يُقدِّم كتاب "المكوِّنات الإسلامية لهوية أوروبا" قراءة تحليلية تقييمية ونقدية لما يعتبرها "أكبر سردية مخادِعة في التاريخ البشري" بشأن متلازمة "أوروبا، القارة المسيحية" (أوروبا قارة مسيحية حصرًا)، التي تتبنَّاها الحركات اليمينية المتطرفة، وسط أجواء الحالة العامة السائدة؛ حيث تنتشر معاداة الإسلام، وتستثمر تلك الحالة في إِلْبَاس الإسلام لَبُوس الثقافة الغريبة عن أوروبا، وتُعلن أن المسلمين أقوام غير أوروبيين.
الطبعة الأولى 1437 - ـه
م
2016
ردمك 978-614-01-1936-9
جميع الحقوق محفوظة
الدوحة قطر -
)+
( 974
- 4930218
- 4930183
هواتف: 4930181 فاكس: 4831346
( 974 )+ - البريد الإلكتروني: E-mail: jcforstudies@aljazeera.net
التينة عين ، شارع المفتي توفيق خالد ، بناية الريم هاتف: (+961-1) 785107 - 785108 - 786233 ص. ب: 13-5574 - شوران بيروت 1102-2050 لبنان - فاكس: (+961-1) 786230 الموقع على شبكة الإنترنت: http://www.asp.com.lb
- البريد الإلكتروني: asp@asp.com.lb
يمنـــع نأـــ و اأـــاعمأي ز جـــهذ مـــت هـــيا الياـــأو بييـــة وأـــيية اوـــويرية و ليارونيـــة و مييأنييية بمأ في يلك الاأجيي الفواـوررافي والاأـجيي ىيـى ةـرطة و ـراو مقـروذأ و بييـة وأــيية نةــر بــرف بمــأ فيلــأ حفــظ المعيومــأ ، واأــارجأىلأ مــت دوت يت بطــي مــت النأةــر
إن الآراء الواردة في هذا الكت اب لا تعبر بالضرورة عن رأي
ش. م. ل
التنضيد وفرز الألوان: بجد ررافييس بيروت ، - هاتف (+9611) 785107 الطباعة: مطأبع الدار العربية ليعيوم بيروت ، - هاتف (+9611) 786233
ةير واقدير
ف بوافر الشكر والتقدير لمركز الجزيرة للدراسات لمساهمته في نشر م المؤل َّ يتقد ل هذا العمل إضافة لمكتبةة الدراسةات اارةارية مصادر المعرفة، ويأمل أن يمث والفكرية، والثقافية بشكل خاص. زيل الشكر لكل من أسهم في إعداد الكتةا وإخراهةه في م َّ كما يتقد صور ته النهائية؛ فبدون ترافر الجهود لم يكن هذا العمل ليرى النةور. وصة بالشكر إدارة البحوث بمركز الجزيرة للدراسات لإشرافها على مراهعةة ترةةة توياته. كما يشكر إدارة النشر والعلاقات العامة الكتا ، وتنسيق الن وترتيب بالمركز لمساعدتها في تأمين المراحل النهائية لهذا العمل من قبيل التةدقيق اللوةو ا قسم الإدارة والتنسيق لمتابعة عمليةة البباعةة ً ، وأير والتصميم والإخراج الف والتوزيع.
5
المحاويأ
................................ ................................ ....................... 11 ................................ ................................ ....................... 11 البأو الأوي
مقدمة
مدخل
الغطرأة الثقأفية
الإألام
معأداأ أو ةيأي
الأوروبية المعأورأ
العنأور الإألامية ايويت في
وروبأ
العأر
اأري :
الفوي الأوي
هويالأ
محأولة
نيأر
52
المسيحية " ................................ .............. 72
" متلازمة أوروبا، القارة
المبحث الأول :
! ................................ ..... 11 ................................ .... 14 : الردود، والدفوعات، والتوضيحات ....... 15
: الفرضية الكابوس أوروبا : إسلام دون من
المبحث الثاني
لتسمع أوروبا ذاتها حقيقة عن
المبحث الثالث الوقت حان :
أوروبا
العناصر الإسلامية لهوية
المبحث الرابع حول :
........................ 14 النوعية؟ ..................... 24
ة َّ ثقافية كقار
: الاتحاد الأوروبي والفاتيكان أوروبا وحدود
المبحث الخامس المبحث السادس
من أم
: الخوف من المسلمين، الكمية من خوف
الإألام في وروبأ
الا اوأدية لأيأأة معأداأ
: البيفيأ الأيأأية
الفوي الثأني
والدوافع
98
الثانية ......
