يبحث الكتاب معضلة الفراغ الاستراتيجي والتجزئة (1971- 2018)) فيما يقوم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من علاقات قبل إنشاء المجلس وبعد تأسيسه. كما يتناول مسارات التعاون والصراع في تلك العلاقات، وتطورها خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، ومطلع الألفية الثالثة، وكذلك العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي أثَّرت وتؤثر فيها سلبيًّا أو إيجابيًّا. ويسعى الكتاب لمؤلفه، الدكتور محمد صالح المسفر، بصفة عامة إلى محاولة فهم العلاقات الخليجية-الخليجية وتقييمها في إطار التداخل بينها وبين السياسات الإقليمية والدولية ودراسة اتجاهاتها والبحث في مصير الدول الخليجية.
ﺑﺪر ﺣﺴﻦ ﺷﺎﻓﻌﻲ
بدر حسن شافعي
6 . ........................................................................................................................................ مقدمة 11 ........................................................................................................................... مدخل نظري 41 ..................................................... محددات العلاقات المصرية-الإثيوبية الفصل الأول: 63 ................... ركائز القوة المصرية-الإثيوبية وفق منظور الهيمنة المائية الفصل الثاني: 105 ........ استراتيجيات وتكتيكات مصر وإثيوبيا لفرض الهيمنة المائية الفصل الثالث: 141 ............................................ سد النهضة: آلية الهيمنة وتحدي الهيمنة الفصل الرابع: 201 ....................................... مستقبل الهيمنة المائية على حوض النيل الفصل الخامس: 213 .................................................................................................................................... خاتمة 217 ................................................................................................................................ المراجع
3
) نهر النيل وروافده 1 خريطة رقم (
Source: Nile Basin Initiative
5
مقدمة يختص نهر النيل، كنهر دولي، بالعديد من المزايا والعيوب في آن واحد، وهي ما تؤهله لأن يكون إطارًا للتعاون في مجالات التنمية أو للصراع حول الهيمنة والهيمنة المضــادة بين الدول المشــاركة في مياهه. فرغم أنــه الأطول عالميّا، والثاني بعد نهر الدانــوب من حيث عدد الدول المشــاركة فيه (إحدى عشــرة دولة)، والوحيد الذي يجري من الجنوب إلى الشــمال، إلا أنه ليس الأغزر ماءً، بل يعد من أقل التصرّفات المائية في العالم، بســبب عمليات البخر وتســرب المياه إلى باطن الأرض. فالأمطار مليار متر، لا يصل منها إلى المصب 1680 التي تســقط على منابعه ســنويّا، وتقدر بـ % فقط، 4 . 5 مليار متر بسبب البخر)، أي ما يعادل 74 مليار متر (تصبح فعليّا 84 سوى ؛ حيث تحصل 1959 تتقاســمها دولتا المصب (مصر والســودان) بموجب اتفاقية عام مليارًا للسودان. 18 . 5 مليار متر مكعب، مقابل 55 . 5 مصر على وتعد إثيوبيا المنبع الرئيس لمياه النيل؛ إذ تشارك الهضبة الإثيوبية وحدها بحوالي % من إيراد نهر النيل، من خلال 85 عند أســوان المصرية أي مــا يعادل 3 مليــار م 71 50 ثلاثة أنهار رئيسية، هي: النيل الأزرق (نهر أباي)، وهو الرافد الأكبر حيث يسهم بـ % من إجمالي 60 % من حجم المياه القادمة من الهضبة، و 70 ، أي مــا يعادل 3 مليــار م المياه عند أسوان؛ وبالتالي فهو الأكثر أهمية بالنسبة لمصر التي تعتمد على مياه النيل %. ومن ثم فإن إقامة سد النهضة على النيل الأزرق يوضح أسباب القلق الذي 93 بنسبة مليار 74 ينتابها على حصتها المائية لاســيما في فترة ملء بحيرة الســد والتي تقدر بـ ، ونهر عطبرة 3 مليار م 11 متر مكعب، ثم هناك نهر السوباط (بارو- أكوبو) ويسهم بـ مليار متر مكعب، 13 ، أما الحصة الباقية من المياه ( 3 مليار م 10 (تاكيزى) ويســهم بـ دول، 6 % فقط من مياه النيل) فتأتي من هضبة البحيرات الاستوائية والتي تضم 15 أي هي: كينيا، وتنزانيا، ورواندا، وبوروندي، وأوغندا، والكونغو الديمقراطية. ويعد النيل الأبيض رافدها الأساسي الذي يلتقي مع النيل الأزرق وعطبرة شمال الخرطوم ليشكّلا نهر النيل. وإذا كانت إثيوبيا تشــكل المنبع الرئيســي لنهر النيل، فإن مصر في المقابل تعد المستفيد الأكبر منه بسبب قلّة الأمطار والمياه الجوفية ومصادر المياه الأخرى، وتعاني حالة من الندرة المائية بسبب قلة الموارد وزيادة عدد السكان؛ ما جعلها تنظر لقضية
6
المياه والأمن المائي على أنها قضية أمن قومي لا ينبغي المساس بها، بل إن المطلوب ليس فقط الحفاظ عليها، وإنما السعي الدائم لزيادتها لمواجهة النمو السكاني المطرد. وربما هذا ما يفســر محاولات النظم المصرية المتعاقبة منذ عهد الفراعنة وحتى الآن على حوض النيل، اســتنادًا لمجموعة من ركائز القوة أبرزها ((( ) Hegemony للهيمنة ( ) هي Hydro Politics القــوة العســكرية والاقتصادية، وأن هذه السياســات المائيــة ( التي تحكم نمط التعامل مع دول الحوض ســواء كان هذا التعامل يقوم على الصراع أم التعاون. وفي المقابل، نجد أن إثيوبيا، ورغم عدم حاجتها الملحّة لمياه النيل؛ حيث يسقط حوضًا نهريّا، إلا 12 مليار متر مكعب من الأمطار ســنويّا، ولديها 900 عليهــا قرابــة أنها ترفض الهيمنة المصرية القائمة وتعارض ما تعتبره احتكارًا واســتغلاً من دولتي المصــب لكامل مياهــه، ومن ثم باتت لا تعترف بالاتفاقيات التي وقّعها الاســتعمار ) نيابــة عن مصر، أو تلك التي وقعتها مصر بعد اســتقلالها 1956 - 1881 البريطانــي ( )، كما شــرعت في تحدي هذه الهيمنة بطرق مختلفة وحســب ركائز 1959 (اتفاقيــة قوتها مقارنة بركائز القوة المصرية. وقــد تفاقمت الأزمة بيــن الجانبين مع احتياج إثيوبيا لإقامة ســدود على النيل الأزرق لتوليد الكهرباء. ورغم أن مصر لا تعارض أساسًا فكرة السدود، بل أسهمت في إنشاء بعضها مثل سد خشم القربة وسد سنار في السودان، وسد أوين في أوغندا، إلا أن المشكلة تكمن عندما تكون هناك رغبة في إقامة سدود كبيرة على الفرع الرئيسي للنيل. وربما هذه إشكالية سد النهضة -موضوع هذا الكتاب- الذي دشنته إثيوبيا عام ، حيث لا تعارض مصر فكرة أن يكون ســدّا صغيرًا وفق الرســومات الهندسية 2011 مليار 74 ، وليس 3 مليار م 14 - 11 الأولى له منذ الستينات، بحيث تتراوح بحيرته بين ، إذ ستخصم فترة الملء الأول من الحصة المصرية، لاسيما إذا تم الملء في فترة 3 م فيضــان متوســط أو جفاف أو جفاف ممتد؛ ومن ثم كانــت هذه أبرز القضايا المثارة في مفاوضات السد. مــن هنا، تأتــي أهمية هذا الكتاب الــذي يتناول بالرصــد والتحليل العلاقات Trans المصرية-الإثيوبيــة مــن منظــور العلاقات الدوليــة المائية العابرة للحــدود ( . المصطلحات الواردة في المقدمة سنتناولها بشيء من التفصيل في المدخل النظري (((
7
