المكوِّنات الإسلامية لـهُويَّة أوروبا

يُقدِّم كتاب "المكوِّنات الإسلامية لهوية أوروبا" قراءة تحليلية تقييمية ونقدية لما يعتبرها "أكبر سردية مخادِعة في التاريخ البشري" بشأن متلازمة "أوروبا، القارة المسيحية" (أوروبا قارة مسيحية حصرًا)، التي تتبنَّاها الحركات اليمينية المتطرفة، وسط أجواء الحالة العامة السائدة؛ حيث تنتشر معاداة الإسلام، وتستثمر تلك الحالة في إِلْبَاس الإسلام لَبُوس الثقافة الغريبة عن أوروبا، وتُعلن أن المسلمين أقوام غير أوروبيين.

الطبعة الأولى 1437 - ـه

م

2016

ردمك 978-614-01-1936-9

جميع الحقوق محفوظة

الدوحة قطر -

)+

( 974

- 4930218

- 4930183

هواتف: 4930181 فاكس: 4831346

( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net

التينة عين ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 - شوران بيروت 1102-2050 لبنان - فاكس: (+961-1) 786230 الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb

- البريد الإلكتروني: asp@asp.com.lb

يمنـــع نأـــ و اأـــاعمأي ز جـــهذ مـــت هـــيا الياـــأو بييـــة وأـــيية اوـــويرية و ليارونيـــة و مييأنييية بمأ في يلك الاأجيي الفواـوررافي والاأـجيي ىيـى ةـرطة و ـراو مقـروذأ و بييـة وأــيية نةــر بــرف بمــأ فيلــأ حفــظ المعيومــأ ، واأــارجأىلأ مــت دوت يت بطــي مــت النأةــر

إن الآراء الواردة في هذا الكت اب لا تعبر بالضرورة عن رأي

ش. م. ل

التنضيد وفرز الألوان: بجد ررافييس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مطأبع الدار العربية ليعيوم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233

ةير واقدير

ف بوافر الشكر والتقدير لمركز الجزيرة للدراسات لمساهمته في نشر  م المؤل َّ يتقد ل هذا العمل إضافة لمكتبةة الدراسةات اارةارية  مصادر المعرفة، ويأمل أن يمث والفكرية، والثقافية بشكل خاص. زيل الشكر لكل من أسهم في إعداد الكتةا وإخراهةه في م َّ كما يتقد صور ته النهائية؛ فبدون ترافر الجهود لم يكن هذا العمل ليرى النةور. وصة بالشكر إدارة البحوث بمركز الجزيرة للدراسات لإشرافها على مراهعةة ترةةة توياته. كما يشكر إدارة النشر والعلاقات العامة  الكتا ، وتنسيق الن وترتيب بالمركز لمساعدتها في تأمين المراحل النهائية لهذا العمل من قبيل التةدقيق اللوةو ا قسم الإدارة والتنسيق لمتابعة عمليةة البباعةة ً ، وأير  والتصميم والإخراج الف والتوزيع.

5

المحاويأ

................................ ................................ ....................... 11 ................................ ................................ ....................... 11 البأو الأوي

مقدمة

مدخل

الغطرأة الثقأفية

الإألام

معأداأ أو ةيأي

الأوروبية المعأورأ

العنأور الإألامية ايويت في

وروبأ

العأر

اأري :

الفوي الأوي

هويالأ

محأولة

نيأر

52

المسيحية " ................................ .............. 72

" متلازمة أوروبا، القارة

المبحث الأول :

! ................................ ..... 11 ................................ .... 14 : الردود، والدفوعات، والتوضيحات ....... 15

: الفرضية الكابوس أوروبا : إسلام دون من

المبحث الثاني

لتسمع أوروبا ذاتها حقيقة عن

المبحث الثالث الوقت حان :

أوروبا

العناصر الإسلامية لهوية

المبحث الرابع حول :

........................ 14 النوعية؟ ..................... 24

ة َّ ثقافية كقار

: الاتحاد الأوروبي والفاتيكان أوروبا وحدود

المبحث الخامس المبحث السادس

من أم

: الخوف من المسلمين، الكمية من خوف

الإألام في وروبأ

الا اوأدية لأيأأة معأداأ

: البيفيأ الأيأأية

الفوي الثأني

والدوافع

98

الثانية ......

ضد المسلمين باعتبارهم مواطنين الدرجة من

المبحث الأول : الاندماج، للتمييز أداة

41

................................ ..... 105

: التلاعب بالإحصاءات وباستقرار أوروبا

المبحث الثاني المبحث الثالث

الهستيريا الجماعية ................................ ........ 111 " يورابيا " ................................ .......................... 111

:" يورابيا إنتاج أو"

ِّ نظرية مؤل

فة حول -أ

.................... 111

التعليل

المقدسة تهافت :

الإسلامي الحرب -

النظام

تجريم مشروع -ب

............................. 175

منهج ُ الم نقد :

الوقائع

اختلاق منهجية

وتصحيح

والتزوير

" يورابيا "، انكشاف ور بات َ ي ................................ .... 112

-د انكشاف نظرية خداع

7

البأو الثأني اأريبية العلا أ الأيأأية الدوي بيت والثقأفية

الأوروبية

الإألامية والمأيحية

الأوروبية الثقأفية

العنأور الأأأأية الإألامية ليلوية

الفوي الأوي في ىأمة نظرأ :

والأيأأية

والعيمية

562

................................ ......................... 162 ................................ ............... 162

المبحث الأول : الأندلس من درسان

الأول : قرطبة البعيدة

الدرس - أ

والوحيدة

التجربة الأوروبية للجماعة اليهودية -

فالنسيا ": سيد إل"و

الثاني حالة :

الدرس - ب

................................ ............................ 121

المسيحية الإسلامية -

............ 122

المنسوجة أوروبا هوية في

الأندلس حضارة

لمحة : تراث عن موجزة

المبحث الثاني

التسامح الاجتماعي ................................ ..................... 122

مبدأ جوهر .

1

7 . الثقافة - النموذج الأندلسي الإسلامي ................................ ................ 186 5 . الفلسفة ................................ ................................ ............. 182 1 . العلوم الدقيقة ................................ ................................ ....... 147 1 الفلك علم . ................................ ................................ .......... 147 6 أبحاث . الأرض ومحيطها الحيوي ................................ .................... 141 2 . الجغرافيا وعلم الخرائط ................................ .............................. 141 8 الطب . ................................ ................................ ...... 146

وعلومه

الاجتماع ................................ ........................... 142 ................................ ................................ .. 148

وعلم

4 النفس علم .

. الزراعة

وتقنياتها

10

الإألامي الأوروبي

الثقأفي

الفوي الثأني الإرث واعدد رنى :

505

1 . الهندسة المعمارية ................................ ................................ ...... 705 7 . المطبخ والمأكولات، الغداء وآداب ................................ ....................... 701 5 . اللغويات والأدب ................................ ................................ ........ 701 1 نشاط . الترجمة ................................ ................................ .......... 701 1 . الموسيقى ................................ ................................ .............. 706 6 . الخزف صناعة ................................ ................................ ......... 702 2 التراث . التكنولوجي ................................ ................................ ...... 702

8

8 علم . الطيران ................................ ................................ ............ 704 4 علم . الجينات الوراثية ................................ ................................ .... 704 البأو الثألث اعددية هوية وروبأ المامأأية بيت والةأمية الاهييف

والإثبأ

الإألام

الأوروبي اهييف في

الفوي الأوي : الموأدر النظرية لياقييد

552

................................ ................... 711

المبحث الأول الحياة ملل : أوروبا ملل أو

الإسلام .......... 775

: الكراهية المذهبية والارتباك الفكري لمحة : تزوير عن موجزة

المبحث الثاني المبحث الثالث

المعادية للمسلمين ................ 755 الموحدة ..................... 712

: الإرهاب " الإسلامي " الوسيلة للحملة والعذر

المبحث الرابع : " مسيرة الاسترداد " الإسلامية أوروبا إلى والطريق

المعأور

وروبأ

الإألام جنوو في

اأري :

الفوي الثأني

والوضع

522

:

أوروبا

الثقافية لجنوب

الهوية

تشكيل في

المبحث الأول : الإسلام أساسي عامل

.................. 712

اليهودية - المسيحية

لعلاقة

تحليل فلسفي - لاهوتي

والإسلام

جيوسياسي تاريخ - الإسلام في المناطق الأوروبية البحر حول الأبيض المتوسط ................................ .......................... 725

المبحث الثاني ملحق :

................................ .... 722 ................................ . 724

كورسيكا، وقبرص كريت،

البليار،

جزر -أ

مالطا،

الجزيرة أبيناين

القاري شبه من

-ب المسلمون الجزء في

................................ ................................ ..................... 785 المراجع ................................ ................................ .................... 781

خاتمة

9

مقدمة

ما فتئت أوروبا تشهد، منذ زمن بعيد، تنامي نشةا ااركةات اليمينيةة ببات فاشية.  إعادة بناء برامج و المتبرفة مع بروز مشاريع تهدف إ تلك  تب ااركات اليمينية المتبرفة وتلك المشاريع الفاشية أفكارها وسط أهواء ااالة العامة السائدة ؛ تنتشر حيث ِ معاداة الإسلام، وتستثمر تلك ااالة في إ ْ ل َ ب َ اس الإسلام ل ُ ب وس ً علن المسلمين أقوام ُ الثقافة الوريبة عن أوروبا، وت ا غير أوروبي ين ، في الوقت الةذ م فيه أوروبا باعتبارها قارة مسيحية حصرية، والمسيحي َّ قد ُ ت و ن باعتبارهم أوروبيين ا عن غير ً أصليين دون َّ تبن ُ ، الم  نشر الثقافة الشوفينية والإقصاء الدي هذه ااملة الهادفة إ اة سياسي ا ُ ا، مستمرة منذ قرون طويلة وتقف وراءها وت  وذ يها مراكةز تلفة المشار . ففي حقبة القرون الوسبى، كانت تلك ااملةة  وقوى اهتماعية د حاضنتها داخل الدوائر الدينية المسيحية النافذة في أوروبا بمختلةف طوائفهةا الكاثوليكية والبرو ت رثو  ستانتية وا ذ كسية. لقد َّ أس سةت الكنيسةة الكاثوليكيةة َّ وأطلقت ودعمت نشر أيديولوهية اارو الصليبية ورو هت لها، لكةن تلةك َّ يديولوهيا المحاربة وهدت كذلك تبن  ا ً ي ا كام ً والمدعومة بقوة إعلامي

هم.