ضد المسلمين باعتبارهم مواطنين الدرجة من
المبحث الأول : الاندماج، للتمييز أداة
41
................................ ..... 105
: التلاعب بالإحصاءات وباستقرار أوروبا
المبحث الثاني المبحث الثالث
الهستيريا الجماعية ................................ ........ 111 " يورابيا " ................................ .......................... 111
:" يورابيا إنتاج أو"
ِّ نظرية مؤل
فة حول -أ
.................... 111
التعليل
المقدسة تهافت :
الإسلامي الحرب -
النظام
تجريم مشروع -ب
............................. 175
منهج ُ الم نقد :
الوقائع
اختلاق منهجية
-ج
وتصحيح
والتزوير
" يورابيا "، انكشاف ور بات َ ي ................................ .... 112
-د انكشاف نظرية خداع
7
البأو الثأني اأريبية العلا أ الأيأأية الدوي بيت والثقأفية
الأوروبية
الإألامية والمأيحية
الأوروبية الثقأفية
العنأور الأأأأية الإألامية ليلوية
الفوي الأوي في ىأمة نظرأ :
والأيأأية
والعيمية
562
................................ ......................... 162 ................................ ............... 162
المبحث الأول : الأندلس من درسان
الأول : قرطبة البعيدة
الدرس - أ
والوحيدة
التجربة الأوروبية للجماعة اليهودية -
فالنسيا ": سيد إل"و
الثاني حالة :
الدرس - ب
................................ ............................ 121
المسيحية الإسلامية -
............ 122
المنسوجة أوروبا هوية في
الأندلس حضارة
لمحة : تراث عن موجزة
المبحث الثاني
التسامح الاجتماعي ................................ ..................... 122
مبدأ جوهر .
1
7 . الثقافة - النموذج الأندلسي الإسلامي ................................ ................ 186 5 . الفلسفة ................................ ................................ ............. 182 1 . العلوم الدقيقة ................................ ................................ ....... 147 1 الفلك علم . ................................ ................................ .......... 147 6 أبحاث . الأرض ومحيطها الحيوي ................................ .................... 141 2 . الجغرافيا وعلم الخرائط ................................ .............................. 141 8 الطب . ................................ ................................ ...... 146
وعلومه
الاجتماع ................................ ........................... 142 ................................ ................................ .. 148
وعلم
4 النفس علم .
. الزراعة
وتقنياتها
10
الإألامي الأوروبي
الثقأفي
الفوي الثأني الإرث واعدد رنى :
505
1 . الهندسة المعمارية ................................ ................................ ...... 705 7 . المطبخ والمأكولات، الغداء وآداب ................................ ....................... 701 5 . اللغويات والأدب ................................ ................................ ........ 701 1 نشاط . الترجمة ................................ ................................ .......... 701 1 . الموسيقى ................................ ................................ .............. 706 6 . الخزف صناعة ................................ ................................ ......... 702 2 التراث . التكنولوجي ................................ ................................ ...... 702
8
