هةذه ً دل أساس ا: كان ا ً ثالث  ستخدم ق ُ اللغة لم ت ؛ فقد أثار فريق سويزي تساؤلات حول جدوى اسةتخدام ُ ، ي ٍ ر ْ ط ُ ق ليةل الفعةل  يةتعين  ا، اوصفه الوحدة ال ر على أنه متخل زمني صو الاجتماعي ضمن حدودها، اد ً لا من استخدام رقعة جغرافية أوسةع ي قةع فيهةا العمل (كمنطقة أورواا المتوسطية مث  انقسام ً لا دل حول الةنم ا: وكا ً ). رااع ة الماركسية دل كسر قشرة نسخة من النظري الآسيوي للإنتاج، ترتب على هذا ا فرنسا.  وليات  ا

لا

11

 ل  (لا ل إلا علاقات الإنتاج، وإلا ضمن حدود دولة) كانةت قةد أصةبحت ُ أيديولوجية أكثر من كونها ح ة ج علمية قاالة للنقاش. ليزيةة، ا من العلماء الناطقين االإ ً دل تقريب هذا ا  كان جميع المنخرطين فرنسا ولم يكن له، لزمن طويل، أصداء  وليات الذي نشأ  مقاال فريق مدرسة ا ،ٍ الفرنسي حضور طاغ  كاديمي حيث كان للتأثير الثقا  مناطق من العالم ا  إلا كإيطاليا، وأيب اء معينة من أورواةا الشةرقية.  يريا، وأميركا اللاتينية، وتركيا، وأ ا قاده كل ً عشرينات القرن العشرين اوصفها احتجاج  وليات  ظهرت مدرسة ا من لوسين فيبر Lucien) (Febvre ومارك الوخ (Marc Bloch) جاه ِّ وجه الات  ، ي الفرنسي السائد ذي الطااع الفردي التجري  التار بةي الغالب، والةذي كةان، فض ً وليات  ا. جاءت مدرسة ا ً ا للتاريخ السياسي االكلية تقريب ً ص ص  ، عن ذلك أن يكون دشام ُ ب اه: فالتأريخ الفة لهذا الا  اعدة مفاهيم ً لا ةب أن : د، أي ة. ال لقد كةان جميع المجالات الاجتماعي  ي  نظر للصورة الكاملة للتطور التار ُ ي الظ ة لهذا التطور كانت أهم مةن السةطح ة والاقتصادي سس الاجتماعي ُ اأن ا  ن ا من ً سس دراسة منهجية، ليس دائم  ، ال كان من الممكن دراسة تلك ا ِّ السياسي ً ة ممكنة ي  مد حول الظواهر التار  رشي ، كما كانت التعميمات طويلة ا  خلال ا ومرغواة.  لت ا  ل   السنوات ال  ةه ا، لكن ً دود  وليات  راين، كان تأثير مدرسة ا ازدهر فجأة اعد سنة 1017 فيرناند ارودل  يل الثا ت رعاية أستاذ ا  ، ، وسيطر (Fernand Braudel) أصقاع كثيرة مةن  فرنسا، ثم  ِّ ي  ، على المشهد التأر ليز العالم الناطق االإ يتسرب إ و  العالم؛ إذ ادأ للمرة ا ية. أما علةى صةعيد ااريس، وهي جامعة  وليات جامعة جديدة  موعة ا ست  سات، فقد ترأ المؤس ل إليه حقةول علةوم خين أن يستفيدوا مما تتوص ِّ نيت على أساس أن على المؤر ُ ا  نوا ذلك ِّ ضم ُ ة، وأن ي ها حقول تعميمي ا اأن رفت تقليدي ُ ع  خرى ال  الاجتماع ا اثهم، وأن  أ أعمالها.  ةد ي  قول ادورها أن تصير أكثر دتار  على هذه ا ا على العزل التقليةدي ا ومؤسسي ا فكري ً قبة البرودليانية هجوم  لت ا  وقد مث رت فيما تلا  ة أث م ارودل لغة للأزمنة الاجتماعي اين حقول علوم الاجتماع؛ فقد قد