) والــذي يُعَــدّ أحد الفروع المتخصصة فــي العلاقات الدولية من boundary water حيث تركيزه على السياســات المائية وانعكاســاتها الصراعيــة أو التعاونية على دول الحوض الدولي؛ إذ يســلّط هذا الفرع التخصصي الضوء بصورة أساســية على فكرة )، كونها الحاكمة لهذه السياســات المائية. فيركّز Hydro - Hegemony الهيمنة المائية ( على تعريفها وركائزها واستراتيجيات وآليات تحقيقها وكيفية تحدّيها من الطرف غير ( Framework for Hydro Hegemony المهيمــن وذلك وفق مقاربة الهيمنــة المائية ( ، وما 2006 )، عام Mark Zeitoun ، ومارك زيتون ( ((( ) Jeroen Warner لجيرون وارنر ( لحقــه من تطورات، وصوً لاقتراب الإطار الديناميكي لتفاعل المياه العابرة للحدود ) لزيتــون وآخرين، Framework of ) Dynamic Transboundary Water Interaction ، مــن حيث وجود ركائز لكل دولــة من دول المصب، قد تركن إليها عبر 2017 عــام استراتيجيات وتكتيكات وآليات مختلفة (قسرية، نفعية، قانونية، أيديولوجية)، لتحقيق الهيمنــة أو تحديهــا من خلال إطار ديناميكي تفاعلي ما قد يؤدي في النهاية إلى بقاء نظــام الهيمنة الراهن مع إدخال بعــض التعديلات عليه لصالح الطرف غير المهيمن، أو تغييــر هــذا النظام تغييرًا كامً وإيجاد نظام بديل تتغيــر فيه المواقع والأدوار بين الطــرف المهيمن وغير المهيمن.. ليكــون بذلك من أوائل الكتب العربية التي تتناول موضوع سدّ النهضة الإثيوبي من خلال هذا الإطار الديناميكي والذي يساعد في رسم السيناريوهات المستقبلية الخاصة بكل طرف. يسعى الكتاب إلى الإجابة عن سؤال رئيس تتفرع عنه عدة أسئلة: هل ما تقوم به إثيوبيا، من خلال بناء سدّ النهضة، يدخل في إطار تحدي الهيمنة )، بمعنى الســعي لإحداث تغيير داخل نظام الهيمنة المائية Hegemonic Challenge ( (، حيث Counter - Hegemony المصرية الحالية، أم يدخل في إطار الهيمنة المضادة ( يعارض الطرف غير المهيمن [إثيوبيا] الوضع الراهن من خلال تركيزه على الجوانب القانونية لتغيير قواعد النظام، أم هي الرغبة والسعي في التغيير الكامل للنظام المهيمن (، وبالتالــي يبتعــد عن ثنائية الهيمنــة والهيمنة المضادة ليتخذ Change Hegemony ( أشكاً مختلفة؟ الهولندية، أما مارك زيتون فهو باحث Wageningen جيرون وارنر هو أستاذ السياسات المائية بجامعة ((( . البريطانية East Anglia بمركز أبحاث الأمن المائي بكلية التنمية الدولية بجامعة
وتنســلّ من هذا الســؤال الرئيس عدة تســاؤلات فرعية تتعلق بالأبعاد المختلفة المحــدّدة للعلاقــات بين الجانبين، خاصة ما يتعلق بقضيــة المياه، وركائز القوة التي يرتكن إليها كل طرف لفرض الهيمنة أو تحديها، مرورًا بالاســتراتيجيات والتكتيكات التي تتبعها للحفاظ على الهيمنة أو تغييرها. ويعتمد الباحث في إجابته على هذه الأسئلة عدة مناهج في إطار فكرة التكامل المنهجي، منها منهج دراسة الحالة الذي طبّقه على سدّ النهضة، والاستفادة من مقاربة الهيمنة المائية والإطار الديناميكي لتفاعل المياه العابرة للحدود. فــي ضــوء ما ســبق، ينقســم الكتاب إلــى مقدمــة ومدخل نظري وخمســة فصول ثم خاتمة. فــي المدخل النظري، يركّز الباحث على الإطــار المفاهيمي لفكرة الهيمنة بين مــدارس العلاقــات الدولية والعلاقــات المائية الدولية، والتطــورات التي مرّت بها، وصــوً للإطار التفاعلــي للهيمنة الذي يركّز على آليات وتفاعلات الطرفين المهيمن وغير المهيمن، وما ينتج عن ذلك من نمط للسيطرة والهيمنة. ويتناول الفصل الأول المحددات العامة للعلاقات الثنائية المصرية-الإثيوبية في أبعادها المائية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وموقع البعد المائي فيها، كونها تعطينا مؤشرًا عامّا لنمط واتجاه العلاقة، والتي تؤكدها ركائز القوة المختلفة. ويعالــج الفصل الثاني الركائز العامة للقوة وفق منظور الهيمنة المائية، وتتضمن القوة بشقيها، العسكري والاقتصادي، مع الإشارة إلى مرحلتين أساسيتين، هما: مرحلة القرن العشرين؛ حيث البروز الواضح للهيمنة المصرية، ومرحلة العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث التحدي الإثيوبي لهذه الهيمنة. أما الفصل الثالث، فيتناول استراتيجيات وتكتيكات مصر وإثيوبيا لفرض وتحدي الهيمنة قبل بناء ســد النهضة وذلك من خلال تقســيم هذه الفترة إلى ثلاث مراحل )، ومرحلة 1952 - 1811 زمنية: مرحلة تحقيق الهيمنة خلال فترة ما قبل الاســتقلال ( الحفاظ على الهيمنة منذ الاستقلال وحتى نهاية الحرب الباردة، أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، ثم مرحلة تعزيز الهيمنة بعد انتهاء الحرب الباردة وحتى . 2011 يناير/كانون الثاني المصرية عام 25 ثورة ويعالج الفصل الرابع آلية الهيمنة وتحدي الهيمنة عبر بناء سدّ النهضة، ويوضح الأسباب الإثيوبية لبنائه والتحفظات المصرية عليه.
9
أما الفصل الخامس، فيتناول مســتقبل الهيمنة المائية في حوض النيل والمآلات المختلفــة لأنمــاط تلك الهيمنة في ضــوء الفعل الإثيوبي والســيناريوهات المصرية لمواجهتها. ثــم خاتمــة الكتاب التي تلخص أهم ما ورد فيه من أفكار، وأبرز ما توصل إليه الكاتب من نتائج.
10
مدخل نظري مفهوم الهيمنة بين مدارس العلاقات الدولية والعلاقات المائية الدولية
تعد السياســة المائية أو الهيدروبوليتيكس أحد الفروع المتخصصة في العلاقات الدولية الذي يركز على سياسات المياه، فهو يجمع بين القوة والهيمنة لتحليل المواقف التي يؤدي فيها الماء دورًا مهمًا. وتتعدد تعريفات مصطلح الهيدروبوليتيكس (سياسات المياه) كأغلب مصطلحات العلوم السياســية، وهو يشــير إلى تحليل علاقات الصراع والتعاون بين الدول المطلّة علــى الأنهار العابرة للحدود. وتدور معظم هــذه التعريفات حول مكونات المفهوم، وهي: وجود نهر دولي، وأطراف دولية (أكثر من دولة)، وطبيعة العلاقة بينها (تعاونية/ ) الذي Anthony Turton صراعيــة). ومن بين هذه التعريفات تعريف أنتوني تورتون ( إن السياسة المائية هي التحليل المنهجي للصراع والتعاون بين الدول فيما " يقول فيه: . ويتضمن هذا التعريف ثلاثة عناصر أساســية، هي: ((( " يتعلق بالموارد المائية الدولية علاقــة الصــراع والتعاون، بين دول باعتبارها الجهات الفاعلة الرئيســية، في أحواض الأنهار الدولية المشتركة، وليس في حوض نهر داخلي. ) الأســس التي يستند عليها، وهو الجدل Hegemony ولقد أثار مفهوم الهيمنة ( الذي امتد بعد ذلك إلى تخصص العلاقات المائية الدولية في إطار ما يعرف بالسياسة المائية التي تركّز على قضايا التفاعل التعاوني/الصراعي لتحقيق الهيمنة المائية. ويشير إلى الطريقة التي تتحكم بها الدول ذات السيادة في سياسات " الهيمنة المائية " مفهوم المياه المشــتركة اســتنادًا لمجموعة من معايير القوة مثل القوة الاقتصادية والعسكرية والسياســية، فضً عن الاعتبارات القانونية المســتندة للحقوق التاريخية، ناهيك عن (1) Gupta, J., “The Watercourses Convention, Hydro-hegemony and Trans boundary Water Issues” ,Italian journal of international affairs, )Vol.51,No.3,2016),p121
11
. وبالتالي، لا تقتصر فكرة الهيمنة في هذه الحالة ((( الوضع الجيوبوليتيكي لهذه الدولة علــى دول المنبــع بل يمكن أن تتم من خلال دول المصب كما هو بالنســبة للحالة المصرية في مياه النيل. وعليه، فإنّ الهيمنة المائية تشــير الى الأحواض الدولية التي تشــهد حالة من التوزيع غير العادل للموارد لوجود دولة أو أكثر تسعى للسيطرة على الموارد المائية والتحكم فيها إما بالقوة الفعلية أو بالإكراه عبر التهديد باســتخدامها، ولقد باتت هذه الهيمنة بمنزلة المصطلح الذي يُســتخدم للإشارة إلى القوة في مجال العلاقات المائية الدولية. كان تحديد ركائز القوة وما صاحبها من جدل نظري أحد أســباب التباينات بين النظريات الكبرى في العلاقات الدولية، والتي تراوحت بين التركيز على القوة المادية بشــقها العســكري تحديدًا (القوة الصلبة) والتي تمثلها النظرية الواقعية الكلاســيكية، وما ((( مــرورًا بالقــوة الاقتصادية في إطار النظرية الليبرالية، وصوً للفكر الغرامشــي بعــد الغرامشــي من حيث أهميــة التركيز على القوة الناعمــة ممثلة في قوة الخطاب والأيديولوجيــا. ويلاحــظ أن هذه التباينات وتلك الأســس انتقلــت إلى الأطر التي تحدثت عن الهيمنة المائية وحاولت رصد نمط التفاعل بين أطراف الحوض الدولي؛ حيــث قام بعضها برصد الأســس التي يرتكن إليها الطــرف المهيمن فقط، في حين ارتأى آخرون التركيز على الاســتراتيجيات والتكتيكات المنبثقة من هذه الركائز التي تستخدمها الأطراف غير المهيمنة لمعارضة الهيمنة أو تحديها أو حتى تغييرها بالكلية، كما يتضح فيما يلي. أولً: مفهوم الهيمنة لدى مدارس العلاقات الدولية تعــددت زاويــا النظر إلى مفهوم الهيمنة كما نجــد ذلك عند مدارس العلاقات الدولية والتباينات بشأنه سواء لدى المدرسة التقليدية (الواقعية والليبرالية)، أو المدرسة النقدية، أو تيار غرامشي وما بعده. سيطرة دولة أو منظمة أو غيرها على " يُعرّف قاموس أكسفورد الهيمنة على أنها (1) Wessles, J., “Challenging Hydro-hegemony: Hydro-politics and Local Resistance in the Golan Heights and the Palestinian Territories”, International Journal of Environmental Studies, (Vol. 72, No. 4,2015) ,PP.602-603 . ) 1937 - 1891 أحد أشهر المفكرين الماركسيين الإيطاليين ( : أنطونيو غرامشي (((