8 علم . الطيران ................................ ................................ ............ 704 4 علم . الجينات الوراثية ................................ ................................ .... 704 البأو الثألث اعددية هوية وروبأ المامأأية بيت والةأمية الاهييف
والإثبأ
الإألام
الأوروبي اهييف في
الفوي الأوي : الموأدر النظرية لياقييد
552
................................ ................... 711
المبحث الأول الحياة ملل : أوروبا ملل أو
الإسلام .......... 775
: الكراهية المذهبية والارتباك الفكري لمحة : تزوير عن موجزة
المبحث الثاني المبحث الثالث
المعادية للمسلمين ................ 755 الموحدة ..................... 712
: الإرهاب " الإسلامي " الوسيلة للحملة والعذر
المبحث الرابع : " مسيرة الاسترداد " الإسلامية أوروبا إلى والطريق
المعأور
وروبأ
الإألام جنوو في
اأري :
الفوي الثأني
والوضع
522
:
أوروبا
الثقافية لجنوب
الهوية
تشكيل في
المبحث الأول : الإسلام أساسي عامل
.................. 712
اليهودية - المسيحية
لعلاقة
تحليل فلسفي - لاهوتي
والإسلام
جيوسياسي تاريخ - الإسلام في المناطق الأوروبية البحر حول الأبيض المتوسط ................................ .......................... 725
المبحث الثاني ملحق :
................................ .... 722 ................................ . 724
كورسيكا، وقبرص كريت،
البليار،
جزر -أ
مالطا،
الجزيرة أبيناين
القاري شبه من
-ب المسلمون الجزء في
................................ ................................ ..................... 785 المراجع ................................ ................................ .................... 781
خاتمة
9
مقدمة
ما فتئت أوروبا تشهد، منذ زمن بعيد، تنامي نشةا ااركةات اليمينيةة ببات فاشية. إعادة بناء برامج و المتبرفة مع بروز مشاريع تهدف إ تلك تب ااركات اليمينية المتبرفة وتلك المشاريع الفاشية أفكارها وسط أهواء ااالة العامة السائدة ؛ تنتشر حيث ِ معاداة الإسلام، وتستثمر تلك ااالة في إ ْ ل َ ب َ اس الإسلام ل ُ ب وس ً علن المسلمين أقوام ُ الثقافة الوريبة عن أوروبا، وت ا غير أوروبي ين ، في الوقت الةذ م فيه أوروبا باعتبارها قارة مسيحية حصرية، والمسيحي َّ قد ُ ت و ن باعتبارهم أوروبيين ا عن غير ً أصليين دون َّ تبن ُ ، الم نشر الثقافة الشوفينية والإقصاء الدي هذه ااملة الهادفة إ اة سياسي ا ُ ا، مستمرة منذ قرون طويلة وتقف وراءها وت وذ يها مراكةز تلفة المشار . ففي حقبة القرون الوسبى، كانت تلك ااملةة وقوى اهتماعية د حاضنتها داخل الدوائر الدينية المسيحية النافذة في أوروبا بمختلةف طوائفهةا الكاثوليكية والبرو ت رثو ستانتية وا ذ كسية. لقد َّ أس سةت الكنيسةة الكاثوليكيةة َّ وأطلقت ودعمت نشر أيديولوهية اارو الصليبية ورو هت لها، لكةن تلةك َّ يديولوهيا المحاربة وهدت كذلك تبن ا ً ي ا كام ً والمدعومة بقوة إعلامي
هم.
لا ً وتنفيذ ا حرفي ا لهةا لةدى كةل ِ تلف م خرى و البوائف المسيحية ا َ ل ِ ل ِ ها ون َ ح ِ ل ها. ومنذ بدايات القةرن التاسةع َّ عشر، تصد وروبية العلمانية للعب ذلك الدور. وبقدر مةا تمعات الدول ا ت خيفة! فقد بات ُ تبعت ذلك بادية للعيان، فهي في الوقت عينه م كانت النتيجة ال هزء من أوروبا ينف ي حقيقة التعد وروبية عةن طريةق دية الثقافية لببيعة الهوية ا َّ الت
َّ عمية على تلك ااقيقة إم ا بإنكارها أو بتجاهل حقيقة أن ثقافة أوروبا إنم ا هةي مثال كلاسيكي لهوية ثقافية تشك لت عبر قرون طويلة من التلاقح والتمازج بةين عناصر ثقافية -ُ ه َّ وي اتية مسيحية وإسلامية عل ٍّ سواء.