لا

10

دثد  من أعمال؛ فقد انتقد التاريخ درهين ا التأريخ السياسي الإفرادي التجري بةي ا ً اد. وقد كان غبار ً التقليدي، اوصفه دغبار عيوننا، وحةال دون  كي عن ظواهر عاارة، وأنه دخل  من جهتين: أنه كان قةائق  قيقية. غير أن ارودل انتقد كذلك البحث عةن ا  التحتية ا ِ رؤيتنا الب الدة ا  ا دي البحت لكثير من علماء الاجتماع لةيس  ا أن العمل التعد ً ادية، معتبر   النقيض هذين؛ أك  يال. واين طر  ا من ا ً إلا ضرا د ارودل على زمنين اجتماعيين ساسية طويلة البقةاء،  ا اهلتهما كلتا الثقافتين: الزمن البنيوي (أو الب ين َ ر َ لخ تقوم علي  لكنها غير خالدة، ال ية)، والعمليات التدويرية داخةل  نظمة التار  ها ا و ما يعرض للاقتصاد العالمي من توسةع  ، اهات متوسطة الدوام ، (أو الا ِ الب وانكماش). على أن ارودل أكد على مسألة وحدة التحليل؛ ففي أول عمل كبير كان يدر  له، أكد أن منطقة البحر المتوس إاان القرن السادس عشر، ال سةها، ا ً اد، وقد جعل من تاريخ ذلك الاقتصاد العةالمي موضةوع ا عالمي ً لت داقتصاد  شك لدراسته. خمسينات القةرن العشةرين  ا ً راعة أساس  وارات ا  وقد وقع جميع هذه ا منها االآخر، ٍّ و منفصل، من غير ارتباط أي  حد كبير على وستيناته، ووقعت إ ا من غير معرفة أحدها ً وغالب المعرفيةة ِ ا للب ً ا كبير ً لت انتقاد  ا مث ً االآخر، لكنها جميع أحدثتها ثةورة سةنة  ة الصدمة الثقافية ال القائمة. وقد أعقب هذه الثورة الفكري 1098 ثةورة  أن  ٍّ ا، وما من شك ً جزاء مع  جمع ا وادث إ  ت هذه ا . وقد أد العالم سنة 1098 ع  ا ا أساسي ً رت تأثير  أث ة: هيمنةة دد مةن القضةايا السياسةي حاد ِّ حرب فيتنام، وموق الات ساقتها إ  الولايات المتحدة وسياساتها العالمية، ال السل  السوفي بةي  ا، الذي رله ثوري نسبي و 1098 اد مع الولايات المتحدة، ً دتواطؤ وضةاع ا  مواجهة ا  ركات اليسارية القديمة التقليدية  وعدم كفاءة ا لراهنةة؛ ا. ً وهي مسائل سنناقشها لاحق ِّ ومهما يكن من أمر؛ ففي خضم  ي ِ الثورة، ادأ ثور و 1098 ، الةذين كانةت ِ امعات العالمية أقوى قواعدهم، اإثارة عدد من القضايا حول ا ا المعرفة؛ فأثاروا أو ً لا أعمال  امعيين المباشر للأساتذة ا ِّ راط السياسي  عن الا ٍ تساؤلات ةخ ِّ ترس صد اةه ُ لقات، الذي ق  أو تاريخ ا

11

روب، وعلمةاء  قة اا  اث متعل  وضاع القائمة، كعلماء الفيزياء الذين قاموا اأ  ا أثةاروا تسةاؤلات  مواجهة الاحتجاجات، ثم ِ هود روا مواد  الاجتماع الذين وف َ علوم الاجتماع، التواريخ المهم  ، حول مناطق العمل المهملة. وهذا يع لة لكثير  من المجموعات ال صةلية،  اتد، والشعوب ا قلي  لم، كالنساء، ودا ُ وقع عليها ظ نهاية المطا ، ادؤوا اإثارة تساؤلات حول نظريةات المعرفةة  والشواذ. لكن ة. المعرفي ِ دة للب ِّ الممه ً ديث صةراحة  ادأ الناس فيها اا  اداية السبعينات، هي ال  ، تلك المرحلة ة او ظم الدولي  ليل الن  عن اولةة  ةة ظم الدولي  ليل الن  ا. وقد كان ً صفه منظور ة ق االسلطات المدني  ق اوحدة التحليل، وما يتعل  اين ما يتعل ٍ متماسك ٍ للجمع اشكل انتصبت اين حقول علم الاجتماع المختلفة.  دود ال  ق اا  ة، وما يتعل الاجتماعي ااستب ً ة اداية ظم الدولي  ليل الن  ُ لقد ع ظام العةالميد ِّ دال وحدة التحليل دالن خةون ِّ ملة، كةان المؤر ة. واا كانت الدولة القومي  اوحدة التحليل التقليدية ال  ل  ة، وعلماء السياسة الب ة، والاقتصاديون الاقتصادات القومي لون التواريخ القومي ة. ة، وعلماء الاجتماع المجتمعات القومي السياسية القومي ة أظهر ظم الدولي  فتحليل الن كل ذلك، متسائ  ا من الشك ً قدر ً لا من وحدات الدراسةة  جد أي ُ ا و ًّ : هل حق هذه؟ وهل، على أية حال، كانت تلك الوحدات هي أكثر مواقع التحليل فائدة؟ فبد ً لا ة هي وحدات الدراسة، جةاؤوا اة من أن تكون الدول القومي ظم  دالةن رة، ثلاثة أشكال: نظةم مصةغ  ين  هذا ا جدت إ ُ رأوا أنها و م العالمد، هما: اقتصادات العالم وإمبراطوريات العالم. ُ ظ ُ ونوعين من دن ع عنه مةن مصطلح دنظام العالمد، وما تفر   ولو لاحظت التركيب الإضا داقتصاد العالمد ودإمبراطوريات العالمد؛ فهذا التركيب الإضا مقصود للإشارة إ  م، واقتصاديات، وإمبراطوريات للعالم أجمع، ولكن عن نظةم ُ ظ ُ نا لا نتكلم عن ن أن يشمل المعمةورة ً ذاتها عالم، (وإن لم يكن عادة ِّ د  واقتصاديات وإمبراطوريات هي ةة ظم الدولي  دالةن  له؛ فهو يقول إننا عليك أن تتأم ٌ أساس ٌ اأسرها). وهذا مفهوم د ة تتقاطع مع كثير من الوحدات السياسية والثقافيةة، ة وزماني نتعامل مع منطقة مكاني ا منطقة تمثل ً لا تتبع قوانين تنظيمية معينة.  النشاطات والمؤسسات ال َ د موح  ةد ال ي  التار

ة

11

Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128

Made with FlippingBook Online newsletter