12
دول أخرى أو غيرها، داخل مجموعة معينة. أو هي رغبة الدولة المستمرة في الهيمنة . ((( " السياسية والعسكرية ووفق هذا التعريف، فإنّ فكرة الهيمنة والســعي لها دائمة وليســت مؤقتة، كما أنها لا تقتصر على النســق أو النظام الدولي، بل يمكن أن تشــمل هيمنة دولة على منظّمة معينة مثل السعي الأميركي للهيمنة على الأمم المتحدة، كما أنها مرتبطة بالرغبة وبالقدرة معًا، استنادًا للقوة العسكرية (الصلبة)، والتعريف من هذه الزاوية متأثر بفكر المدرسة الواقعية الكلاسيكية، كما سنشير لاحقًا. )، وهو أحــد منظّري الهيمنة، فيبدو أنــه تأثر بالفكر Herrmann أمــا هيرمــان ( الغرامشي الذي يركّز على قوة الأفكار (الأيديولوجيا) كإحدى القوى الرئيسة (الناعمة) التي يرتكز عليها المهيمن جنبًا إلى جنب القوة الصلبة ، فيرى أن الهيمنة ترتبط ارتباطًا وثيقًــا بالقوة والأيديولوجيــا والصراع، مدلًّ على ذلك بهيمنة الســلطة العليا داخل مؤسســة ما، وكيف يتبنى موظفو الدرجات الوظيفية الأدنى السياســات التنظيمية التي . ((( تتبناها الإدارة حتى وإن كانت غير محقّقة لكل مصالحهم أما بالنســبة لفكرة الصراع، فيبدو أنه تأثر بالفكر الماركســي من حيث ضرورة وجــود صراع بين البروليتاريا والطبقة الدنيا من ناحية، والبرجوازية والطبقة العليا من ناحية ثانية، نافيًا في المقابل إمكانية حدوث تعاون بينهما، عكس ما تذهب إليه النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية، كما سنرى بعد قليل. - المدرسة التقليدية 1 إذا كانــت هــذه المــدارس تتفق على أهمية وجود طرف مهيمن (مســيطر) في نســق/نظام دولي/إقليمي، فإنها تتباين فيما بينها بشــأن أســس القوة التي يستند إليها هذا المهيمن: فالمدرســة التقليدية في العلاقات الدولية (الواقعية والليبرالية) تركز على مفهوم (1) Oxford Learner Dictionary, Hegemony, (Visited 20 Sep.,2020) https://f24.link/e7F34 (2) Herrmann, A. F., Hegemony, The International Encyclopedia of Organizational Communication ,( John Wiley & Sons, Inc., New Jersey,2017) p.1
13
القوة المادية (الصلبة) بشــقيها العســكري والاقتصادي، وإن تباينت هي الأخرى في القوة الرئيســة في هذا الشــأن، في حين تركز المدرسة النقدية وتيار غرامشي وما بعد غرامشــي على أهمية وقوة الأفكار الأيديولوجيــة كإحدى مقومات الهيمنة مثل فكرة الديمقراطيــة والحريــة ومكافحة الإرهاب التي تروّج لهــا الولايات المتحدة لفرض هيمنتها العالمية. وغيره تعلي من شــأن القوة المادية ((( فالمدرســة الواقعية التي يمثّلها مورغنثاو (العســكرية) فــي تعريف وتحديــد أي مفهوم من مفاهيم العلاقــات الدولية بما فيها مفهوم الهيمنة، ومعظم أدبيات العلاقات الدولية الخاصة بهذه النظرية تفســر الهيمنة ، أي حالة عدم توازن " حالة عدم المساواة بين الدولة المهيمنة وغيرها من الدول " بأنها القوة في النســق (النظام) الدولي الذي يتحدد وفق سياسات الدولة/الدول المهيمنة، وهذا هو الحاكم للسياسات الخارجية بالنسبة للدول الأخرى (غير المهيمنة)، وبالتالي . ((( فإن هذا النظام الدولي ليس بنية منفصلة عن وحداته " وكينبري " ،) David Lak أمــا المدرســة الليبراليــة، ويمثلهــا ديفيــد ليــك ( ) وغيرهم، فهي تركز على القوة الاقتصادية للطرف المهيمن؛ إذ يعد العامل kenberry ( الاقتصادي حجر الأساس لتحقيق المكانة السياسية للدولة المهيمنة ولضمان استقرار النســق الدولي، وهي متأثرة بالســياق التاريخي لحالة الكســاد العظيم في ثلاثينات القرن العشرين، والضعف الاقتصادي الذي عانت منه المملكة المتحدة حينها، مقابل رفض الولايات المتحدة القيام بدور المهيمن، ما ترتب عليه حالة من عدم الاستقرار السياســي. ومن وجهة نظر هذه المدرســة فإنّ وجود مهيمن اقتصادي معناه تحقيق الاستقرار للنظام العالمي؛ إذ سيسعى لإنشاء مؤسسات دولية اقتصادية لمصلحة النظام الاقتصادي، وتقديم النفع العام لأعضاء النســق الآخرين من أجل اســتمرار بقاء هذا النظام. ومن هنا، فإنّ الهيمنة قائمة على فكرة التوافق أو الإقناع جنبًا إلى جنب فكرة الإكــراه. ويقصــد بالتوافق قبول أطراف النظام الدولي فكرة الطرف المهيمن بســبب )، أحد رواد دراسة السياسة 1980 - 1904 ) ( Hans Morgenthau : هانز يواخيم مورغنثاو (بالألمانية ((( . الدولية في القرن العشرين دراسة في إدارة الصراع الدولي (دار النهضة العربية، .. سلامة، جمال، تحليل العلاقات الدولية ((( .29 - 28 ،صص 1 )، ط 2013 القاهرة،
14
. ((( تحقيق بعض المصالح من ناحية، ولاستقرار النظام من ناحية ثانية ) Hegemonic Stability Theory ولعل هذا هو جوهر نظرية اســتقرار الهيمنة ( التي تقوم على الجمع بين مدرستين للعلاقات الدولية، هما: الواقعية/الواقعية الجديدة، مــن ناحيــة، والليبرالية/الليبرالية الجديدة، من ناحية أخرى. وتتأســس على فكرة أن الهيمنة ضرورية لوجود اقتصاد دولي ليبرالي، ونظام دولي ســلمي وآمن نسبيًا. ولكي . بمعنى آخر، ((( يستقر الاقتصاد العالمي، يجب أن يكون هناك طرف واحد مهيمن فقط فإنّ تفرّد المهيمن هو سبب الاستقرار الدولي. - المدرسة النقدية 2 أما المدرسة النقدية، (فِكْر غرامشي)، فتعطي أهمية للقوة الناعمة (القوة الفكرية)، والقوة الأيديولوجية في العلاقات الدولية. فالهيمنة من وجهة نظر رائد هذه المدرسة . وتكتســب ((( " قدرة مجموعة اجتماعية على توجيه المجتمع أخلاقيّا وسياســيّا " هي سلطتها من خلال عملية الإقناع الثقافي والأخلاقي. أو موافقة الفئات المسيطر عليها من دون استخدام أي عنف، أو أيّ من وسائل الإجبار السياسي أو الاقتصادي. ومع ذلك فغالبًا ما يُستخدم الإجبار لدعم الفئة المهيمنة بشكل مستتر لتحقيق الهيمنة، ومن ثم يجب الجمع بين ميزات الإجبار والموافقة من منظور ثنائي. أي إن الهيمنة عند غرامشي عبارة عن قوة العلاقة بين أطراف عدة وليست علاقة من طرف واحد فقط، وبالتالي فهي علاقة تفاعلية بين المهيمن وغير المهيمن. وإذا حاولنا الجمع بين هذه المدارس فســنجد أن الهيمنة تشــتمل على كل بُعد من أبعاد القوة السابقة (العسكرية والاقتصادية والأيديولوجية)، بحيث لا يمكن إغفال أي منها. وربما يحدث الاختلاف بينها فيما يتعلق بالأوزان النسبية لكل منها. كما أن خليل، مروة، مفهوم الهيمنة في نظريات العلاقات الدولية، (كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم ((( . وما بعدها 109 )،ص 2020 السياسية، الإسكندرية، (2) Ozcelik,S., Neorealist and Neo-Gramscian Hegemony in International Relations and Conflict Resolution During 1990s, ( Abant Izzet Baysal Universitesi,Turkey,2005),p.93 الحافي، محمد يوسف، الهيمنة الأميركية على الأمم المتحدة ومستقبل : حول هذا المفهوم، انظر ((( ،ص 1 ) ط 2014 دراسة في فلسفة السياسة، (مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، .. الصراع الدولي .73 - 72