ى حد
00
، وإن كان لا يمكةن الهدف الرئيسي من هذا الكتا هو تقديم ااقيقة ال إنكارها، تم َّ ت الت َّ عمية عليها بشكل فع ادعة في ال للواية، بل وإحلال أكبر سردية التاريخ مكانها، عبر التأكيد على أن أوروبا قارة مسيح ي ة الثقافة بشكل حصةر ! في حين أن ااقيقة هي أن ِّ أوروبا قارة متعد دة الثقافات بشةكل لا يقبةل غةير الشمولية والتكامل! فمنذ أكثر من 1500 عام وهوية أوروبا الثقافيةة تتشةك ل، بشكل حصر ، عن طريق تفاعل مؤث ِّ رات ثقافية متعد ِّ دة ومتنو ُ عة، مع دور م َ ه ْ ي ِ ن م لعناصر ثقافية، هي نتاج اارارات اليهودية المسيحية - والإسلامية . وكمةا هةو
ومعر ف، فإن أصول هذه الديانات التوحيدية الثلاث ومهد ولادتها ه و قارة آسيا، وروبية، وهذه ااقيقة فكلها وافدة على القارة ا وبالتا ، ، في ذاتها تنةز مةن كل تلك الديانات حق ِّ ها في اد ة ً عاء حصرية تمثيلها لهوية أوروبا الثقافية دون ا عةن ف . غيرها أوروبا لم تكن، في أي ة مرحلة من مراحل تارصها، قارة أحادية الثقافةة، ، فلا يمكنها بأي وبالتا ة حال أن تكون قارة حصرية للثقافة المسيحية. لذا، فةإن ِّ مراوحة المكان والإصرار على البقاء داخل حي ز إطار التزوير القائل بالتناقض بةين "أوروبا المسيحية" و"الإسلام - غير ا ةوروب في النتيجة تعميق انقسةام ي"، يع وروبية، وهو ما صلية للهوية الثقافية ا الوحدة ا مواههةة يةؤد مباشةرة إ الفصل بين سكان أوروبا على أساس الانتماء الةدي ديمورافية داخل أوروبا، وإ أو الثقافي. فسياسة ضةد ال الإصرار على أيديولوهية التمييز الثقافي والةدي عناصةر ِّ الإسلامية المكو العناصر المسيحية وروبية لصا نة للهوية ا ت تعارض مع المبةاد ديان الاحترام المتبادل بين الثقافات والشعو وا المعاصرة الداعية إ ، ا كما أنهة ت تؤكد البابع غير السياسي للهوية بدو في تناقض صارخ مع ااقائق التارصية ال الثقافية تشك وروبية الشاملة ال ا لت عبر الوهود المكث ف المتةزامن والتفاعةل المستمر ، عبر قرون عديدة ، بين العناصر المسيحية والإسلامية لتلك الهوية. تنفيةذ هذه السياسة عملي َّ ا، يؤد ، بل لقد أد التشكيك وتهديد الاحتةرام ى بالفعل إ المتبادل الثابت بين أكبر وأهم التقال يد الدينية والثقافية للمسيحية والإسلام،
وبالتا
تهديد السلام في أوروبا وفي العالم! إ
01
المهم لهذا الكتا هو في هذا السياق، فإن الهدف الثا ا لتحذير من المخاطر تؤكةد الكامنة في رفض قبول المساواة بين الإسلام والمسيحية ونفي ااقائق ال ذلك الوهود الثابت للعن وروبية. اصر الثقافية المسيحية والإسلامية في الهوية ا اليوم، وأكثر من أ وقت مرى، نؤكد على أن قيمة الاعتراف بالمساواة بين تلفتين، والإقرار بأنهما ثقافت المسيحية والإسلام، كديانتين ا َ ن و ِ ايند ن أوروبية ن ا على قدم المساواة، هو شر أساسي وضرور يتبل به الاحترا م والتعاون بين هذين وروبيين والنمبين ااراريين وما أنتجاه من أيديولوهيات النموذهين الثقافيين ا ً سياسية، وهو شر أساسي وضرور أير وروبيةة ا لرمان بقاء أصالة الثقافة ا وتبو ِّ فالتأكيد على البابع متعد د الثقافات للهوية ا
صيلة وروبية ا ؛ حيةث تكون العناصر المسيحية و الإسلامية ممثلة فيها على قدم المساواة، هو اليةوم مةن أوروبا مع نفسها واستعادتها، بنجاح، قيق تصا همية اااسمة بمكان، من أهل ا لكل إمكاناتها الإبداعية . ً وأخير ا، فإن المؤل ُ ف ي عر عن امتنانه لمركز الجزيرة للدراسات ارصه علةى طباعة هذا الكتا وتق الجمهور العر ديمه إ بةي َّ العريض. كما يتقةد ة م المؤل ف َ بأح ِّ ر عبارات الشكر والتقدير، ل لزميل، الدكتور كريم الماهر ، على ما بذله مةن اللوة العربية. ههد في ترةة هذا الكتا إ
رها.