لا ً وتنفيذ ا حرفي  ا لهةا لةدى كةل ِ تلف م  خرى و  البوائف المسيحية ا َ ل ِ ل ِ ها ون َ ح ِ ل ها. ومنذ بدايات القةرن التاسةع َّ عشر، تصد وروبية العلمانية للعب ذلك الدور. وبقدر مةا  تمعات الدول ا ت خيفة! فقد بات ُ تبعت ذلك بادية للعيان، فهي في الوقت عينه م  كانت النتيجة ال هزء من أوروبا ينف ي حقيقة التعد وروبية عةن طريةق  دية الثقافية لببيعة الهوية ا َّ الت

َّ عمية على تلك ااقيقة إم ا بإنكارها أو بتجاهل حقيقة أن ثقافة أوروبا إنم ا هةي  مثال كلاسيكي لهوية ثقافية تشك لت عبر قرون طويلة من التلاقح والتمازج بةين عناصر ثقافية -ُ ه َّ وي اتية مسيحية وإسلامية عل ٍّ سواء.

ى حد

00

، وإن كان لا يمكةن  الهدف الرئيسي من هذا الكتا هو تقديم ااقيقة ال  إنكارها، تم َّ ت الت َّ عمية عليها بشكل فع ادعة في  ال للواية، بل وإحلال أكبر سردية التاريخ مكانها، عبر التأكيد على أن أوروبا قارة مسيح ي ة الثقافة بشكل حصةر ! في حين أن ااقيقة هي أن ِّ أوروبا قارة متعد دة الثقافات بشةكل لا يقبةل غةير الشمولية والتكامل! فمنذ أكثر من 1500  عام وهوية أوروبا الثقافيةة تتشةك ل،  بشكل حصر ، عن طريق تفاعل مؤث ِّ رات ثقافية متعد ِّ دة ومتنو ُ عة، مع دور م َ ه ْ ي ِ ن م لعناصر ثقافية، هي نتاج اارارات اليهودية المسيحية - والإسلامية . وكمةا هةو

ومعر ف، فإن أصول هذه الديانات التوحيدية الثلاث ومهد ولادتها ه و قارة آسيا، وروبية، وهذه ااقيقة  فكلها وافدة على القارة ا  وبالتا ، ، في ذاتها تنةز مةن  كل تلك الديانات حق ِّ ها في اد ة ً عاء حصرية تمثيلها لهوية أوروبا الثقافية دون ا عةن ف . غيرها أوروبا لم تكن، في أي ة مرحلة من مراحل تارصها، قارة أحادية الثقافةة، ، فلا يمكنها بأي  وبالتا ة حال أن تكون قارة حصرية للثقافة المسيحية. لذا، فةإن ِّ مراوحة المكان والإصرار على البقاء داخل حي ز إطار التزوير القائل بالتناقض بةين "أوروبا المسيحية" و"الإسلام -  غير ا ةوروب في النتيجة تعميق انقسةام  ي"، يع وروبية، وهو ما  صلية للهوية الثقافية ا  الوحدة ا مواههةة يةؤد مباشةرة إ  الفصل بين سكان أوروبا على أساس الانتماء الةدي ديمورافية داخل أوروبا، وإ أو الثقافي. فسياسة ضةد ال  الإصرار على أيديولوهية التمييز الثقافي والةدي عناصةر ِّ الإسلامية المكو العناصر المسيحية  وروبية لصا  نة للهوية ا ت تعارض مع المبةاد ديان  الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعو وا المعاصرة الداعية إ ، ا كما أنهة ت تؤكد البابع غير السياسي للهوية  بدو في تناقض صارخ مع ااقائق التارصية ال الثقافية  تشك  وروبية الشاملة ال  ا  لت عبر الوهود المكث ف المتةزامن والتفاعةل المستمر ، عبر قرون عديدة ، بين العناصر المسيحية والإسلامية لتلك الهوية. تنفيةذ هذه السياسة عملي َّ ا، يؤد ، بل لقد أد التشكيك وتهديد الاحتةرام ى بالفعل إ المتبادل الثابت بين أكبر وأهم التقال يد الدينية والثقافية للمسيحية والإسلام، 

وبالتا

تهديد السلام في أوروبا وفي العالم! إ

01

المهم لهذا الكتا هو  في هذا السياق، فإن الهدف الثا ا لتحذير من المخاطر تؤكةد  الكامنة في رفض قبول المساواة بين الإسلام والمسيحية ونفي ااقائق ال ذلك الوهود الثابت للعن وروبية.  اصر الثقافية المسيحية والإسلامية في الهوية ا اليوم، وأكثر من أ وقت مرى، نؤكد على أن قيمة الاعتراف بالمساواة بين تلفتين، والإقرار بأنهما ثقافت  المسيحية والإسلام، كديانتين ا َ ن و ِ ايند ن أوروبية ن ا على قدم المساواة، هو شر أساسي وضرور  يتبل به الاحترا م والتعاون بين هذين وروبيين والنمبين ااراريين وما أنتجاه من أيديولوهيات  النموذهين الثقافيين ا ً سياسية، وهو شر أساسي وضرور أير وروبيةة  ا لرمان بقاء أصالة الثقافة ا وتبو ِّ فالتأكيد على البابع متعد د الثقافات للهوية  ا

صيلة  وروبية ا ؛ حيةث تكون العناصر المسيحية و الإسلامية ممثلة فيها على قدم المساواة، هو اليةوم مةن أوروبا مع نفسها واستعادتها، بنجاح،  قيق تصا  همية اااسمة بمكان، من أهل  ا لكل إمكاناتها الإبداعية . ً وأخير  ا، فإن المؤل ُ ف ي عر عن امتنانه لمركز الجزيرة للدراسات ارصه علةى طباعة هذا الكتا وتق الجمهور العر ديمه إ بةي َّ العريض. كما يتقةد ة  م المؤل ف َ بأح ِّ ر عبارات الشكر والتقدير، ل لزميل، الدكتور كريم الماهر ، على ما بذله مةن اللوة العربية. ههد في ترةة هذا الكتا إ

رها.

01

مدبي

 تشك ل أوروبا على امتداد قةرون

بالقارة الثقافية ؛

َّ عر ُ ت أوروبا ف

حيث شهد

طويلة تفاع ً تزنانةه مةن  المسيحية والإسلام وما َّ تراث حرار . فتاريخ هذا التفاعل وةلة ما تمخ ض عنه من نتائج تؤكد ، بمةا لا ا يد ً للشك لا ، ُ أن هوية أوروبا ليست أ ٍّ  حادية الثقافة وأن ليس من التراث لهاتين الد  الدي ي انتين ما ُ ي  ما نهمك  من فرض حق ماه ااصر على هذه الهوية، ولا ٍّ  يمكن صلي للحرارة والقةيم وةلةة  منهما تقديم نفسها على أنها الممثل ا التراث الر ورو  وحي ا بةي! في الوقت ذاته، فإن هذا ال تاريخ ُ الم َ فع ِّ م بالتفاعل يمنع كةل إمكانيةة اد عةاء صلي  بإضفاء وصف السكان ا علين عبى الانتماء ُ ى سكان القارة وتأسيسه على م ، وهو  الدي ُ ما ي ِّ عز أوروبا من يهود  ز في نفس الوقت حقيقة المساواة بين مواط - مسيحيين ومن مسلمين.  وروبية يتأل  مو سكان القارة ا في هذا السياق، فإن ف مةن اليهةود - خرى على  المسيحيين ومن المسلمين ومن معتنقي الديانات ا ٍّ حد سواء، بمن فيهم بلق عليةه وصةف ُ ما ي الملاحدة، وكل أولئك ينتمون إ - سةكان أوروبةا صليون  ا -  ، وبالتا فإن سؤال: "ماذا يفعل المسلمون في أوروبا؟" هةو نفةس السؤال: "ماذا يفعل اليهود - المسيحيون في أوروبا؟" ؛ ن هذ  ي يقوداننا ين ن السؤال طرح سؤال سخيف وبلا مع إ :هو ، وروبيون في أوروبا؟"  "ماذا يفعل ا إن . ُ مثل هذا السؤال بهذه الصياغة ي ِ وه ب على المسلمين التحفز لتأكيد موقفهم ورفع ِّ ثم ُ وروبةيين، وأن ي  رؤوسهم والنظر مباشرة في أعين غيرهم من ا نةوا دورهةم  مكث ً ف ا بين الد ي انتين اليهودية -

لا

التارصي في تشكيل هوية أوروبا، ويرعو ا أنفسهم في الوضع الذ يسةتحقونه: ن الإسةلام فبةرهم  ! أوروبا  مساواة تامة غير منقوصة مع نظرائهم من مواط