15
هــذه الهيمنــة قد تُقابَل بحالة من الموافقة أو الامتثال، أو الإكراه والإذعان، وقد تقوم القوى الضعيفة غير المهيمنة باســتخدام بعض هذه الأبعاد والمقومات للقيام بتحدي الهيمنة، إما بهدف تحسين توازن القوى في إطار النظام المهيمن القائم كهدف قريب، أو إقامة نظام هيمنة جديد، بحيث نكون أمام طرف مهيمن آخر على النظام، وهو ما سنتناوله ونحن نتحدث عن الهيمنة في فكر العلاقات المائية الدولية. ثانيًّا: مفهوم الهيمنة في دراسات العلاقات المائية الدولية ، ثم لحقت بهذا الإطار 2006 دشّن زيتون ووارنر إطارًا نظريّا للهيمنة المائية، عام تطــورات حتى وصلت به إلى الإطار الديناميكي للتفاعل بين الهيمنة وتحدي الهيمنة وحتى الآن . 2017 منذ العام - إطار الهيمنة المائية والنظرية المائية التقليدية 1 شــغلت قضايا المياه العابرة للحدود حيّزًا كبيرًا من اهتمام دارســي العلاقات الدولية، لاسيما ما يتعلق بالعلاقات المائية الدولية أو السياسة المائية (الهيدروبوليتيكس). London Water Research Group ومن أبرز هؤلاء مجموعة أبحاث المياه في لندن (، والتــي تؤكد على الدور المركزي للسياســة في قضايا المياه، ومحورية LWRG ((( ( . ومنذ ذلك الوقت، برزت قضايا وتســاؤلات ((( دور الدولة في عملية التفاعل المائي عدة بشــأن طبيعة العلاقة بين امتلاك الدولة ركائز القوة، والهيمنة على المياه العابرة للحدود، وهل هذه القوة تؤدي بالضرورة إلى صراعات ظاهرية، فحروب المياه؟ وهل عدم وقوع الحرب معناه عدم وجود الصراع وبالتالي التعاون بين الدول المشاطئة، أم أن هناك صراعات خفيّة تتراوح بين الصراعات الظاهرة والتعاون؟ وهل وجود طرف مهيمن معناه حدوث حالة من الاستقرار المهيمن وفق نظرية الاستقرار المهيمن، أم أنه قد يدفع الدول غير المهيمنة إلى مقاومة وتحدي هذه الهيمنة من أجل تغيير ترتيبات النظام القائم عبر إدخال بعض الإصلاحات عليه، وصوً إلى تغييره بصورة شاملة؟ تكونت هذه المجموعة أوائل هذه الألفية من طلبة وزملاء البروفيسور جون أنتوني (توني) آلان، ((( . بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن (2) Warner, J., Mirumachi, N., Farnum, R.,. Grandi M., , and (Other), “Trans boundary Hydro-Hegemony: 10 Years Later”, Wires Water, (Vol., 4, Nov.,/Dec., 2017),p.1
16
لذا، ظهرت محاولات عدّة منذ ثمانينات القرن الماضي لإيجاد علاقة بين القوة والهيمنة والمياه، ومحاولة وضع إطار تحليلي للعلاقة بين دول المنبع والمصب في ظل ) لاحظا أن هذه النماذج تتجاهل قضيتين 2006 عدم توازن القوة، لكن زيتون ووارنر ( نظريتين مهمتين، هما: تفاوت شــدة الصراع، في ظل ما أســمياه بالصراعات الصامتة أو غير الظاهرة الناتجة عن اختلال ميزان القوى بين الدول المشاطئة المتعلقة بالمياه، والتي قد لا تكون القوة المادية (العسكرية والاقتصادية) بارزة فيها بصورة كبيرة. أما القضية الثانية التي لاحظاها فهي مرتبطة بعلاقات القوة بين الدول المشاطئة المتنافسة واحتمالية التغيير الذي يحدثه تفاوت هذه القوة؛ حيث يرون أن طبيعة عمليات إدارة ) ليســت تعاونية Trans Boundary Waters Management الميــاه العابرة للحــدود ( بالكامل ولا صراعية تمامًا، وتتوقف حســب العلاقات السياســية بين دول الحوض، وأن نمط التعاون، أو الصراع المتعلق بالسياسات المائية (الهيدروبوليتيكس) هو نتيجة للقــوة المهيمنة داخل الحوض، بمعنى أنها الفاعل الرئيســي والمحدد لنمط الصراع اســتنادًا لامتلاكها لمفهوم القوة بغضّ النظر عن اســتراتيجيات الأطراف غير المهيمنة التي هي من وجهة نظرهم مقيدة في خياراتها بمصالح الدولة المهيمنة، وهي الســمة الثانية غير المدروســة للنزاعات المائية الســابقة والتي تعد من وجهة نظرهم عنصرًا رئيســيًا في هذا التحليل؛ حيث لم تُجب المحاولات الســابقة مثً عن السؤال التالي: إذا كان بإمكان تركيا -دولة المنبع على نهري دجلة والفرات- بناء سدود في جنوب شرق الأناضول، فما الذي يمنع إثيوبيا في المقابل، وهي دولة منبع رئيسية، من فعل الشــيء نفســه على النيل؟، وكيف لا يستطيع الفلســطينيون الذين يعيشون في الضفة ((( الغربية لنهر الأردن الاقتراب من النهر، ناهيك عن الضخ منه؟ Framework for لــذا عملا على تطوير إطــار أوليّ هو إطار الهيمنة المائيــة ( النظرية التقليدية للهيمنة " )، والذي بات يُعرف أيضًا باسم Hydro Hegemony ) ( FHH ، ويقوم على فكرة قدرة الطرف المهيمن في الحوض المائي على الحفاظ على " المائية سيطرته وإقناع الآخرين أو إرغامهم على ذلك، كما أنه يحدد قواعد اللعبة، والقضايا المشــتركة، وبالتالي تحديد نمط التعامل بينها والذي قد يتراوح ما بين تعاون إيجابي (1) Zeitoun ,M., and Warner, J., “Hydro-hegemony – a framework for analysis of trans- boundary water conflicts”, Water Policy, (No.8 ,2006) , p.435-436
17
. ((( لصالح الجميع، أو تعاون سلبي لصالحه فقط لقد ارتكز زيتون ووارنر في بناء مفهومهما عن القوة على عدة مدارس ونظريات في العلاقات الدولية منها المدرسة الواقعية، ونظرية استقرار الهيمنة، ومدرسة غرامشي الخاصة بالهيمنة الدولية. كما اســتندا في مفهومهما لتحليل شــدة النزاعات لمقياس ، وآخرون، ومقياس ((( 2001 )، عــام Yoffe شــدة أحداث المياه الــذي جمعه يوفي ( ، والذي لا يفســر فقط الدرجات المختلفة من ((( ) 1999 تطور الصراع لحلف الناتو ( حدة الصراع، ولكن يوضح أيضًا كيف توجد العلاقات الصراعية بين الدول حتى في غياب المواجهات العنيفة أو التصريحات المفتوحة. لذا، حدّدا ثلاث ركائز أساســية ( The hydro - Political Power لقــوة الهيمنة المائية، أو قوة الوضع الهيدروبوليتكي ( للطرف المهيمن، وهي: القوة المادية بشــقيها، العســكري والاقتصادي، أو ما يُعرف بالقوة الصلبة، والقوة التفاوضية الناعمة (المســاومة)، والقوة الفكرية أو قوة الخطاب والأيديولوجيــا. وقاما بإدراج القوة الجغرافية ضمن الموارد الإكراهية القســرية جنبًا إلى جنب الســياق الخارجي وموقف المؤسســات الدولية من القوى المشاطئة. وتعد المســاهمة الرئيســية للإطار هي في لفت الانتباه ليس إلى القوة الصلبة فقط (القوة المادية)، كما هي حال المدرســة الواقعية الكلاســيكية، ولكن إلى القوة الناعمة أيضًا . ((( (قوة الخطاب والمساومة) التي تركز عليها المدرسة النقدية والغرامشية (1) Ibid , p.438. أن لكل مستوى من المستويات Yoffe et al يوضح مقياس كثافة أحداث المياه ليوفي وآخرين ((( المختلفة لشدة الصراع آثارًا مختلفة على العلاقات الدولية، فأثر «إعلان رسمي للحرب» يختلف ) وتتمثل في 7 درجات لمقياس التعاون أعلاها ( 7 وقد حدد المقياس . عن تأثير «تعبير شفهي معتدل» الوحدة الاختيارية للدول، وأدناها الأفعال المحايدة أو غير المهمة بين الدول، أما حالات الصراع : ولمزيد من التفاصيل، انظر . ) وصوً لإعلان الحرب رسميّا 1 ) وتبدأ من عبارات لفظية (- 7 فهي (- Yoffe,S., Wolf, A., and Giordano, M., “Conflict and Co-operation Over International Freshwater Resources: Indicator of Basins at Risk”, the Journal of the American Water Resources Association,)Vol.39,No.5,2003), pp 1111-1113 إلى السلام Durable Peace ، خمس مراحل للصراع تبدأ من السلام الدائم 1999 حدد الناتو، عام ((( ، فالحرب Crisis ، وصوً للأزمة Unstable Peace ، ثم السلام غير المستقر Stable Peace المستقر .War (4) Grandi,M., Hydro Politics in Trans boundary Water Management Conflict, Cooperation and Governance along the Nile River, , (PhD), Sant’Anna School of Advanced Studies