01
مدبي
تشك ل أوروبا على امتداد قةرون
بالقارة الثقافية ؛
َّ عر ُ ت أوروبا ف
حيث شهد
طويلة تفاع ً تزنانةه مةن المسيحية والإسلام وما َّ تراث حرار . فتاريخ هذا التفاعل وةلة ما تمخ ض عنه من نتائج تؤكد ، بمةا لا ا يد ً للشك لا ، ُ أن هوية أوروبا ليست أ ٍّ حادية الثقافة وأن ليس من التراث لهاتين الد الدي ي انتين ما ُ ي ما نهمك من فرض حق ماه ااصر على هذه الهوية، ولا ٍّ يمكن صلي للحرارة والقةيم وةلةة منهما تقديم نفسها على أنها الممثل ا التراث الر ورو وحي ا بةي! في الوقت ذاته، فإن هذا ال تاريخ ُ الم َ فع ِّ م بالتفاعل يمنع كةل إمكانيةة اد عةاء صلي بإضفاء وصف السكان ا علين عبى الانتماء ُ ى سكان القارة وتأسيسه على م ، وهو الدي ُ ما ي ِّ عز أوروبا من يهود ز في نفس الوقت حقيقة المساواة بين مواط - مسيحيين ومن مسلمين. وروبية يتأل مو سكان القارة ا في هذا السياق، فإن ف مةن اليهةود - خرى على المسيحيين ومن المسلمين ومن معتنقي الديانات ا ٍّ حد سواء، بمن فيهم بلق عليةه وصةف ُ ما ي الملاحدة، وكل أولئك ينتمون إ - سةكان أوروبةا صليون ا - ، وبالتا فإن سؤال: "ماذا يفعل المسلمون في أوروبا؟" هةو نفةس السؤال: "ماذا يفعل اليهود - المسيحيون في أوروبا؟" ؛ ن هذ ي يقوداننا ين ن السؤال طرح سؤال سخيف وبلا مع إ :هو ، وروبيون في أوروبا؟" "ماذا يفعل ا إن . ُ مثل هذا السؤال بهذه الصياغة ي ِ وه ب على المسلمين التحفز لتأكيد موقفهم ورفع ِّ ثم ُ وروبةيين، وأن ي رؤوسهم والنظر مباشرة في أعين غيرهم من ا نةوا دورهةم مكث ً ف ا بين الد ي انتين اليهودية -
لا
التارصي في تشكيل هوية أوروبا، ويرعو ا أنفسهم في الوضع الذ يسةتحقونه: ن الإسةلام فبةرهم ! أوروبا مساواة تامة غير منقوصة مع نظرائهم من مواط
05
وروبا بدونه أن تكون ما هي عليه اليوم، وبةه أصةبحت على ذلك، وما كان أوروبا كما نعرفها الآن! قيقة! صعبة هي تلك الأوقات التي تتطلب شجاعة كبرى لقول ا موضو هذا المشرو هو قول ااقيقة حول رس وخ العناصر الإسةلامية في ا أو وروبية! وهذا يع لهوية ا ً لا ِّ وقبل كل شيء ات اه ليل نقد وتقييمي للا با كم علاقة أوروبا وتعاملها السل السائد الذ بةي ِّ مةع حقيقةة أن مكو نةات ُ الإسلام م ة عروي د وروبية. ا في الهوية الثقافية ا َ عل ُ تلك العلاقة الم نة على أنها ً د انعكاس سلبية ُ ا لها في ةلة من الم مارسةات َّ منهجة الموه ُ الاهتماعية المفروضة والم هة ضد الإ ً سلام باعتباره دين ضةد ا، وبالتا مر هنا إذن بمشرو أيديولوهي يبتوي الاسةتعلاء معتنقيه من المسلمين. يتعلق ا . الكو ورو بوضوح أكثر، وفي السياق ا بةي، فإن الهةدف الاسة تراتيجي لهةذا َّ المشرو موه ساس لتشويه الإسلام ه با ؛ باعتباره ديانة لها مشروعيتها ، ً وخيةار ا ديني ً ا متاح ً ا لشعو أوروبا تمام خةرى المسةيحية ا كويره من الخيارات الدينية ا