05

وروبا بدونه أن تكون ما هي عليه اليوم، وبةه أصةبحت  على ذلك، وما كان أوروبا كما نعرفها الآن! قيقة!  صعبة هي تلك الأوقات التي تتطلب شجاعة كبرى لقول ا موضو هذا المشرو هو قول ااقيقة حول رس وخ العناصر الإسةلامية في ا أو  وروبية! وهذا يع  لهوية ا ً لا ِّ وقبل كل شيء ات اه ليل نقد وتقييمي للا  با كم علاقة أوروبا وتعاملها السل  السائد الذ بةي ِّ مةع حقيقةة أن مكو نةات ُ الإسلام م ة عروي د وروبية.  ا في الهوية الثقافية ا َ عل ُ تلك العلاقة الم نة على أنها ً د انعكاس سلبية ُ ا لها في ةلة من الم مارسةات َّ منهجة الموه ُ الاهتماعية المفروضة والم هة ضد الإ ً سلام باعتباره دين ضةد  ا، وبالتا مر هنا إذن بمشرو أيديولوهي يبتوي الاسةتعلاء  معتنقيه من المسلمين. يتعلق ا . الكو ورو  بوضوح أكثر، وفي السياق ا بةي، فإن الهةدف الاسة تراتيجي لهةذا َّ المشرو موه ساس لتشويه الإسلام  ه با ؛ باعتباره ديانة لها مشروعيتها ، ً وخيةار ا ديني ً ا متاح ً ا لشعو أوروبا تمام خةرى المسةيحية  ا كويره من الخيارات الدينية ا

واليهودية، ويتم فيه توظيف مكثف املات إعلامية تسعى لتسةو ي ق الصةورة النمبية السلبية لمسلمي أوروبا من خلال الانتقاص من وضعهم مقارنة بويرهم من وروبيين المسيحيين واليهود.  ا مثل هذه السياسة السلبية تستتبع سلسلة من مظاهر صراعات نفسية وسياسية من قبيل ارتفا نسب عدم التسامح، وشحذ العداء، وتكثيف "خبا الكراهية"،  العنف الذ صل واللجوء إ  زرة أوسلو ال ( فراد والجماعات  ا  نف  كان دافعها التبرف المعاد للإسلام، وال ذها بيهرينغ بريفيك عام 7011 )، أو أ ً ير في أوروبا والعالم.  يديولوهي والدي  ا ارتفا في درهة الرفض ا اولات تفسير  ظلت / تبرير مثل هذه ااوادث فر ؛ ً لا اولات تفسةير  عن السياسات ال ِّ نافية لوهود مكو نات وعناصر إسلامية لا يمكن فصلها أو انتزاعهةا ِّ عنوة من النسيج المكو التخويف مةن أن وروبية من خلال اللجوء إ  ن للهوية ا  وهود الإسلام والمسلمين يمكن أن يمث ً ل خبر وروبية  ا على القيم ا . ظلت تلةك

ف الرحايا من

06

ُ إثباتات أو ح أ أد المحاولات تفتقد إ جج تؤي  دها أو تدل ل على صحتها. اهل حقيقة عدم وهود حجج أو إلا أن ِّ إثباتةات هد يةة علةى تلةك ِّ الاد  عاءات أمر يمكن توقعه، فهذه الدعاية المعادية للإسلام والمسلمين تمث ً ل مشروع ا ُ ت  وذ يه أيدي و ً لوهيا مبنية أساس ا على تشويه وتزوير فاضح للحقائق التارصية. إخفاء ااقيقة في َّ هذا السياق، وبقدر ما هو أمر نتفه ً مه، فهو أير ا دليل غير َّ قابل للد حض على تأكيد الدور الفاعل واااسم للإسةلام في تشةكيل أوروبةا ااديثة. في نفس الوقت، فإن ااقائق التارصية المذكورة، والدور الواضح لتةأثير ُ الإسلام ي َ جهران بقوة و َ ه اهة التأكيدات القائلة بأن  الإسلام والمسةلمين يمةث لان ً تهديد وروبية!  ا للحرارة وللقيم ا ً في هذا السياق أير ا، يبدو من الررور التحذير مةن أن إلوةاء العناصةر ِّ الإسلامية من مكو وروبية بد  نات الهوية ا ً لا من الإقرار بوهودها واافاظ عليها، ديد أعداد المسل  اولة للتمييز العنصر و  كما أن كل ُ مين الم رض  قيمين علةى ا ً وروبية عوض  ا قهةم المبلةق في  ا عن مساواتهم مع باقي المواطنين والاعتراف العيش ؛  باعتبارهم مواطنين أوروبيين، كل ذلك يمث ً ل تهديد ا حقيقي ا لثقافة الوحةدة وروبية.  ا فأوروبا ، ً باعتبارها مفهوم ا ثقافي ا وحراري َّ ا، مكو نة تارصي ا من ت لاقح كثيف ُ اذ و ٍّ حيو بين التقاليد اليهودية - المسيحية والإسلامية ، ولهذا . فإن أي ة اولةة  لاستثناء العناصر الإسلامية من هذا السياق، سيبرح بشكل مباشر قرةية بقةاء أوروبا نفسها وتأكيد هويتها ؛ باعتبارها قارة ثقافية! العواقب السياسية لمثل هذه الرؤية وأهميتها بالن سبة لتقب ل ااقيقةة التارصيةة المتعلقة بالإسلام والمسلمين وأدوارهم الخ  لا وروبية، في إطار  قة في تأسيس الهوية ا ُ العرض الذ طرحناه في مقدمة هذا البحث، قد ي ا ظهره العرض التحليلي المركز َّ الت َّ لهم للواية الذ قد ُ ثاقفي والم مه المفكر إدوارد سعيد، في دراسته: "ا لاستشراق". ِّ عر ُ ي ف إدوارد سعيد مفهوم الاستشراق، في هذه الدراسة الرائعة، ة ً وتبع ا لةذلك ُ ي ِّ عر ف في الوقت عينه الإسلام والتقاليد الثقافية ة ُ الإسلامية، ومما صل ية إل ه أن مصبلح الاستشراق ذاته يقع بالت أ كيد خارج وروبية  المنبقة ا  بأكملها، وبالتةا

07

فيه مع مفهوم أوروبا نفسه ؛ باعتباره ذلةك الآخةر

فهو يتعارض بشكل لا َّ

شك

المختلف عن ماهيتها . راد وضعه بين الشرق وأوروبا، يتنةاقض علةى وهةه ُ هذا التراد الصريح الم ول مع كون العلاقة بين الإسلام وأوروبا في الواقع لا تقوم على  التحديد، وفي المقام ا ً الاختلاف والتراد أبد ا، بل هي دليل مل موس على مدى الظلم الذ ُ أ ريد إحاطتةها عمةى في تةاريخ العلةوم  التزويةر ا به، وعلى نشر المفاهيم الخاطئة واللجوء إ الاهتماعية، وال ذ َّ ِّ الاد إ ملان بالتأكيةد  عاء الكاذ بأن الإسلام وأوروبا يلاتق تلفة غير قابلة للاختزال في قاسم واحد مشترك. ومةا صة  د ثقافية اغه إدوارد ِّ سعيد في الفقرة التالية يفن ِّ د مثل ذلك الاد عاء الذ صالف ااقيقة التارصية بمجملها:

ى أد

ً أيض ا، الأراضيي الأكثير

ِّ ليمث

وحسب؛ بل

الشرق ً اجار

لأوروبا

"ليس

ضيارات واللتيات  ؛ وهو مصيدر ا ً ل بالنسبة لها أيض ا أحد أعمق المفياهي ِ تماي ُ ف أو الم ز. بالإضافة إلى ذلك، فقد سياعد ِّ كما أنه يمث

والمستعمرات الأقدم لها

ً

ً اتساع ا

وغناء

ُ والثقافات الم ِ ناف سة لأوروبا، ِ وأكثرها دلالة على الآخر المختل

) على تحديد تصورها عن ذاتها وفكرها، وشخصيتها، َ أوروبا (أو الترب

ُ الشرق

برة من خلال قياس ما لد  وأكسبها ا ي ها بما لدى الآخر". لكن، أشرنا أن سبق ما وك هيإل ً فإن ا، سابق

ااقيقة التارصية موةايرة ة ً ا تمام للتقييم الذ َّ مه قد إدوارد كان أنه مع سعيد، ً تقييم ا َّ افع ً لا بشكل ويتناغم مةع عام الموقف / الترليل اه المشرق، بما  في يع المقةام ول  ا الموقةف مةن الإسةلام والمسلمين! فهذا الموقف، الذ لم يستبع ح إدوارد نفسه سعيد التخل منةه، قد  تشك الواقع في ل امتداد على قرون من طويلة التقاليد َّ الموه هة أيديولوهي مةن ا أهل ريف  الوقائع التارصية وصناعة ساطير  ا حول أوروبةا في علاقتةها مةع الإسلام ، وتصويرهما كمفهومين ملان  ثقافتين تلفةتين  وتفسةيرين ةتلفين  للحقا ئق والمعبيات! أن حين في الوقائع التارصية تؤكد علةى لا حقيقةة يمكةن إنكارها، يلي: كما وهي أو ً نأ :لا الإسلام ؛ باعتباره هوهر الشرق مفهوم ليس ، فقط ً ا متاخم وروبةا  هو، بل وبصفته ً تقليد ا أوروبي ا، َ دم ُ بشكل جم في كامل النسةيج ورو  ا بةةي.

08

وسع  ا غ  وا قدم  وا  ال استعمرتها أوروبا، إن بل

ليست أراضي الإسلام هي

مستعمرات إسةلامية.