18
ثــم ظهــرت محاولات أكاديمية بعد ذلك لتقديم توضيحــات أكثر لركائز القوة الخاصة بهذا الإطار، بعضها قام بفصل القوة الجغرافية عن الموارد الإكراهية، ليصبح : ((( لدينا أربع ركائز بدً من ثلاث، على النحو التالي . 1 لكن هذا مقترن بامتلاك عناصرالقوة الأخرى : ( Geographic Power القوة الجغرافية ( التي سيشار إليها لاحقًا، مثل حالة تركيا (دولة منبع) بالنسبة لنهر دجلة والفرات التي تمتلك كل عناصر القوة، لكن أحيانًا تكون القوة الجغرافية غير مؤثرة، إذا كانت دولة ؛ وذلكحتى مطلع ((( المصب تتميز بعناصرقوة أخرى كحالة مصر بالنسبة لحوض النيل الألفية الثالثة. . 2 القوة الاقتصادية والقوة : وتشمل أمورًا كثيرة، منها : ( Material Power ) القوة المادية العسكرية والبراعة التكنولوجية والدعم السياسي والمالي الدولي...إلخ. وهي أكثر تأثيرًا خاصةً عندما تتم الاستفادة منها بشكل تراكمي مع البُعدين الثالثوالرابع (قوة المساومة والتفاوضمن جهة، وقوة الأيديولوجيا والأفكار والخطاب، من جهة ثانية). . 3 وهي عبارة عن قدرة الدولة المشاطئة : ) Bargaining Power قوة المساومة والتفاوض( على تنظيم قواعد اللعبة، ووضع جداول أعمال المفاوضات في مسائل الموارد المائية المشتركة. وتحدد الدول المهيمنة شروط المعاهدات والمفاوضات وأطراف المعاهدات من خلال التأثير على الدول الضعيفة بغية الامتثال لقراراتها ومواقفها. . 4 : ) Power over Ideas ) ) أو قوة الأفكار Ideational Power ) قوة الأيديولوجية ويُقصــد بها قدرة دول النهر على فرض وإضفاء الشــرعية على أفكار وروايات = Pisa ,Italy, 2016,P.P.89-92 : لمزيد من التفاصيل حول هذه المحددات، انظر ((( Ejigu, N.,Construction of Grand Ethiopian Renaissance Dam on the Nile: Cause for Cooperation or Conflict among Egypt, Ethiopia and Sudan, (Master) Finland ,University of Tampere, 2016, p.p. 14-15 (2) Cascão, A., and Zeitoun, Mark, “Power, Hegemony and Critical Hydro Politics, in Anatone Earle ,Andres Jagerskog and Jokaim Ojendal, Transboundary Water Management: Principles and Practices , (Taylor& Francis Group, London & New York,2010) p.31
19
معينــة. بعبارة أخرى، القدرة على تشــكيل تصور الناس فيمــا يتعلق بتوزيع الموارد المشتركة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. ولعل المثال على ذلك ترويج )، وأن مياه النيل قضية وجودية Securitization مصــر لفكرة الأمننة بالنســبة للميــاه ) بالنسبة لمواطنيها، كما هي أيضًا قضية أمن قومي، وخط أحمر، لتبرير عدم الاقتراب منها من قبل دول المنبع، أو الاســتناد إليها لرفض أية مشــروعات مائية ترغب هذه الدول في القيام بها، أو الإيحاء للمجتمع الدولي، وللدول المشاطئة، وأيضًا للشعب . ((( في الداخل بإمكانية اتخاذ بعض الإجراءات الاستثنائية للدفاع عنها ويشــمل هذا النوع كذلك إخفاء المعلومات أو البيانات الضرورية (باســتخدام الصمت والسكوت عنها)، ومشاركة المعلومات الغامضة، والمماطلة عمدًا، في محاولة لإضفــاء وضــع معين، والإفراط في التأكيد على بعض القضايا الثانوية على حســاب القضايا الرئيسية، مثل رفض الجانب الإسرائيلي مشاركة بيانات حول استخدام المياه من قبل المســتوطنين المقيمين في الضفة الغربية، ومثل رفض مصر مناقشــة اتفاقية علــى طاولة المفاوضــات مع دول المنبع، واللعب على عنصر الوقت للحفاظ 1959 . ((( على موقعها المهيمن في حوض النيل ، من 2011 وربما لجأت إثيوبيا لنفس الأمر في مفاوضات سد النهضة منذ العام من 2012 حيث تعمّد إخفاء بعض المعلومات عن اللجنة الدولية التي تشــكّلت عام الأمننة هي إحدى النظريات الحديثة في العلاقات الدولية ودراسات الأمن، وقد ظهرت مع نهاية ((( ، وتعني قدرة الدولة أو القيادة Ole Waver الثمانينات من القرن الماضي من خلال أولي ويفر السياسية بها على تحويل قضايا معينة (كقضية المياه في دراستنا) إلى قضية أمنية عبر التأكيد على أنها قضية وجودية للأفراد وإقناعهم بذلك؛ ما قد يبرر اتخاذ إجراءات استثنائية في التعامل معها مثل بناء مشاريع هيدروليكية مثيرة للجدل، أو السعي لمنع الآخرين من إقامة مثل هذه المشاريع، ولكي يكون فعل الأمننة أكثر نجاحًا، يجب أن يكون أكثر قبوً بين الجماهير، بغضّ النظر : ولمزيد من التفاصيل عن نظرية الأمننة، انظر . عمّا إذا كان موضوع المشكلة تهديدًا حقيقيًا أم لا آب / أغسطس 31 ، في الموسوعة السياسية (تاريخ الدخول Securitization Theory نظرية الأمننة https://f24.link/flXSD : ) 2020 : وانظر أيضًا Akwei,B., Hydro Politics, Hydro-hegemony and the Problem of Egypt’s Securitization of The Eastern Nile Basin , ( Phd. ,) , Howard University , Washington , 2015 , p.113
(2)
Cascão, A., Ibid, p.32.
20
خبراء بواقع خبيرين من كل من الدول الثلاث وأربعة خبراء أجانب للنظر في مدى 10 31 تأثير الســد على دولتي المصب، والتي ســطّرت ذلك في توصياتها الختامية، في ، ثم في إطالة أمد التفاوض، والدخول في قضايا فرعية على حساب 2013 مايو/أيار القضايا الرئيسية، كما سيتضح ذلك فيما بعد. 2006 ) يوضح ركائز القوة للطرف المهيمن بحسب وارنر وزيتون 1 جدول ( القوة مكوناتها ملاحظات
قد يعطي ميزة في بعض أحيان إذا اقترن بعناصر القوة الأخرى. الأكثر تأثيرًا خاصةً عندما تتم الاستفادة منها بشكل تراكمي مع قوة التفاوض وقوة الأيديولوجيا والأفكار.
الموقع الجغرافي.
الجغرافية
-القوة الاقتصادية. -القوة العسكرية. -التقدم التكنولوجي. -الدعم السياسي والمالي الدولي.
المادية (الصلبة) Material
-تنظيم قواعد العملية التفاوضية. -وضع جداول أعمال المفاوضات في مسائل الموارد المائية المشتركة. -تحديد شروط المعاهدات والمفاوضات وأطراف المعاهدات. -فرض وإضفاء الشرعية على أفكار وروايات معينة (ترويج مصر فكرة الأمننة لمياه النيل). -إخفاء المعلومات أو البيانات الضرورية (باستخدام الصمت والسكوت عنها). -مشاركة المعلومات الغامضة، والمماطلة عمدًا في محاولة لإضفاء وضع معين. -الإفراط في التأكيد على بعض القضايا الثانوية على حساب القضايا الرئيسية.
المساومة Bargaining (التفاوض)
ترتبط قوتها إلى حدّ كبير بالقوة الصلبة.
الأيديولوجية Ideational
ترتبط قوتها إلى حدّ كبير بالقوة الصلبة.
أو قوة Power Power الأفكار over Ideas
من إعداد الباحث المصدر:
21
أنماط الهيمنة المائية لقد صنّف وارنر وزيتون الهيمنة المائية لثلاثة أنماط بحسب التفاعل بين الدول : ((( المشاطئة، هي . 1 ( Co ) الذي ينتج عنه إطار تعاوني - Shared control نمط الســيطرة المشــتركة ( ) باعتبار وجود مســاواة Positive - leadership في ظل قيادة تعاونية ) operative ( فعلية في الســيادة بين الدول المشــاطئة التي تتفق على مبادئ قانونية معترف بها في الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأنهار العابرة للحدود مثل مبدأ الاستخدام العادل والمنصف (مثال: نهر الراين بين سويسرا وفرنسا وألمانيا وهولندا). . 2 ( الذي ينتج عنه إطار Contested - control نمط السيطرة الخلافية المتنازع عليها ) ) بين الدول المشاطئة، وتكون المنافسة Competitive cut - throat تنافسي عنيف ( في أقســى حالاتها، وهو يقابل النمط الأول (مثال: أوزبكســتان كدولة مصب في حوض آمو داريا في مواجهة طاجيكستان وباقي دول المنبع). . 3 (، وهو الأكثر Consolidated - control نمط الســيطرة الموحدة (المتماســكة) ( ( Competitive but شــيوعًا مــن وجهة نظرهم، وينتج عنه إطار تنافســي كامــن ، بسبب نمط أو شكل الهيمنة التي يسعى الطرف المهيمن لتحقيقها والتي stifled ) (، بمعنى تحقيق مصالح Positive - leadership تتــراوح ما بين القيادة الإيجابيــة ( Negative للطرف المهيمن مع تلبية مصالح الآخرين أيضًا، والســيطرة الســلبية ( )؛ حيــث يســعى المهيمــن لتحقيق مصالحــه أوً بغضّ النظر عن Dominance مصالح الآخرين (حالة هيمنة مصر في نهر النيل). ) يوضح العلاقة بين نمط وطبيعة وشكل الهيمنة المائية في الأحواض المائية 2 جدول ( العابرة للحدود بحسب وارنر وزيتون
