يرصد الكتاب ملامح التنافس "الجهادي" بين تنظيمي "الدولة الإسلامية" والقاعدة في الساحل والصحراء الكبرى عبر متابعة تاريخ وجود النشاط السلفي الجهادي المسلح في المنطقة، ومراحل التَّشكُّل والتطور، ثم الانقسامات التي عرفتها بعض التنظيمات الجهادية، قبل أن تصل عدوى انقسام الجماعات الجهادية التي اجتاحت العالم وقسَّمتها إلى فسطاطين متصارعين؛ بدأ صراعهما على شرعية تَمْثِيل الحركة الجهادية العالمية، في المشرق العربي، واستقطاب أنصارها وجنودها والمؤمنين بفكرها وشرعية قتالها، ثم انتقال عدوى الصراع والتنافس إلى منطقة الصحراء الكبرى وشمال وغرب إفريقيا.
1438 ـه
- م
الطبعة الأولى : كانون الثاني يناير /
2017
ردمك 978-614-01-2151-5
جميع الحقوق محفوظة
الدوحة قطر -
)+
( 974
- 4930218
- 4930183
هواتف: 4930181 فاكس: 4831346
( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net
يمنـــع نأـــس عو اأـــجعمام عه جـــكت مـــن هـــلا الكجـــاأ بإيـــة وأـــي ة ج ـــويرية عو لكجرونيـــة عو ميكانيكية بما في للك الجأجيم الفوجـوررافي والجأـجيم ى ـى عةـرطة عو ع ـراو مقـروتأ عو بإيـة وأــي ة نةــر عبــرف بمــا في ــا حفــ ظ المع ومــا ، واأــجرجاى ا مــن دون لن بطــي مــن الناةــر
إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأي
ش . م . ل
التنضيد وفرز الألوان: عبجد ررافيكس ، بيروت - الطباعة: مطابع الدار العربية ل ع وم ، بيروت -
هاتف
(+9611) 785107
هاتف
(+9611) 786233
ةكر وجقدير
نشر في
زيرة ا للدراسات
لمركز
الشكر
م ف المؤل بوافر
لإسهامه
والتقدير
يتقد
المعرفة، ُ ويأمل أن ي ُ َ م َ ل ث هذا العمل إضافة للمكتبة العربية ولمكتبة دراسات الاجتماع السياسي بشكل خاص. كما يتقد زيل الشكر لكل م من أسهم في إعداد الكتاا وإخراجاه في
مصادر
ص هود لم يكن هذا العمل ليرى النور. و صورته النهائية؛ فبدون تضافر تلك ا ا ً زيرة للدراسات لمساعدتها في تطوير الكتا بدء بالشكر إدارة البحوث بمركز ا ً ا بمراجعاة فصاوا الكتاا وإباداء ً بمناقشة التصور ووضع الإطار العام، مرور الملاحظات بغ توياته. كما يشاكر بتنسيق النص وترتيب ً رض تطويرها، وانتهاء ً إدارة النشر والعلاقات العامة بالمركز لمساعدتها في تأمين المراحل النهائية لهذا العمل ا قسم الإدارة والتنسايق ً من قبيل التدقيق اللغوي والتصميم والإخراج الفني، وأيض ً لمتابعة عملية الطباعة والتوزيع.