واليهودية، ويتم فيه توظيف مكثف املات إعلامية تسعى لتسةو ي ق الصةورة النمبية السلبية لمسلمي أوروبا من خلال الانتقاص من وضعهم مقارنة بويرهم من وروبيين المسيحيين واليهود. ا مثل هذه السياسة السلبية تستتبع سلسلة من مظاهر صراعات نفسية وسياسية من قبيل ارتفا نسب عدم التسامح، وشحذ العداء، وتكثيف "خبا الكراهية"، العنف الذ صل واللجوء إ زرة أوسلو ال ( فراد والجماعات ا نف كان دافعها التبرف المعاد للإسلام، وال ذها بيهرينغ بريفيك عام 7011 )، أو أ ً ير في أوروبا والعالم. يديولوهي والدي ا ارتفا في درهة الرفض ا اولات تفسير ظلت / تبرير مثل هذه ااوادث فر ؛ ً لا اولات تفسةير عن السياسات ال ِّ نافية لوهود مكو نات وعناصر إسلامية لا يمكن فصلها أو انتزاعهةا ِّ عنوة من النسيج المكو التخويف مةن أن وروبية من خلال اللجوء إ ن للهوية ا وهود الإسلام والمسلمين يمكن أن يمث ً ل خبر وروبية ا على القيم ا . ظلت تلةك
ف الرحايا من
06
ُ إثباتات أو ح أ أد المحاولات تفتقد إ جج تؤي دها أو تدل ل على صحتها. اهل حقيقة عدم وهود حجج أو إلا أن ِّ إثباتةات هد يةة علةى تلةك ِّ الاد عاءات أمر يمكن توقعه، فهذه الدعاية المعادية للإسلام والمسلمين تمث ً ل مشروع ا ُ ت وذ يه أيدي و ً لوهيا مبنية أساس ا على تشويه وتزوير فاضح للحقائق التارصية. إخفاء ااقيقة في َّ هذا السياق، وبقدر ما هو أمر نتفه ً مه، فهو أير ا دليل غير َّ قابل للد حض على تأكيد الدور الفاعل واااسم للإسةلام في تشةكيل أوروبةا ااديثة. في نفس الوقت، فإن ااقائق التارصية المذكورة، والدور الواضح لتةأثير ُ الإسلام ي َ جهران بقوة و َ ه اهة التأكيدات القائلة بأن الإسلام والمسةلمين يمةث لان ً تهديد وروبية! ا للحرارة وللقيم ا ً في هذا السياق أير ا، يبدو من الررور التحذير مةن أن إلوةاء العناصةر ِّ الإسلامية من مكو وروبية بد نات الهوية ا ً لا من الإقرار بوهودها واافاظ عليها، ديد أعداد المسل اولة للتمييز العنصر و كما أن كل ُ مين الم رض قيمين علةى ا ً وروبية عوض ا قهةم المبلةق في ا عن مساواتهم مع باقي المواطنين والاعتراف العيش ؛ باعتبارهم مواطنين أوروبيين، كل ذلك يمث ً ل تهديد ا حقيقي ا لثقافة الوحةدة وروبية. ا فأوروبا ، ً باعتبارها مفهوم ا ثقافي ا وحراري َّ ا، مكو نة تارصي ا من ت لاقح كثيف ُ اذ و ٍّ حيو بين التقاليد اليهودية - المسيحية والإسلامية ، ولهذا . فإن أي ة اولةة لاستثناء العناصر الإسلامية من هذا السياق، سيبرح بشكل مباشر قرةية بقةاء أوروبا نفسها وتأكيد هويتها ؛ باعتبارها قارة ثقافية! العواقب السياسية لمثل هذه الرؤية وأهميتها بالن سبة لتقب ل ااقيقةة التارصيةة المتعلقة بالإسلام والمسلمين وأدوارهم الخ لا وروبية، في إطار قة في تأسيس الهوية ا ُ العرض الذ طرحناه في مقدمة هذا