طبيعة التفاعل Nature of Interaction تعاوني Co-Operative
نمط أو شكل الهيمنة المائية Form of Hydro hegemony قيادة-إيجابية Positive-Leadership
نمط التفاعل Form of interaction
السيطرة المشتركة Shared Control
(1)
Source: Zeitoun ,M.,Ibid, p.443-444
22
قيادة-إيجابية Positive-Leadership سيطرة-سلبية NEGATIVE -DOMINITIVE
تنافسي (كامن) Competitive But Stifled
السيطرة الموحدة Consolidated- control
السيطرة الخلافية (المتنازع عليها) Contested-control
تنافسي عنيف Competitive Cut-Throat
متقلبة (متغيرة) Flux
Source: Idem
ونظــرًا لأهمية النمط الثالث، وأن معظــم التفاعلات المائية تقع في إطاره، فقد وضعا تفصيً لأبرز الاســتراتيجيات والتكتيكات المســتخدمة مــن الطرف المهيمن لتحقيق الســيطرة التضامنية الموحدة، كما لم يغفلا الإشارة للسياق الدولي، جنبًا إلى جنب المؤسســات المانحة، والوضع الجغرافي في إطار ما أســمياه الموارد الإكراهية )، ويمكــن تلخيــص أهم هذه الاســتراتيجيات والتكتيكات Resources Coercive ( : ((( والموارد الإكراهية على النحو التالي أولً: الستراتيجيات لقد حدد الباحثان ثلاث استراتيجيات أساسية لتحقيق الطرف المهيمن السيطرة، هي: -السيطرة (الستيلاء على الموارد) 1 ويتم ذلك من خلال إحداث وقائع ميدانية تتيح التحكم في الوصول إلى الموارد، مثل: حيازة الأرض، أو ضمها، أو القيام بأعمال هيدروليكية على نطاق واســع، ومن ) جنوب الأناضول، وما قامت GAP أمثلة ذلك ما فعلته تركيا بالنسبة لمشروع الغاب ( به إســرائيل بالنســبة لنهر الأردن، وكذلك ما فعلته مصر من خلال بناء الســد العالي على نهر النيل. (1) Zeitoun, M., Ibid, pp.445-446
23
-الحتواء 2 ويعني وجود طرف مهيمن تعاوني إلى حدّ كبير يسعى لتحقيق أهدافه عبر التعاون بالأســاس من خلال أربعة تكتيكات: قهرية وإغرائية نفعية وقانونية ومعرفية خطابية. ويعد السعي لصياغة وتوقيع معاهدة لصالح الهيمنة المائية هي التكتيك المفضل عند . 1994 استخدام استراتيجية الاحتواء، مثل المعاهدات الثنائية بين إسرائيل والأردن عام -التكامل 3 ويقوم التكامل على فكرة تشجيع الامتثال للاتفاقيات من خلال الحوافز، وكذلك من خلال استخدام الآليات النفعية. وهو النوع الثاني من التكتيكات ويتضمن الحوافز التجاريــة، والاعترافات الدبلوماســية، والحماية العســكرية. وقد تمتــد هذه الحوافز إلــى منافــع المياه الأخرى كالغــذاء والطاقة، كما هي الحال مثــً في نهر الأورانج بجنوب إفريقيا. : ((( - التكتيكات (الآليات)، وهي أربعة 3 -الإذعان القسري 1 ويتضمن: والتي نادرًا ما تُستخدم، لكنها فعّالة للغاية في تنفيذ استراتيجية أ-القوة العسكرية: الاســتيلاء على الموارد، مثل إمكانية قصف ســدّ، على سبيل المثال، في إطار إنشاء حقائــق على الأرض. وهناك مثال واضح في هذا الشــأن وهو المواجهة الســورية- ؛ حيث 1965 و 1951 الإسرائيلية على مشاريع تنمية المياه أعالي نهر الأردن في عامي وسيطرة 67 كانت الهجمات فعالة وأوقفت بشــكل دائم بناء المشــاريع، وبعد حرب إسرائيل على الجولان والأراضي الفلسطينية والضفة الغربية، باتت لها الهيمنة المائية، رغم أن المياه لم تكن سببًا لهذه الحرب. مثل إضعاف الجهاز السياسي أو العسكري أو ب-الأعمال الســرية غير المعلنة: الهيدروليكي للخصم، أو عقد اتفاق مع من سيفعلون ذلك، كدعم مصر لجبهة التحرير لحزب العمال 1998 الإريترية لمواجهة إثيوبيا على ســبيل المثال، ودعم سوريا حتى التركي. GAP الكردستاني في مواجهة مشروع (1) ibid, P.P.446-449
24
من خلال التهديد بعمل عســكري، أو فرض عقوبات ج-الضغــوط الإكراهيــة: اقتصادية أو عزلة سياسية، أو القيام بعمليات تجسس أو دعاية...إلخ. وقد تكون هذه الأداة الأكثر اســتخدامًا لتحقيق أي من الاســتراتيجيات الثلاثة للتحكــم في موارد المياه، ويدلّلان على ذلك بحالة مصر وإثيوبيا، واســتخدام مصر هذه الأدوات طيلة أربعة عقود باعتبارها أقوى طرف في حوض النيل. حيث يقوم الطرف المهيمن بالتلاعب بالوقت لبقاء الوضع د- المماطلة النشطة: الراهن كما هو عليه. -المتثال من خلال المنفعة 2 وهو التكتيك الثاني الذي يتم عبر أسلوب الحوافز، وتتضمن الحوافز التجارية، والاعترافات الدبلوماســية، والحماية العســكرية. وقد أثبتت مشاريع المياه أنها حافز فعّال للتعاون الذي يمكن أن يؤدي إلى علاقات مائية أكثر استقرارًا، مثل إنشاء شبكة الكهرباء النيلية بين أوغندا ومصر، وكذلك مثل خط الري الذي يمر عبر أقواس الثيران على طول نهر أورانج بين جنوب إفريقيا وناميبيا. -آليات الإخضاع القانوني للمعاهدات 3 من خلال توقيع اتفاقية لإضفاء الطابع المؤسسي على الوضع المهيمن الراهن، بين مصر والســودان، حيث يمكن للجانب الأقوى 1959 كمــا هــو الحال في اتفاقية صياغة معاهدة تعكس التفاوتات القائمة، واستخدام الإكراه لإجبار الطرف غير المهيمن علــى التوقيع عليها، ويدلّل وارنر وزيتــون، على ذلك بالمعاهدة التي وقّعتها بريطانيا . وقد لاحظ الصليب الأحمر أن المحاولات ((( 1902 نيابــة عــن مصر مع إثيوبيا، عام المجزّأة لحل النزاعات حول المياه، والتي تستثني دول الحوض الأخرى تُضعف بشكل بين 1994 كبيــر فــرص تحقيق حلول طويلة الأجل. وأمثلة ذلك اتفاقية الســ م لعام بين مصر 1959 إسرائيل والأردن، والتي استبعدت الفلسطينيين ولبنان وسوريا، واتفاقية والسودان التي تجاهلت جميع الدول الأخرى الواقعة على ضفاف النيل وأهمها إثيوبيا. . سيرد ذكرها في الفصل الثاني (((
25
-آلية الإذعان للهيمنة 4 وتتضمن عدة تكتيكات فرعية منها تكتيك خطاب الأمْنَنَة، بمعنى الترويج لفكرة ربط موضوع المياه بالأمن سواء أكان ذلك الربط مبنيّا على أسس معرفية دقيقة أم لا. ، الذي يقوم على إخفاء جوانب معينة من العلاقات " الخطاب المقبول " ومنها تكتيك النهرية (مثل التوزيع غير العادل)، مع التركيز على جوانب أخرى (مثل مزايا التعاون الفني)، ويدللان على ذلك بعدة أمثلة، منها: الخطاب المصري الرســمي الذي يروّج لفوائد مبادرة حوض النيل، والخطاب الإســرائيلي الرســمي للتعاون من خلال لجنة المياه الفلسطينية-الإســرائيلية المشتركة. وقد طغت الخطابات المصرية والإسرائيلية، على ســبيل المثال، بشــكل فعّال على وجهات النظر المعارِضة التي قدّمها المجتمع المدني الإثيوبي أو الفلســطيني في المنتديات الدولية ووســائل الإعلام، فضً عمّا يُعرف ببناء المعرفة، بمعنى الترويج لمقولات خاصة بالمياه ســواء أكان ذلك اســتنادًا لمعلومات دقيقة أم لا، بهدف المناورة، أو تقليل الضغوط سواء الداخلية أو الخارجية، ومن ذلك إعطاء مصر وجهات نظر غير دقيقة عن وضعها المائي سواء لمواطنيها، أو المؤسسات الدولية المانحة، أو الأصدقاء. ((( ثالثًا: الموارد الإكراهية وتتضمن السياق (النظام) الدولي والمؤسسات الدولية والموقع الجغرافي. فتمتّع الطرف المهيمن بمكانة سياسية مفضّلة عالميًا يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى وضع أفضل في المنافســة على المياه. مثال على ذلك: يرتبط بقاء مصر وإســرائيل كقوتين مهيمنتيــن فــي أحواض الأنهار جزئيًا على الأقل بحقيقة أنهما كانا أكبر متلقيْن للدعم المالي والسياسي الأميركي، ومن وجهة نظرهما قد يلعب الاستعمار دورًا مهمّا في فهم نطاق الصراع والهيمنة في الأحواض المائية العابرة للحدود، فقد أدى تفضيل بريطانيا ، أو تفضيلها لمصر والسودان على إثيوبيا 1929 الاستعمارية لمصر على السودان، عام ، إلى توقيع معاهدات لا تتسم بالتوازن 1959 وأوغندا ودول مشاطئة أخرى للنيل، عام ضد دول المنبع، بل إنه قد تمّ استبعاد هذه الدول تمامًا من معاهدات أخرى. أما الحشد المالي الدولي، والانحياز في تمويل المؤسسات الدولية لدول الحوض، (1) Ibid., P.P.449-450