5
المحجويا
................................ ................................ ......................... 9 الباأ الأوم جنظيم " الدولة الإألامية فجح"و" فريقيا " الفصل الأول: من القاعدة " إلى الدولة الإسلامية " ................................ .............. 51 الفصل الثاني: " الدولة الإسلامية " وتونس ليبيا : غربا تتمدد والصحراء الكبرى .......... 73
مقدمة
والجزائر
"لاية ................................ ........ 15
الجماعة الو " إلى
الفصل الثالث: من ": حرام بوكو "
الباأ الثاني
الإألامي :
القاىدأ المغرأ ببلاد
الجلور والح فات الفصل الأول: " فتح" الصحراء ................................ ................................ 91 الفصل الثاني: البنية الهيكلية لإمارة الصحراء ................................ ............... 541 الفصل الثالث: حلفاء القاعدة أزواد في ................................ ...................... 591 ................................ ................................ ..................... 541 المراجع ................................ ................................ .............. 543
خاتمة
قائمة
7
مقدمة
هادي" رصد ملامح التنافس "ا يسعى هذا الكتاب إ بين القاعدة وتنظيم " الدولة الإسلامية" في الساحل والصحراء عبر متابعة تاريخ وجود النشاط السلفي هادي المسلح في المنطقة، ا عرفتها ل والتطور، ثم الانقسامات ال شك ومراحل الت هادية التي ماعات ا هادية، قبل أن تصل عدوى انقسام ا بعض التنظيمات ا فسطاطين متصارعين؛ بدأ صراعهما علتيى رتيرعية متها إ اجتاحت العالم وقس هادية العالمية، في المشرق العر ركة ا يل ا ِ ث ْ م َ ت ِْ َ بتيي، واستقطاب أن صارها وجنودها منطقتية والمؤمنين بفكرها وررعية قتالها، ثم انتقال عدوى الصراع والتنتيافس إ الصحراء الكبرى وشمال وغرب إفريقيا. فقد ظلت هذه المنطقة، أي الساحل والصحراء الكبرى، طيلة العقدين الماضتييين ً ا من تنظتييم القاعتيدة ً ا لنشاط وتنامي حركات جهادية ترى نفسها جزء ًّ حيوي ً ًّ جاءت مرحلة الانقسام الكبرى عشية ظهور تنظتييم "الدولتية وتدين له بالولاء، ح الإسلامية في العراق والشام" سنة 3102 ركتية ، ومنازعته لقيادة القاعدة، في زعامة ا ل إعلان ت هادية العالمية؛ حيث رك ا نظيم "الدولة الإسلامية" ل لافة الرارتيدة" "ا ً ماعتيات تات هادية"، وأعاد تشكيل خريطتية ا ضرب مختلف الساحات "ا منطقة الصحراء الكبرى والساحل؛ حيتيث ، وصلت توابعه إ التوجه السلفي القتا عرفت بعض التنظيمات فيها انقسامات داخلية على أساس الولاء كما حصتيل متي جماعة "المرابطون"، والقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في ا زائر، بينما أعلنت تنظيمات أخرى نفض اليد من بيعة تنظيم القاعدة، والولاء للدولة الإسلامية كما حصتيل متي هاد" في نيجيريا (بوكو حرام)، ووصتيل اممتير حتيد ة للدعوة وا ن جماعة "أهل الس . ذرة في شمال ما الاقتتال في ليبيا والترارق الإعلامي في تونس، والقطيعة ا ً ً
مجا لا زلزا لا
تي
9
ا في صيرورة هذا التنافس باين التنظايمين ً ويسعى هذا الكتا للبحث أيض ً ا ً وآلياته ومآلاته، وامطراف الفاعلة فيه وامخرى الثانوية، معتمد ً في جزء كبير منه
ُ على معلومات جمعت ُ ل ، ها خلاا سبعة أعوام من البحث والدراسة ث لتها رحلة َ صحراء أ قيق قمت بها إ و َ َ ز َ َ و َ ْ اد ْ في شماا ما في النصف الثاا مان شاهر إبريل / نيسان والنصف اموا من شهر مايو / أيار عام 5155 ، تمك نت خلالها من جمع كثير من المعلومات عبر ماعاات مقابلات ولقاءات وجلسات مع قادة وعناصر ا هادية وسكان المنطقة. ا