البحث، قد ي ا ظهره العرض التحليلي المركز َّ الت َّ لهم للواية الذ قد ُ ثاقفي والم مه المفكر إدوارد سعيد، في دراسته: "ا لاستشراق". ِّ عر ُ ي ف إدوارد سعيد مفهوم الاستشراق، في هذه الدراسة الرائعة، ة ً وتبع ا لةذلك ُ ي ِّ عر ف في الوقت عينه الإسلام والتقاليد الثقافية ة ُ الإسلامية، ومما صل ية إل ه أن مصبلح الاستشراق ذاته يقع بالت أ كيد خارج وروبية المنبقة ا بأكملها، وبالتةا
07
فيه مع مفهوم أوروبا نفسه ؛ باعتباره ذلةك الآخةر
فهو يتعارض بشكل لا َّ
شك
المختلف عن ماهيتها . راد وضعه بين الشرق وأوروبا، يتنةاقض علةى وهةه ُ هذا التراد الصريح الم ول مع كون العلاقة بين الإسلام وأوروبا في الواقع لا تقوم على التحديد، وفي المقام ا ً الاختلاف والتراد أبد ا، بل هي دليل مل موس على مدى الظلم الذ ُ أ ريد إحاطتةها عمةى في تةاريخ العلةوم التزويةر ا به، وعلى نشر المفاهيم الخاطئة واللجوء إ الاهتماعية، وال ذ َّ ِّ الاد إ ملان بالتأكيةد عاء الكاذ بأن الإسلام وأوروبا يلاتق تلفة غير قابلة للاختزال في قاسم واحد مشترك. ومةا صة د ثقافية اغه إدوارد ِّ سعيد في الفقرة التالية يفن ِّ د مثل ذلك الاد عاء الذ صالف ااقيقة التارصية بمجملها:
ى أد
ً أيض ا، الأراضيي الأكثير
ِّ ليمث
وحسب؛ بل
الشرق ً اجار
لأوروبا
"ليس
ضيارات واللتيات ؛ وهو مصيدر ا ً ل بالنسبة لها أيض ا أحد أعمق المفياهي ِ تماي ُ ف أو الم ز. بالإضافة إلى ذلك، فقد سياعد ِّ كما أنه يمث
والمستعمرات الأقدم لها
ً
ً اتساع ا
وغناء
ُ والثقافات الم ِ ناف سة لأوروبا، ِ وأكثرها دلالة على الآخر المختل
) على تحديد تصورها عن ذاتها وفكرها، وشخصيتها، َ أوروبا (أو الترب
ُ الشرق
برة من خلال قياس ما لد وأكسبها ا ي ها بما لدى الآخر". لكن، أشرنا أن سبق ما وك هيإل ً فإن ا، سابق
ااقيقة التارصية موةايرة ة ً ا تمام للتقييم الذ َّ مه قد إدوارد كان أنه مع سعيد، ً تقييم ا َّ افع ً لا بشكل ويتناغم مةع عام الموقف / الترليل اه المشرق، بما في يع المقةام ول ا الموقةف مةن الإسةلام والمسلمين! فهذا الموقف، الذ لم يستبع ح إدوارد نفسه سعيد التخل منةه، قد تشك الواقع في ل امتداد على قرون من طويلة التقاليد َّ الموه هة أيديولوهي مةن ا أهل ريف الوقائع التارصية وصناعة ساطير ا حول أوروبةا في علاقتةها مةع الإسلام ، وتصويرهما كمفهومين ملان ثقافتين تلفةتين وتفسةيرين ةتلفين للحقا ئق والمعبيات! أن حين في الوقائع التارصية تؤكد علةى لا حقيقةة يمكةن إنكارها، يلي: كما وهي أو ً نأ :لا الإسلام ؛ باعتباره هوهر الشرق مفهوم ليس ، فقط ً ا متاخم وروبةا هو، بل وبصفته ً تقليد ا أوروبي ا، َ دم ُ بشكل جم في كامل النسةيج ورو ا بةةي.
08
وسع ا غ وا قدم وا ال استعمرتها أوروبا، إن بل
ليست أراضي الإسلام هي
مستعمرات إسةلامية.
ٍ أراض وأقدم