26
فيلعــب هــو الأخر دورًا مهمّا في تعزيز الطرف المهيمن. وقد يكون هذا الانحياز في أحد أسبابه نتيجة تأثر سياسات البنك الدولي ببعض موظفيه الذين ينتمون لهذه الدولة أو تلك، ويدللان على ذلك بانحياز البنك الدولي لصالح مصر على حساب إثيوبيا. وهنــاك الموقــع الجغرافي داخل الحوض، والذي يعطــي لدولة المنبع إمكانية تحويــل مجرى النهر والإفراط في الاســتخدام وما ينجــم عنه من تلوث كما يُمكّنها مــن تأخيــر التدفــق المائي، وربما يكون الموقــع الجغرافي هو الشــكل الأكثر ثباتًا للموارد القسرية. ) يوضح نمط السيطرة الموحدة واستراتيجيات وتكتيكات الطرف المهيمن 1 شكل ( لتحقيقها*
Source: Zeitoun ,M., and Warner, J., " Hydro-hegemony – a framework for analysis of trans-boundary water conflicts " , Water Policy, (No.8 ,2006) , p.445
ملاحظات حول إطار الهيمنة المائية منذ وضع وارنر وزيتون الإطار النظري لـلهيمنة المائية، قام العديد من الباحثين بتطبيقه على دراســة حالات محددة، مثل أنهار: الأردن والنيل وميكونغ جنوب شرق ، وقد تركزت معظم هذه 2008 - 2006 آســيا، ودجلة والفرات، وذلك في الفترة مــن الدراســات على نماذج نهري دجلة والفرات ونهر الأردن ونهر النيل لوضوح الطرف
27
المهيمن، وهو تركيا وإسرائيل ومصر على الترتيب، كما في الشكل أدناه. - 2006 ) يوضح نقاط القوة في كل من حوض أنهار دجلة والفرات والأردن والنيل 3 جدول ( *2008 أولً: حوض نهري دجلة والفرات الحوض القوة الجغرافية القوة المادية قوة المساومة قوة الأفكار تركيا قوية قوية قوية قوية سوريا ضعيف ضعيف متوسط ضعيف العراق ضعيف ضعيف متوسط ضعيف * نهرا دجلة والفرات ينبعان من تركيا ويمرّان بسوريا وصوً إلى العراق. ثانيًا: حوض نهر الأردن الحوض القوة الجغرافية القوة المادية قوة المساومة قوة الأفكار الأردن جيد جدًّا ضعيف متوسط ضعيف إسرائيل متوسط قوية قوية قوية السلطة الفلسطينية ضعيف ضعيف-متوسط نسبيًّا متوسط ضعيف-متوسط نسبيًّا * ينبع نهر الأردن من الحدود الســورية-اللبنانية ويمر بفلســطين وصوً إلى الأردن ليصب في البحر الميت. وتعد دولة الاحتلال الإسرائيلي دولة ممر. ثالثًا: حوض نهر النيل الحوض القوة الجغرافية القوة المادية قوة المساومة قوة الأفكار إثيوبيا قوي ضعيف متوسط ضعيف السودان أكثر من متوسط أكثر من متوسط أكثر من متوسط ضعيف مصر ضعيف قوي قوي قوي * ينبع نهر النيل من إثيوبيا بالأساس ويمر بالسودان وصوً إلى مصر. SOURCE: Cascão, A., Ibid, p.33 وبالتالي، باتت الملاحظة الأولى للإطار هو محدودية تطبيقه، خاصة في الحالات . ((( التي لا تكون فيها الهيمنة ظاهرة (1) Grandi,M.,,Ibid,P..92-
28
كمــا يلاحــظ ثانيًا أن الإطار لا يركز كثيرًا على عمليات التنافس، أو التحدي أو العمليات المضادة للهيمنة التي يمكن أن تقوم بها القوى غير المهيمنة والتي قد تؤدي . ((( لتعديل أو حتى تغيير نظام الهيمنة انتقادًا ثالثًا وهو عدم وضع ((( ( Jenny Kehl بينما أضاف آخرون مثل جيني كيل ( مقاييــس للبُعد الخارجي، أو مؤشــرات تفصيلية لقيــاس كل عنصر من عناصر القوة . ((( المتباينة ومن ناحية رابعة، فإنّ هذا الإطار والنظرية التقليدية للهيمنة تجعل عناصر القوة الأربعة متســاوية، عكس نظرية السياسة المائية النقدية التي ظهرت لاحقًا، والتي ترى بوجود تباين بين هذه العناصر بما قد يعطي مســاحة للقوى الأضعف (غير المهيمنة) لاستخدامها في مواجهة القوى المهيمنة الكبرى. فالموقع الجغرافي لدول المنبع يكون مؤثــرًا فقــط إذا تم دمجه مع القوة المادية والمالية والجيوسياســية (تركيا في حوض نهــري دجلة والفــرات)، وفي حالات أخرى يكون أقل أهمية فــي تكوينات الهيمنة المائيــة المختلفــة (إثيوبيا وباقي دول المنبع في حالة حــوض النيل)، كما أن بعض عناصر القوة الناعمة (المساومة والأفكار) قد تقل فاعليتها بالنسبة للدول غير المهيمنة في ظل وجود عناصر القوة الصلبة لدى الطرف المهيمن، بل قد تكون تكريسًا وترجمة لها. كما أن القوى غير المهيمنة تقل قدرتها على المساومة في حال صعوبة الحصول على المعلومات والبيانات (حالة فلســطين ضد إسرائيل)، تمامًا كما أنّ القوة الفكرية هي عاكســة للهيمنة وعدم تكافؤ القوة، أي هي مفســرة للاختلال في العلاقات بين القوى المتشــاطئة كما هي الحال مثً من اســتغلال إسرائيل قوتها المادية في عملية ، كما أنها (إسرائيل) استفادت 1994 المســاومة مع الأردن في مفاوضات وادي عربة، (1) Frederiks W., Rooden, E., Trans boundary Water Troubles in Africa:An Interdisciplinary Case Study of the Grand Ethiopian Renaissance Dam and its Influence on the Nile Basin, (Utrecht University, Netherland, 2020, pp.27-28 جيني كيل، مديرة مركز سياسات المياه ورئيس مجلس إدارة كلية علوم المياه العذبة بجامعة ((( . ويسكونسن ميلووكي الأميركية (3) Zinzania, A., Menga, F., “The Circle of Hydro-Hegemony between riparian states, Development Policies and Borderlands: Evidence from the Talas Waterscape (Kyrgyzstan- Kazakhstan)” ,Science Direct, ( Vol. 85, October 2017),P.113
29
من قوتها الفكرية وإن بنجاح محدود، من خلال اســتبعاد قضية وصول الفلســطينيين . ((( إلى نهر الأردن من جدول أعمال تلك المفاوضات بمعنى آخر، هناك من يرى أنّ كل أشكال القوة متباينة وفقًا لإطار الهيمنة، وأن القوة المادية، العســكرية والاقتصادية، ربما تكون الأكثر أهمية، ويؤدي التباين بشأنها إلى تحديد الطرف المهيمن على المياه، لاســيما عندما تقترن بالقوتين الناعمتين؛ قوة المساومة والقوة الفكرية. ويلي القوة المادية في الأهمية قوة المساومة التي تكون أكثر . ((( تأثيرًا من قوة الموقع الجغرافي أو القوة الفكرية وقد دفع هذا بعض الباحثين إلى محاولة إدخال تعديل بسيط على هيكل الهيمنة المائية ليصبح بمنزلة دائرة تتداخل فيها العناصر الثلاث: القوة والمساومة والأفكار، مع ؛ ما يعني أن القيمة النسبية لكل The Circle of Hydro - Hegemony بعضها البعض (( شكل من أشكال القوة الثلاث يمكن أن تختلف اعتمادًا على الموقف الذي تجد فيه دول حوض النهر أنفســها، وبالتالي بدً من قياس الوزن النسبي لكل منها، قد يكون مناســبًا ملاحظة أشــكال القوة الأكثر استخدامًا داخل كل حوض مائي، ومحاولة فهم . ((( الأسباب الكامنة وراء مثل هذه الخيارات كما هو موضح بالرسم
(1)
Cascão, A., Ibid, p.34
(2) Kehl, J., “Hydro political Complexes and Asymmetrical Power: Conflict, Cooperation, and Governance of International River Systems, Journal of World-Systems Research, (Vol.17, No.1, 2011), 218-235. (3) Menga, F.,” Re -conceptualizing Hegemony: The Circle of Hydro-Hegemony”. Water Policy, (Vol.18, No.2, 2016). P.412.