ق للمعلومات المتعلقة بتاريخ هذه في الكتا على السرد المتدف ُ وقد اعتمدت ُ يتناولها فهم الإطار الزما والمكا للأحداث ال ماعات، مع مقاربة تسعى إ ا طات ال الكتا ، وعلاقات الاتساق و تنافر بين امطاراف الفاعلاة في صاناعة يطرحها الكتا ، كما تنحاو تلاك ة للإشكاليات الكبرى ال َ ل ِّ ص َ ؤ ُ امحداث الم َِّ َ ُ هادية على اختلاف ولاءاتهاا بااطي ماعات ا اولة فهم علاقة ا المقاربة إ لها ل تضنها، والعلاقات البينية لفرقائها وما غرافي الذي الاجتماعي وا ٍّ من مد ٍّ ٍ ر ْ ز َ وج ٍ ْ ، ب بذا جهود مضنية واستدرار سنوات عديدة مان البحاث وهو ما تطل والتحري للتغلب على جملة صعا واجهتني منذ البداية، أولها الغيا شبه التاام ثيثة لاساتنطاق للمصادر والمراجع، والاعتماد على السعي المستمر واطاولات ا امحداث الميدانية والشهود والفاع ماعات لين الميدانيين، من قادة وعناصر تلك ا وشركائهم في امرض. ل إعاادة لصاياغة كتاا "القاعادة شك ُ كما أن الكتا في بابه الثا ي ا وأصادره مركاز ً ه سابق ُ فت وحلفاؤها في أزواد: النشأة وأسرار التوسع" الذي أل ً ُ زيرة للدراسات عام ا 5154 ا متلاحقة عرفتها ً أحداث ، لكن ً المنطقة دفعت بااي اولة إعادة صياغته وتنقيحه، وإضافة مستجدات له، بينها فصل كامل يتعلق إ ماعة بوكو حرام، فض ً ً تلاف ات مس عن بع امحداث والتطورات ال مستويات الكتا وفصوله وعناوينه، مع إضافة معلومات تتعلق بتاريخ أحاداث تضمنها الكتا السابق، لكن مقتضي لات ات البحث والتحاري والتادقيق أج . ظهورها في النسخة امو
لا
01
مل عنوان "تنظيم الدولة ف الكتا من بابين، اموا منهما الإسالامية
يتأل
و
وفتح إفريقي ا َ ثلاثة فصوا، وقد خص ُ صت ُ ه للحديث عان تنظايم " الدولاة الإسلامية ؛" َ حيث أ َ ْ ف ْ َ ر َ ْ د ْ ت الفصل اموا لمتابعة ميلاد تنظيم "الدولاة الإسالامية في العراق والشام" قبل أن ينشق ن ع ُ تنظيم القاعدة وي ُ ْ ع ْ ِ ل ِ لافة الإسلامية، ن ا ويعا هاذا َ الفصل مراحل َ َ ت َ َ ش َ ك ِ ل ِ التنظيم ، وأسبا خلافه مع قيادة تنظايم القاعادة في "بالاد خراسان"، ومواجهاته المسلحة مع"جبهة النصرة" قبل انفصالها تنظيمي ا ع ن القاعدة. أما الفصل الثا فيتناوا ظروف وسياق وصوا تنظيم " الدولة الإسلامية " إ منطقة المغر العر باي والصحر اء الكبرى، ي و رصد فروع التنظيم في ليبيا وتونس . زائر وصحراء أزواد في شماا ما وا بينما خص ْ ص ْ ُ ت ُ الفصل الثالث ا للحديث عن جماعة "أهال الس ن ة للادعوة و هاد" المعروفة إعلامي ا ا باسم "بوك و حرام بايعات تنظايم "، الا " الدولاة الإسلامية سنة " 5151 ، وتطر ْ ق ْ ُ ت ُ ماعة، والظروف الا في هذا الفصل لتاريخ ا اكتنفت ميلادها، والتطو مر رات ال عرفتاها خالاا ت بها والانشقاقات الا مرحلة بيعتها لتنظيم مسيرتها، ح الدولة " الإسلامية " وما تلا تلك من خلافاات َ داخلية بعد قرار قيادة تنظيم الدولة ع َ ْ ز ْ ماعة ا أمير ا "أبو بكر الشكوي"، كماا تطر ماعة "أنصار المسلمين في بلاد السودان" المعروفة باسام قت في هذا الفصل "أنصار" المنشقة عن جماعة " بوكو حرام". أما البا الثا فحمل عنوان "القا عدة ببلاد المغر الإسالامي ا : ا ذور لفاء"، وقد خص وا صته للحديث عن تنظيم القاعدة ببلاد المغار الإسالامي، ركات المتحالفة معه في المنطقة. وا ثلاثة م ُ ض َ وي ُ َ فصوا، يتناوا أولها ظروف نشأة زائر، والتقل التنظيم في ا عاشها، وأس بات ال ب َ ا ت َ َ و َ س عه، وانتشااره في شمااا مر ، والمراحل ال ما نشبت بين أمرا بها، والصراعات ال ئ ه وقادته في المنطقاة، ا و ستراتيجيته التوس عية في المنطقة، فض ً لا ً عن علاقته مع تنظيم"القاعادة في بالاد خراسان"، وت ا مر ريخ تلك العلاقة والمراحل ال ت بها منذ اندلاع العمل المسلح في زائر سنة ا 5995 ماعة السلفية للدعوة والقتاا لتنظيم مبايعة ا ح ا لقاعدة سنة 5113 . "، وي َ ُ ُ ض م
00