ٍ أراض وأقدم

وأغ

ً أوسع ا ير بقعة

أوروبا أ هي وباستثناء منبع أنه

كةذلك،

؛ فالإسلام ة لا  ل يمث

اارارات وروبية  ا لواتها وتنو

ومصدر

أوروبا

ثقافة من أ

للثقافة وروبية  ا لكنه ، وحسب ً يتجز لا هزء ا أير

ثقافة

منافسة

ِ تم

 لتشك

الثقافات الإسلامية والمسيحية اليهودية -  ال

تفاعل

َّ المكو نتاج من نة

عة

التفاعل التارصي مع

َّ ةهوي اارارة وروبية  ا المعاصرة؛ هذا خلال من فإنه وكذلك

ُ وي ِّ عر فةان

يفهمان بشكل فيةه دال هة لا

ُ ك ًّ من لا الإسلام

أوروبا، فإن

وأوروبا

التجربةة، وذلةك

تارصي بنفس ا

َّ امر

الجدل وقد

نفسيهما باعتبارهما تقبل لا فكرة

مشتركة بينةهما لفعلةهما

أوروبا الثقافية ؛ باعتبارها نتيجة

ً ديد  هوية سياق في ا

اارار . ً ثاني ا: ثمة تبابق كامل بين وضع المسيحية - اليهودية والإسلام في علاقتةهما بأورو با. ليست المسيحية - ُ اليهودية "م ريفة"، كما أن الإسلام لةيس ً "ضةيف ا" في أوروبا ، ً بالربط كما أن العكس ليس صحيح ا! فكل ت ا الةد ي حرى  انتين، أو بةا ً وروبية وهما أير  رض ا  نموذههما اارار وبنيتهما الثقافية، هما ضيفان على ا ا ُ أهم م ِ ر َ يف ْ ي ن فيها! اله دف النهائي له ذا المشرو إذن صةيلة النافيةة  هو التدليل على المواقف ا للتأكيدات القائلة بأن أوروبا ؛ َّ باعتبارها قار ة ذات ثقافة أحادية، مبنية حصري ا على إرث مسيحي - فإن هاتين الد  يهود ، وبالتا ي انتين هما اللت أن ا سةهمتا بشةكل ُ م  كث ً ف في نشر هذا الموقف، وتستعملانه غالب ا باعت ُ باره من "اا ِّ جةج المؤس سةة تارصي ا" للترويج لهذه الفكرة.

ظهر، وذلك في كل ااالات، أن القرية هنا لا تقتصةر ُ إن التحليل النقد ي فقط على خبا استبراد ، بل هي متلازمة أ يديولوهية. وكمثال مباشر لا يقبل التشكيك حول قرية تزييف التاريخ وصناعة نصف حقيقة، فإننا سنسوق ملةة ُ ه من ااقائق، نركز على أهمها: 1 - َ حقيقة أن اليهودية والمسيحية لم ت ظهرا على أرض أوروبا ت ؤكد بكةل وضوح عدم صمود التأكيدات القائلة بأن أوروبا هي قارة يهوديةة -

09

مسيحية في هوهرها وبصفة حصرية ؛ فاليهودية والمسيحية والإسةلام وسط، أ في آسيا،  أديان ظهرت في نفس المكان، في منبقة الشرق ا ديان قد نشأ على أرض أوروبا.  أن لا واحد من هذه ا  وهو ما يع 7 - َّ كما أنه، وعندما أس م س المسل دوا ون أول دولة على أرض أوروبا، لم َّ ةأي موعة مسيحية تعيش في إطار دول ة واضحة المعالم قد قامةت في أوروبا ؛ فاليهودية - المسيحية، أو بشكل أدق، فالمسةيحية ؛ باعتبارهةا شك ً ً من أشكال الاندماج المجتمعي وقاسم ا كبر من أوروبا (كل  الجزء ا إ سكندنافيا، وشمال ووسط وشرق أوروبا  روسيا وأوكرانيا) ظل بالإضافة إ وثني ا وذلك لقرون عديةدة تلةت تقب ل مناطق أوروبية واسعة هد ت سلبة الدولةة  ا للإسلام ودخولها الإسلامية ؛ أ  وهو ما يع قرون عديدة ن حقبة وثنية أوروبا امتدت إ بعد تأسيس عدد كبير من الدول الإسلامية في أوروبا - مةن القوقةاز بيض المتوسط، وصو  عبر أكبر هزر البحر ا ً لا كانت  ندلس، ال  ا إ وروبية نمو  في تلك الفترة أكثر الدول ا ا اقتصادي ة ا وثقافي ا، وكانةت قوى عسكري  الدولة ا ا في كامل أوروبا. ِّ إذن، فالمعبيات التارصية تؤكد تهافت الاد عاء القائل بةأن أوروبةا قةارة اليهودية - المسيحية المحرة . في مقابل ذلك تؤكد ااقائق التارصية أن هوية أوروبةا ة عن تلاقح ةلةة مةن هي مثال كلاسيكي على التقاء مزيج من الثقافات النا  العناصر الثقافية ال لم يعد من الممكن فصل إحداها دون التسبب في ضيا هوية ت تأثير وتلاقح ثقافةات  ، تكوينها، في أغلبها  أوروبا كما نعرفها اليوم، وال ساس ثقافات يهودية  لا تستمد هذورها من أوروبا، وهي با - مسيحية وإسلامية. احترام ة ودون أ أد  الفة صر  ومع ذلك، وفي لم ُ ا ت ِ ة وه ُ ب ه أخلاقيةات  ومنهجية البحث العلمي والمباد ا ساس ية لثقافة التسامح، فإن هذه ااقائق وح

ً ا مشترك بين أفراده، قةد تشكيله ا بعد فترة طويلة - ً حوال لم يكن ذلك أبةد  وفي كل ا ا قبةل تأسيس الدولة الإسلامية في أوروبا عام 211 ميلادية - على هزء صوير من أرض أوروبا. 5 -

لا

11

يومنا هذا، لا َ تجاه ُ تزال م لة، في حين لا يزال تاريخ أوروبا ُ ي ِ مةار س في كتابتةه،  بشكل مكث ُ ت  ف ومستمر، كل أشكال التزوير ال مليهةا مشةاريع أيديولوهيةة وبرامج سياسية، وذلك في غيا أ تأنيب للرمير. فالجدل حول هوية أوروبة ا، وبعكس كل ما أ لا يمكن تفنيدها، يدور حول أسبورة موضوعة  ثبتته الوقائع ال بالكامل، ودون أ أساس، تقول بأن أوروبا مبنية على أسس اليهودية - المسيحية، وهي بشكل حصر ذات توه لقت أحادية الإثنية، ف ُ ه ثقافي مسيحي وأنها خ ريدة ن  التكوين ا ث و روبول هي، ولها نفس الإرث الر والتارصي المشترك.  وحا إن إثبات ساسية الكاملة للمسةلمين في نشةأة أوروبةا  دوار ا  حقيقة ا واارور الإسلامي الم في هم ً عناصر تكوين هوية أوروبا سيكون قةادر ا بشةكل ُ يديولوهي الذ ص  حاسم على تفنيد التزوير ا نع لينال من الإسلام والمسةلمين، ُ ليل مواقف أكثر الك  تاج ذلك إ  و َّ ت للإسلام والمسلم ً ا والباحثين عداء من ين أولئك الذين يصر ون على أحادية أوروبا أيديولوهي ا وديني ا، وينفون التأثير المحور للإسلام في تكوين هوية أوروبا. يلا كخبوة ت ة منبقية، سيكون عل ي نا عرض المعب ليل  يات التارصية المثبتة، و

 توف  الوثائق التارصية وبيان أهم نتائج البحوث المعاصرة ال ر معبيات تارصية غةير سيكون من شأنها، وبشكل قاطع، إزالة النمةوذج السل  قابلة للبعن، وال بةةي َّ قد ُ الذ ي ً م حول الإسلام والمسلمين، وبذلك أير ا سنؤكد ااقيقة التارصية حول البابع الإسلامي الم وروبا  هم ؛ باعتبارها قارة ثقافية . في هذا السياق، فإن الهدف هو كشف النقا عن أهم عمليةات التزويةر ً تلك، ووضع الإصبع على أكثر الموالبات وضوح الفتها للوقائع والرد عليها،  ا في ِّ أن الإسلام قبع مع ما كان من ثقافة حصرية الد لنخل بعد ذلك إ ني والثقافة كانت سائدة، والقول ب  ال أ ن الإسلام، وبشكل فعل ي َّ ومباشر، وه ةو  ه أوروبا التسامح والشمول كنموذج للتعامل مع القرايا الاهتماعية والإثنية والدينيةة في العلاقات بين الدول متعددة الثقافات والديانات. أن على الإسلام القيام بدور، مقة من الررور الإشارة إ َّ د ر عليةه، في ِّ ة ومتحر  وروبا متسا  التأسيس ورة تلف الةديانات والثقافةات  منفتحة على

10

باعتبارهم خميرة هويتةها الليبر ة ية لا

والشعو ، بما في ذلك الإسلام والمسلم ؛نو

يم والد قراطية.

، كذلك لابد من الصد بالقول : إن الإسلام اليوم يعود للعب دور تةارصي رية عن الرأ وممارسةة  تيح حق التعبير ُ ق، أوروبا ت  ة  والثقافي والدي  العقيدة؛ والتركيز على مباد التسامح الإث ؛ باعتبارهةا أهةم َّ قد  مساهمات الإسلام ال وروبا والعالم، وكذلك إظهار أن مفهوم التسامح  مها اه التعد َّ د الثقافي هو أهم عنصر إسلامي قد م وروبية أبرز مظاهر هويتها  للهوية ا مية، َ وتأكيد أصالتها القي في تأسيس أوروبا لي يلابر

حقيقة وهود عناصر إسلامية أساسية في أوروبةا ؛ باعتبارها قارة ثقافية، وأن تلك العناصر كان لها دور حاسم في بناء هويتها مثةل ِّ مكو ً ن كيميائي غير قابل للتفكيك، وأنها أير  ا تمث ً ل شرط ا أساسي ا من أه ل التعاون تلف شعو ودول أوروبا؛  والسلام بين فذلك  سيمث و تأكيد  ل خبوة عملاقة ِّ ديمقراطية أوروبا المتحر رة من المقولات والصور النمبية السلبية ومن أسةاطيرها، واستعدادها لتقب ً ل ااقيقة حول الإرث الثقافي للإسلام والمسلمين بصفته عنصةر ا ثقافي ُ ا ور وحي ا مهم ا يدخل في تشكيل هوية أوروبا، وذلك بنفس القدر وبةنفس َ الفخر الذ ق ِ ب ب لت ه أوروبا حقيقة وهود عناصر يهودية - ِّ مسيحية في مكو نةات هويتها.