30
) يوضح التفاعل بين ركائز القوة المختلفة 2 شكل (
Source: - Menga, F., " Re -conceptualizing Hegemony: The Circle of Hydro- Hegemony " . Water Policy, (Vol.18, No.2, 2016). P.412
ثانيًا: الإطار الديناميكي لتفاعلات المياه العابرة للحدود (Framework of Dynamic Trans boundary) Water Interaction إزاء هــذه الملاحظات بخصوص إطار الهيمنة المائية والنظرية التقليدية للهيمنة التي تمنح Critical Hydro Politics المائيــة، ظهرت نظرية السياســة المائية النقديــة الأطراف غير المهيمنة مساحة في التفاوض والمساومة. Ana وقد طوّرت الباحثة بمعهد ســتوكهولم الدولي للمياه، آنا إليســا كاسكاو ( ، طورت إطارًا نظريّا Zeitoun ( 2010 )، ثم بتعاونها مع زيتون ) 2008 ( ) Elisa Cascão آخر للهيمنة المضادة للدول الأضعف في الحوض والاستراتيجيات التي تتبعها الدول غيــر المهيمنة في مواجهة الدولة المهيمنة، يقــوم على تفكيك ركائز القوة، لإعطائها
31
أوزانًا نســبية، كما ينطلق من فرضية أن التفوق في أحد أبعاد القوة المحددة لا يعني بالضرورة التفوق في الأبعاد الأخرى، وبالتالي إفســاح المجال لاستراتيجيات مضادة تركز على أبعاد القوة حيث تكون الدول غير المهيمنة أقل ضعفًا نسبيًا. كما اقترحت قائمــة من المؤشــرات لكل بُعد من أبعاد القــوة، بينما طورت ريبيكا 2011 ( Kehl ) ) طريقة 2013 ) الباحثة بقســم الجغرافيا فــي كلية لندن ( Rebecca Farnum فارنــوم ( منهجية لحســاب المؤشــرات المرجّحة في إطارها الخاص بالهيمنة المائية، وكلتاهما تســتهدفان توســيع هذا الإطار لالتقاط أفضل الديناميات المتطورة للتغيير في مقاييس . ((( القوة غير المتكافئة وكانــت آخر هذه الجهود الإطار الديناميكــي لتفاعلات المياه العابرة للحدود الذي يشــير إلــى أن عمليات الهيمنة ((( ) 2017 بواســطة زيتون وكاســكاو وآخرين ( والهيمنــة المضــادة تحدث في وقت واحد، وأن هذه العمليــات قد يترتب عليها إما بقــاء نظــام الهيمنة الراهن أو مقاومته وإصلاحــه جزئيّا، أو حتى تحديه بما قد يؤدي إلى تغييره كليّا وبروز نظام جديد، على اعتبار أن الهيمنة علاقة تفاعلية وفق غرامشي : ((( وغيره. لذا، حددوا ثلاث آليات للمقاومة والهيمنة المضادة، هي وذلك عن طريق العنف أو التخريب ضد عناصر النظام المهيمن، - آلية الإكراه: 1 مضادة لمصالحه، ((( أو مجرد التهديد بالقيام بتدمير أو تشــييد بنية تحتية هيدروليكية كما هو حاصل في حالة المياه العابرة للحدود (مثال: حالة إثيوبيا وســد النهضة كما سيتضح بالشرح فيما بعد). ويمكن وضع هذه التكتيكات في إطار ركائز القوة الصلبة العســكرية أساسًــا، (1) Grandi,M.,,Ibid,P.p.94-.96 ) ) من قسم Naho Mirumachi أنا إليسا كاسكاو، وجيرون وارنر، وناهو ميروماتشي : هؤلاء هم ((( ) من برنامج المياه والأراضي والنظم Nathanial Matthews الجغرافيا بكلية لندن، وناثانيال ماثيوز ( من جامعة مانشستر البريطانية، وريبيكا فارنوم Filippo ) ( Menga البيئية بسريلانكا، وفيليبو مينجا . التي سبقت الإشارة إليها (3) Zeitoun, M., Casca˜o, A., Warner, J. , Mirumachi, N., Matthews, N., and (Others), Trans boundary water Interaction III: Contest and Compliance, International Environmental Agreements: Politics, Law and Economics, (Vol.17,No.2, 2017), pp.274-275 )، هو علم إدارة حركة السوائل، وهو فرع من العلوم الهندسية. Hydraulics الهيدروليكا ( (((
32
وكذلــك القــوة الاقتصاديــة بالنظر إلــى الجزء الخــاص بإمكانية تشــييد بنية تحتية هيدروليكية، كما يمكن وضعها ضمن إطار اســتراتيجية الســيطرة أو الاســتيلاء على الموارد الخاصة بالطرف المهيمن، لاســيما ما يتعلق بإقرار حقائق على الأرض مثل إنشاء أعمال هيدروليكية كالسدود أو أية بنية تحتية أخرى. كما يمكن أن تستخدم كافة تكتيكات الطرف المهيمن، خاصة ما يتعلق بالإذعان القسري. وتتم عن طريق تشــكيل تحالفات استراتيجية، سواء مع الخصم - آلية النفوذ: 2 المهيمن أو مع الجهات الفاعلة غير المهيمنة الأخرى، لتحسين القدرة على المساومة، وإطلاق المبادرات المائية الدبلوماســية، واســتخدام مبادئ القانون الدولي للطعن في الأطر القانونية والأوضاع القائمة، أو حشد مصادر بديلة لتمويل مشاريع البنية التحتية الكبيرة كما هي الحال مع إثيوبيا وسد النهضة. ويمكن وضع هذه التكتيكات بالأساس في إطار ركيزة قوة المساومة، واستراتيجية الاحتواء، والتكامل. وقد تتضمن التكتيكات الأربع للطرف المهيمن. وهي الخاصة بركيزة الأيديولوجيا أو الخطاب؛ حيث تسعى هذه - آلية التغيير: 3 الآليــات التحويلية / التغييرية للهيمنة المضادة إلى تحويل وتغيير النظام المهيمن من خلال التقويض المباشــر أو غير المباشــر لشرعية المؤسسات أو الأسس التي تدعمه أو التي يقوم عليها، من خلال التشــكيك في الفهم المقبول على نطاق واســع للواقع وطــرح أجندات وخطابات سياســية بديلة، في محاولة لبناء المعرفة والســعي لتغيير قناعات المســتهدفين جنبًا إلى جنبِ القوة المادية. ومن ذلك مث ً: الترويج لرؤية أن حــل نــزاع ما على المياه إنما يتم من خلال إعادة توزيع التدفقات المائية، وذلك في مواجهة الخطاب السائد ببقاء الحصص المائية كما هي عليه. ويمكن وضع هذه الآلية ضمن ركيزة قوة الأفكار والأيديولوجيا وضمن استراتيجية الاحتواء والتكامل وكذلك ضمن تكتيك الأيديولوجيا والأفكار.
33
2017 - 2010 ) يوضح آليات التنافس والهيمنة المضادة بحسب زيتون وآخرين 4 جدول ( الآلية الأدوات نوع القوة الستراتيجية التكتيك
إذعان قسري (قوة عسكرية) إذعان قسري (قوة عسكرية
تقوم بالتنفيذ المباشر) أو أعمال سرية تقوم بالتنفيذ غير المباشر إذعان قسري بممارسة ضغوط إكراهية إذعان قسري بالقوة العسكرية إذعان قسري عام
الاستيلاء على الموارد
قوة صلبة (عسكرية)
- العنف
الإكراه
- التخريب ضد عناصر النظام المهيمن التهديد بالتخريب ضد عناصر النظام المهيمن -تدمير بنية تحتية هيدروليكية مضادة -تشييد بنية تحتية هيدروليكية مضادة (حالة إثيوبيا وسد النهضة)
الاستيلاء على الموارد
الاستيلاء على الموارد
الاستيلاء على الموارد
الاستيلاء على الموارد
34
-تشكيل تحالفات استراتيجية سواء مع الخصم المهيمن أو مع الجهات الفاعلة غير المهيمنة الأخرى، لتحسين القدرة على المساومة -إطلاق المبادرات المائية الدبلوماسية -استخدام مبادئ القانون الدولي للطعن في الأطر القانونية والأوضاع القائمة - حشد مصادر بديلة لتمويل مشاريع البنية التحتية الكبيرة (حالة إثيوبيا وسد النهضة) التقويض المباشر أو غير المباشر لشرعية المؤسسات أو الأسس التي تدعم
مساومة لإنتاج الامتثال والإذعان
النفوذ
الاحتواء
مساومة
الاحتواء
مساومة
مساومة
احتواء
قانونية- أيديولوجية
مساومة
قوة صلبة (اقتصادية)
استيلاء على الموارد-احتواء
نفعية-أيديولوجية
التغيير (الأيديولوجيا)
قانونية- أيديولوجية
احتواء
مساومة
35
الطرف المهيمن أو التي يقوم عليها طرح جداول أعمال أجندات سياسية بديلة
مساومة
قانونية- أيديولوجية
احتواء
احتواء
مساومة
أيديولوجية
بناء المعرفة والسعي
لتغيير قناعات المستهدفين من هذه الخطابات
الخانات الخاصة بركائز القوة والاستراتيجية والتكتيكات من وضع الباحث استنادًا لنمط المصدر: .2006 السيطرة الموحدة الذي وضعه زيتون ووارنر، عام هذه الآليات الثلاثة، كما يلاحَظ من الشــكل الســابق، تتوافق أيضًا مع الركائز المختلفــة للقــوة الصلبــة والناعمة، وإن كان مــن الملاحظ أنها لم تشــر إلى القوة الاقتصادية، اللهم إلا إذا اعتبرنا أنها وردت في ســياق الحديث عن تشــييد بنية تحتية هيدروليكية، مثل حالة سد النهضة، لمواجهة الطرف المهيمن. كمــا يلاحظ ثانيًا أنها لم تشــر للتكتيكات النفعيــة الخاصة بتقديم حوافز لباقي الأطراف المهيمنة حال الرغبة في تشــكيل تحالــف في إطار النفوذ لمواجهة الطرف المهيمن، وربما يعود ذلك من وجهة نظرنا إلى ضعف إمكانات الأطراف غير المهيمنة. أما بالنسبة لآليات إنتاج الامتثال والإذعان الخاصة بالطرف المهيمن فلم تخرج ، وهي 2006 عــن تلــك الآليات والتكتيكات التــي وضعها إطار الهيمنة المائيــة عام التكتيكات: القســرية، والنفعية، والقانونية، والأيديولوجية.. لكنها زادت عن تكتيكات الأطراف غير المهيمنة بإضافة التكتيك النفعي المتعلق بالحوافز. ووفقًا لهذا الإطار، فإنّ كل طرف يســعى من خلال آلياته إلى تحقيق مصالحه على حساب الطرف الآخر، وقد تكون المعركة صفرية أو تعاونية إلى أقصى درجة، أو قد يكون هناك نقاط التقاء بين الجانبين؛ حيث تقع معظم التفاعلات المائية حول العالم فــي الجــزء المتداخل بينهما وهو ما يُحدّد مقياس شــدة التعاون/الصراع في العلاقة
36
Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184 Page 185 Page 186 Page 187 Page 188 Page 189 Page 190 Page 191 Page 192 Page 193 Page 194 Page 195 Page 196 Page 197 Page 198 Page 199 Page 200Made with FlippingBook Online newsletter