بينما يرصد الفصل الثا البنية الهيكلية لإمارة الصحراء (فرع قاعدة المغر َ الإسلامي في الساحل والصحراء) وت َ َ و َ ز َ ع َ كتائب وسرايا، تنتشر في المنطقاة، ها إ أفض ر ال ودور كل فصيل منها في ا ركات المسلحة علاى سيطرة ا ت إ إقليم أزواد سنة 5155 ، وعلاقة تلك الكتائب والسرايا ببع ا محاداث في دوا المنطقة، فض ً لا ً في مواجهة القوات الفرنسية والدولياة في شمااا ا عن دورها ا . ما أما الفصل الثالث فخص هادية المتحالفة ماع ركات ا صته للحديث عن ا تنظيم ال قاعدة ببلاد المغر الإسلامي في أزواد، وتناولت فياه بالتفصايل أرباع حركات ، هاد في غر إفريقياا، هي: جماعة أنصار الدين، وجماعة التوحيد وا وجماعة أنصار الشريعة، وحركة أبناء الصحراء للعدالاة الإسالامية، باعتبارهاا حركات جهادية متحالفة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغار ا لإسالامي ؛ حياث ركات تطرقت لنشأة كل حركة على حدة، وأسبا تأسيسها، وعلاقتها بباقي ا امخرى، وأبرز قادتها. ويسعى كتا "التنافس بين القاعدة وتنظيم الدولة في الساحل والصاحراء" لسرد ِّ أهم ِّ ً ماعات وراءها أو طرف كانت تلك ا امحداث ال ً ا فيها، وتقديم قراءة الا مبعاد ا في اولة رصاد ستراتيجية للتنافس بين التنظيمين في المنطقة، وتلك عبر طيطهما، وتشابك علاقاات جانب من أنشطتهما التنافسية، وطرق تفكيرهما و هادية، فض تلف التنظيمات ا ً لا ً َ عن حضور أبعاد أخرى ق َ َ ب َ ِ لية وع ِ رقية وإقليمياة في تكوين بعضها. نواكشوط 42 نوفمبر
/ تشرين الثاني 4102 مود أبو المعا مد
01
الباب الأول
تنظيم " الدولة الإسلامية " و " فتح إفريقي ا "
01
الفصل الأول
من القاعدة إلى " الدولة الإسلامية "
05
سأسعى في هذا الفصل للخوض في غمار التن ا فس القوي الذي تشهده منطقة ً الصحراء الكبرى عموم ً ً خصوص ا، وشماا ما ً ا، بين رأس هادية العالمية ركة ا ي ا ا، تنظيم حالي " الدولة الإسلامية " ، وتنظيم القاعدة. وض في تفاصيل وقبل ا هذا التنافس هادي" "ا بين التنظيمين العالم ي ين، لابد من المرور ولو باختصار على تعريف نظري ل لصراع أو النزاع ؛ الذي يعني ً وضاع ً ا تنافسي ا تكون فيه امطراف تعارض ب واعية المواق طرف كل فيه يريد إت ف؛ احتلاا موقع يتعارض المواقع و أن تريد ال تل ها امطراف امخرى على . العكاس مان فإن ، ك تل التصور الذاتي إدراك يعني الوضع الموضوعي ً إدراك ً ا ً خاطئ ً ينطلق منه ؛ ا من الذاتية و صوصية ا ( 1) . هادي ركة ا ومننا أمام حالة تنازع داخل ا ة العالمية، فإنه مان الضارورة بمكان أن نقف على تعريف نظري للنزاع الداخلي ؛ ُ حيث ي ُ َ ع َ ِّ ر ِّ ُ ف ُ ه بع البااحثين " ا ب ِ تلفة (ع موعات التنازع بين ِ الفاات رقية، سياسية، دينية..) من خلاا ياة اليومية للمجتمع. غير منطقية معراف ا بيد أن ممارساتها غير المنطقية لا تمناع وجو ُ د أسبا وأهداف منطقية تقف وراءها، كما هو م ُ َ شاه َ د في مطالب العدياد ِ من امقليات الدينية والع ِ رقية والسياسية . و ُ في التاريخ الإسلامي أ ُ ِ ث ِ َ ر َ عن الصحا باي أ باي تر الغفاري ، رضي الله عنه : قوله ، ُ "عجبت ُ د قوت يومه لمن لا : كيف لا ً رج باحث مل سيفه و ً ا عنه !؟ "، وهو ما ُ ي ُ َ ع َ ِّ ب ِّ ر بوضوح عن وجود أسبا منطقية لما تعيشه المنطقة العربية من نزاعات داخلية . ( 2) ( 1 بركان ) ، إكرام ، ُ تحليل النزاعات المعاصرة في ضوء مكونات الب ُ عد الثقافي في العلاقات الدولية ، (رسالة ماجستير)، ضر باتنة اج جامعة ا ، 5119 - 5151 ، ص 55 . ( 2 ) "أنواع الصراع ومفهومه"، زيرة نت ا ، 7 أكتاوبر / تشارين اموا 5114 ، (تااريخ الدخوا: 54 فبراير / شباط 5152 :) http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/0AF41534-E226-4538-8F40- 0197CB1DBE93
07