وقبول

11

الأول بابال

معاداة الإسلام أسوأ أشكال الغطرسة الثقافية الأوروبية المعاصرة

11

الفصل الأول

تاريخ العار محاولة أوروبا إنكار العناصر الإسلامية في تكوين هويتها

15

المبحث الأول

مالاهمة " وروبأ، القأرأ المأيحية"

عليه قد ن إلقاء نظرة أو

يتبلب عنوان هذا البحث بعض التوضيحات إ إذ ؛

 مل على الظن بأنه معق  ب. د أكثر مما ألم يكن أكثر بساطة أن ي كون " ذور ا الإسلامية لهوية أوروبا" أو "المصادر الإسلامية لهوية أوروبا"؟! إلا أنه، وبمةا ن أ ة هذر أي شجرة يظل خفي ٍ ا وغير باد رض  على وهه ا ، ً وإن كان مرتبب ا بةالجزء ً الباد للعيان من الشجرة، فإن عنوان ا بصيوة ذور الإسلامية لهوية أوروبيا "ا " َّ البحث عم حيلنا بالررورة إ ُ ي ت الخبو الافتراضية الفاصلة بين ما هو  ا بقي ظاهر اليوم من ذلك الجزء وبين الجزء ا فيه لخفي من الماضي. ً وبعبارة أخرى، فإن عنوان ليل تارصي  تقديم ملنا بالررورة إ  ا مثل ذلك ً ض. وتمشي  ا مع المقاربة التحليلية التارصية فسيكون عل ي نا فقط إثبات أن الإسلام ً كان في الماضي حاضر أن ذلك اارةور امتةد إ ا في أوروبا، دون التبرق إ حاضر أوروبا اا ا  َّ . كما أن ذلك الجزء من الشجرة الذ يسم ى ً "هذور ا"، هو في أصل تكوينه المورفولوهي صتلف عن الجزء الظاهر، وهو الشجرة: أ التةاج وراق والثمار! والكتا الذ يقتصر على معا  وا وروبا،  لجة الجذور الإسلامية َّ سيكون عليه أن يتقب ً ل ضمن ا أن تلك الجذور الإسلامية لم تعد اليوم مرئية في واقع أوروبا ااديثة. ومع ذلك، فإن واقع أوروبا ااديثة غير المرئي، كما في هزء الشجرة الخفي رافات الماضي، لذلك فإن أوروبا ااديثة وبى با ُ رض، م  ت سبح ا  ، أوروبةا ِّ البادية لنا، في حقيقتها الكاملة والمتعد مةن ٍ دة التكوين، هي منسوهة بقدر عةال ً عناصر إسلامية، وليس الإسلام فيها هذور ً ا أو مصدر ا فحسب، وإن كان ةا، ً أير و ٍّ ق ، ً هذر ً ا ومصدر .ا

17

الإسلام متداخل بشكل عرو في هوهر أوروبا بكل أبعادها : في وعيهةا الثقافي وفي مؤس يبها، في هزائمها وانتصاراتها، وباختصار في  ساتها، في صرخاتها و كل واقع أوروبا الاهتماعي والر ال فصل الإسلام عنها  لا يمكن ؛ نةه  مرتبط بتاريخ أو روبا في كل مناحيه. فتلك العناصر الإسلامية ليست حاضةرة في ماضي أوروبا وحسب، بل هي شاخصة ومرئية في حاضرها و ؛ كما هةي حةال هذور أوروبا، كذلك هي شجرتها، وتاهها الرائع ، وكل ورقة فيها ، وكل زهةرة  متفتحة على أغصانها، وكل برعم وثمرة، كل ذلك يمث ً ل شاهد ا ودلي ً لا ا حي علةى رد ملابس يمكن وبية ً نزعها عن أوروبا، وليست أبد ا بقايا غريبة من إرثها الفولكلور العتيق، بل هةي ِّ مكو ً وروبا ااديثة! حاضر أوروبا، تمام  نات حيوية وضرورية ا مثل أ حاضةر آخر، م َ بن ُ رتبط بالماضي بكل تأكيد، لكنه وفي نفس الوقت، أساس وسند ي ى عليه مستقبل أوروبا. هذا الخط الم تمع، يؤكد بشكل مباشر هم المتمثل في استمرار أ على أن العناصر وروبية دائمة اارور في ذات الهوية نفسها،  الإسلامية في الهوية ا ً وأنه، وفق ا لذلك، فإن تلك العناصر الإ وروبية نفسةها لابةد أن  سلامية للهوية ا ِّ عتبر أحد الموه ُ ت ساسية لتحديد مستقبل أوروبا.  هات الررورية وا كما قلنا بالنسبة "للجذور الإسلامية"، فعبارة "المصادر أو المنابع - - الإسلامية"، إذا ما التعامل معها في هذه الدراسة، أو هعلها أهم دافع من ورائها، فةإن ذلةك ً سيقف حاهز ا أمامنا في البحث في علاقات الإسلام بأوروبةا ؛ باعتبارهمةا حةالتين ثقافيتين متباينتين، وهذا سي ُ جعل دراستنا مقتصرة فقط على الب عد التةارصي. وكلمةة النور. مكان ما تنبع منه المياه لتظهر إ يل إ  ، "منبع"، في معناها الدقيق إلا أن الم نبع ليس كالنهر، ولا بالمجرى المائي الصةادر عةن الم هو شبيه ح نبةع! رى الماء يتوير ويتخذ له مسارات هديةدة وتصةبح درهةة فمباشرة بعد نبعه، فإن رفها معه  حرارته أعلى، كما أن مذاقه يتوير وصتلط بمذاق النباتات أو ببعم اامأة ال فالعناصر  وروبية شك  الإسلامية للهوية ا َّ لت وحد دت ملامح كل الشةجرة وروبية، وذلك  ا إ غاية يومنا هذا ؛ إذ العناصر الإسلام فيها! ية بالقدر نفسه، فليست العناصر و  الإسلامية للهوية ا ر

وحي.

حرور

18

مةازون،  النيل أو ا

ا يمر منها. ومياه أع  طريقه في الجداول ال نهار  ، :مثل

يشق وهو

 ومباشرة بعد صدورها من منابعها لا تكون هي نفسها لدى تدف قها من نبعها! ف َّ أثناء هريانها، وخاصة عندما تبلغ مصب نفس تلك المياه المتأت ي ة من الم نبع، سواء من حيث كميتها أم من حيث تكوينها ! اولة لت  إن أية حد يد الجزء المرتبط بمياه الم نبع أثناء هريانهةا، أو أثنةاء بلوغهةا المصب ، ً كوم  سيكون ا عليها بالفشل علاوة ع لى أنه أمر مستحيل بما في هذه الكلمة ! وبعكس هذا، من مع فإن الإسلام عامل دائم اارور، وهو عنصر فاعةل، وقبةل كل ذلك هو عرو في هسد أوروبا أثبت وهوده خلال القرون الثلاثة عشرة الماضية ً في كل مؤسساتها ومناحي ااياة فيها، تمام ا مثل العناصةر الكيميائيةة الموهةودة في ُ الج ، ز ء ساسية في اامض النوو لل  وكما توهد المعلومات ا تلبة من اليهودية  هو بمثابة نهر أوهدته مياه - راها، تسيل متزهة في كل قبرة منها وفي كل ُ المسيحية والإسلام، وهي بذلك م ِّ حد دون انقبا إ يومنا هذا! إن َ إثبات هذه ااقيقة وتأكيد صحتها من خلال س ْ و ِ المعبيات التارصيةة، نهار تزداد قوة بفعل  اتها، فإن مياه هذه ا فلا  تلفة، وبالتا  ببرق تعود هةي ً تدعمها، لكنها أير  تعدد الروافد ال ُ ا ت ِّ مها سم ورو  رى التاريخ ا إن بةي

خلايا!

ق

توليفها الفلسةفي

التحليل السوسيولوهي أهمية وتقييم

تفسير و عبر ها

في سةياق

س عليه َّ س َ ؤ ُ ما ت عناصر دراستنا هةذه

المعبيات الجيوسياسية العالمية المعاصرة

، هي

و علن ُ موضوعها الم الذ نلتزم به: العناصر الإسلامية لهوية أوروبا . يسعى هزء من أوروبا ،

ثمان  وبكل ا ، إنكار وهود عناصر إسةلامية في إ  وحية. ومثل هذا المسعى يتبل ي ه إل ب التنب ه بكل هدية،

حرارته وهويته الثقافي والر ة

انو ً بلاق ا من حقيقة حرور اليهودية - رض  المسيحية والإسلام المةتلازم علةى ا وروبية فإن الإنكار هنا ليس له مكان، وبما أن ذلك الإنكةار موهةود فعة  ا ً ً من الواضح أن وراءه دوافع أعمق وأهداف ا أبعةد حتم الالتفاف حولها أو نفيها بأ ثمن! ُ عل من مسألة إنكار هذه ااقيقة عقبة ت اولة إنكار حرور العناصر الإسلامية  بقدر ما تبدو ، باعتبارها من المعبيةات ِّ المكو نة لهوية أوروبا ، عبثية، وبقدر ما اولة تسليط الروء على كل الامتيةازات  وبشكل هستير متبرف، فإ ن

لا

تبدو

19

بشكل حصةر إ

َّ صيل الذ قد  ولويات والبابع ا  وا مه الإسلام ، باعتبارها تعود

وضح تكمةن في أن لا المسةيحية ولا  العبثية ا ةب أن ا. هذا المعبى بمفةرده

ً عبثية أير ا، ف إن

،

اليهودية المسيحية -

ً صل ثقافة ودين  أوروبية ا

اليهودية ولا الإسلام

هي

يكون دلي ً تقةول  عاء بصحة الموالبة ال : إن "أوروبةا قةارة َ مسيحية"، واعتبار المسيحية دين أوروبا، بعكس الإسلام الذ يةتم التعةاطي معةه ً باعتباره قادم ا من الشرق، من آسيا، وتصنيفه على أن ه "دين غير أوروب ي".ة وبما أنه لا الد ي ب انة المسيحية ولا الإسلام قد نشآ على أرض أوروبا، فإنه اعتبار كل منهما "غير أوروب ة ي"، ومع ذلك فإن كلت ي ة ً هما وهدتا مكان ا لنشةر خلت. وبعد قرون عديةدة، ومةع  ثقافتيهما في أوروبا عبر كل هذه القرون ال بعض التعديلات، والتدخلات المستمرة وإعادة الصياغات، وهدت هات ن اانت ي ن الد ا َّ حوال عم  ال من ا  نفسيهما عنصرين لا يمكن فصلهما عل من أوروبا اليةوم ا ُ ما هي عليه، أو ما اصب وروبية".  لح على تسميته "بالهوية ا ومع ذلك، عل ي نا تأكيد القول الت ا  ٍّ : لا يمكن فصل أ ي من الد انتين عن هوية أوروب ِّ ا، وبوض النظر أي ا ! إن هذا القاسم المشترك، التكاملي،  منها نع المتصةادم والمتصار ، وطريقة كل منهما الشاملة في التعاطي مع الواقع، ال   هويةة ً كافي ِّ ترك الاد ُ ن ي  ا

لا

تل شك

ةو  بشدة وذلك فقط من أهةل فرض ذلك كحقيقة وحيةدة لا  وبالتا

اولة إنكاره  أوروبا وقدرها، تتم ا اهله ا و وروبية،  العناصر الإسلامية عن الهوية ا

ً بديل عنها، وفرض أيديولوهية أنشأت سراب ا حول أوروبا اليهودية المسيحية. - ب أو يتم هذا، فإنه ومع ذلك، وح ً لا َ توبية وإخفاء وك ْ ن

ت  س كل ما

ً ثلاثة عشر قرن ا من التواصل و التفاعةل

و حقبة تمتد على  البسا من أهل مدار

ااميمي الذ َّ أد َّ تشكيل هوية أوروبا المعاصرة! لقد مر ى إ ذلك التفاعل الممتد عام من اارور المشترك والمتزامن والمتةواز َّ على أرض أوروبا، مر بالكثير من المحن والتجار وشهد صراعات دراماتيكيةة، وتوفرت معه كل أشكال وصيغ العلاقات الاهتماعية المشتركة. َّ ق، آخذين في الاعتبار كل ما تقد  يمكننا التأكيد م، أن هوية أوروبا في كل ديدها بفرل ذلك التفاعل القةو بةين المسةيحية  أبعادها وهوانبها، قد والإسلام. ً هذا التفاعل، كما أشرنا سابق َّ ا، عب حةوال في  ر عن نفسه في أغلب ا ُ على مساحة زمنية ت َّ 1500

ةر ب قد

11

ْ قوى لعقود طويلة، ومتنافسي  فالمسيحية والإسلام كانا هما ا ن من

شكل تنافسي ؛

وروبية  راضي ا  أهل فرض سلبتيهما على كامل ا . َّ أم ِّ ا المكو َّ ن اليهود ، فما فتئ أن أصبح مهم ً ش

قةل  ا بسةرعة، علةى ا

في

مست وى التأثير داخل دائرة القتال واارو والصراعات المسلحة ؛ حيث كانةت الكلمة العل ي حدود منتصةف القةرن ا على هذا المستوى، وطيلة تلك العقود إ التاسع عشر، تعود للمسيحية والإسلام سواء على مستوى العلاقات البينية الدينية - (بين الد ي ً انتين المختلفتين) أم أير ٍّ ا، وبشكل حاد وشرس في عدد من المواههةات الدينية - الداخلية (داخل أتبا الد ي انة الواحدة ذاتها). دارت اارو الدينية تدور بين أتبا نفس الد  الداخلية، أ تلك ال ي انةة، ً بشكل مكثف أساس تلف الفرق الكنسية المسيحية.  ا بين ا هامشية َّ أم الدور الذ كان لليهود واليهودية ف يمكن تفه مه، خاصة في ضوء المعبيين الت ين: يلا 1 - كان اليهود ، َ ،وا وبق المسيحية تمعية أصور بكثير من المنتمين إ أقلية ومن أتبا الإسلام . 7 - َّ وقد أد ً عدم تمكن اليهود أبد ى ذلك إ ا من إقامة دولة خاصة بهم على قليةة  أرض أوروبا، بل إنهم ظلوا طيلة هذا الوقت مواطنين لهم وضع ا تعاقبت في فرض  وروبية، المسيحية منها والمسلمة، ال  داخل الدول ا حدود العام وروبية إ  سلبانها على القارة ا 210 المةيلاد ، أ إ ندلس، وهي أول دولة  تاريخ تأسيس ا إسلامية أوروبية ( 1 ) .

( 1 ) عام وروبية يعود إ  رض ا  في الواقع، فإن تاريخ قيام أول دولة إسلامية على ا 618 عام سب بعض المصادر إ  (و 615 )، عندما تأسست أول إمارة إسلامية في منبقةة  هنو القوقاز...وقد سبق قيام تلك الإمارة أول قدوم منظ أوروبةا، م للمسلمين إ وكان ذلك في العام 611 لما سيبر عبد الرحمن بن ربيعة الباقلي على أهةزاء تقةع في سب شهادة الباقلي فإنه التقى عند  هنو القوقاز. و وصوله إ اليةة تلك المناطق مسلمة كانت تقيم هناك. و  لمزيد من الاط رض  لا حول تاريخ تواهد المسلمين على ا  ا ف هاويد هاريفيتش:  وروبية راهع مؤل Haverić, D. History of the Muslim Discovery of the World: Islamic Civilization within the Plurality of Civilizations , (Deakin University, 2012).

10

ا مهمة هد ا

ومع ذلك، فقد لعب اليهود كمواطنين ، واليهودية كدين ، ً أدوار

نشبة الثقافية في أوروبا  تلف المجالات الاهتماعية وا  على مستوى -ً مةن ا بدء الاشتوال ب ً تلةف الفةرو العلميةة، مةرور  الفلسفة و ا بةالفنون والسياسةة والدبلوماسية ، ووصو ً ا لا إ - لاقتصاد َّ تمعية دينية كانوا قد هر إلا أنهم كإثنية بوا تلف درهات  عدم ال تسامح / التسامح الإسلامي و المسيحي داخل حدود الةدول عاشوا فيها خلال هذه المدة.  المسيحية والإسلامية ال َّ في نفس تلك الفترة، طو ر كل من المسيحية والإسةلام علاقةات تنافسةية واضحة فيما بينهما، فقد سع ى تعزيةز وضةعيتها كل من هاتين اارةارتين إ كتوه ه وحيد مشرو يبمح لفرض تصورها حول النموذج المجتمعي والروحةي وروبية.  راضي ا  وبسط سلبتها على كامل ا  خر يول ومن المفهوم أن مثل هذا الإقصاء ل ً د إنتاه ً ا ضخم ا مةن الصةور النمبية السلبية حول المنافس، وهكذا فإن هذه العلاقة التصادمية الممتدة من شأنها ً نتج على طول التاريخ صراع ُ أن ت ً موم  ا ا على كل المستو ي ات والقرايا. ولهةذا ،

فلن يكون من المبالوة وصف علاقة المسيحية والإسلام ، على أرض أوروبا طةوال و  لفية ا  ا ، بأنها علاقة حرو مزمنة ومستمرة، سواء إذا نظرنا إليهةا علةى مستوى تعد يض من حرو عديدة مةن ِ د الصراعات المحلية أم على مستوى ما خ أهل إعادة رسم اادود ،  كانت نتائجها متقل  وال بة في كل مرة لمصةلحة أحةد ً الفريقين على حسا الآخر والعكس صحيح أير ا. ب أن ننسى أن فترات قصيرة من السلم، ومةن السةلم ومع ذلك، فلا ً الكامل أير  ل  ا، كانت قد لت علاقة المسيحية والإسلام وروبيةة. في  القارة ا مثل تلك الفترات، ومن خلال عمليات تبادل السلع المادية والتعال ي م الر وحية بةين ً هذين الخصمين العنيدين لبعرهما البعض، وأحيان ا العدوين اللدودين ال ل ذين يسعى م كل منه ا لإفناء الآخر، كانت تلك الفت رات تتيح الفرصة للوقوف ليس فقط على ً التباين بينهما، بل أير معهما حول الكثير من  ا على مساحة التقار الكبيرة ال القرايا الجوهرية المتصلة بااياة المجتمعية.  سقناها أعلاه قد أث  وهكذا، فإن هذه الوقائع ال ِّ رت بشكل متدر ج، لكنةه

في

11

حاسم في تشكيل ظاهرة اندماج ال وروبية في إطار ما نسميه اليوم "الهويةة  قارة ا تواها اارار على الشكل الذ نلم  وروبية"، وتكوين  ا س ه اليوم. ورغةم أن تاريخ العلاقة بين المسيحية والإسلام كان على الدوام حاف ً بفترات من ااةرو َّ مر  كانت أطول في مدتها من فترات السلم ال ت بها تلك العلاقةة، فةإن تةأثير  وروبية كان أقل  اارو في تشكيل الهوية ا  ق  ثر الذ  بكثير من ا ق في فترات السلم ، مهما كانت تلك الفترات نادرة واستثنائية. من ههة ثانية، وعلى الرغم من ندرتها وقصرها، فإن فترات السلم المؤقتةة، صاحبتها تهيئة الظروف المناسبة لتبادل الخبرات وا  ال لتعارف والتواصل وتبةادل  فكار، قد ملؤها بكلمات مهذ  السلع وا بة بد ً لا من الشتائم المتبادلة والسةيوف ُ الم َ شر عة. فترات السلم والتبادل المشترك تلك  خل ً فت آثار ا أعمق ، وطبعت بشكل َ مح ُ لا ي  تشك  ى هوية أوروبا ال صل على ذلك النحو كخليط من سبيكة  لت في ا يهودية - َّ مسيحية وعناصر إسلامية، تبو رت خلال القرون اللاحقة على شةاكلة  ُ م َّ وح ٍ د عروي ٍ ا وناضج ِّ في مكو َ ن ح َ م َ ل ُ في طياته أكثر العناصر حيوية ر خير هي تدمير حتمةي  فاار في معناها ا نشبة المجتمعية  لمجمو ا ؛ فبقدر ما تمتد اار على مساحة زمنية أطول، بقدر ما   شياء بعيدة عن الدمار، هذا إذا ظل  فرص المحافظة على بقاء ا ٌ ة ً ما قائم ا بقي في ذكريات مةن خاضةوها ُ ازات المادية، ولا ت ر اار كل الإ سوى هروح عميقة سيئة، بل و تترك فيهم ا ً أير ً هروح ا أخرى لا تندمل. باتةت َ اارو اليوم من المفارقات التارصية ارارتنا، ووقت اارو قد م َّ .ر تلك ح خاض اليوم، في عدد من بقا العالم ُ ت  اارو ال ، ِّ تؤكد في حد ذاتها على أنهةا عتمد عليها ُ ي  عية ال  ويكون على المواطنين ضرورة التعود عليها، بل إنها كانت تمث ةا ل ً لا للامتحةان اارو باعتبارها وتأكيد القيم الذاتية والجماعية، بينما ينظر الإنسان المعاصر إ ً ا حبام َ لسفن مرى على غرقها زمن طويل بعد أن ق ِ د َ م ت من كوابيس الهلوسةة، إ ح ن ال ً بحر لفظها بمعجزة لتبفو على سبح الواقع بسيبة ً وسخيفة كما هي في مر أن يفاه  ب لهذا ا لا ؛نائ أص ً لا ِّ دم ُ ! ت فهم كمفارقة تارصية حرارية في عيون الإنسان المعاصر. ُ ت ً كانت اارو فيما مرى مظهر ا من مظاهر ااياة المجتم

لا

وحية!

كل تقل

شيء

11

الواقع . ً ب أبد إن اارو موهودة، مع أنها لم يكن ا أن تكون بيننا ؛ فكل مةا أنه لا مكان لها في عالمنا وأنها غريبة عنه، وأنها لا تمت شير بوضوح إ ُ فيها ي بصلة زمننا. وإن كانت واقعنا ولا إ إ لا سلحة  وم وتنفث نيرانها المميتة من ا  تزال نا بها. ِ فر ُ المختلفة، فإن تلك السفن، كما كل حرو زمننا هذا، تبقى على حافة ك لا تزال اارو تبفو على سبح الواقع وكأنها نفي للحقائق وللواقع الذ لم تعد تنتمي إل ي ه في شيء، وتمري في صمت رهيب لتزحف على حافة كوابيسنا ا ننتظر في أي  ل اظة ة دها أن عند استيقا ظ غير رهعة نا قد اختفت وتوارت إ في أعماق المحيط المظلمة هناك ؛ حيث القا السفلي من التاريخ، ونتم اصة السةلام بةين أطةراف  و خاضت فيما بينها حرو ً ب ا طويلة مثل اليهودية - المسةيحية والإسةلام، وكانةت تلط مع خبز أيامها العادية في حين كان السلام هو الاستثناء  اارو - مل في  مد أطول بكثير  طياتها من الباقة واايوية الشيء الكثير، وتبقى آثارها وبصماتها تعيش في تناغم متصل.  طراف ال  مما هو قائم بين ا هذا ِّ الاختلاف البي ن، يوضح أن فترات وضع اارو أوزارهةا لالتقةا نفاس، وإن كانت قصيرة  ا - ِّ مي ُ فقد كانت ت زها عن فترات السلام الممتد - هةي مةا من حيث إقامة هسور التواصل والتبادل، بل وح مراحل أكثر كثافة وغ يتبعها من بناء علاقات اهتماعية وثيقة طبعت ااياة المشتركة للبرفين، سواء على المستوى الفرد أم على مستوى المجتمعات في عمومها. إذن، فخلال تلك الفترات على قصرها، كانت قرية التفاعل مةع "الآخةر ً وتدفق ً المختلف" أكثر ثراء ً ا، وكانت أير يلا ا خ حكام المسةبقة ومشةاعر  ة من ا َ الكراهية. هي إذن فترات كان فيها ط َ ر َ ف ا الصرا في هةذ - ه ااالةة المجتمعةان المتصارعان: المسيحيون كما المسلمين - مور بوضوح أكثةر ويتبةادلان  يريان ا صويان فقط إ ُ الآخر بشكل أدق، فهما لا ي علاقات تواصل وتفاهم وإصواء إ ما يقوله البرف الآخر، بل يتفهمان هوية البرف الآخةر المختلةف وعاداتةه ِّ وسلوكه وما يؤمن به، ويقد ران وإن تباينت فيما بينةهما في  اوفه، ال  تبلعاته و  ا مرة أن تظل قابعة هناك، إ من ههة أخرى، فإن حقب السلام - تلك

في كةل

بد!

14

عترف بها على أساس أنها قائمة وحقيق ُ ر في سياقاتها وي ة ي

ُ نها كانت ت َّ قد

تواها، إلا  أ

ً ومرتببة بهوية أصحابها وحقيقة كونهم بشر ا ولهم ااق فيها بصفتهم تلك. َ عتر ُ كان ي  وقات ال  تلك إذن هي ا ف فيها، وبشكل لا لبس في ه، بالصةفة ُ خر المختلف"، وبق البشرية "ل مله من صفة من كان عدو  ربه مع ما ا في يوم ما. ً وهي أير ول مرة، ذلك الإنسان ااقيقي الةذ يعةيش في  ا فترات، رأينا فيها َّ منبقة ذلك الفراغ غير المعر َّ ى ابتذا ف المسم ً "عدو". لابد من الإشارة - على هذا المستوى من ال تحليل - ً أن هانب إ ة ُ ا من ص َّ ا ن وروبية يرعون، ومنذ زمن طويل، في أولويات اسةتراتيجياتهم  مينية ا  تنفيذ مشرو يقوم على كراهية الآخر ويرك ز على نفي تاريخ التعةد د الثقةافي ورو  ا بةي، بهدف خلق نو من علاقة أيديولوهية وسياسية وثقافيةة تفةرض الهيمنة والع اولة فرض مفهوم أحادية الثقافة  لوية على الإسلام، وذلك عن طريق وحصرية الهوية المسيحية ؛ باعتبارها حقيقة لا تقبل الجدال. هذا الكتا بفهمهةا ع ُ ي  سبا والدوافع ال  ديد ا  من أهل كشف و وتسليط الروء عليها، من بين مسائل أخرى، فإنه يتحتم عل ي نا في هذا الموضع من هذه الدراسة، التأه ب والاهتمام بكل العوامل والمواضيع ذات المصداقية العلميةة، ً وأير ا احترام مبدأ التسامح ؛ باعتباره ضمانة راسخة لاحترام حقةوق الإنسةان حقيقةة أن حملةة لفت النظةر إ واافاظ على السلم، فإن ذلك يدفعنا هنا إ شن ُ إعلامية حقيقية ت ، منذ مدة طويلة، ضد مفهوم التعد د الثقافي والتعد  د الةدي لهوية أوروبا! وبالقدر الذ تبدو فيه غريبة ، ً وبالقدر الذ تبدو فيه أير الفةة  ا للحقائق التارصية الثابتة والمؤكدة، فإن تلك ااملة الإعلامية -  ال ي شارك فيهةا عملي ِّ ا كل مكو نات المجتمع المعاصر من "الصحافة الصةفراء" أكةبر مراكةز إ البحوث العلمية ، توى أبسط المناهج التعل  ومن ي مية لكل المسةتو ي ات الدراسةية وصو ً لا حزا والسياسيين والمسؤولين  ات ومواقف قادة ا  تصر إ - ً تزداد زخم ا صبح عام ُ في كل يوم هديد وت ً ً خبير تمةل! إن العمةل  صدام ا قد يؤد إ تكمن في أنهةا حصةيلة  ل إنكار حقيقة أوروبا، ال مد بين اليهودية  تفاعل تارصي طويل ا - المسيحية والإسلام، وهذا هو بالربط ما السياسة يلا ُ الم ُ منهج والم خبط له من أه

ةبال لا

لا

15

ِّ وروبية متعد  تشتمل عليه عبارة "الهوية ا ، دة الثقافات"، يؤد بشكل هةد إ ليس فقط تهديد احترام مبدأ التسامح وإمكانية التعاون والتعايش في أوروبا ، تهديد ً خبير لمستقبل أوروبا ذاتها باعتبارها نموذه ا حراري ا! ُ مع بداية القرن التاسع عشر، وفي شكل عملية م وروبية  منهجة لهدم الهوية ا  كما شك لتها ةلة التفاعلات التارصية بين عناصر الديانات اليهوديةة - المسةيحية والإسلام على أرض هذه القارة ، يبدو اليوم أ يدي  ن هذا المشرو ا و لوهي الرخم َّ و  قد ِّ عملية خبيثة متعد ل إ ذر . هدف هذا المشرو النةهائي  دة ا الةذ - قيقه دوائر سياسية وإعلامية  الفت من أهل  ، ثية علمية  وح ، َّ توح دت كلها على خلفية صناعة التزوير القائم على اختلاق أساطير وهمية بد ً لا مةن ااقيقةة المس ُ اا تندة إ -جج و آخر بصمات ااقيقةة  هو إنكار الوقائع بشكل كامل، و المشترك لهوية أوروبا  المتمثلة في البابع الثقافي والدي ؛ از بلوتةه باعتباره أفرل إ أوروبا ثقافي ا وحراري ا. من المعروف في تاريخ الفلسفة قصة ( 1 ) ( Pierre Ab é lard ) الذ

أبيلار" ير"بي

ها عمله المعنون "تاريخ المعاناة"، وهو كتا

بين كان من

ً عدد ا من ا فات  لمؤل

كتب

ً ا قسر على أيةد

 أل فه على إثر تعر ضه اادث تراهيد ، وذلك أقار عشيقته "هيلويز" ( Héloïse d'Argenteuil تنص و).  اؤه خصإ عندما

أوروبا ل مةن تراثهةا ً أن هزء  مر عنصر عرو أساسي من هويتها، يع  صيل، الذ هو في واقع ا  ا ا ُ من أوروبا ي َّ خصي نفسه بنفسه، ويتنص ل من ذاته. إذا كانت حادثة إخصاء "بي ير ً أبيلار" قد تمت قسر ا وعلى أيد الآخةرين، فإن  كتابه الذ وصف فيه مصيره الشخصي بعد تلك ااادثة ا يل ةت  مة هاء عنوان "تاريخ المعاناة" أو "تاريخ الشدائد". وبالمقارنة، فإن التنص ل مةن التةراث ( 1 ) بيير أبيلار (بيتر أبيلار)، Pierre Ab é lard ، وباللوة اللاتينية Petrus Abelardus ( 1024 - 1117 :)  فيلسوف ومفكر فرنسي، أحد أبرز مفك رف خاصةة ُ عشر، ع  ر القرن الثا  د في حل ِّ بمنهجه المجد الإشكالات الفلسفية والمعروف ة ت مسمى "إشكالية الوهةود"  ؛ : أ هل أن العالم موهود أم لا؟ ومن أشهر مقولاته : "مفتاح ااكمة...هو الإصةرار على مواصلة طرح سؤال هديد، ومن خلال ملنا إ  سئلة باستمرار، والشك  طرح ا ااقيقة..." عملية التساؤل نصل إ .

16

ً باعتباره عنصر ِّ ا مكو ً ن ا لهويتها الذاتية، وببريقة طوعية

الإسلامي ورفض الإسلام ؛

وليس بفعل قوة خارهية، إنما هو بمثاب ة عملية إخصاء ذاتي! اذ هزء من أوروبا هذا القرار  تقف وراء ا  هداف ال  ليل الدوافع وا  إن بإهراء عملية إخصاء ذاتي ؛ ً باعتباره تدمير ا ا ذاتي ً ا متبرف ، هو أمةر غةير مقبةول أخلاقي ً ا، وهو أير ِ ا فعل مور صلية، وقد  دوافعه ا ق في معاداته للحرارة بالنظر إ َّ أد مل تاريخ رفض وإنكار العناصر الإسةلامية التأكيد على أن ذلك إ ااقبة بأنها تاريخ العار! إن هوهر الالتزام الاستراتيجي بم ثل عملية الإخصاء الذاتي هذه، في الإطةار  الذ يفترضه السياق ا ورو بةي، مستوى غير منبقي بالمرة، ويدل ينخفض إ َ على نفي م َ ر ِ ض انفصام في الهوية الجمعية. ي اقيقة هوية أوروبا الذاتية ويؤد إ ف ببيعة مشرو مثل هذا - اولة ليس فقط رفض الإسلام  مله من  مع ما ؛ ِّ باعتباره مكو ً ن ا عروي ً ا في تاريخ أوروبا بل أير ا إصراره المتواص ل علةى إظهةار حقيقة فرضية خاطئة ومولوطة حول كون أوروبا قارة مسيحية بشكل حصر - ت سةبا  ، تشكيل حالة سيكولوهية خاصة، وصفناها هنةا ؤد بالررورة إ متعددة، ب أنها "متلازمة أوروبا - القارة المسيحية".  كثير من الممث لين اا يلا ين لعدد من الدوائر السياسية والبحثيةة والدينيةة في تم  وروبية هم اليوم ضحايا (لا أمل  المجتمعات ا ً في شفائهم) هذه المتلازمةة. سنبرح في الفقرات القادمة منهجية نقدية - بعيدة عن الورب وملتزمةة بالدقةة والصرامة العلمية - ُ لنقد ح يديولوهي الشةرير، وذلةك  جج ممثلي هذا التوهه ا لسببين أساسيين، :هما أو ً : لا بسبب تأكيد أن : ما قيل إنها "حقيقة علمية"، من وههة نظر المتلازمة المشار إليها ُ أعلاه، ت على استبدال التزوير ، على تصةورات أسةبورية  المب ،  صيلة، وبالقياس مع كتا أبيلار، يمك  وروبية ا  من الهوية ا من ننا وصف تلةك

ى كل

لا

صر

بااقيقة و، خالف ُ ت  بالتا كل المعبيات المؤكدة . ً ثاني

هيا  ن عملية قبول هذا التزوير داخل الفراء العام، وخاصة لدى ا  : ا ل تلف وسائل الإعلام وطرقه  ت ضوط  الشابة ،  نق ااقيقة و ُ ت نشةئ و ت ِّ قةو

17

ياز ضد الإسلام والمسلمين، وتتسبب في تنةامي  ي هبهة العداء والا بشكل تدر نفس المشاعر لدى المسلمين ضد المسيحيين الذين يعتنقون مثل هذه المواقف. ثار هذا، بشكل خاص، في إطار النفي الممنهج ُ ي لدور المسلمين التةارصي في تشكيل والمحافظة على بقاء هوية أوروبا الثقافية والر َّ وحية، أم ا في التببيق فيتمثةل ٍ ذلك في وسم الإسلام بأنه معاد ي لد ن أوروبا وأيديولوهيتها، وكذلك في إعةلان َ المسلمين دخلاء لا ينحدرون من أصول أوروبية.

المواههة والعداء بين هاتين الد ي انتين التوحيديتين الكبر ي ين في أوروبةا، وفي ً العالم، ازدادت بروز ا في سياق ما أحدثته السياسة العالمية الاستعمارية الجديةدة. ممارسات التشكيلات شبه العسكرية والعسكرية التابعةة وهنا نشير بالتحديد إ هي في الو  تلف مناطق العالم، وال  كبر الدول خلال تدخلاتها في  اقع موههةة ً غلبية السكانية المسلمة والدول الإسلامية خصوص  ساس ضد الدول ذات ا  با ا. تلك التدخلات الإعداد لها وتنظيمها وسط حملات ذات طبيعة احتلا ة، يل  ف ُ ون بالرغم من التابع للأمم المتحدة، بل وح  لس ا ذت بموافقة وبدون موافقة من معارضة المجلس ومنعه تنفيذه موافقة المجتمةع رع مدة تنفيذها إ  ا، كما لم بل كان القرار بشأنها يعود بشكل حصر للمحتل.  الدو َّ العذر الذ استعملته تلك ااملات وسو ُ قته للرأ العام كان ي ِّ بش ر بإزالةة نظمة الد  ا ي ِّ م ُ كتاتورية والترويج لما س ي بالنموذج الد يم قراطي الليبر ا  الور بةي، أو يم ة الد يلا يبر"الل قراطية" ؛ باعتبارها النموذج الوحيد الممكن لتنظيم المجتمعات. ً في هذا السياق، كان واضح  ا الدعم الذ قدمته التوبيات الإعلاميةة الة واكبت حملات التدخ ً ل تلك، وأير تلةف  ا دعم التوبيات الإعلامية لما حوتةه النظريات ، أدق شبه النظريات أو بمع من ، مفاهيم كانت تؤكد على مةا تةراه ً تفوق ا موضوعي ا للنموذج الور بةي وضرورة استنساخه في كل دول العالم. اول المقاومة والدفا عن حقها المقدس في   في ذات الوقت، فإن البلدان ال ُ بناء أنظمتها الاهتماعية ووضع برامج لتبويرها وتنميتةها، ت ة َ وص ف بالبلةدان  الفوضوية والمتخلفة ال ب على الد يم قراطيات الليبر ؛ةيلا باعتبارها ممثلة اارارة والتقدم، مواههتها بقوة ااديد والنار.

18

Page 1 Page 2 Page 3 Page 4 Page 5 Page 6 Page 7 Page 8 Page 9 Page 10 Page 11 Page 12 Page 13 Page 14 Page 15 Page 16 Page 17 Page 18 Page 19 Page 20 Page 21 Page 22 Page 23 Page 24 Page 25 Page 26 Page 27 Page 28 Page 29 Page 30 Page 31 Page 32 Page 33 Page 34 Page 35 Page 36 Page 37 Page 38 Page 39 Page 40 Page 41 Page 42 Page 43 Page 44 Page 45 Page 46 Page 47 Page 48 Page 49 Page 50 Page 51 Page 52 Page 53 Page 54 Page 55 Page 56 Page 57 Page 58 Page 59 Page 60 Page 61 Page 62 Page 63 Page 64 Page 65 Page 66 Page 67 Page 68 Page 69 Page 70 Page 71 Page 72 Page 73 Page 74 Page 75 Page 76 Page 77 Page 78 Page 79 Page 80 Page 81 Page 82 Page 83 Page 84 Page 85 Page 86 Page 87 Page 88 Page 89 Page 90 Page 91 Page 92 Page 93 Page 94 Page 95 Page 96 Page 97 Page 98 Page 99 Page 100 Page 101 Page 102 Page 103 Page 104 Page 105 Page 106 Page 107 Page 108 Page 109 Page 110 Page 111 Page 112 Page 113 Page 114 Page 115 Page 116 Page 117 Page 118 Page 119 Page 120 Page 121 Page 122 Page 123 Page 124 Page 125 Page 126 Page 127 Page 128 Page 129 Page 130 Page 131 Page 132 Page 133 Page 134 Page 135 Page 136 Page 137 Page 138 Page 139 Page 140 Page 141 Page 142 Page 143 Page 144 Page 145 Page 146 Page 147 Page 148 Page 149 Page 150 Page 151 Page 152 Page 153 Page 154 Page 155 Page 156 Page 157 Page 158 Page 159 Page 160 Page 161 Page 162 Page 163 Page 164 Page 165 Page 166 Page 167 Page 168 Page 169 Page 170 Page 171 Page 172 Page 173 Page 174 Page 175 Page 176 Page 177 Page 178 Page 179 Page 180 Page 181 Page 182 Page 183 Page 184 Page 185 Page 186 Page 187 Page 188 Page 189 Page 190 Page 191 Page 192 Page 193 Page 194 Page 195 Page 196 Page 197 Page 198 Page 199 Page 200

Made with FlippingBook Online newsletter